سالم خليفة الهواش
New member
توجيه النفس الحامدة لمعنى وترى الجبال تحسبها جامدة
بسم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
قال الله تعالى (( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون ))) (88) سورة النمل
شرح الآية ( وترى) من الرؤية البصرية لأنه لم يتعد إلى مفعولين والفاعل لم يسم حتى يعم كل من يتأتى منه الرؤية البصرية فتشمل الرؤية ،، الكبير والصغير والمسلم والكافر و الذكر والأنثى والرائي البعيد للجبال والرائي القريب منها ،
( وتحسبها ) يعني تظنها فأي راءٍ يرى وينظر إلى الجبال يحسبها ويظنها جامدة وهي تمر مر السحاب وهذا يكون في الآخرة على قول كثير من المفسرين ،، وأن معنى جامدة أي ثابتة أو قائمة وعلى هذا يكون معنى الآية أن الرائي القريب والرائي البعيد من الجبال يوم القيامة يراها ويحسبها ثابتة أو قائمة وهذا لا يتناسب نعم قد يكون البعيد يراها ثابتة لكن القريب ليس كذلك
فالجيش العظيم الكثيف لو سار أمامك لرأيته وأنت بعيد عنه تحسبه ثابت لكن الرائي القريب من الجيش يراه يتحرك بوضوح و كذلك هذه الأزمان ترى الازدحام في المطاف حول الكعبة وانت بعيد عنه وتحسب أن الناس وقوف لكن القريب يراهم بوضوح أنهم يتحركون ..
فالجبال يوم القيامة ما هي إلا هباءً منبثباً فهي ليست موجودة قال تعالى ( وترى الأرض بارزة ) يعنى ليس عليها شي لا جبال ولا أشجار ولا أنهار
وكذلك الرؤية البصرية في يوم القيامة ليست كالرؤية في الدنيا يرى الأشياء في حالة يحسبها ويظنها في حالة أخرى فالبصر يكون يوم القيامة حاد وقوي قال تعالى ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) يعني حادٌ وقويٌ . وفي حديث جمع الناس يوم القيامة قال أبوهريرة
أُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا بلحمٍ فقال : ( إنَّ اللهَ يجمعُ يومَ القيامةِ الأولينَ والآخرينَ في صعيدٍ واحدٍ ، فيُسمعهمُ الداعي وَيُنْفِذُهُمُ البصرُ ،،،،، ) صحيح البخاري 3361 وينفذهم البصر يعني يحيط بهم ويتجاوزهم وينظر لأولهم وآخرهم لأن الأرض بارزة مستوية لا جبال ولا أشجار يعيق الرؤية ،، فأي راءٍ ينظر ويبصر بنظرٍ حادٍ وبصر ٍنافذ ففي النفخة الأولى في الصور تحمل الأرض والجبال فتدكا دكة واحدة فتصبح الجبال الصم الشامخات الشاهقات كثيبا مهيلا قال تعالى ﴿فَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ نَفخَةٌ واحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الأَرضُ وَالجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً فَيَومَئِذٍ وَقَعَتِ الواقِعَةُ﴾ [الحاقة: ١٣-١٥ فوقت وقوع الواقعة تكون الجبال مندكة قال تعالى ﴿يَومَ تَرجُفُ الأَرضُ وَالجِبالُ وَكانَتِ الجِبالُ كَثيبًا مَهيلًا﴾ [المزمل: ١٤]
فبعد الرجفة تكون الجبال كثيبا مهيلا أي رملاً متناثراً سائلاً ثم تبس وتنسف في الهواء ،، قال تعالى (﴿وَيَسأَلونَكَ عَنِ الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها رَبّي نَسفًا فَيَذَرُها قاعًا صَفصَفًا لا تَرى فيها عِوَجًا وَلا أَمتًا﴾ [طه: ١٠٥-١٠٧] فلا وجود للجبال يومئذٍ إنما هي هباءً وهذا الهباء الذي لا يرى إلا في ضوء الشمس منبثاً في السماء أي متفرق ويمر كمرور السحاب في الدنيا يسحب في السماء سحباً وقال تعالى
