هل يمكن أن تنزل آية مرتين ؟

منيب عرابي

New member
إنضم
07/06/2010
المشاركات
143
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أقرأ في الصحيح المسند من أسباب النزول حيث قال المؤلف :
" فإذا ثبت أن الآية نزلت بمكة فلا مانع من نزولها مرتين "

هل يمكن أن تنزل آية مرتين على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟
وهل يمكن اعتبار سبب النزول في المرتين هو "سبب نزول الآية" ... أم أن أول مرة هي فقط سبب نزول الآية ؟

كان ذلك في التعليق على آية
{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } (يس : 12 )
 
يقول الزركشي في البرهان:
فصل
فيما نزل مكررا
وقد ينزل الشىء مرتين تعظيما لشأنه وتذكيرا به عند حدوث سببه خوف نسيانه وهذا كما قيل فى الفاتحة نزلت مرتين مرة بمكة وأخرى بالمدينة وكما ثبت فى الصحيحين عن أبى عثمان النهدى عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبى صلى الله عليه و سلم فأخبره فأنزل الله تعالى "وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات" فقال الرجل ألي هذا؟ فقال بل لجميع أمتى فهذا كان فى المدينة والرجل قد ذكر الترمذى أو غيره أنه أبو اليسر وسورة هود مكية بالاتفاق ولهذا أشكل على بعضهم هذا الحديث مع ما ذكرنا ولا إشكال لأنها نزلت مرة بعد مرة ومثله ما في الصحيحين عن ابن مسعود فى قوله تعالى ويسألونك عن الروح أنها نزلت لما سأله اليهود عن الروح وهو فى المدينة ومعلوم أن هذه فى سورة سبحان وهى مكية بالاتفاق فإن المشركين لما سألوه عن ذى القرنين وعن أهل الكهف قيل ذلك بمكة وأن اليهود أمروهم أن يسألوه عن ذلك فأنزل الله الجواب كما قد بسط فى موضعه وكذلك ما ورد فى قل هو الله أحد أنها جواب للمشركين بمكة وأنها جواب لأهل الكتاب بالمدينة وكذلك ما ورد فى الصحيحين من حديث المسيب لما حضرت أبا طالب الوفاة وتلكأ عن الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والله لأستغفرن لك ما لم أنه فأنزل الله ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى وأنزل الله فى أبى طالب إنك لا تهدى من أحببت وهذه الآية نزلت فى آخر الأمر بالاتفاق وموت أبى طالب كان بمكة فيمكن أنها نزلت مرة بعد أخرى وجعلت أخيرا فى براءة والحكمة فى هذا كله أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضى نزول آية وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنها فتؤدى تلك الآية بعينها إلى النبى صلى الله عليه و سلم تذكيرا لهم بها وبأنها تتضمن هذه والعالم قد يحدث له حوادث فيتذكر أحاديث وآيات تتضمن الحكم فى تلك الواقعة وإن لم تكن خطرت له تلك الحادثة قبل مع حفظه لذلك النص وما يذكره المفسرون من أسباب متعددة لنزول الآية قد يكون من هذا الباب لا سيما وقد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية فى كذا فإنه يريد بذلك أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب فى نزولها وجماعة من المحدثين يجعلون هذا من المرفوع المسند كما فى قول ابن عمر فى قوله تعالى نساؤكم حرث لكم وأما الإمام أحمد فلم يدخله فى المسند وكذلك مسلم وغيره وجعلوا هذا مما يقال بالاستدلال وبالتأويل فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية لا من جنس النقل لما وقع.
 
عودة
أعلى