هم العلماء يا من ليس يعرفهم

إنضم
29/05/2006
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض وجعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون
وصلى الله على نبينا محمد أمام المتقين
و خاتم النبيين
وقائد الغر المحجلين
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار
أخواني الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجعل الله جميع أوقاتكم عامرة بذكره و شكره وحسن عباده
اللهم آمين
أخواني
إن تذاكر ما للعلماء من خير وفضل أمر محمود
وما لهم من منزله عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم
أما سبب جمعي للموضوع هو ما رأيت من بعض الاخوة
في بعض المنتديات من سهولة سب و تجريح العلماء عندهم
وعند مشرفي منتدياتهم
فأقول وبالله التوفيق....
قال الله سبحانه وتعالى : ((إنما يخشى الله من عباده العلماء ))
و قال جل وعلا ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ))
وقال عز وجل (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ))
و قال تعالى ((وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ))
وعن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم ))
و عن كثير بن قيس قال:كنت جالساً مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال:
يا أبا الدرداء، إني جئتك من مدينة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدِّثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ما جئت لحاجة، قال: فإِني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك اللّه به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم؛ فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين
وتأويل الجاهلين ))- حديث حسن لغيره-
وروى أحمد بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا مناط الخيرية))

قال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه: "مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها".
وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: "لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد".
وقال علي بن أبي طالب: "العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته، وجميل الثناء بعد وفاته،
وهل بعد هذا من خَلَف "
وقال ابن الجوزي: "والله ما أعرف من عاش رفيع الصدر بالغ من اللذات ما لم يبلغ غيره إلا العلماء، فإن لذة العلم تزيد على كل لذة ".
وقال سفيان بن عيينة: " أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده،
وهم الأنبياء والعلماء".

وبعد هذا أخي القارئ
أظنك قد علمت ما للعلماء من مكانه وفضل عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم
وعند صحابة الكرام رضوان الله عليهم و عند من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

فهم عماد الأمة
وهم الأمناء عليها
و العاملون بشرع الله فيها
هم حجة الله في الأرض
هم أهل الشورى الذين ترجع إليهم الأمة في جميع شؤونها ومصالحها
العلماء هم السادة
وهم الأخلاء القادة
النـاس مـن جهـة التمثـال أكفـاء.....أبـــــوهم آدم والأم حــــواء
فـإن يكـن لهـم فـي أصلهـم نسب.....يفــاخرون بــه فـالطين والمـاء
مـا الفضـل إلا لأهـل العلـم إنهـم .....عـلى الهـدى لمـن اسـتهدى أدلاء
وقـدر كـل امـرئ مـا كـان يحسنه.....والجــاهلون لأهـل العلـم أعــداء
ففــز بعلــم تعــش حياً به أبداً.....الناس موتى وأهل العلم أحيـاء
هم منارات الأرض
وهم ورثة الأنبياء
هم خيار الناس المراد بهم خيراً
المستغفر لهم في الأرض وفي السماء
العلماء هم أخشى الناس لله
وهم أعبد الناس لله
و هم أرغب الناس فيما عند الله
قال الإمام الذهبي رحمه لله تعالى في كتابه -الكبائر- :
((قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
يعني العلماء بالله عز وجل قال ابن عباس يريد (أي ربنا جل جلاله) إنما يخافني من خلقي
من علم جبروتي وعزتي وسلطاني......انتهى))
العلماء هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير
بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال علي بن أبي طالب: "محبة العالم دين يُدان به"؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم إذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم ؛ فإنهم خلفاء الرسول في أمته والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا.....انتهى )
والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة
أحق الناس أن تشرأبَّ لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم
بل الغبطة تكون على منزلة العلماء فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق
و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها)
هم أولياء الله حقا
تعبدا وصدقاً ورقى
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه- التبيان في آداب حملة القرآن- عن الإمامين الجليلين
أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما قالا ((إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي ))
هم أهل الحل و العقد
هم شموع تحترق لتنير للناس طريقهم
تصاب الأمة بموتهم
ويثلم الدين بفقدهم
ففي الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال
(( إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف مثله ))
ولله در الشاعر الذي يقول
لعمرك مالرزية فقد مال ... ولا شاة تضيع ولا بعير
ولكن الرزية فقد فذ ... يموت بموته خلق كثير
وقال الآخر
إذا ما مات ذو علم وتقوى ... فقد ثلمت من إلا سلام ثلمه
منتقصهم بالقول ضال
ومن سبهم أصبح أمره في سفال
وتردى حاله من وبال الى وبال
وما مثل منتقصهم إلا كما قال الشاعر:
كنــاطح صخــرة يومـا ليوهنهـا.....فلـم يضرهـا وأوهـى قرنه الوعل
أو كما قال الآخر:
يـا نـاطح الجـبل العـالي ليثلمـه....أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
سابهم قد شان نفسه
ورغب في سوء عاقبته
وأشترى هلاكه بحر ماله
شره منه قد أقترب
وبادر إلى تهلكته واشرأب
قال الحافظ بن عساكر رحمه الله تعالى ((اعلم يا أخي ـ وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته ـ أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )...... انتهى ))
فرحته من سبهم بالسقطات معلومة
قد جعل الذبابة له قائدة ومعلمة
يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه : (إنكم تسمعون عن العالم الفلتة فلا تعجلوا عليه
عله أن يراجع نفسه فيرجع عنها)
ولم يعلم هذا المسكين قول سفيان الثوري رحمه الله تعالى إذ قال:
(إياكم إذا سمعتم بالزلة والخطيئة أن تشيعوها، فإن إشاعتها ثلمة في الإسلام)
ولو ثبت خطأ من خطأه لفرح بذلك فرح شديد
ولتمنى أن يظفر بغير هذا الخطأ
وإذا نقل للناس نقل سوء وكذب
ولم يكن منصف في نقله
ولم يعلم هذا الضعيف أن شيخ الإسلام رحمة الله عليه قارع أهل البدع وأهل الأهواء،
وسبحان الله العظيم! يأتي إلى كلامهم ويقول: قال منهم فلان كذا وكذا، فإن كان مراده
{انظروا إلى الإنصاف،انظروا إلى الأمانة،انظروا إلى العلم، انظروا إلى التجرد لله،
إنسان يريد النصيحة}
فإن كان مراده كذا وكذا فهو حق، قال الله قال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كان مراده كذا وكذا فهو باطل، قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهم أهل بدع و أهل ضلالات
فماذا سيقول رحمه الله لو رأى ما يحدث اليوم على لسان أناس أقل ما تقول فيهم
أنهم طلاب علم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ووالله الذي لا إله إلا هو لو أشتغل منقصهم بعيوب نفسه لما أوقع نفسه في الحرج و المهالك
ومما يستأنس بقوله في هذا الباب قول الشاعر
يـا واعـظ الناس قد أصبحت متهما....إن عبـت منهـم أمـورا أنت تأتيها
وأعظـم الإثـم بعـد الشـرك نعلمه....فـي كـل نفس عماها عن مساويها
عرفتهـا بعيـوب النـاس تبصرهـا....منهـم ولا تبصـر العيب الذي فيها
هذا ما تيسر قوله
فإن كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان
وأن كان من صواب فمن الواحد المنان
و الله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
المراجع لمن أراد الاستزادة: كتاب / رفع الملام عن الأئمة الأعلام لأبن تيمية - كتاب الكبائر للإمام الذهبي- كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي - كتاب ( لحوم العلماء مسمومة ) للشيخ ناصر العمر[/align]
 
عبدالرحمن الشهري قال:
أحسنت بارك الله فيك ، وجزاك خيراً .

[align=center]جزاك الله خير يا د/ عبدالرحمن
وشكر الله لك مرورك الكريم
وبارك الله في سعيك
[/align]
 
عودة
أعلى