﴿إِذا رُجَّتِ الأَرضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الجِبالُ بَسًّا فَكانَت هَباءً مُنبَثًّا﴾ [الواقعة: ٤-٦] والرج هو الزلزلة أي تضطرب اضطرابا شديدا وتكسر والبس هو الفت فتفتت الجبال تفتيتاً ،،
فهي تسير بعد النسف والبس وهي غير متماسكة بل هي هباءً منبثاً وعهنٍ منفوش أي متفرق
تسير سيراً محققا واضحا لكل راءٍ
كما في قوله تعالى ( ﴿يَومَ تَمورُ السَّماءُ مَورًا وَتَسيرُ الجِبالُ سَيرًا﴾ [الطور: ٩-١٠]
وليس سيرا بطيئا لأن النسف والبس يدل على القلع والتفتيت بقوةٍ عظيمة يجعلها تسير سيرا محققا واضحا لكل راءٍ قريب أم راءٍ بعيد
فصارت الجبال بهذا السير في سماء يوم القيامة مثل السحاب الذي من خفته ينسحب في سماء الدنيا
فاللي يظهر لي من معنى الآية والله أعلم ؛
أن قوله تعالى ( وترى الجبال ) لكل راءٍ تحسبها تظنها جامدة أي صلبة قوية هذا في الدنيا لأن هذا الحسبان والظن موجود عند الناس الأولين والآخرين حتى سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجبال فجاء الرد أنها تنسف نسفا كما قال تعالى
﴿وَيَسأَلونَكَ عَنِ الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها رَبّي نَسفًا فَيَذَرُها قاعًا صَفصَفًا لا تَرى فيها عِوَجًا وَلا أَمتًا﴾ [طه: ١٠٥-١٠٧]
وقد بحثت في كتب أهل اللغة حسب جهدي فلم أجد في أقوالهم أن معنى جامدة أي ثابتة
وقد وجدت في كتب اللغة ( مخه جامدة ) أي صلبة ( وعين جامدة ) أي قليلة الدمع
وقوله تعالى ( وهي تمر مر السحاب ) هذا في الآخرة يعني من خفتها بعد ما كانت في حسبان الناس قوية صلبة فالذي خلقها بالقوة العظيمة في وقت حاجة الأرض لها حتى لا تميد نسفها يوم القيامة نسفاً جعلها تسير في السماء هباءً منبثاً مثل السحاب في الهواء يسحب سحباً عندما زالت الحكمة من بقائها فهذا دليل على حسن صنعة الخالق ,.. ولازالت الأمثال بين الناس في الأولين والآخرين تضرب في قوة وصمود وشموخ الجبال وأنها لا تتغير بالأحوال الجوية فهي في نظر الناس جامدة قوية صلبة فبقيت على مر الأزمان ....
والحمد لله أولا وآخرا وهو الهادي إلى سواء السبيل
والله أعلم وصلى الله وسلم على الهادي البشير وعلى آله وصحبه وسلم
بسم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
قال الله تعالى (( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون ))) (88) سورة النمل
شرح الآية ( وترى) من الرؤية البصرية لأنه لم يتعد إلى مفعولين والفاعل لم يسم حتى يعم كل من يتأتى منه الرؤية البصرية فتشمل الرؤية ،، الكبير والصغير والمسلم والكافر و الذكر والأنثى والرائي البعيد للجبال والرائي القريب منها ،
( وتحسبها ) يعني تظنها فأي راءٍ يرى وينظر إلى الجبال يحسبها ويظنها جامدة وهي تمر مر السحاب وهذا يكون في الآخرة على قول كثير من المفسرين ،، وأن معنى جامدة أي ثابتة أو قائمة وعلى هذا يكون معنى الآية أن الرائي القريب والرائي البعيد من الجبال يوم القيامة يراها ويحسبها ثابتة أو قائمة وهذا لا يتناسب نعم قد يكون البعيد يراها ثابتة لكن القريب ليس كذلك
فالجيش العظيم الكثيف لو سار أمامك لرأيته وأنت بعيد عنه تحسبه ثابت لكن الرائي القريب من الجيش يراه يتحرك بوضوح و كذلك هذه الأزمان ترى الازدحام في المطاف حول الكعبة وانت بعيد عنه وتحسب أن الناس وقوف لكن القريب يراهم بوضوح أنهم يتحركون ..
