الحمد لله رب العالمين ، ولا إله إلا الله الأحد الصمد الذي لم يكن له كفوا أحد ، وصلى الله وسلم على العبد السيد الأمي العالم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ... اللهم ارزقنا الهدى والسداد
إن من آمن بأن القرآن هو كلام الله الذي خلق الأكوان ، فسيصدق بجميع ما احتواه القرآن من تفاصيل غيبية ، وسيخضع لكل أحكام الإسلام مهما كانت مخالفة لتفكيره وعاداته .
ولذا بذل الكفرة جهودا حثيثة ليل نهار، علَّهم أن يثبتوا أن القرآن ليس هو كلام رب الإنسانية ، وتظاهروا بأنهم يحاولون إقناعنا وإقناع أنفسهم بأن هذا القرآن إنما هو كلام بشري اخترعه محمد صلى الله عليه وسلم ، فجاءهم التحدي من الله كما يلي :
"إن كان القرآن ليس بكلام خالق ، وإنما هو كلام مخلوق ، فأنتم أيضا مخلوقات فاخترعوا قرآنا مثلما اخترع محمد قرآنا كما زعمتم"
قال الله سبحانه :
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
أما كفرة قريش فقد فهموا هذا التحدي ، فعرفوا عجزهم عن الإتيان بمثل القرآن ، فوقفوا بائسين
يائسين
بالسين
كالحين
مشدوهين
مبهوتين
فقاموا باختيار الطريق الثاني الأسهل عليهم وهو مقاتلة الرسول صلى الله عليه وسلم
بعد أن ألقوا التهم على عواهنها كيفما اتفقت فزعموا أن القرآن سحر وبعضهم قال كهانة وبعضهم قال شعر وبعضهم وبعضهم ...الخ
ولم يشعروا بأن توالد أقوالهم وتكاثرها على هذا النحو ليس في صالحهم لأنهم بهذه الاختلاف سيشهدوا على أنفسهم بأنهم مكذبون لبعضهم البعض !
ثم جاءت بعد كفرة قريش _ وخاصة في عصرنا _ خلائق كثيرة قد كـَــثــُـرتْ عَـجـَمـَة ُ ألسنتهم وقــَــلــَّــتْ فقه أفهامهم ، فزعموا أنهم أكثر حذقا من الكفرة السابقين ... !
فأعلنوا قبولهم للتحدي من جديد قائلين: نحن سنأتي بمثل هذا القرآن ...
فدونكم أمثلة لما أوردوه من تحدٍ :
وكدتُ أن أضع أكبر قدر من محاولاتهم تلك ، ولكن لعل تلك الأمثلة كافية لتبيين عدم فهمهم أصلا لمعنى التحدي الذي تحداهم الله به
وأيضا مما يؤكد عدم فهمهم لمعنى التحدي أنهم يسألوننا مرة بعد مرة وبكل صراحة :
وأين وجه الإعجاز في سورة العاديات وفي سورة الكوثر وفي سورة كذا وكذا ...الخ
فسؤالهم ذلك ومحاولاتهم تلك لتدل بكل وضوح أن القوم فعلا لم يفهموا وجه الإعجاز القرآني برمته ، فكيف سيجيبوا عن سؤال لم يفهموه !!؟
كيف يتحدَّوا شيئا لم يسبروا كنهه
لذا فنحن هنا سنبين لهم المقصود من التحدي ونبين لهم ما معنى المثلية في قول الله عز وجل :
( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )
وكما قيل بالمثال يتضح المقال :
فلو أن شخصا اسمه خالد قام باختراع جهاز كهرومغناطيسي جديد، ثم ذكر للناس كيف يمكن أن يصنعوا مثله
فعندها إذا أردنا أن نحث الناس على الابتكارات الجديدة سنقول لهم :
من منكم يخترع مثل خالد ؟
فلو جاءنا شخص قام بتقليد خالد وجاء بمثل اختراع خالد الكهرومغناطيسي حذو القذة بالقذة ثم رفع عقيرته قائلا : اختراعي هذا مثل اختراع خالد ...
