(وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) هل من أمثلة لاتزان النبات وعدم اتزانه؟

إنضم
23/12/2014
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
السعودية
السلام عليكم
قال الله عز وجل: (وأنبتنا فيها من كل شيء موزون)
اختلف العلماء في تفسير كلمة موزون
وبناء على ثلاث مقدمات:
المقدمة الأولى: ما اختاره الكثير من أوائلهم وأئمتهم أن معناها:
(معلوم ، مقدر ، بقدر معلوم ... الخ)
المقدمة الثانية: أن يكون التفسير مفهوما لعصور لم توجد لديهم تقنية عصرنا مثل عصر الصحابة والتابعين ونحوهم
المقدمة الثالثة: المنقول عن مجاهد بأن تفسيرها (معدود)

بعد ذلك ظهرت لي ثلاث أسئلة:
  • السؤال الأول: لو أردنا التمثيل لقول مجاهد فهل يصح أن نقول إن اتزان النبات من حيث عدده بالجملة بحيث لو زاد في كل العالم قاطبة لآذى الناس وأهلكهم ولو نقص بالجملة في كل العالم لأحوج الناس وأهلكهم ؟


  • السؤال الثاني: هل من مثال على النبات حين يكون موزونا؟
  • السؤال الثالث: هل من مثال على النبات حين لا يكون موزونا (بضدها تعرف الأشياء)

وجزاكم الله خيرا أولا وآخرا
 
بسم1
يقول الحق جل وعلا : " إنا كل شىء خلقناه بقدر" ،
أى بمقدار محدد ، وحساب دقيق ، وتقدير محكم ، بحيث تكون المخلوقات جميعا فى توازن وتواؤم ، بحيث لا يطغى شىء على شىء ، وهو ما يعبر عنه فى الاصطلاح العلمى بالتوازن البيئى .
ونأخذ مثالا واحدا لهذا التوازن ، وهو ثبوت نسبة الأوكسيجين فى الغلاف الجوى فى حدود 20 بالمائة ، وجميع الكائنات الحية تستهلك قدرا من الأوكسيجين ، وتخرج قدرا من ثانى أكسيد الكربون بنسب مختلفة فى ظروف مختلفة ، ويبقى الأوكسيجين ثابتا بقدرة من أنبت فى الأرض من كل شىء موزون .
 
إضافة لما تكرمتم ببيانه، لو نظرنا إلى الأمر نظرة كلية جامعة:
لوجدنا أن اختلاف معنى: معلوم، معدود، بقدر معلوم، بقدر معدود: كل ذلك من اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.
ولا أظن أن إخراج التفسير المنسوب إلى مجاهد عن باقي التفاسير له ما يسوغه؛ لأنه أفاد المعنى ذاته، وكل المعاني المختلفة (اختلاف تنوع) يجمعها معنى كلي واحد وهو: العدل.
أعطاه حقه موزوناً = بالمقدار اللائق، بالعدد اللائق، بالتقدير اللائق = بالعدل.
مثال: اسق المريض الدواء موزوناً = بمقدارٍ / معدّدٍ / معلومٍ = بالعدل.

من مظاهر التوازن في النبات:
أن النبات من حيث المكان: يستطيع تحمل الظروف المحيطة بالمكان، يلائم حاجات الناس في ذلك المكان (حاجات سكان المناطق الباردة تختلف عن الحارة)
وكذلك (موزون) من حيث الزمان: فاكهة الصيف بقدر معلوم تختلف عن الشتاء.
وكذلك في الهيئة = الشكل...
تقول القصة المعروفة: جلس ملحد تحت شجرة تفاح، وقال: هذه الشجرة تدل على أن الكون مخلوق عبثاً، فكيف يستقيم أن تكون شجرة التفاح كبيرة بهذا الحجم وثمرتها صغيرة، بينما البطيخة ثمرتها كبيرة وأصلها نبت صغير بلا ساق خشبية ضخمة، فسقطت على رأسه تفاحة.. الخ القصة.

ولك أن تستنبط كيف يكون الإنبات موزوناً (مقدراً معلوماً معدوداً بحسب حاجة الإنسان) حين تتأمل آية: " وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ".
لماذا قال (يقطين) بالذات؟
ولماذا أكرمه بإنبات: " شجرة " ولم يقل: " ثمرة " ؟
 
عودة
أعلى