"وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة". من هم؟ وكيف نوفقها مع التاريخ والواقع؟

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
آل عمران 55
"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ"
اختلف المفسرون فيها..
نقل القرطبي أن المخاطب بـ "اتبعوك" هو الرسول محمد، لا عيسى. (وهو قول أراه ضعيفا)
وقيل أن التبعية الحقيقية لرسالة عيسى هي اتباع الإسلام. وبالتالي هناك احتمالان:
المقصودون هم أتباعه الحواريون، أو المسلمون بعد الرسالة المحمدية.
لكن ألم ينهزم الحواريون أمام الكفار، ثم ضاعت الديانة لقرون ولم تكن تبعية حقيقية؟
وهل ينتصر المسلمون دائما على الكفار؟ هل للمسلمين اليوم الغلبة على اليهود؟!
ولتلافي هذا التعارض مع الواقع التاريخي قيل أن الغلبة هنا قد تكون بالحجة والبرهان، لا بالقوة والسلطة.
وقيل أيضا في التبعية أنها ربما تبعية بالاسم فقط، أي تبعية عبادة النصارى للمسيح. وهم فوق اليهود دائما في السلطة. (هل نفهم من هذا أنه لا وجود لتسلط يهودي على المسيحية الغربية؟)

ما أصح الآراء التفسيرية في هذه الآية، بحيث يتفق الرأي مع التاريخ والواقع؟

الأسئلة باختصار هي:
- من هم "الذين كفروا" المقصودين في الآية؟ اليهود، أم الرومان الوثنيون، أم النصارى؟
- "اتبعوك" مقصود بها عيسى أم محمد؟
- التبعية حقيقية (حواريون ثم المسلمون) أم اسمية (النصارى)؟
- الفوقية سلطوية (غلبة سياسية عسكرية) أم نقاشية (حجة وبرهان)؟

لقد احترت فيها في الحقيقة، خصوصا وأن كثيرا من المفسرين القدماء يحكمون عليها بالنظر لواقعهم السياسي في زمنهم (ما كان أحدهم يتصور قيام إسرائيل وتسلطها على المسلمين! وكانوا يتصورون أيضا أن معاداة الأوروبيين للسامية ستستمر للأبد، ولم يتوقعوا تحالف اليهود والنصارى بعد الحرب العالمية الثانية)، وبعضهم أيضا غير دقيق في معلوماته التاريخية عن تاريخ المسيحية في بدايتها (فترة اضطهاد اليهود للحواريين، ثم اضطهاد الرومان لليهود بتدمير الهيكل الثاني ثم اضطهاد الرومان للمسيحيين المؤلهين لعيسى وهو اضطهاد استمر 3 قرون)
 
نسيت أن أضيف سؤالا عن علاقة الآية بآية الصف 14:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ"
- من هم "الذين آمنوا" هنا؟ المسلمون بعد البعثة المحمدية؟ أم طائفة من بني إسرائيل آمنت برسالة عيسى عليه السلام؟
- التأييد هل هو مادي أم معنوي؟ ظهور بالحجة أم ظهور بالسلطة؟

واضح أن 3:55 مرتبطة بـ 61:14
 
السلام عليكم ورحمة الله

يقول ابن عطية : " قال جمهور المفسرين بعموم اللفظ في المتبعين ، فيدخل في ذلك أمة محمد لأنها متبعة لعيسى ... ، وكذلك قالوا بعموم اللفظ في الكافرين .
فمقتضى الآية : إعلام عيسى عليه السلام أن أهل الإيمان به - كما يجب - هم فوق الذين كفروا ، بالحجة والبرهان، وبالعزة والغلبة " .

المقصود هم اتباع عيسى ومحمد معا والفوقيه بالحجه والغلبه معا

والايه الاخرى يقول الطبري
"وقوله: ( فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ ) يقول: فقوينا الذين آمنوا من الطائفتين من بني إسرائيل على عدوهم، الذي كفروا منهم بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بتصديقه إياهم، أن عيسى عبد الله ورسوله، وتكذيبه من قال هو إله، ومن قال: هو ابن الله تعالى ذكره، فأصبحوا ظاهرين، فأصبحت الطائفة المؤمنون ظاهرين على عدّوهم الكافرين منهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل."

ولم يذكر معنى الظهار هنا بالغلبه ام لا الا ان ابن كثير رحمه الله ذكر انها بالغلبه

"فأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يزالون ظاهرين على الحق ، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ، وحتى يقاتل آخرهم الدجال مع المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، كما وردت بذلك الأحاديث الصحاح ، والله أعلم ."
 
المقصود هم اتباع عيسى ومحمد معا والفوقيه بالحجه والغلبه معا
وعليكم السلام ورحمة الله.
كيف يدخل فيها التأييد بالغلبة العسكرية في حين أنه كما قلت
ألم ينهزم الحواريون أمام الكفار، ثم ضاعت الديانة لقرون؟
وهل ينتصر المسلمون دائما على الكفار؟ هل للمسلمين اليوم الغلبة على اليهود؟!
ما نعلمه من التاريخ أن طائفة المؤمنين بنبوة عيسى لم تنتصر بالغلبة لا على اليهود ولا على الرومان ولا على مؤلهي عيسى.
وما نراه في الواقع أن المسلمين اليوم غير متغلبين على اليهود ولا على مؤلهي عيسى.
فهل كلمة "إلى يوم القيامة" لا تشمل الفترات البينية، ما بين رفع عيسى وبعثة محمد، وما بين تدهور الخلافة الإسلامية إلى نزول عيسى؟!

أما في آية الصف، فكيف يكون التاييد المقصود هو التأييد بمحمد، في حين أن:
- الطائفة المؤمنة بنبوة عيسى كانت منقرضة عند البعثة المحمدية، ولم يبق منها إلا أفراد متفرقون، وانتفى وصفها بأنها طائفة
- الآية تحكي للصحابة موقف الحواريين، وتحثهم على الاقتداء بهم في الجهاد، وتطمئنهم أن الله قد نصر الحواريين قديما وأيدهم على عدوهم عندما امتثلوا لأمر الجهاد.. فتأييد الله للحواريين قديم، قبل بعثة محمد..

وسورة الصف كلها عن القتال والجهاد، كما هو واضح. فكيف نوفق هذا مع ما نعرفه من التاريخ عن عدم نشوب قتال بين الحواريين وأعدائهم؟!
كانت هناك حروب بين اليهود وبين الوثنيين الرومان، انهزم فيها اليهود وهدم الرومان الهيكل الثاني. أما المؤمنون بنبوة عيسى فلم نسمع عنهم في التاريخ.
وما نعلمه عن طائفة مؤلهي عيسى أنهم كانوا مستسلمين للاضطهاد الروماني، واختاروا ما يصفونه بـ "الاستشهاد السلمي" وعدم القتال.

لا تزال المشكلة قائمة للأسف، إذ يصعب توفيق الآيتين مع الواقع الحالي ومع التاريخ.
 
عودة
أعلى