أحمد طاهري
Well-known member
بسم الله الرحمان الرحيم
(فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)) سورة النمل
إختلف العلماء في تأويل الجملة ( وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ) هل هي من قول ملكة سبأ أم هو قول سليمان عليه السلام والبعض قال أنه قول من جاء مع ملكة سبأ ،
لكن رجح عندي أخيراً أنه من قول ملكة سبأ وذلك لسبب لم أكن أتوقعه ألا وهو تنكير عرشها .
نفترض أربع إفتراضات منطقية :
أولاً نفترض أن عرش ملكة سبأ عرش عظيم الحجم منحوت من الحجر حيث يتطلب تحريكه من مكانه مئات الرجال الأقوياء وهذا ما يتصوره الشخص من معنى الآية :
(إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)) سورة النمل
ثانياً النحت على العرش يفترض أن يحتوي على رمز للشمس يظهر فوق الملكة عندما تجلس على العرش ليعطيها هيبة ووقار حيث أنهم يعبدون الشمس :
(وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)) سورة النمل
ثالثاً تنكير العرش سيكون بإزالة رمز الشرك لديهم أي نحت الشمس الذي على العرش :
(قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41))
وبعد تنكير عرشها ستكون ملكة سبأ في حيرة لعدة أسباب حيث أنها جلست على عرشها لسنوات وتعرف تفاصيله أكثر من أي شخص آخر ويستحيل عليها أن لا تتعرف عليه ومع ذلك المنطق المستحيل من تحريك صخرة عملاقة هذه المسافة البعيدة بهذه السرعة ، لهذا فهذا إمتحان التعرف على الحق والإهتداء إليه ، فقلبها يعرف الحق الذي تعرف عليه ألا وهو أن ما أماما هو بالتأكيد عرشها ويستحيل عليها أن لا تتعرف عليه وعقلها يرفض أن يتقبل أنه هو بسبب عدم قدرته على إستيعاب سبب وجود العرش في مكان يفترض أن يكون من المستحيل أن يكون فيه ، لهذا فهو صراع في داخلها بين ما تعرفه حق المعرفة وإستيقنته نفسها وبين ما لا يستطيع عقلها تقبله :
(فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ ) بعد هذه الجملة يوجد حوار محذوف وهو الإفتراض الرابع :
رابعاً نفترض أن سليمان عليه السلام سألها مالإختلاف بين هذا العرش وعرشك ؟ هنا الجواب يتعلق بما تم إزالته من العرش ألا وهو الشمس رمز عبادتهم ويفترض أن تشرح قليلاً عن دينهم الذي يقوم على عبادة الشمس والسجود لها وختاماً لكلامها قالت : (وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين) أي أنهم قبل عبادة الشمس كان لديهم علم بالتوحيد من أحد الأنبياء في زمن أسلافهم حيث كان أسلافهم مسلمين ،
(وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43))
وهنا دافع آخر يدفعها لعدم الإعتراف بالحق الظاهر أمامها وهو أن قومها يقدسون الشمس ولا يمكنها أن تعترف أمامهم أن هذا هو عرشها لأنهم لا يعرفون عرشها مثلما تعرفه فالظهر لهم هو إختلافه الكبير بسبب عدم وجود رمزهم المقدس على العرش وهو ما يقلل من شأنه في أعينهم ويجعله يبدو وكأنه محاولة تقليد فاشلة ، ولهذا السبب أصبح تمسكها بإنتماءها إلى القوم الكافرين سبباً لصدها عن الإعتراف بالحق .
فلما دخلت الصرح زالت كل الشكوك وفقدت رغبتها في الإنكار حيث من يستطيع بناء صرح عظيم من الزجاج فلاشك أنه لن يخطئ في صنع عرش مثل عرشها وبما أن ملك سليمان أعظم بمئات المرات من ملكها ومع ذلك فهو مسلم موحد لله فعادت للإسلام وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .
والله أعلم
(فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)) سورة النمل
إختلف العلماء في تأويل الجملة ( وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ) هل هي من قول ملكة سبأ أم هو قول سليمان عليه السلام والبعض قال أنه قول من جاء مع ملكة سبأ ،
لكن رجح عندي أخيراً أنه من قول ملكة سبأ وذلك لسبب لم أكن أتوقعه ألا وهو تنكير عرشها .
نفترض أربع إفتراضات منطقية :
أولاً نفترض أن عرش ملكة سبأ عرش عظيم الحجم منحوت من الحجر حيث يتطلب تحريكه من مكانه مئات الرجال الأقوياء وهذا ما يتصوره الشخص من معنى الآية :
(إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)) سورة النمل
ثانياً النحت على العرش يفترض أن يحتوي على رمز للشمس يظهر فوق الملكة عندما تجلس على العرش ليعطيها هيبة ووقار حيث أنهم يعبدون الشمس :
(وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)) سورة النمل
ثالثاً تنكير العرش سيكون بإزالة رمز الشرك لديهم أي نحت الشمس الذي على العرش :
(قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41))
وبعد تنكير عرشها ستكون ملكة سبأ في حيرة لعدة أسباب حيث أنها جلست على عرشها لسنوات وتعرف تفاصيله أكثر من أي شخص آخر ويستحيل عليها أن لا تتعرف عليه ومع ذلك المنطق المستحيل من تحريك صخرة عملاقة هذه المسافة البعيدة بهذه السرعة ، لهذا فهذا إمتحان التعرف على الحق والإهتداء إليه ، فقلبها يعرف الحق الذي تعرف عليه ألا وهو أن ما أماما هو بالتأكيد عرشها ويستحيل عليها أن لا تتعرف عليه وعقلها يرفض أن يتقبل أنه هو بسبب عدم قدرته على إستيعاب سبب وجود العرش في مكان يفترض أن يكون من المستحيل أن يكون فيه ، لهذا فهو صراع في داخلها بين ما تعرفه حق المعرفة وإستيقنته نفسها وبين ما لا يستطيع عقلها تقبله :
(فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ ) بعد هذه الجملة يوجد حوار محذوف وهو الإفتراض الرابع :
رابعاً نفترض أن سليمان عليه السلام سألها مالإختلاف بين هذا العرش وعرشك ؟ هنا الجواب يتعلق بما تم إزالته من العرش ألا وهو الشمس رمز عبادتهم ويفترض أن تشرح قليلاً عن دينهم الذي يقوم على عبادة الشمس والسجود لها وختاماً لكلامها قالت : (وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين) أي أنهم قبل عبادة الشمس كان لديهم علم بالتوحيد من أحد الأنبياء في زمن أسلافهم حيث كان أسلافهم مسلمين ،
(وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43))
وهنا دافع آخر يدفعها لعدم الإعتراف بالحق الظاهر أمامها وهو أن قومها يقدسون الشمس ولا يمكنها أن تعترف أمامهم أن هذا هو عرشها لأنهم لا يعرفون عرشها مثلما تعرفه فالظهر لهم هو إختلافه الكبير بسبب عدم وجود رمزهم المقدس على العرش وهو ما يقلل من شأنه في أعينهم ويجعله يبدو وكأنه محاولة تقليد فاشلة ، ولهذا السبب أصبح تمسكها بإنتماءها إلى القوم الكافرين سبباً لصدها عن الإعتراف بالحق .
فلما دخلت الصرح زالت كل الشكوك وفقدت رغبتها في الإنكار حيث من يستطيع بناء صرح عظيم من الزجاج فلاشك أنه لن يخطئ في صنع عرش مثل عرشها وبما أن ملك سليمان أعظم بمئات المرات من ملكها ومع ذلك فهو مسلم موحد لله فعادت للإسلام وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .
والله أعلم