فالجبال يوم القيامة ما هي إلا هباءً منبثباً فهي ليست موجودة قال تعالى ( وترى الأرض بارزة ) يعنى ليس عليها شي لا جبال ولا أشجار ولا أنهار
وكذلك الرؤية البصرية في يوم القيامة ليست كالرؤية في الدنيا يرى الأشياء في حالة يحسبها ويظنها في حالة أخرى فالبصر يكون يوم القيامة حاد وقوي قال تعالى ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) يعني حادٌ وقويٌ . وفي حديث جمع الناس يوم القيامة قال أبوهريرة
أُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا بلحمٍ فقال : ( إنَّ اللهَ يجمعُ يومَ القيامةِ الأولينَ والآخرينَ في صعيدٍ واحدٍ ، فيُسمعهمُ الداعي وَيُنْفِذُهُمُ البصرُ ،،،،، ) صحيح البخاري 3361 وينفذهم البصر يعني يحيط بهم ويتجاوزهم وينظر لأولهم وآخرهم لأن الأرض بارزة مستوية لا جبال ولا أشجار يعيق الرؤية ،، فأي راءٍ ينظر ويبصر بنظرٍ حادٍ وبصر ٍنافذ ففي النفخة الأولى في الصور تحمل الأرض والجبال فتدكا دكة واحدة فتصبح الجبال الصم الشامخات الشاهقات كثيبا مهيلا قال تعالى ﴿فَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ نَفخَةٌ واحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الأَرضُ وَالجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً فَيَومَئِذٍ وَقَعَتِ الواقِعَةُ﴾ [الحاقة: ١٣-١٥ فوقت وقوع الواقعة تكون الجبال مندكة قال تعالى ﴿يَومَ تَرجُفُ الأَرضُ وَالجِبالُ وَكانَتِ الجِبالُ كَثيبًا مَهيلًا﴾ [المزمل: ١٤]
فبعد الرجفة تكون الجبال كثيبا مهيلا أي رملاً متناثراً سائلاً ثم تبس وتنسف في الهواء ،، قال تعالى (﴿وَيَسأَلونَكَ عَنِ الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها رَبّي نَسفًا فَيَذَرُها قاعًا صَفصَفًا لا تَرى فيها عِوَجًا وَلا أَمتًا﴾ [طه: ١٠٥-١٠٧] فلا وجود للجبال يومئذٍ إنما هي هباءً وهذا الهباء الذي لا يرى إلا في ضوء الشمس منبثاً في السماء أي متفرق ويمر كمرور السحاب في الدنيا يسحب في السماء سحباً وقال تعالى
﴿إِذا رُجَّتِ الأَرضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الجِبالُ بَسًّا فَكانَت هَباءً مُنبَثًّا﴾ [الواقعة: ٤-٦] والرج هو الزلزلة أي تضطرب اضطرابا شديدا وتكسر والبس هو الفت فتفتت الجبال تفتيتاً ،،
فهي تسير بعد النسف والبس وهي غير متماسكة بل هي هباءً منبثاً وعهنٍ منفوش أي متفرق
تسير سيراً محققا واضحا لكل راءٍ
كما في قوله تعالى ( ﴿يَومَ تَمورُ السَّماءُ مَورًا وَتَسيرُ الجِبالُ سَيرًا﴾ [الطور: ٩-١٠]
وليس سيرا بطيئا لأن النسف والبس يدل على القلع والتفتيت بقوةٍ عظيمة يجعلها تسير سيرا محققا واضحا لكل راءٍ قريب أم راءٍ بعيد
فصارت الجبال بهذا السير في سماء يوم القيامة مثل السحاب الذي من خفته ينسحب في سماء الدنيا
فاللي يظهر لي من معنى الآية والله أعلم ؛
أن قوله تعالى ( وترى الجبال ) لكل راءٍ تحسبها تظنها جامدة أي صلبة قوية هذا في الدنيا لأن هذا الحسبان والظن موجود عند الناس الأولين والآخرين حتى سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجبال فجاء الرد أنها تنسف نسفا كما قال تعالى
﴿وَيَسأَلونَكَ عَنِ الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها رَبّي نَسفًا فَيَذَرُها قاعًا صَفصَفًا لا تَرى فيها عِوَجًا وَلا أَمتًا﴾ [طه: ١٠٥-١٠٧]
وقد بحثت في كتب أهل اللغة حسب جهدي فلم أجد في أقوالهم أن معنى جامدة أي ثابتة
وقد وجدت في كتب اللغة ( مخه جامدة ) أي صلبة ( وعين جامدة ) أي قليلة الدمع
وقوله تعالى ( وهي تمر مر السحاب ) هذا في الآخرة يعني من خفتها بعد ما كانت في حسبان الناس قوية صلبة فالذي خلقها بالقوة العظيمة في وقت حاجة الأرض لها حتى لا تميد نسفها يوم القيامة نسفاً جعلها تسير في السماء هباءً منبثاً مثل السحاب في الهواء يسحب سحباً عندما زالت الحكمة من بقائها فهذا دليل على حسن صنعة الخالق ,.. ولازالت الأمثال بين الناس في الأولين والآخرين تضرب في قوة وصمود وشموخ الجبال وأنها لا تتغير بالأحوال الجوية فهي في نظر الناس جامدة قوية صلبة فبقيت على مر الأزمان ....
والحمد لله أولا وآخرا وهو الهادي إلى سواء السبيل
والله أعلم وصلى الله وسلم على الهادي البشير وعلى آله وصحبه وسلم