هو " رمضان " لشدة حره لكنه يأتي في الشتاء أيضاً !

إنضم
03/09/2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:

ورد في كتاب الله العزيز اسم " رمضان" كاسم لشهر الصيام المفروض ؛
ومعروف أن لفظ رمضان دال على شدة الحر ، وصحيح أن رمضان يأتي في شدة الحر ، لكنه يأتي في الشتاء أيضاً فما الحكمة من وجود هذه اللفظة في القرآن الكريم
المشايخ الفضلاء الأخوة والاخوات الكرام.
 
سمعت الشيخ خالد السبت - حفظه الله - يقول في هذه التسمية أن العرب عندما سمت الأشهر كان رمضان قد حل في الرمضاء - في وسط الحر- فسموه بذلك و لا زالت تلك التسمية حتى يومنا هذا

والله اعلم
 
والأصل أن الأعلام ومنها أسماء الشهور لا تعلل، وما قيل في ذلك لا يقوم على أساس قوي. والبحث في ذلك لا يأتي بفائدة كبيرة. والله أعلم.
 
والأصل أن الأعلام ومنها أسماء الشهور لا تعلل، وما قيل في ذلك لا يقوم على أساس قوي. والبحث في ذلك لا يأتي بفائدة كبيرة. والله أعلم.

حتى وإن كان هذا الاسم ورد في القرآن الكريم ؟
 
والأصل أن الأعلام ومنها أسماء الشهور لا تعلل، وما قيل في ذلك لا يقوم على أساس قوي. والبحث في ذلك لا يأتي بفائدة كبيرة. والله أعلم.

كيف ذلك يا دكتور ؟؟
هل هذا يعني أنها بلا معاني ؟؟ فلماذا سمي ذو الحجة بهذا الاسم و قبله ذو القعدة؟؟ ولو رجعنا لأصل تسمية هذه الشهور عند العرب لوجدت أن لها معاني اشتقت منها هذه الاسماء كما هي حال جل الأسماء العربية
 
أختي الكريمة أم عبد الله وأخي الكريم عبدالله شاهين.
لو نظرنا إلى أقوال أهل اللغة في سبب تسمية رمضان، لتبين أن ذلك مجرد اجتهاد منهم، ربما يوافق الصواب واحد من أقوالهم وقد لايوافق واحد منها.

يقول الزبيدي في تاج العروس:

سُمِّيَ به لأَنَّهُمْ لَمّا نَقَلُوا أَسْماءَ الشُّهُورِ عن اللُّغَةِ القَديمَة سَمَّوْهَا بالأَزْمنَةِ الَّتي وَقَعَتْ فيهَا . كَذَا في الصّحاح ، وفي الجَمْهَرَة : التي هي فيها : فوَافَقَ نَاتِقٌ ، أَيْ هذَا الشَّهْرُ وهو اسْمُ رَمَضَانَ في اللُّغَةِ القَدِيمَةِ أَيّامَ زَمَن الحَرِّ والرَّمَض ، فسُمِّيَ به . هذه عبارَةُ ابْن دُرَيْد في الجَمْهَرَة ، ولكنَّ المُصَنّف قد تَصَرَّف فيها على عادَته ، ونَصُّ الجَمْهَرَة : فوَافَقَ رَمَضَانُ أَيّامَ رَمَضِ الحَرِّ وشِدَّتِه فسُمِّيَ به ، ونَقَله الصّاغَانيّ وصاحبُ اللّسَان هكذا على الصَّواب . وفي الصّحاح : فوَافَق هذا الشَّهْرُ أَيّامَ رَمَضِ الحَرِّ فسُمِّيَ بذلك . وهو قَريبٌ من نَصِّهما ، ولَيْس عنْدَ الكُلِّ ذِكْرُ ناتِق ، وسَيَأْتي في القَاف أَنَّه من أَسْمَاءِ رَمَضَانَ ، وقد وَهِمَ الشُّرَّاحِ هُنَا وَهْماً فاضِحاً ، حَتَّى شَرَحَ بَعضُهُم نَاتق بشدَّةِ الحَرّ ، كأَنَّهُ يَقُولُ وَافَقَ رَمَضَانُ ناتقَ ، بالنَّصْبِ ، أَي شِدَّة زَمَن الحَرِّ ، وهو غَريبٌ ، وكُلُّ ذلكَ عَدَمُ وُقُوفٍ على مَوادِّ اللُّغَة ، وإِجراءُ الفِكْر والقِيَاسِ مِنْ غَيْرِ مُرَاجَعَةِ الأُصُولِ . فتَأَمَّلْ . أَو هُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ رَمِضَ الصائِمُ يَرْمَضُ ، إِذا اشْتَدَّ حَرُّ جَوْفِه من شِدَّةِ العَطَشِ . وهو قَولُ الفَرَّاءِ ، أَوْ لأَنَّهُ يَحْرِق الذُّنُوبَ ، من : رَمَضَهُ الحَرُّ يَرْمِضُهُ ، إِذا أَحْرَقَه ، ولا أَدْرِي كَيْفَ ذلِك ، فإِنّي لم أَر أَحداً ذَكَرَه . وَرَمَضانٌ إِن صَحَّ مِنْ أَسماءِ اللهِ تَعَالَى فغَيْرُ مُشْتَقّ مِمّا ذُكِرَ أَو رَاجِعٌ إِلَى مَعْنَى الغَافِر ، أَي يَمْحُو الذُّنُوبَ ويَمْحَقُهَا . قال شَيْخُنَا : هو أَغِرَبُ مِن إِطْلاق الدَّهْرِ ، لأَنَّهُ وَرَدَ في الحَدِيث ، وإِنْ حَمَلَة عِيَاضٌ على المَجَازِ ، كما مَرَّ ، ولم يَرِدْ إِطلاقُ رَمَضَانَ عَلَيْه تَعَالَى ، فكَيْف يَصِحُّ ، وبأَيِّ مَعْنىً يُطْلَق عَلَيْه ، سُبْحَانَه وتَعَالَى . قُلْتُ : وهذا الَّذِي أَنْكَرَهُ شَيْخُنَا مِنْ إِطْلاقِ اسْمِ رَمَضَانَ عَلَيْه . سُبْحَانَه ، فَقَد نَقَلَه أَبُو عُمَرَ الزَّاهدُ المُطَرِّزُ في يَاقُوتَتِه ، ونَصُّه : كان مُجَاهِدٌ يَكْرِهُ أَن يَجْمَعَ رَمَضَانَ ويَقُولُ : بَلَغَني أَنَّه اسمٌ من أَسْمَاءِ اللهِ عَزَّ وجَلّ ، ولِذَا قال المُصَنِّف : إِنْ صَحَّ ، إِشَارَةً إِلى قَوْلِ مُجَاهدٍ هذَا ، ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على مَنْ لم يَحْفَظ.

وعظمة شهر رمضان لاتكمن في سبب تسميته، وإنما في نزول القرآن الكريم فيه، ووجوب صيامه.
 
أخي الفاضل د.محي الدين
لقد نوقش في هذا الملتقى الحكمة من ذكر اسم زيد رضي الله عنه فقط في القرآن الكريم.
وإن سبب السؤال والاستفسار أنه وعلى حد علمي الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم هو رمضان ، مع أن الأشهر الحرم ذكرت وبدون الاشارة للاسم ، وقد ذكر بعض أهل العلم أن الصيام في الصيف يكون أكثر أجرا مع ملاحظة معنى الاسم، وبالنظر للآيات الكريمة التي ورد فيها الاسم في سورة البقرة نرى أنها وردت في بيان كون الصوم في شهر رمضان مفروضا فلا تكون شدة الحر سببا للرخصة والله أعلم.
وللفائدة:

هل يختلف أجر الصَّوم في الشِّتاء عنه في الصَّيف؟
الشَّيخ: صالح الفوزان -حفظه الله-
السؤال:
أحسن الله إليكم، وبارك فيكم فضيلة الشيخ! هذه الأخت تقول: هل الصِّيام مثلاً في الشِّتاء والصِّيام في الصَّيف هل أجرهما سواء؟
الجواب:
لا شك أنَّ الصِّيام فيه أجر، سواءً كان في الشِّتاء أو الصَّيفِ، مع صحَّةِ نيَّةِ الصَّائمِ، وإخلاصه لله -عزَّ وجلَّ-.
ولكنْ إذا أصابه مشقَّةٌ في الصِّيامِ من عطشٍ أو جوع، أو شدَّة حرٍّ؛ فإنَّ الأجر يكون أكثر؛ لأنَّه صَبرَ على الطَّاعة، وصَبرَ على المشقَّةِ؛ فيكون أجرُهُ أكثر. نعم.