لقلنا له : هذا ليس اختراعا بل هذه سرقة علمية تكنولوجية ونسخة كربونية مكررة لاختراع خالد ....
فإن قال: ألم تقولوا نريد "مثل" اختراع خالد ؟
فسنقول له :
إنما طلبنا مثلية تجديد وابتكار وإنشاء
ولم نطلب مثلية تقليد وتكرار واقتباس
نريد اختراعا وليس اقتباسا لشيء مخترع
فيا من أنكرتم أن القرآن رسائل ملك الأكوان ، عندما طالبكم الخالق أن تحضروا مثل كلامه ، فمن السذاجة أن تأتوا بنسخة كربونية أو مقاربة لألفاظ ومعاني القرآن ، ثم تقولوا هذا مثل القرآن .. ! كما هو الحال في تأليفكم التي فرحتم بها ، فكما تسخرون فإنا والله نسخر منكم
لأن مِثلية التحدي هنا ليست مثلية نسخة
ليست مثلية تقليد
ليست مثلية تكرار
...الخ
إنما المثلية المطلوبة
مثلية تجديد
وإبداع
واختلاق
واختراع
تضاهي القرآن
ربما سيبهتوا ثم ينغضوا رؤوسهم ثم ربما سيقولوا وضحوا لنا المثلية التجديدية التي جاء بها القرآن أصلا .
فدونهم جوابنا ...
جاء القرآن ليقرر عددا من المعاني ... منها :
أن الله إله واحد لا إله معه يشاركه، فوجب أن لا يــُـعبد غيره ...
ثم ذكر الله في كتابه أدلة عقلية نظرية تدل على ما تقدم ومن ذلك قوله سبحانه :
قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا
وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
...الخ
فنحن لا نريد منكم أن تأتوا بمثلية تكرارية تقليدية ، لأنكم لو أتيتم بنفس ذلك المعنى ، فستصبحوا مؤمنون مثلنا بأن الله واحد لا شريك له ...
وعندها تنتهي الخصومة بيننا وبينكم
ولكن نريد منكم أن تأتوا بمثلية تجديدية إنشائية ابتكارية اختراعية ...الخ
فعلى سبيل المثال
اخترعوا كلاما تنفون فيه وجود إله
أو
اخترعوا كلاما تثبتون فيه وجود أكثر من إله
أو
اخترعوا كلاما تنفون فيه وجود إله واحد فقط
....
ثم بعد ذلك كله اذكروا (( أدلتكم العقلية النظرية )) على ما قررتموه من اختراعات جديدة ....
فهذه هي المثلية التي نتحداكم أن تأتوا بمثلها
ولن يكون تحديكم على المستوى المطلوب حتى تنظروا من سيقتنع بـأن كلامكم من لدن ملك الأكوان ومن سيتابعكم على كلامكم
وسنزيدكم وضوحا ، حتى لا يكون لديكم عذر بأنكم لم تفهموا المثلية المقصودة في الآيات التالية
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
وقوله سبحانه :
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
وقوله سبحانه :
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
فمن ضمن الأمور التي قررها القرآن
أو سموها
نظرية جديدة
أو سموها
قاعدة جديدة
أو سموها
أصلا جديدا
أو سموها
أسسا
أو سموها ما شئتم من المترادفات فالمهم أن القرآن جاء بشيء هو :
أن البشرية سيعيشوا في هذه الحياة ثم يموتوا ثم يحييهم الله من جديد لتبدأ حياة أخرى أخيرة دائمة باقية يجازى فيها المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته
لقد جاءكم القرآن بذلك المعنى ، ثم أثبته بالأدلة العقلية النظرية
وسنزودكم فقط بمثال واحد من القرآن على كيفية إثبات الله ذلك الأمر بالأدلة العقلية فمثلا قوله سبحانه :
( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) )
ففي تلك الآيات المتتالية ثلاث أدلة عقلية ضخمة تثبت أن :
