وتلووا بحذف الواو الاولى ولامه فضم سكوناً لست فيه مجهلا

[مدثر خيري]

قال الإمام الشاطبي - رحمه الله- ورضي عنه:
وتلووا بحذف الواو الاولى ولامه ** فضم سكوناً لست فيه مجهلا
قوله: بحذف الواو الاولى. هل هو تبرع من الإمام الشاطبي؟ لأن الإمام أبو عمرو لم ينص في التيسير على حذف الواو الأولى ولا الثانية، وإنما قال: ابن عامر وحمزة (وإن تلووا) بضم اللام وإسكان الواو، والباقون بإسكان اللام وبعدها واوان الأولى مضمومة والثانية ساكنة.

 

[أحمد نجاح]

قول الداني (بضم اللام ) يفيد أن الواو الأولى (المضمومة ) هي المحذوفة . لماذا ؟
لأنه أمر بضم اللام حتى تتجانس مع الواو الساكنة .
وإلا فلا يعقل أن تكون الواو الثانية (الساكنة ) هي المحذوفة ، ثم نقوم بعد ذلك بتسكين الواو المضمومة ، ثم ضم اللام من أجل المجانسة .لذا فاستغناء الداني عن تحديد الواو بالأولى في غاية الوضوح ، لما أسلفت ذكره

 

[مدثر خيري]

وإلا فلا يعقل أن تكون الواو الثانية (الساكنة ) هي المحذوفة

إذا رجعنا إلى الرسم على قراءة الجمهور فإن المحذوف الواو الثانية، والذي نصَّ عليه الشاطبي حذف الواو الأولى!
قال الإمام الخراز:
فصل وقل إحداهما قد حذفت ** مما لجمع أو بناءٍ دخلت
كنحو ووري ويستوون ** موءودة داوود والغاوون
ورسم الاولى في الجميع أحسن ** وفي يسوءوا عكس هذا أبين
والذي ذكره الخراز في هذه الأبيات من رسم الواو الاولى موافق لما ذكره الداني في المحكم وأبو داوود في أصول الضبط كما ذكر ذلك المارغني.

 

[ايت عمران]

يظهر لي يا شيخ مدثر أن المسألة لا علاقة لها بالرسم، وأن الذي دعا الإمام الشاطبي للقول بحذف الواو الأولى هو إرادة الاختصار، لأنه لما قال ذلك بقي أن ينبه على ضم سكون اللام، فنبه عليه، وعلمت بذلك كيفية القراءة.
أما لو قال بحذف الواو الثانية فيحتاج إلى النص على تسكين الواو الباقية، وفي ذلك تطويل لا يتناسب مع النظم.
وكذا إذا لم يقيد الواو لا بالأولى ولا بالثانية فسيضطر إلى التفصيل في حال الواو الباقية.
والله أعلم