وسئل الشيخ عبد الكريم الخضير

لماذا سمي رمضان بهذا الاسم؛ فقال:

السؤال: لماذا سُمِّيَ رمضان بهذا الاسم؟

الجواب:
سمي رمضان لأنه كان في وقت شديد الحر تَرْمُضُ فيه النفوس من شدة العطش." اهـ


" قال ابن رجب رحمه الله : " قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف ولهذا بكى معاذ عند موته، وقال: إنما أبكي على ظمأ الهاجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركاب عند حلق الذكر " انتهي كلامه رحمه الله.

الهواجر هي الأيام الشديدة الحر البعيد ما بين طرفيها.

والله أعلم وأحكم.
 
أختى الكريمة
السبب في زيادة أجر صوم الصيف عن صوم الشتاء، لا يعود إلى التسمية وإنما يعود إلى زيادة في الصبر وتحمل المشقة في سبيل الامتثال.
وكما ذكرت أن الأقوال في سبب تسمية رمضان كثيرة.
 
السلام عليكم ورحمة الله،
جزاكم الله خيرا على إثارة هذا الموضوع.
لما رأيت نقاشكم في هذا الأمر، قلت في نفسي، ليس لها إلا محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله.
فلم يخيب الله ظني، ووجدته قد أفاض واستفاض - رحمه الله - في هذا الأمر بكلام مقنع جميل، مفتاحه: النسيء.
ولا أطيل عليكم؛ أترككم مع الشيخ:
ورمضان علم وليس منقولاً؛ إذ لم يسمع مصدر على وزن الفَعلان من رمِض بكسر الميم إذا احترق؛ لأن الفَعَلان ، يدل على الاضطراب ولا معنى له هنا ، وقيل هو منقول عن المصدر . ورمضان علَم على الشهر التاسع من أشهر السنة العربية القمرية المفتتحة بالمحرم؛ فقد كان العرب يفتتحون أشهر العام بالمحرم؛ لأن نهاية العام عندهم هي انقضاء الحج ومدة الرجوع إلى آفاقهم ، ألا ترى أن لَبيداً جعل جمادى الثانية وهو نهاية فصل الشتاء شهراً سادساً إذ قال :
حَتَّى إذا سَلخا جُمادى سِتَّةً ... جَزْءاً فطال صيامُه وصيامها
ورمضان ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون؛ لأنه مشتق من الرمضاء وهي الحرارة لأن رمضان أول أشهر الحرارة بناء على ما كان من النسيء في السنة عند العرب إذ كانت السنة تنقسم إلى ستة فصول كل فصل منها شهران:
الفصل الأول الخريف وشهراه محرم وصفر
الثاني ربيع الأول وهو وقت نضج الثمار وظهور الرُّطَب والتمر وشهراه شهرُ ربيع الأولُ وشهرُ ربيع الثاني على أن الأول والثاني وصف لشهر ، ألا ترى أن العرب يقولون «الرطب شهري ربيع»
الثالث الشتاء وشهراه جمادى الأولى وجمادى الثانية قال حاتم :
في ليلةٍ من جمادَى ذاتتِ أَنْدَيةٍ = لاَ يُبصِرُ الكَلْبُ مِن ظَلْمَائِها الظُّنُبَا
لاَ يَنَبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحِدَةٍ = حتَّى يَلُفَّ علَى خَيشُومِهِ الذَّنبَا
الرابع الربيع الثاني والثاني وصف للربيع وهذا هو وقت ظهور النَّور والكَمْأَةِ وشهراه رجبٌ وشعبان ، وهو فصل الدَّر والمطَر قال النابغة يذكر غَزَوات النعمان ابن الحارث :
وكانَتْ لَهْم رَبْعِيَّةٌ يَحْذَرُونَها ... إذا خَضْخَضَتْ ماءَ السماء القبائِلُ
وسَمَّوه الثاني لأنه يجيءُ بعد الربيع الأول في حساب السنة ، قال النابغة :
فإن يَهلك أبو قابُوسَ يَهلكْ ... رَبِيعُ الثَّانِ والبَلَدُ الحَرامُ
في رواية وراوي «ربيعُ الناس» ، وسموا كلا منهما ربيعاً لأنه وقت خصب
الفصل الخامس ، الصيف وهو مبدأ الحر وشهراه رمضان وشوال ، لأن النوق تشول أذنابها فيه تطرد الذباب .
السادس القيظ وشهراه ذو القعدة وذو الحجة .
وبعض القبائل تقسم السنة إِلى أربعة ، كل فصل له ثلاثة أشهر؛ وهي الربيع وشهوره رجب وشعبان ورمضان ، والصيف وشهوره شوال وذو القعدة وذو الحجة ، والخريف وشهوره محرم وصفر والربيع الأول ، والشتاء وشهوره شهر ربيع الثاني على أن الأول والثاني وصفان لشهر لا لربيع وجمادى الأولى وجمادى الثانية .
ولما كانت أشهر العرب قمرية وكانت السنة القمرية أقل من أيام السنة الشمسية التي تجيء بها الفصول تنقص أحد عشر يوماً وكسراً ، وراموا أن يكون الحج في وقت الفراغ من الزروع والثمار ووقت السلامة من البرد وشدة الحر جعلوا للأشهر كبساً بزيادة شهر في السنة بعد ثلاث سنين وهو المعبر عنه بالنسيء .
وأسماء الشهور كلِّها أعلام لها عدا شهر ربيع الأول وشهر ربيع الثاني فلذلك وجب ذكر لفظ الشهر معهما ثم وصفه بالأول والثاني؛ لأن معناه الشهر الأول من فصل الربيع أعني الأول ، فالأول والثاني صفتان لشهر ، أما الأشهر الأخرى فيجوز فيها ذكر لفظ الشهر بالإضافة من إضافة اسم النوع إلى واحده مثل شجر الأراك ومدينة بغداد ، وبهذا يشعر كلام سيبويه والمحققين فمن قال : إنه لا يقال رمضان إلاّ بإضافة شهر إليه بناء على أن رمضان مصدر ، حتى تكلف لمنعه من الصرف بأنه صار بإضافة شهر إليه علماً فمنع جزء العلم من الصرف كما منع هريرة في أبي هريرة فقد تكلف شططاً وخالف ما روي من قول النبي صلى الله عليه وسلم " من صام ر مضان إيماناً واحتساباً " بنصب رمضان وإنما انجر إليهم هذا الوهم من اصطلاح كتاب الديوان كما في «أدب الكاتب» .
وإنما أضيف لفظ الشهر إلى رمضان في هذه الآية مع أن الإيجاز المطلوب لهم يتقضي عدم ذكره إما لأنه الأشهر في فصيح كلامهم وإما للدلالة على استيعاب جميع أيامه بالصوم؛ لأنه لو قال رمضان لكان ظاهراً لا نصاً ، لا سيما مع تقدم قوله { أياماً } [ البقرة : 184 ] فيتوهم السامعون أنها أيام من رمضان .
فالمعنى أن الجزء المعروف بشهر رمضان من السنة العربية القمرية هو الذي جعل ظرفاً لأداء فريضة الصيام المكتوبة في الدين فكلما حل الوقت المعين من السنة المسمى بشهر رمضان فقد وجب على المسلمين أداء فريضة الصوم فيه ، ولما كان ذلك حلوله مكرراً في كل عام كان وجوب الصوم مكرراً في كل سنة إذ لم ينط الصيام بشهر واحد مخصوص ولأن ما أجري على الشهر من الصفات يحقق أن المراد منه جميعُ الأزمنة المسماةُ به طول الدهر .
 
إخواني الكرام اشكركم على الفوائد التي أضفتموها .
وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال في هذا الشهر الفضيل.
ولتوضيح ما قلته سابقا أكثر ، ما اردت التأكد منه هو هل ما أوصلني إليه تدبري للأيات صحيح ، هل الحكمة من ذكر اسم الشهر والذي يدل على شدة الحر بلا خلاف على حد علمي ، في سياق فرض فيه الصوم وعذر فيه أصحاب الأعذار المعروفه ، فيه تأكيد على أن مشقة الصوم في الصيف غير معتبرة في الرخصة ، عدى ذلك يدل هذا الأمر على الدقة التي وردت فيها ألفاظ القرآن فنحن نقرأ الاسم الذي يدل على الوقت الذي يكون فيه الصيام أكثر أجرا فهذا يشعر بتناسق القرآن الكريم وأن كل لفظة في موقعها . والله أعلم.
 