((البشرية سيعيشوا في هذه الحياة ثم يموتوا ثم يحييهم الله من جديد لتبدأ حياة أخرى أخيرة دائمة باقية يجازى فيها المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته ))
فالدليل العقلي الأول :
أن الذي خلق أول مرة قادر على الإعادة
الدليل العقلي الثاني :
أن الذي خلق المعجزات فأخرج النار من النبات المملوء ماء قادر على أن يجمع ذرات البشر يوم القيامة
الدليل العقلي الثالث :
أن الذي خلق السماوات والأرض وهما أكبر حجما قادر على أن يخلق الأصغر منهما حجما كهؤلاء البشر
_ وطبعا كل ما تقدم على اعتبار أنكم معترفون بأن الله هو الخالق للكون ، أما المنكرون فسنجيبهم بأدلة عقلية أخرى من القرآن تثبت لهم فساد تفكيرهم _
فمن خلال تلك الآيات السابقة نكرر عليكم أن تتذكروا جيدا بأن لا تأتونا بنفس المعاني التي جاء بها القرآن من إثبات اليوم الآخر وما فيه من الجزاء ، فإن فعلتم ذلك فقد أتيتم بمثلية تكرارية ، وسنلزمكم بها فتؤمنوا مثلنا باليوم الآخر وما فيه من الجزاء وهذا سيفض النزاع بيننا وبينكم فأنتم مؤمنون بما نحن مؤمنون به
ولكن لأنكم تنكرون أن القرآن كلام الله فنحن إنما نريد منكم مثلية التجديد فعليكم أن تأتوننا بمعانٍ جديدة تختلف في النتيجة عن معاني ونتائج القرآن ....
فعلى سبيل المثال اخترعوا كلاما تثبتون فيه عدم وجود يوم آخر
أو
عدم وجود الجزاء
ثم أثبتوا ذلك بالأدلة النظرية العقلية
وتذكروا جيدا أننا عندما نقول لكم هاتوا لنا مثل القرآن أو عشر سور مثل سور القرآن أو سورة مثل القرآن
فإياكم أن تنصرف أذهانكم إلى الإعجاز العلمي فكثير من هذا منشؤه استدلالات بشرية مسلمة قد تصيب وقد تخطيء
وحتى التي تصيب منها فكثير منها لا يعرفه إلا طبقة مثقفة في المجتمعات بينما القرآن يخاطب جميع طبقات المجتمع فينبغي أن يكون وجه الإعجاز الأكبر واضح لكل تلك الطبقات لا مختصا بطبقة دون طبقة
وأيضا تذكروا جيدا أننا عندما نقول لكم هاتوا لنا مثل القرآن أو عشر سور مثل سور القرآن أو سورة مثل القرآن
فإياكم أن تنصرف أذهانكم إلى فصاحة اللفظ وجزالته ورونقه ونحو ذلك
فهذا وإن كان فيه إعجاز _تجحدوه أحيانا_ ولكن لا يقدر على اكتشاف وجه التحدي اللغوي في القرآن إلا أهل التخصص في اللغة
بينما القرآن يخاطب كل أصناف البشر وليس أصحاب التخصصات فقط، فينبغي أن لا يكون الوجه الأكبر للإعجاز في اللغة
ومما يؤكد هذا الأمر أن كثيرا من الأنبياء وكثير من الناس أقاموا كل أمور دنياهم ودينهم خير قيام بدون اللغة العربية وذلك في عهود الكتب السماوية السابقة
وهذا يبين لنا بجلاء أن الهدف من نزول القرآن ليس نصر اللغة العربية فحسب وإنما هناك أهداف أكبر من هذا وبكثير
لذا فقد أخطأ من ظن أن وجه التحدي محصور في فصاحة وبلاغة القرآن فحسب
ثم حتى لو خففنا عليكم المهمة فطالبناكم بحصر التحدي فقط في جانب الأسلوب اللفظي للقرآن ، فقد كشفتم عن عجز أضحك من حولكم عليكم .
فالعرب كانوا يعرفون أقسام الكلام من نثر ونظم وشعر ونحو ذلك ، فجاء القرآن بطريقة جديدة في الكلام وهي طريقة البدء بأحرف في كثير من السور وطريقة فواصل الآيات المختومة بكلمات متقاربة الوزن .
