همجية النقاش مرآة عاكسة لواقعنا الفكري الحضاري

إنضم
26/02/2005
المشاركات
1,331
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
مصر

لست في حاجة إلى تقديم ولا إلى تمهيد فقديما قالوا:" ليس مع العين أين"

أدلف مباشرة إلى ملتقانا فأقول:
إن الملتقيات تجمع مشيجا من المجتمع ، هذا المشيج وذاك الخليط منه الصالح ومنه الطالح ، ومنه الحلو والحامض ، والسني والبدعي ، وواسع الأفق وضيقه، والمتوسط والمتطرف، ومن تعلم العلم " بالذِّراع" أي على غير عالم شارح، ومن نهل من معين أدب العلماء قبل علمهم، ومن يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا متهورا، ومن يضع نفسه مكان المتلقي للكلمة فيحسن ويجود ويبتلع ريقه ويراجع ما كتب..................وهلم جرا.

والحقيقة أنني رصدت بالملتقى نقاشات دون المستوى اللائق، منها ما انتهي إلى الشتم ومنها ما انتهي إلى التغليظ ومنها ما انتهي إلى غير فائدة .

أوقات تهدر
معارك تثار
تدابر يسجل على صفحات ملتقيات تحمل أشرف ما في الوجود :" كلام الله تعالى" الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن هدي إليه فقد هدي إلى صراط مستقيم.

ومن هنا انعكس هذا النقاش على العلاقات فحدث فيها ما حدث.

وليس من الحكمة أبدا أن نصور الداء ولا نصف الدواء.

والدواء ـ من وجهة نظري ـ يتمحور حول الآتي:

1ـ تذكُّر أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
2ـ وجوب إحسان الظن بالآخرين.
3ـ الرد بكلمة " سلاما سلاما" على خطاب الجاهلين والمتطرفين لقوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63
والكلمة " سلاما " إما أن تكتب أو تضمر ففي كل أنت من عباد الرحمن.

4ـ معرفة ان الله تعالى حاور إبليس ذاته، فَلِمَ لا يحاور بعضنا بعضا بالتي هي أحسن ، خاصة وأن الله تعالى قال في جدال أهل الكتاب: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .. }العنكبوت46 والمسلم أحق بالطريق التي هي أحسن .

5ـ لاتظن أنك أفضل أو أعلم أو أتقى لله من غيرك فرب أشعث أغبر لو اقسم على الله لأبره.
6ـ لا تغتر بصلاحٍ تراه فيك فربما كانت أو كان من البغايا أو الراقصات ثم تابت وأنابت وختم لها بالخير فالعبرة بالخواتيم .

7ـ اعلم أن سقف حريتك ينتهي عند بداية حرية الآخرين ، هكذا يكون العمل الجماعي.

8ـ التيقن بأن عميق الثقافة يحتمل الآخرين أكثر من غيرة وكلما كانت الثقافة ـ وثمت فرق بين الثقافة والشهادات العلمية ـ واسعة عريضة كلما كان صاحبها أمة وحده.

9ـ هناك مواقف تستدعي الحسم والحزم ولكن بالتي هي أحسن.
فالشر إن تلقه بالخير ضقت به ذرعا
وإن تلقه بالشر ينحسم
فكم من أرض بائرة لا تمسك ماء ولا تنبت عشبا ، فإذا سمّدتُها " سبختها " أثمرت.

10ـ من الواجب في النقاش الموصول بموضوع واحد ألا ينسى اللاحق ـ أبدا ـ التنويه بما خطه السابق ولو بكلمة واحده تصف بها عمله أو تدعو الله له بها ـ على الأقل ـ ثم تأخذ المسلسل منه، فهذا أدعى لسلامة الصدور، وأدعى لسلاسة الفكر والوصول غلى غاية .

11ـ على الملتقى الكريم ـ وكلنا جنده ومستعدون لتحمل المسؤلية مع مشرفيه ـ التفضل بإلزام الكل بالاسم الصريح ، فقد يكون الاسم الصريح بابا من أبواب الاستحياء من ذكر القبيح، ومعرفة إن كان الذي يخاطبني " إنسيا أو جنيا" فقد حان وقت سقوط الأقنعة، ومن يستحي من اسمه فليتنحى جانبا.

12ـ نرجو من المشرف العام التفضل بإرسال رسالة ـ الكترونية ـ تشعر من له مشاركة في موضوع ما أن غيره ذكر رأيا جديدا فيبادر من خلال ـ إيميله ـ إلى الرد حتى لا يظن الغير أنه أُهمل. وهذا في ملتقى أهل الحديث وغيره...

13ـ تذكير أهل الملتقى بما لهم وما عليهم برسالة على بريد كل عضو فالله تعالى يقول {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55

14ـ تجويد قول الله تعالى {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }الحج24 ومعرفة أن جريان طيب القول على اللسان لا يكون إلا بتوفيق الله تعالى لصاحب هذا اللسان.

هدانا الله جميعا إلى الطيب من القول وإلى صراط الحميد

وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }هود88
علما بأن الملتقى في مجمله بخير أقول هذا إحقاقا للحق
والله الموفق والمستعان
 
كلام جميل أحسن الله اليك يا د.خضر!
ولي تعليق على قولك :
على الملتقى الكريم التفضل بإلزام الكل بالاسم الصريح ، فقد يكون الاسم الصريح بابا من أبواب الاستحياء من ذكر القبيح، ومعرفة إن كان الذي يخاطبني " إنسيا أو جنيا" فقد حان وقت سقوط الأقنعة، ومن يستحي من اسمه فليتنحى جانبا.
.
أقول : القضية نسبية لكل اسلوب سلبياته وإيجابياته فمن سلبيات الكتابة بالإسم الصريح :
- الحمية للإسم وعدم السكوت على تجريحه وضيق العطن حال الجدال وأما الإسم المستعار فلا قيمة له !
- لو غلطت في أي شيء سيكون تاريخا لك تعير به !
- لعله يخاف من أهل مذهبه مثلا ويتهيب مخالفتهم بالإسم الصريح ولذلك لو كان بالإسم المستعار فهو لا يبالي !
- في حال الإسم المستعار القيمة للمعلومة المجردة وأما في حال الإسم الصريح فالقيمة مشتركة بين الإسم والمعلومة !
- صاحب الإسم المستعار أكثر جرأة على اقتحام الأمور لأنه لا يخاف إلا من الله بينما صاحب الإسم الصريح فهو يحجم كثيرا حفاضا على سمعته !
- لأهل الأسماء الصريحة أعداء وحساد همهم فقط الإساءة لهم وهذه فرصة للنيل منهم على حساب العلم والمعرفة !
- لأهل الأسماء الصريحة مذاهب ومخالفوهم لا يقبلون العلم إذا كان منهم !
.
.
ملاحظة : إذا ابتليت بهمجي في نقاشه فلتكن فرصة لك لإظهار أثر العلم في تهذيب الأخلاق وسمو أهل العلم عن السفاسف وفرصة لأن يكونوا مثالا يحتذى بطرائقهم في حسن التخلص والصبر والتحمل ومبادلة الإساءة بالإحسان !
 
[align=center][align=center]جزاك الله عنا خيراً
أستاذى الفاضل / عبد الفتاح محمد خضر

إذا ابتليت بهمجي في نقاشه فلتكن فرصة لك لإظهار أثر العلم في تهذيب الأخلاق وسمو أهل العلم عن السفاسف وفرصة لأن يكونوا مثالا يحتذى بطرائقهم في حسن التخلص والصبر والتحمل ومبادلة الإساءة بالإحسان !

وجزاك الله خيراً
أستاذنا / مفسر
على التعليق وعلى الملحوظة
وجعلنا الله أهلاً لتحمل العلم .
[/align]

[/align]
 
[align=center]جزاكم الله خيرا على هذا التذكيـــــــــــر
جعل الله هذا المنتدى المبارك مفتاحا للخير مغلاقا للشــــــــــــــــــر
[/align]
 
بارك الله فيكم يا أبا عمر على هذه التوجيهات القيمة التي أعلم أنك كتبتها محبة للملتقى وحرصاً على سلامته من آفات الحوارات العلمية وآفاتها . وثقافة الحوار الالكتروني من خلال المنتديات تستحق الدراسة والتأمل للخروج بما ينفع في حسن الاستفادة منها واستثمارها .
وأرجو أن يوفقنا الله جميعا في ملتقى أهل التفسير لحسن إدارة هذه الحوارات بالتي هي أحسن دوماً .
 
توجيهات سديدة تستحق القراءة بتأمل، ثم اتباعها بالعمل.

ويستحق كاتبها - الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر وفقه الله- الشكر والتقدير والدعاء.

وما أجمل أن نمتثل أمر ربنا: ( وقولوا للناس حسناً ) ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ).
 
من طوف بمنتديات هذه الشبكة الفسيحة الأرجـاء , وجد أن من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً ملتـقى أهل التفسير , ولكن مما لا ينبغي غيابه عن الأذهـان أنَّ من استُـغضبَ لله فغضبَ وخرجَ عن طـوره فهو على خـير وسنةٍ.

فلا يمكنُ بحالٍ أن نجد من ينسفُ ثوابتَ القرآن - مثلاً - وإذا استُفصـل منهُ ذمَّ وجرَّحَ وانتهك واقتحمَ , وهو مع ذلك يدعي الرسالة أو يطعنُ في الشريعة ويتهمها بالنقص أو يزعمُ اصطفاءهُ من بين الخلقِ برسالةٍ أو علمٍ أو رؤيةٍ لا سلف لهُ فيها ثم نقابلُ تعاليه بأسلوب قد يكونُ مؤشراً على الضعف أكثر منهُ على حسن الحوار .
 
من طوف بمنتديات هذه الشبكة الفسيحة الأرجـاء , وجد أن من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً ملتـقى أهل التفسير , ولكن مما لا ينبغي غيابه عن الأذهـان أنَّ من استُـغضبَ لله فغضبَ وخرجَ عن طـوره فهو على خـير وسنةٍ.

فلا يمكنُ بحالٍ أن نجد من ينسفُ ثوابتَ القرآن - مثلاً - وإذا استُفصـل منهُ ذمَّ وجرَّحَ وانتهك واقتحمَ , وهو مع ذلك يدعي الرسالة أو يطعنُ في الشريعة ويتهمها بالنقص أو يزعمُ اصطفاءهُ من بين الخلقِ برسالةٍ أو علمٍ أو رؤيةٍ لا سلف لهُ فيها ثم نقابلُ تعاليه بأسلوب قد يكونُ مؤشراً على الضعف أكثر منهُ على حسن الحوار .


نعم نعم ولكن كل يتكلم كما طبعه الله ولأهل العلم سمة تميزهم !
 
كلام جميل أحسن الله اليك يا د.خضر!
ولي تعليق على قولك :
على الملتقى الكريم التفضل بإلزام الكل بالاسم الصريح ، فقد يكون الاسم الصريح بابا من أبواب الاستحياء من ذكر القبيح، ومعرفة إن كان الذي يخاطبني " إنسيا أو جنيا" فقد حان وقت سقوط الأقنعة، ومن يستحي من اسمه فليتنحى جانبا.
.
أقول : القضية نسبية لكل اسلوب سلبياته وإيجابياته فمن سلبيات الكتابة بالإسم الصريح :
- الحمية للإسم وعدم السكوت على تجريحه وضيق العطن حال الجدال وأما الإسم المستعار فلا قيمة له !
- لو غلطت في أي شيء سيكون تاريخا لك تعير به !
- لعله يخاف من أهل مذهبه مثلا ويتهيب مخالفتهم بالإسم الصريح ولذلك لو كان بالإسم المستعار فهو لا يبالي !
- في حال الإسم المستعار القيمة للمعلومة المجردة وأما في حال الإسم الصريح فالقيمة مشتركة بين الإسم والمعلومة !
- صاحب الإسم المستعار أكثر جرأة على اقتحام الأمور لأنه لا يخاف إلا من الله بينما صاحب الإسم الصريح فهو يحجم كثيرا حفاضا على سمعته !
- لأهل الأسماء الصريحة أعداء وحساد همهم فقط الإساءة لهم وهذه فرصة للنيل منهم على حساب العلم والمعرفة !
- لأهل الأسماء الصريحة مذاهب ومخالفوهم لا يقبلون العلم إذا كان منهم !
.
.
ملاحظة : إذا ابتليت بهمجي في نقاشه فلتكن فرصة لك لإظهار أثر العلم في تهذيب الأخلاق وسمو أهل العلم عن السفاسف وفرصة لأن يكونوا مثالا يحتذى بطرائقهم في حسن التخلص والصبر والتحمل ومبادلة الإساءة بالإحسان !

شكرا لك يا أستاذ " مفسر" على تفضلك بهذا " التفسير" ومرورك ، وإن كانت الاستنتاجات الطيبة التي أوردتها لا تخلو من نقاش ، ولكن حسبنا اهتمامك وتسطيرك المتأمل.
 
أمنية أحمد السيد; ............... جزاك الله عنا خيراً أستاذى الفاضل / عبد الفتاح محمد خضر


وفقك الله يا أختنا الأزهرية المحترمة وجزاك الله الجنة , وأبشرك برفع صيغة " طويليبة" التى تعنى غاية التواضع لتكوني " طالبة " بمعنى الكلمة واتساعها ـ إن شاء الله ـ .
 
بارك الله فيكم يا أبا عمر على هذه التوجيهات القيمة التي أعلم أنك كتبتها محبة للملتقى وحرصاً على سلامته من آفات الحوارات العلمية وآفاتها .

والله خير الشاهدين . أشكرك يا دكتور عبد الرحمن على تعليقك الطيب كما أشكر الزميل الفاضل الدكتور محمد القحطاني على ما تفضل به.
 
من طوف بمنتديات هذه الشبكة الفسيحة الأرجـاء , وجد أن من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً ملتـقى أهل التفسير , ولكن مما لا ينبغي غيابه عن الأذهـان أنَّ من استُـغضبَ لله فغضبَ وخرجَ عن طـوره فهو على خـير وسنةٍ.

فلا يمكنُ بحالٍ أن نجد من ينسفُ ثوابتَ القرآن - مثلاً - وإذا استُفصـل منهُ ذمَّ وجرَّحَ وانتهك واقتحمَ , وهو مع ذلك يدعي الرسالة أو يطعنُ في الشريعة ويتهمها بالنقص أو يزعمُ اصطفاءهُ من بين الخلقِ برسالةٍ أو علمٍ أو رؤيةٍ لا سلف لهُ فيها ثم نقابلُ تعاليه بأسلوب قد يكونُ مؤشراً على الضعف أكثر منهُ على حسن الحوار .

حياك الله يا شيخ محمود ، ولعلي أستشعر من تعليقك دفاعا عن بعض مواقفك تجاه البعض كـ "صبري " ونحوه فكنتَ المستهدف من المشاركة؟

أبدا فأنت من طلاب العلم المهذبين المحترمين النابهين، وما تكتبه ينم عن شخصية ناضجة راسخة ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى أنت شنقيطي وكم لكم من أياد كما لكم من ود في القلب ، إذ الفقير يحبكم ويسعد بمحاورتكم وكم كانت سعادتي غامرة عندما التقيت الدكتور عبد الله ابن شيخنا صاحب أضواء البيان ، ود. أمين الشنقيطي وغيرهم من أصحاب الأدب والعلم .
فلا عليك يا عزيزي فمكانتك محفوظة.
 
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل على كريم ماسطرت، وجميل ماوجهت، وصدق ماعبرت، ولكم كنت أستاء كثيرا عندما أجد أفكارا متعنته، وآراء متطرفة، وأقوالا نابية، تركت بقعا داكنة لطخت وشاح الملتقى البهي بالتفاهات، وجرحته بالمشاحنات، وكادت توسمه بمضيعة الأوقات، ولقد تدخلت عدة مرات في مناقشات داعيا فيها إلى الاعتدال والإنصاف مستشهدا بالآيات والمأثورات والأبيات، منبها إلى إحترام الآخر والتزام الموضوعية في الطرح، وطلب الحق ليس غيره..الخ، فأثلج صدري تجاوب في البعض، وانصرفت حزينا في البعض الآخر، ولولا أن التذكير بها قد ينكأ من أندملت جراحه ممن نحبهم في الله لوضعت راوبطها، ويشهد الله أنني انزعجت كثيرا من مسألة فتح التسجيل لكل أحد، فولجت الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ، وجال من هب ودب ممن لم يعرف قدره، بله قدر العلماء الأفاضل، ولقد أردت الاحتجاج بشدة حينها، ولكني خشيت أن أجرح مشاعر من هم أهل للانضمام، ولايفهم قصدي على النحو الصحيح،وإن كان خفف عني حديث بعض الإخوة كابن جماعه -رعاه الله- في نقده لذلك، ولكن لما كثر الغث آثرت الابتعاد، وجاءت المشاغل وتعددت الأسباب، فما دخلت سوى البارحة تحفني البهجة ويحدوني الشوق، فرحة بالاستفادة من علماء أجلاء، وحرصا على الإجتماع بإخوة أحباء، وجميل ما أشار إليه أخي الحبيب محمود الشنقيطي من أن ملتـقى أهل التفسير مقارنة بالملتقيات "من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً"، ولكن أخي الشنقيطي ألا نطمح بحذف التبعيضية لنكون أكمل وأفضل، كيف وقد تعلمنا من حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نطلب الفردوس الأعلى.

وأختم موجها حديث القلب لأستاذي الحبيب المشرف العام وأقول: يا أبا عبدالله أنت أميرنا في الملتقى، ولك من الحقوق ماليس لغيرك، وقد ألبسك الله حلة الأدب، وكساك ثوب المودة،وزينك بإكليل الحكمة، وإتقان الإدارة، فهلا فعَّلت مالا يخفى على مثلك في قول القائل:

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فقسى ليزدجروا ومن يك حازماً = فليقس أحياناً على من يرحم [/poem]

أعذروني إخوتي إذا بحت بشجون نفسي، ولكنه الحرص على صفاء القلوب، والتزام المنهجية السليمة في الطرح، والرقي بالملتقى كما أسس له من اول يوم وضع فيه، وفق قواعد أصول العلم المنضبطة الذي اجتمعنا له وفيه، و( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
 
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل على كريم ماسطرت، وجميل ماوجهت، وصدق ماعبرت، ولكم كنت أستاء كثيرا عندما أجد أفكارا متعنته، وآراء متطرفة، وأقوالا نابية، تركت بقعا داكنة لطخت وشاح الملتقى البهي بالتفاهات، وجرحته بالمشاحنات، وكادت توسمه بمضيعة الأوقات، ولقد تدخلت عدة مرات في مناقشات داعيا فيها إلى الاعتدال والإنصاف مستشهدا بالآيات والمأثورات والأبيات، منبها إلى إحترام الآخر والتزام الموضوعية في الطرح، وطلب الحق ليس غيره..الخ، فأثلج صدري تجاوب في البعض، وانصرفت حزينا في البعض الآخر، ولولا أن التذكير بها قد ينكأ من أندملت جراحه ممن نحبهم في الله لوضعت راوبطها، ويشهد الله أنني انزعجت كثيرا من مسألة فتح التسجيل لكل أحد، فولجت الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ، وجال من هب ودب ممن لم يعرف قدره، بله قدر العلماء الأفاضل، ولقد أردت الاحتجاج بشدة حينها، ولكني خشيت أن أجرح مشاعر من هم أهل للانضمام، ولايفهم قصدي على النحو الصحيح،وإن كان خفف عني حديث بعض الإخوة كابن جماعه -رعاه الله- في نقده لذلك، ولكن لما كثر الغث آثرت الابتعاد، وجاءت المشاغل وتعددت الأسباب، فما دخلت سوى البارحة تحفني البهجة ويحدوني الشوق، فرحة بالاستفادة من علماء أجلاء، وحرصا على الإجتماع بإخوة أحباء، وجميل ما أشار إليه أخي الحبيب محمود الشنقيطي من أن ملتـقى أهل التفسير مقارنة بالملتقيات "من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً"، ولكن أخي الشنقيطي ألا نطمح بحذف التبعيضية لنكون أكمل وأفضل، كيف وقد تعلمنا من حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نطلب الفردوس الأعلى.

وأختم موجها حديث القلب لأستاذي الحبيب المشرف العام وأقول: يا أبا عبدالله أنت أميرنا في الملتقى، ولك من الحقوق ماليس لغيرك، وقد ألبسك الله حلة الأدب، وكساك ثوب المودة،وزينك بإكليل الحكمة، وإتقان الإدارة، فهلا فعَّلت مالا يخفى على مثلك في قول القائل:

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فقسى ليزدجروا ومن يك حازماً = فليقس أحياناً على من يرحم [/poem]

أعذروني إخوتي إذا بحت بشجون نفسي، ولكنه الحرص على صفاء القلوب، والتزام المنهجية السليمة في الطرح، والرقي بالملتقى كما أسس له من اول يوم وضع فيه، وفق قواعد أصول العلم المنضبطة الذي اجتمعنا له وفيه، و( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )

حياكم الله يا أبا عمر مرة أخرى بعد غيبتك الكبرى ، وأعتذر إليك أشد الاعتذار عن تقصيري في السؤال عن أحوالك وأهلك وأسأل الله أن تكون وجميع الزملاء بأحسن حال، وأنعم بال . وقد تحملتُ - لكثرة الأعمال- تفريطا كبيرا في حقوق من أحبهم من أهلي وإخواني، ومكانتهم في القلب لم تتغير .
فأرجو قبول المعذرة يا أبا عمر، وخذ هذه الأبيات العاجلة التي تذكرني بلقائنا في الدار البيضاء المغربية قبل أكثر من عام (صفر 1429هـ) وقد مرت كأنها ساعة يا محمد لم تزد :
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ها قد تقضى العامُ يا صاحبي = ونحنْ مِن شوقٍ لكمْ في عذابْ
ولذةُ المجلس في خاطري = تفتحُ لي نحو الهوى ألف بابْ
وجاءني عتبُكَ في غَفوةٍ = من لذةِ العيش ، وصفوِ الشبابْ
فاغفرْ فما عاد لنا طاقة = بالبُعد عنكمْ واتصال العتابْ [/poem]
 
جزاك الله خيراً,وجزا الجميع خير الجزاء,,

كفيتم ووفيتم,,,
فقط أحببت أن أضيف شيء بيسط وهو:
اني أنزعج كثيراً حينما أرى بعض الردود القاسية,بل ويصل الأمر أحياناً إلى السب والشتم!!والله هذا ما شاهدته بعيني-لكن ليس في هذا المنتدى-وأشعر بالإحباط وبصراحة(استصغر من يقوم بمثل هذه الأمور),ولا أقصد من يغضب لله,بل قصدي من لا أسلوب له في الحوار والنقاش في مواضيع لا تحتاج إلى الغضب,وهذا ملاحظ بكثرة
حتى أني صرت أتحرج كثيراً من تنزيل أي موضوع!! اتقاءً لسهام النقد اللاذع,فلست ممن يقوى عليه,ولا حجة لي إلا البكاء!
واقترح على من لا يتقن فن التعامل مع الآخرين ألا يرد على أي موضوع,ويكتفي فقط بالمشاهدة حتى لا يحطم الآخرين,ولا يتسبب في إعاقتهم عن إبداء آرائهم,وخاصة النساء لا يتحملن مثل هذه الأمور,أما الرجال فأستطيع أن أقول أن أغلبهم قاسٍ قلبه بالنسبة للنساء,,
والله أعــــــــــــــــلم
وكنت أود أن أطرح هذا الموضوع,لكن الخوف منعني! فجزاك الله خيراً,أرحت قلبي.
 
حياكم الله يا أبا عمر مرة أخرى بعد غيبتك الكبرى ، وأعتذر إليك أشد الاعتذار عن تقصيري في السؤال عن أحوالك وأهلك وأسأل الله أن تكون وجميع الزملاء بأحسن حال، وأنعم بال . وقد تحملتُ - لكثرة الأعمال- تفريطا كبيرا في حقوق من أحبهم من أهلي وإخواني، ومكانتهم في القلب لم تتغير .
فأرجو قبول المعذرة يا أبا عمر، وخذ هذه الأبيات العاجلة التي تذكرني بلقائنا في الدار البيضاء المغربية قبل أكثر من عام (صفر 1429هـ) وقد مرت كأنها ساعة يا محمد لم تزد :
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ها قد تقضى العامُ يا صاحبي = ونحنْ مِن شوقٍ لكمْ في عذابْ
ولذةُ المجلس في خاطري = تفتحُ لي نحو الهوى ألف بابْ
وجاءني عتبُكَ في غَفوةٍ = من لذةِ العيش ، وصفوِ الشبابْ
فاغفرْ فما عاد لنا طاقة = بالبُعد عنكمْ واتصال العتابْ [/poem]
وحياك أستاذي الكريم، وأشكر لك نبل مشاعرك، وصفاء روحك، وتمام تواضعك، فما كان قصدي من العتب عليك- رغم كثرة انشغالك- إلا من باب" ويبقى الودُ مابقي العتابُ"، واقبل من أخيك هذا الرد البسيط عن أبياتك الأخوية الصادقة، وليتك تنظر إليها بعين الرضا، بسبب ارتجالها، وضعف سبكها، فأقول مخاطبا:


[poem=font="Times New Roman,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=sp num="0,black"]
سَكَّنْتَ قافية َالعتابِ مودةً = فَضَمَمْتُهَا؛ حبا لكمْ تنسابُ
واخْتَرْتَ لي بحرا عميقا غوره = يُخشى تلاطمُ موجه العبعابُ
دُررا نثرتَ على شواطئهِ التي = تَهمي عليها بالإخاء سحابُ
فهو العزاء لما مضى من عامنا = من بعد قفرٍ مَسَّهُ ويبابُ
وتَرَنَّمَ القلبُ الأسيرُ بحبكم = واخْضَوْضَرَتْ لسروره الأعشابُ
أبدا نسيت ُحوارنا في مجلسٍ = فأُفِدتُ فيه العلم ُ والآدابُ
لله درك من أديب عالم = يهوى العلومَ وللعُلا وثَّابُ
متواضعا تبدي اعتذارا، باسما = ويفيض ملء فؤادك الترحابُ
أبدا فحقك أن أكون مبادرا = وأقول عذرا سيدي ومتابُ
فلكم شُغِلْتَ بذي الحياة مكافحا = دربا تنير وبدعة تنجابُ
فالله أسأل أن يعينك كلما = شَعَّتْ بفكرك سنةُ وكتابُ
ثم الصلاة على الحبيب وآله = مالاح برقٌ أو أضاء شهابُ [/poem]
 
ما شاء الله بارك الله فيكم ووفقكم وأيدكم .. جزى الله الدكتور خضر خيراً على طرحه هذا الموضوع القيم والذي يلمس قضية مهمة ، ويفتح آفاقاً للحوار النافع بين الإخوة جميعاً وفقكم الله .
 
يا لسجال العلماء الأدباء كثر الله من تلاقيكم !
 
كتب الدكتور القرضاوي تعريفا بالاستادعبد الحليم ابو شقه صاحب موسوعة تحرير المرأة في عصر الرساله جاء فيه:
" عبد الحليم أبو شقه هو رجل يعشق الحوار، ويؤمن به، ويدعو إليه على كل صعيد. ليس الحوار عنده جدلاً بيزنطيًا، أو مغالبة بالحق وبالباطل، يريد فيها الانتصار للنفس، وقهر الخَصم. ولكن الحوار عنده وسيلة لفهم أعمق، واستبصار أوثق، هو بحث -أو تباحث- عن الحقيقة، وسعي للكشف عنها، بواسطة تلاقح الأفكار، وتفاعل الآراء المختلفة بعضها مع بعض. فهو نوع من عمل الفريق، بدل أن يعمل الفرد وحده، ويبحث وحده، لا يناقشه أحد، ولا يسائله أو يجيبه أحد.

إنه يؤمن أن الناس -مهما يختلفوا في الدِّين أو الدنيا- فإن هناك جوامع مشتركة يمكن أن يلتقوا عليها. ومهمة الحوار البنَّاء البحث عن هذه الجوامع، وتوسيع نطاقها، وتضييق دائرة المختلف عليه ما وجد إلى ذلك سبيل.

لم يكن عبد الحليم أبو شقه يؤمن بحتمية الصراع بين الثقافات والحضارات أو الأديان، بل يتبنَّى إمكان التعايش بينها، وأن الاختلاف بين الحضارات لا يؤدي بالضرورة إلى صراع وعداوة، بل يؤدي إلى نوع من (التفاعل) المطلوب، بدلاً من (التصارع) المرفوض. ويكون هذا كما قيل في الاختلاف الموروث بين بعض علماء الإسلام وبعض في أقوال معينة: إنه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.

أعلن هذا الأستاذ عبد الحليم -تفاعل الحضارات لا تصارعها- في العدد الافتتاحي لمجلة (المسلم المعاصر)، الذي كان هو صاحب فكرتها، والذي جمع لها المفكرين والعلماء مرات ومرات، من بلاد شتَّى في جلسات طويلة، حتى تبلورت فكرتها، وظهرت إلى الوجود تعبِّر عن هدف ورسالة، ولا سيما رسالة الحوار، ولا زالت موصولة العطاء إلى اليوم، بفضل جهود أخينا وصديقنا الأستاذ الدكتور جمال الدين عطية حفظه الله.

ولقد تجلَّى اتجاهه النقدي والحواري منذ مقالته الأولى في المجلة (أزمة العقل المسلم المعاصر) التي أشرنا إليها من قبل.

نتعاون في المتفق عليه ونتحاور في المختلف فيه:

ولقد كنت أتحدث معه مرة حول (قاعدة المنار الذهبية) التي وضعها العلامة المُجدِّد الشيخ رشيد رضا، وروَّج لها في مجلته، ودعا إليها، وهي التي تقول: (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)، وهي من قواعد التسامح المهمة، والتي تشرع للعمل المشترك بين المختلفين، ولا تشترط الاتفاق في كل شيء، ليبدأ عمل مشترك لمصلحة الأمة.

لكن أبا عبد الرحمن رحمه الله، كان له تعليق على الشقِّ الثاني من هذه القاعدة، وهو: أنه اقترح أن تكون القاعدة هكذا: (نتعاون في المتفق عليه، ونتحاور في المختلف فيه).

فقد رأى أن عذر بعضنا بعضا وإن كان مفيدا في إشاعة خلق التسامح: أمر سلبي، لا يقدم جديدًا للعلم والفكر، وستظل هذه القضايا الخلافية ثابتة جامدة أبد الدهر، فلماذا لا نذيب هذا الجليد، ونتحاور في أمرها بروح علمية حيادية، وبمنهج عقلي موضوعي لا يحتكم إلى العواطف، ولا إلى الشائع بين الناس، فلعل هذا الحوار يخفف من حدة الخلاف، أو يقرب بين المتخالفين.

قلت له: إذا كانت قاعدة الشيخ رشيد رحمه الله، سميت (القاعدة الذهبية) فإن قاعدتك هذه جديرة أن تسمى: (القاعدة الماسيَّة)!

الثوابت لا تمنع الحوار:

ومن حرص الأستاذ عبد الحليم رحمه الله، على إرساء دعائم الحوار والترغيب فيه، وإشاعة الدعوة إليه بين المثقفين، سواء كانوا دينيين أم وضعيين: أنه لم يرَ (الثوابت العَقَدية والفكرية) عقبة تقف في سبيل الحوار، وتمنع من إجرائه والاستفادة من ثماره.

وقد عرض لهذه القضية -وهو يناقش أمر الحوار- في كتابه القيِّم الخصب الذي نُشر بعد وفاته، مستمدًا من أوراقه الثرية الكثيرة التي خلفها لمَن بعده، والذي سُمِّي (نقد العقل المسلم: الأزمة والمخرج) والذي كتب مقدمته المفكر المسلم الكبير الدكتور محمد عمارة.

أجل، عرض لمسألة الثوابت، وعلاقتها بالحوار، وتأثيرها فيه، وناقشها بصراحة وشجاعة وموضوعية، وكان مما قاله فيها:

(أما القضايا الجديدة أو المتجددة المتطورة في حياة الإنسان، فهي قضايا تثيرها الحياة المتطورة، وهي قضايا ما زال الإنسان يبذل جهده في تأملها وبحثها ودراستها، ويشعر أنها بحاجة إلى مزيد من الدراسة والتريث والتأمل، وطرحها للحوار إحدى الوسائل المعينة للبحث والدراسة والتأمل.

وما دامت هذه الأفكار المُتجدِّدة مطروحة بهذا القصد -أي للحوار- فهي أشبه بمرحلة التجريب في مجال تحسين زراعة محصول ما أو اكتشاف دواء ما، وطرحها للحوار حولها فرصة لتعاون عدة عقول على الدراسة والبحث والتأمل.

ومن مميزات الحوار الجاد الذي نريده ما يلي:

§ الحوار نوع من (عمل الفريق) لا عمل الفرد.

§ الحوار يجلو الصدأ الذي قد يصيب العقل، بكسر القيود والسدود التي قد تكون مُترسِّبة في عقل الفرد، ويكشف علاقات منطقية كانت غائبة عن عقل الفرد.

§ يربط النتائج بأسبابها، وقد يغفل الفرد عن هذا الربط.

§ يربط الظواهر بالبواطن، وقد يغفل الفرد عن هذا الربط.

§ يوفر النظرة الشاملة للموضوع، وقد يقف عقل الفرد عند بعض جوانب هذا الموضوع فقط.

§ الحوار يصقل الفكرة (الرأي والاجتهاد).

§ الحوار نوع من التجربة، وكما أن التجربة تدعم الفرضية أو تُعدِّلها أو تُلغيها، فكذلك الحوار يدعم الفكرة أو يُعدِّلها أو ينفيها.

§ الحوار في مجال الفكر يقوم مقام إجراء التجارب في مجال المادة، وإن كان لا يتوافر في مجال الفكر ما يختبر صحة الفرضية، فإن ندوة الحوار هي في مقام مختبر التجارب.

§ الحوار تجربة في عالم الفكر أو عالم العقل تسبق التجربة في عالم الواقع؛ ولا بد أن يسبق هذا النوع من التجربة (أي ميدان الفكر) التجريب في مجال الواقع، حيث يكون الثمن باهظا عند الخطأ.

§ يعطي الحوار صاحبه الحق ليظهر حقه وهنا نقول: لا محايد إلا الانتهازيون أو السلبيون، ولا خير فيمن خلا من المعتقدات والمبادئ العامة والخاصة ... ولكن على أصحاب المعتقدات أن يتحلُّوا بالتعقُّل والاستنارة، وأن يؤمنوا بأن الحوار هو أساس كل نظام اجتماعي مُتجدِّد وأساس التقدم.

وإذا كان سنا البرق يبدو من التقاء سُحب شتَّى، فإن سنا الحق يبدو من التقاء آراء شتَّى ...

(لقد انتهى زمن المعصومين الذين يساندهم الوحي، ولا يقولون إلا الحق. وأدرك العالم كله أن من جاء بعدهم -أي الأنبياء- مهما شمخت عبقريته فهو يخطئ ويصيب ويكبو ويمضي ...)[4].

ومما يجعل الحوار الجاد الذي نبغيه ضرورة لازمة: ضعف العقل البشري، بمعنى عدم كماله، وليس بمعنى عجزه.

ومن آثار هذا الضعف:

- يدرك شيئا وتغيب عنه أشياء.

- قد يدرك شيئا إدراكًا غير صحيح.

- يرى اليوم ما لم يره بالأمس.

وننبِّه في خواتيم هذه الجولة إلى أن هناك فرقا بين الحوار من أجل التصحيح أو مع الاستعداد للتصحيح، وبين الحوار (المنتقى) من أجل التدعيم والتنمية لنفس الأخطاء والاتجاه، أو الاستماع لبعض الشخصيات الجدلية لتدعيم بعض ما عندي ما دام هو الغالب وبصرف النظر مقدما عن قدر الخلاف.

إن التعاون بالميزان الصحيح يقضي بأنه ليس في العمل الجماعي أنا وأنتم، بل نحن كلنا نقدِّم لله، والعمل يحتاجنا جميعا، ونحن جميعا نحتاج رضا الله وثواب الله، ونخاف عقاب الله وإن قصرنا في واجبنا. المهم: حرام أن يزهد طرف في الآخر، ويحدث التقاطع والتباعد مع إمكانية التقارب والتعاون.

ونحن إذ نتحاور لسنا في موقف تحدِّ، وإنما هو تشاور وتناصح وتحاور، تحاور بين طرفين مختلفين: تحاور في البيت الواحد، وتحاور للتعارف وللتقارب، والاستيثاق؛ أي يستوثق كل منا من صاحبه، فينبغي أن يتقدم كل منا خطوة أو خطوات (عن اقتناع) نحو الآخر)[5
 
جزاكم الله خيرا يا دكتور يسري على تفضلك ببيان القواعد الذهبية والماسية التي تحتوى الحوار الحسن بين الكبار .
 

جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل د.خضر

و هذه لفتة من خبرة شخصية :

فقد ابتليت مؤخرا بمحن تتالت فوقر في قلبي من جرائها ما كنت أؤمن به أصلا و لكن كنت أنساه كثيرا ! و هي أمور لو تذكرناها قلبا لاختلفت أحوالنا جدا .. هذه بعضها :


1- أنا لست إلا دلالا على بضاعة القرآن بفهمي فلا يحق لي إلزام الآخرين به .
2- أنا إنما أذكر و لست قاضيا .
3- أنا أحتاج الأدب لنفسي قبل العلم لغيري .
4- أنا أحتاج غدوة كغدوة الإمام ابن تيمية حتى لا أهلك ... بل حاجتي أشد و أشد لأنني لم أنشأ نشأته علما و أدبا و مجاهدة !
5- على أدبي أن يغلب غيرتي ..
6- أنا راحل بعد قليل .
7- إذا كان الإمام أحمد يتعجب من طالب علم لا حظ له من الليل فمن باب أولى أن يصعق مني إذا رآني - إذ لا حظ لي من الليل - و أنا أجادل و أناقش !! ؟


و القائمة تطول أيها الأساتذة و الإخوة الكرام .... فهل من مذكر على الدوام ؟

8-
9-
10-
11-
12-
13-
 
جزاك الله خيرا استاذنا الكريم د. خضر
ومن أتحفنا بالدرر والفوائد وحسن الأدب

ووالله إنا لنستفيد منكم أكثر من إستفادتنا من سيء الأدب
من خلال ردودكم وتوجيهاتكم

وأعرج بإستفادتي من الإستاذ الفاضل محمد عمر الضرير -حفظه الله- وزاده رفعة وأدبا
وأمثاله الكثير في هذا الملتقى المبارك

أساتذتنا:
نحن طلابكم وما يسوءكم يسوءنا
ولكننا نتعلم من دقيق ألفاظكم دون أن تشعروا
فواصلوا فنعم المعلمين أنتم

أما من أساء الأدب فإساءته راجعة له هو فقط ووصمة عار عليه وإننا نتعلم من سوء أدبه كيف يكون حسن الأدب
كما قال أحد الصالحين عندما سئل ممن تعلمت الأدب؟
فقال : من سيء الأدب
 
[align=center]
كما قال أحد الصالحين عندما سئل ممن تعلمت الأدب؟

فقال : من سيء الأدب
[/align]

أثابك الله يا أختنا الفاضلة " أفنان" على هذا الأدب الجم والحياء الشم، وعلمنا وإياك حسن القول وصحيح العمل.
والشكر موصول للإخوة المثمرين لقضيتنا الأحبة" خلوصي ولأبي عبد الله مصطفي وبقية الإخوة.
 
يقول حبيبنا الأستاذ صلاح هلل:
النقد ليس عملا منفصلا عن الشريعة، وإنما هو عملٌ يسير وفق رؤيتها وضوابطها التي حدَّدتها له، لا يخرج عنها، ولا يسعه الخروج عن حُكم الشريعة، وإلا صار عملا مُجَرَّمًا شرعًا، تسري عليه نصوص التجريم الشرعية حسْب درجة الجُرْم المتوفِّر فيه، فينال عقابه حسْب إثمه وما اقترفه، ويخرج بهذا عن صراط الإصلاح إلى ساحة التجريم، وشتَّان بين الأمرين.
وبناءً عليه يلزم الناقد أن يضبط نفسه وما يصدر منه بضابط الشرع لا غير، فلا مجال للهوى أو الضغائن والأحقاد تحت مُسمَّى النقد.
وقد ركب بعضُهم قطار الحقْد والهوى، في رسوم الناقد العدل، فما لبث أنْ انكشف عواره، وظهرتْ دَخِيلَةُ نفسِه، فارْتَدَّ عليه نَقْدُه، وتعثَّرت قدماه، وسار المشكو في حقِّه سالمًا، لم تثبتْ عليه تهمةٌ أو جناية، وهكذا عهدنا الحقد يهدم صاحبه، ويجعله أول المكتوين بنارِه.
جزى الله أخانا صلاح خيرا على ما تفضل به
المصدر: http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-34-113101.htm
 
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
وما أجمل ما قاله الإمام القدوة ابن القيم -رحمه الله- وليتنا نمتثله عند النقاش والنقد
حيث قال -رحمه الله- :
( ولولا أن الحق لله ورسوله , وأن كل ما عدا الله ورسوله , فمأخوذ من قوله ومتروك , وهو عرضة الوهم والخطأ : لما اعترضنا على من لا نلحق غبارهم ولا نجري معهم في مضمارهم , ونراهم فوقنا في مقامات الإيمان , ومنازل السائرين كالنجوم الدراري , ومن كان عنده علم فليرشدنا إليه , ومن رأى في كلامنا زيفا , أو نقصا , أو خطأً , فليهد إلينا الصواب , نشكر له سعيه , ونقابله بالقبول والإذعان والانقياد والتسليم , والله أعلم وهو الموفق )


مدارج السالكين 2/137
 
( ولولا أن الحق لله ورسوله , وأن كل ما عدا الله ورسوله , فمأخوذ من قوله ومتروك , وهو عرضة الوهم والخطأ : لما اعترضنا على من لا نلحق غبارهم ولا نجري معهم في مضمارهم , ونراهم فوقنا في مقامات الإيمان , ومنازل السائرين كالنجوم الدراري , ومن كان عنده علم فليرشدنا إليه , ومن رأى في كلامنا زيفا , أو نقصا , أو خطأً , فليهد إلينا الصواب , نشكر له سعيه , ونقابله بالقبول والإذعان والانقياد والتسليم , والله أعلم وهو الموفق )


مدارج السالكين 2/137
درة تستحق التأمل والتوقف معها في النفس كثيرا، ولو التزمناها خلقا، ووعيناها تطبيقا، لما رأينا مانكره في مناقشاتنا، ولما سمعنا ما نمقت في حوارنا.
فجزى الله الإمام عنا خيرا، وما أكثر درره النفيسة.
وجزاك الله خيرا أختنا الفاضلة أفنان، وبارك في وقتك وعملك، فما أجمل اختيارك، والأجمل إحالتك، فبوركت وأمثالك.
 
جزاك الله خيرا استاذي الفاضل وبارك في علمك وعملك

ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى رسالة قيمة لشيخنا الفاضل د. بكر أبو زيد -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته-
خاصة بابن القيم -رحمه الله- وجمع درره وآثاره

فجزى الله علماءنا خير الجزاء ونفعنا بعلمهم
 
د. خضر

نفع الله بك

كلام سليم وقد قيل : كلما اتسعت ثقافة وتجربة العقلاء كلما زاد قبولهم للعذر .
 
موضوع يجدد نفسه في مثل هذه الأيام التى أظلتنا بمناقشات سدت طرقا كثيرة أمام الموضوعية المرجوة.
 
[align=center]جزاكم الله تعالى خير الجزاء سادتي أحبتي في الله تعالى ونسأل الله تعالى أن نوفق جميعاً للالتزام بأخلاق القرآن وأدب أهله وحملته في جميع مايطرح ويناقش أو يحاور لبيان أو استبيان الحق فيه
(( بالتي هي أحسن ))
[/align]
 
عودة
أعلى