أخي الكريم أبو الحسن،

أولا أشكرك على إضافتك القيمة في النقاش.

ثانيا يبقى سؤال وهو ماذا كان الأسبق النسيء أم التسمية؟

ثالثا ماذا كان الباعث وراء النسيء، هل هو ما قاله ابن عاشور وهو: ولما كانت أشهر العرب قمرية وكانت السنة القمرية أقل من أيام السنة الشمسية التي تجيء بها الفصول تنقص أحد عشر يوماً وكسراً ، وراموا أن يكون الحج في وقت الفراغ من الزروع والثمار ووقت السلامة من البرد وشدة الحر جعلوا للأشهر كبساً بزيادة شهر في السنة بعد ثلاث سنين وهو المعبر عنه بالنسيء.
أم ما قاله الزمخشري : والنسيء : تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر ، وذلك أنهم كانوا أصحاب حروب وغارات ، فإذا جاء الشهر الحرام وهم محاربون شق عليهم ترك المحاربة ، فيحلونه ويحرمون مكانه شهراً آخر؟؟

أختى الكريمة أم عبد الله: أشكرك على توجيه النقاش توجيها تربويا، إلا أن قولك عن اسم رمضان: "الذي يدل على شدة الحر بلا خلاف على حد علمي" فالأمر ليس كذلك، فإن من العلماء من ذهب إلى أن رمضان من أسماء الله تعالى وهنا لا تصح دلالته على شدة الحر.
 
الأستاذ الكريم د. محي الدين،
كان النسيء على ضربين: ما أشار إليه ابن عاشور رحمه الله، من تأخير ذي الحجة، ليظل دائماً في موعد مناسب لهم، وليس هذا فحسب بل حتى تستقيم لهم تجارتهم، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم، رحلة الشتاء والصيف، فربط تجارة العرب بهذين الفصلين، تستلزم ربط تقويمهم الذي ورثوه عن جدهم إبراهيم عليه السلام بالتقويم الشمسي للأقوام الآخرين الذين يتعاملون معهم.
ومعلوم أن التقويمين يتطابقان كل 33 عاماً، وهو ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله في حجة الوداع إن الزمان استدار...
أما الضرب الثاني: فهو تأخيرهم لحرمة المحرم إلى صفر.
وبخصوص التسمية: فيبدو أنها تزامنت مع الضرب الأول من النسيء، ويتضح ذلك جلياً في أسماء الشهور التي اختاروها والتي تعبر عن الفصول (ربيع أول، ربيع ثان، جمادى أولى، جمادى آخرة، رمضان...) ولا يستقيم لهم ذلك إلا بالنسيء ليتسنى لهم ربط السنة القمرية بالشمسية.
هذا ما تيسر لي الآن استعجالاً لمواصلة النقاش، وسأوافيكم بإذن الله بنقول طيبة في هذا الشأن.
 
[FONT=&quot]النسيء ومذهب العرب فيه[/FONT]

[FONT=&quot]يقال إن عمرو بن لحي، وهو خزاعة - ويقال اسمه عمرو بن عامر الخزاعي - هو أول من نسأ الشهور، وبحر البحيرة، وسيب السائبة، وجعل الوصيلة، والحامي. وهو أول من دعا الناس إلى عبادة هبل، قدم به معه من هيت.[/FONT]
[FONT=&quot]ومعنى النسيء أنهم ينسئون المحرم إلى صفر، ورجب إلى شعبان.[/FONT]
[FONT=&quot]وكان جملة ما يعتقدونه من الدين تعظيم الأشهر الحرم الأربعة، وكانوا يتحرجون فيها من القتال. وكان قبائل منهم يستبيحونها فإذا قاتلوا في شهر حرام، حرموا مكانه شهراً من أشهر الحل، ويقولون نسيء الشهر.[/FONT]
[FONT=&quot]وحكى ابن إسحاق صاحب السيرة النبوية " على صاحبها أفضل الصلاة والسلام " أن أول من نسأ الشهور على العرب، وأحل منها ما أحل، وحرم ما حرم القلمس. وهو حذيفة بن فقيم بن عامر بن الحرث بن مالك بن كنانة بن خزيمة.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قام بعده ولده عباد، ثم قام بعد عباد ابنه قلع، ثم قام بعد قلع ابنه أمية، ثم قام بعد أمية ابنه عوف، ثم قام بعد عوف ابنه أبو ثمامة جناده، وعليه ظهر الإسلام.[/FONT]
[FONT=&quot]فكانت العرب إذا فرغت من حجها، اجتمعت عليه بمنى، فقام فيها على جمل، وقال بأعلى صوته: " اللهم إني لا أخاف ولا أعاف، ولا مرد لما قضيت! اللهم إني أحللت شهر كذا " ويذكر شهراً من الأشهر الحرم، وقع اتفاقهم على شن الغارات فيه " وأنسأته إلى العام القابل " أي أخرت تحريمه " وحرمت مكانه شهر كذا من الأشهر البواقي! " وكانوا يحلون ما أحل، ويحرمون ما حرم.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي ذلك يقول عمرو بن قيس بن جذل الطعان، من أبيات يفتخر:[/FONT]
[FONT=&quot]ألسنا الناسئين على معد ... شهور الحل، نجعلها حراما؟[/FONT]​
[FONT=&quot]وحكى السهيلي في كتابه المترجم بالروض الأنف أن نسيء العرب كان على ضربين: أحدهما تأخير المحرم إلى صفر لحاجاتهم إلى شن الغارات وطلب الثأر، والثاني تأخير الحج عن وقته تحرياً منهم للسنة الشمسية. فكانوا يؤخرونه في كل عام أحد عشر يوما حتى يدور الدور في ثلاث وثلاثين سنة فيعود إلى وقته. فلما كانت السنة التاسعة من الهجرة حج بالناس أبو بكر الصديق رضي الله عنه فوافق حجه في ذي القعدة، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام القابل فوافق عود الحج إلى وقته في ذي الحجة كما وضع أولاً. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجه، خطب فكان مما قال في خطبته صلى الله عليه وسلم: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض. يعني أن الحج قد عاد في ذي الحجة. ([/FONT][FONT=&quot]نهاية الأرب في فنون الأدب - النويري)[/FONT]
 
[FONT=&quot]وقال فيها [يعني ابن دريد في الجمهرة]: لم يكن المحرَّم معروفاً في الجاهلية، وإنما كان يقال له ولصَفر الصِّفَرَيْن، وكان أول الصَّفَرَين من أشهر الحُرُم؛ فكانت العربُ تارةً تحرِّمُه، وتارةً تُقاتل فيه، وتحرِّم صفر الثاني مكانه.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت: وهذه فائدةٌ لطيفة، لم أرها إلا في الجمهرة؛ فكانت العرب تسمي صفر الأول، وصفرَ الثاني، وربيعَ الأول، وربيعَ الثاني، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة؛ فلما جاء الإسلام، وأبطل ما كانوا يفعلونه من النَّسِيء، سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم شهرَ اللّه المحرم، كما في الحديث: أفضلُ الصيام بعدَ رمضان شهرُ اللَّه المحرم؛ وبذلك عُرفت النكتة في قوله: شهر اللّه. ولم يَرد مثلُ ذلك في بقية الأشهر ولا رمضان، وقد كنتُ سُئِلت من مدة عن النّكْتة في ذلك ولم تحضرني فيها شيء، حتى وقفتُ على كلام ابنِ دُرَيد هذا؛ فعَرفتُ به النكتة في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي الصحاح قال ابنُ دريد: الصَّفَران: شهران في السنة، سمي أحدهما في الإسلام المحرَّم. (المزهر - السيوطي)
[/FONT]
 
والخلاصة:
سمى العرب شهر رمضان بهذا الاسم لأنه كان يوافق فصل الصيف عندهم (أما فصل الصيف كما نعرفه نحن فكانوا يسمونه قيظاً)، والأصل أن الشهر القمري يتنقل ما بين آخر الشهر الشمسي وأوسطه وأوله، ولكنهم كان ينسئون الشهر بمقدار 11 يوماً ليوافق التقويم الشمسي رعاية لمصالحهم، وبذلك كان ارتباط الشهر بالفصل ثابتاً، أما وقد حرم الله النسيء فقد عاد يتنقل بين الفصول وبقي اسمه بمشيئة الله.
 
عودة
أعلى