فنحن نريد منكم أن تأتوا بأسلوب جديد في الكلام لا يعرفه الناس من قبل ، لا أن تحاكوا أسلوب القرآن كما يفعل مؤلفيكم في محاولاتهم المثيرة للضحك، فيقلدون القرآن في البدء بأحرف مقطعة، ويقلدون القرآن في فواصل الآيات، وهلم جرا ...
فليس هذا إتيان بمثل القرآن وإنما هذا تقليد للقرآن، وستؤول نتيجة هذا التقليد إلى خنوس تحديكم
فضلا على أن ليس هناك ضير كبير في أن يختلف البشر في بعض الأمور المتعلقة باللغة والبيان وطريقة الكلام .
وإنما الضير كل الضير أن تختلفوا معنا فتزعموا أن مع الإله شريك
أو
ولد
أو
أن تصرفوا العبادة لغير الله
أو
أن تزعموا أن ليس هناك بعث وجزاء
ونحو ذلك من أركان الإيمان والإسلام
فهذه هي القضايا الكبرى التي نحن مختلفون معكم فيها والتي جاء بها القرآن
وهذه هي هي بعينها التي نتحداكم أن تأتوا بكتاب مثل القرآن يثبت خلافها
سموها نظريات أو قواعدا أو أصولا أو أسسا أو ما شئتم
فالمهم أنها أمور يتبناها الناس صغار وكبارا ذكورا وإناثا بيضا وسودا فقراء وأغنياء أفرادا وأمما
يحيون عليها ويستميتون لأجلها .
فنحن نريد منكم نظريات مثلها في قوة الثبوت واتساع التأثير
وفوق هذا فمن حقنا أن نطالبكم أن تثبتوا أنها تنشأ من مصدر علوي كما هو حال القرآن الذي يتكلم من جهة علوية
فهذه الطريقة التي لم تخطر ببال شاعر ولا فصيح ولا منظر مهما بعدت نظراتهم وخصبت خيالاتهم لتدل دلالة أكيدة اختلاف كلام القرآن عن بقية كلام البشر .
ولذا نجد حتى الذين لا يفهمون القرآن كيانهم يهتز لمجرد سماع القرآن،
لا لشيء سوى أن القرآن صادر من جهة علوية
وكم من شخص أسلم بعدما اقشعر جلده من كلمات القرآن ثم لانَ جلده وقلبه إلى ذكر الله
ولذا فالذين تحدوا القرآن فألفوا ما ألفوا عندما نسألهم قائلين :
هل هذا الذي ألفتموه هو من كلامكم أم هو من كلام الله ؟
فسيقولون لنا وبكل سذاجة : لا ، بل هو من "كلامنا" ولكن إنما أردنا التحدي كما طلبتم منا ..
فسنقول لهم : ها أنتم أول المعترفين بأن تأليفكم إنما هو من كلامكم وليس من كلام الله ، بينما الرسول كان ليل نهار ينادي الناس بأن القرآن كلام الله .
فكم هو أمر مثير للسخرية والتهكم بكم أن تتحدوا شيئا وأنتم لا تعلموا وجه التحدي فيه !
فانظروا كيف مكر الله بكم من حيث لم تشعروا
وصدق الله إذ قال ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
فالنتيجة النهائية أن القرآن كلام خالق لا كلام مخلوق
عموما ... يا أيها المؤلفون الجدد اتحدوا كلكم بل واطلبوا مساعدة الجن وتذكروا أننا ننتظركم في كل مكان وزمان
وإن شئتم سنبدأ العد من تاريخ اليوم
بل سنضع لكم فراغا لتكتبوا تأريخ بداية محاولاتكم
( / / )
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا
فاتقوا النار
واعلموا أن القرآن كلام خالق الكون ، وقد أمركم فيه بأن تؤمنوا بالله وحده لا شريك له فتعبدوه كما أمركم ولا تشركوا معه أحدا
وتؤمنوا باليوم الآخر فالجنة للطائعين والنار للعاصين
وتؤمنوا بالملائكة وكتب الله ورسل الله وبالقدر خيره وشره
ثم تنفذوا ما أمركم الله به في القرآن من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ونحو ذلك
بارك الله في كاتب الموضوع .. و لهذا الموضوع علاقة بموضوع الاخ الفاضل ( ابو عبدالمعز ) حول الاعجاز في القران و ضرورة ضبط المراد بالاعجاز بتعريف جامع يضع الضوابط و الحدود لهذا المصطلح ..
الأخ صاحب الفضل د. هشام عزمي حفظه الله
صدقتَ وبررتَ وابن القيم يؤيدك قائلا :
" ...حتى الذين راموا معارضته كان ما عارضوه من أقوى الأدلة على صدقه فإنهم أتوا بشيء يستحي العقلاء من سماعه ويحكمون بسماجته وقبح ركاكته وخسته فهو كمن أظهر طيبا لم يشم أحد مثل ريحه قط وتحدى الخلائق ملوكهم وسوقتهم بأن يأتوا بذرة طيب مثله ، فاستحيى العقلاء وعرفوا عجزهم وجاء الحقمان بعذرة منتنة خبيثة وقالوا قد جئنا بمثل ما جئت به فهل يزيد هذا ما جاء به إلا قوة وبرهانا وعظمة وإجلالا ..."
==========
الأخ كريم السجايا عبد الله حسن حفظه الله
صدقت في التنبيه لأهمية البحث عن ضبط وجه الإعجاز
وجزى الله إخواني في كل مكان خيرا كثيرا كبيرا
ولكن لعلك تلحظ تركيز الكثير من الناس على جانب اللغة في القرآن
وهذا وسع رقعة الفهم الخاطيءعند الناس بأن إعجاز القرآن منحصر في اللغة !
وقد أجبتُ عن هذا الأمر في موضوعي الآنف
ولأن الموضوع موجه لغير المسلمين في المقام الاول ، لذا حرصت أن لا أطيل فيه بسرد أقوال الأئمة ، أما هنا في الردود فلعل الأمر أهون فدونك قول ابن القيم رحمه الله في هذا الجانب :
" ... وبعضهم قصر الإعجاز على مجرد فصاحته وبلاغته وبعضهم على مخالفة أسلوب نظمه لاساليب نظم الكلام وبعضهم على ما اشتمل عليه من الإخبار بالغيوب إلى غير ذلك من الأقوال القاصرة التي لا تشفي ولا تجدي وإعجازه فوق ذلك ووراء ذلك كله ... "
أولاً : أشكرك يا أستاذنا الكريم المتخفي وراء (أخوكم) ، وأسأل الله أن يجعل هذا الحرص والغيرة على القرآن والدين في موازين حسناتك.
ثانياً : أسأل الله أن يفضح كاتب هذه الخزعبلات التي سماها سوراً ، وأن يهلكه . فقد فضح نفسه ، وأظهر جهله. وهذه أول مرة أقرأ مثل هذا السخف. من مثل قوله قبحه الله ولعنه :(واقرأوا النساء والتحريم والأحزاب وما حوته أخريات مما يند له من الخجل الجبين ). وهو يريد أن يقول (يندى) فقال (يند). حسبنا الله على هذه القمائم التي لا تدري ماذا تصفها به.
ثالثاً : أين نشرت مثل هذه المعارضات ، وأخشى أن يكون في وضعها هنا ما يشكك بعض الضعفاء ، وإن كان أمرها يضحك أقل الناس علماً ، ويجعله يعرف قدر ومكانة كلام الله ، من كلام هؤلاء المجانين . ووالله إنني أقرأ للدكتور إبراهيم عوض في ما يكتبه وأجده يتلفظ أحياناً بعبارات قاسية على مثل هؤلاء ، ولكن ما دام يكتبون مثل هذا فلا والله إن كتاب الله أغلى عندنا وأعز من نفوسنا.
اللهم انصر أوليائك المخلصين يا رب العالمين ، ورد كيد هؤلاء الحادقين الملاعين في نحورهم . وأكرر شكري لصاحب الموضوع بارك الله فيه.