وبالأسحار هم يستغفرون

إنضم
12/04/2007
المشاركات
167
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال الرازي - رحمه الله -:
إشارة إلى أنهم كانوا يتهجدون ويجتهدون يريدون أن يكون عملهم أكثر من ذلك وأخلص منه ويستغفرون من التقصير وهذا سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم ويستقله ويعتذر من التقصير ، واللئيم يأتي بالقليل ويستكثره ويمن به.
وفيه وجه آخر ألطف منه ، وهو أنه تعالى لما بيّن أنهم يهجعون قليلاً ، والهجوع مقتضى الطبع ، قال : {يَسْتَغْفِرُونَ} أي من ذلك القدر من النوم القليل ، وفيه لطيفة أخرى تنبيهاً في جواب سؤال ، وهو أنه تعالى مدحهم بقلة الهجوع ، ولم يمدحهم بكثرة السهر ، وما قال : كانوا كثيراً من الليل ما يسهرون ، فما الحكمة فيه ، مع أن السهر هو الكلفة والاجتهاد لا الهجوع ؟​
نقول : إشارة إلى أن نومهم عبادة ، حيث مدحهم الله تعالى بكونهم هاجعين قليلاً ، وذلك الهجوع أورثهم لاشتغال بعبادة أخرى ، وهو الاستغفار في وجوه الأسحار ، ومنعهم من الإعجاب بأنفسهم والاستكبار.
 
لطائف قيمة بارك الله فيك .
وأقترح عليك تعديل معرفك بدل (ابن الجزري) الذي ينصرف دائماً للإمام محمد بن الجزري ، إلى اسمك الخاص المثبت في توقيعك وفقك الله ونفع بك . ولعلك تخاطب لتعديله الزملاء في القبول والتسجيل على بريدهم [email protected]
 
"المستغفرين بالأسحار " لأن أول همهم طلب المغفرة ؛ والسحر أحسن وقت للدعاء وأبعد عن الرياء ؛ وأجمع للتفكر في حكمة خلق السماوات والأرض الدالة على الحكمة ومن ثم على العدل والجزاء ؛ كما جاء في آخر هذه السورة من قوله تعالى " إن في خلق السماوات والأرض وإختلاف الليل والنهار لآيات لإولي الألباب ..."
"المستغفرين بالأسحار "بعلة إيمانهم بالجزاء فإذا انتبهوا من النوم لم يهمهم متاع الدنيا ولا يطول نومهم لخشيتهم وإيمانهم بالعدل فإيمانهم بالله إيمان بعدله وجزائه فإذا آمنوا خافوا وسعوا لفعل الخير وصرح بوجوب القسط بقوله تعالى : "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط.."
مقتطفات من تفسير سورة آل عمران للفراهي رحمه الله
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى