( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها)

إنضم
12/04/2007
المشاركات
167
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال تعالى ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لآنكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)
قال الطوسي في التبيان (والظن أنه نقل عن ابن فورك - رحمه الله - ) :
أخبر الله تعالى أنه لا يلزم نفسا إلا قدر طاقتها ومادونها، لأن الوسع دون الطاقة. وفي ذلك دلالة على بطلان قول المجبرة: من أن الله تعالى كلف لعبد مالا قدرة له عليه ولا يطيقه.
قال الزمخشري - رحمه الله -:
لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها جملة معترضة بين المبتدإ والخبر، للترغيب في اكتساب ما لا يكتنهه وصف الواصف من النعيم الخالد مع التعظيم بما هو في الوسع، وهو الإمكان الواسع غير الضيق من الإيمان والعمل الصالح.

قال الرازي - رحمه الله -:
المسألة الأولى : .....لأنه لما ذكر عملهم الصالح ذكر أن ذلك العمل في وسعهم غير خارج عن قدرتهم ، وفيه تنبيه للكفار على أن الجنة مع عظم محلها يوصل إليها بالعمل السهل من غير تحمل الصعب.
المسألة الثانية: معنى الوسع ما يقدر الإنسان عليه في حال السعة والسهولة لا في حال الضيق والشدة والدليل عليه: أن معاذ بن جبل قال في هذه الآية إلا يسرها لا عسرها. وأما أقصى الطاقة يسمى جهدا لا وسعا وغلط من ظن أن الوسع بذل المجهود.

قال ابن كثير - رحمه الله -:
وينبه تعالى على أن الإيمان والعمل به سهل؛ لأنه تعالى قال: (لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)

قال نظام الدين النيسابوري - رحمه الله - :
وفيه تنبيه للمقصرين على أن الجنة مع عظم قدرها تحصل بالعمل السهل من غير ما حرج وصعوبة فبعدا لمن فاتته وسحقا لمن فارقته.
 
قال الطاهر ابن عاشور -رحمه الله - :
وَجُمْلَةُ لَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الْمُسْنَدِ إِلَيْهِ وَالْمُسْنَدِ عَلَى طَرِيقَةِ الْإِدْمَاجِ. وَفَائِدَةُ هَذَا الْإِدْمَاجِ الِارْتِفَاقُ بِالْمُؤْمِنِينَ، لِأَنَّهُ لَمَّا بَشَّرَهُمْ بِالْجَنَّةِ عَلَى فِعْلِ الصَّالِحَاتِ أَطْمَنَ قُلُوبَهُمْ بِأَنْ لَا يُطْلَبُوا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بِمَا يَخْرُجُ عَنِ الطَّاقَةِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْلُغُوا إِلَيْهِ أَيِسُوا مِنَ الْجَنَّةِ، بَلْ إِنَّمَا يُطْلَبُونَ مِنْهَا بِمَا فِي وُسْعِهِمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُرْضِي رَبَّهُمْ.
 
عودة
أعلى