قال ابن القيم رحمه الله :
تأمل كيف قال سبحانه : ( لا يشهدون الزور ) ولم يقل : بالزور لأن ( يشهدون ) بمعنى : يحضرون ، فمدحهم على ترك حضور مجالس الزور ، فكيف بالتكلم به وفعله ؟ ! ، والغناء من أعظم الزور .
والزور يقال على الكلام الباطل وعلى العمل الباطل وعلى العين نفسها ، كما في حديث معاوية لما أخذ قُصة من شعر يوصل به قال : هذا الزور ، فالزور : القول والفعل والمحل .
وأصل اللفظة : من الميل ومنه الزور بالفتح .
ومنه : زرت فلاناً ، إذا ملت إليه ، وعدلت إليه .
فالزور : ميل عن الحق الثابت ، إلى الباطل الذي لا حقيقة له قولاً وفعلاً .
ابن قيم الجوزية ، إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ( 1/436 ) ط 2 ابن الجوزي .