هل يقتل من ارتد عن دينه الاسلام ؟؟!!!!

محمد عصام

New member
إنضم
19/01/2019
المشاركات
150
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
35
الإقامة
سوريا
ما حكم المرتد عن الاسلام ؟!!

انتشر جهلاً أن المرتد عن دين الإسلام يقتل!!
وهذا يخالف ( الفطرة ، والقرآن ، وأصول الفقه ، والسنة ، وأفعال وأقوال الصحابة ، وأقوال العلماء )


أقتبس في هذا الموضوع الكثير من أقوال الدكتور فاضل سليمان جزاه الله كل خير
------------------------------------------------------------

1- بالنسبة لمخالفته للفطرة:

أولاً: إذا وجب القتل على من ارتد عن الاسلام ، فإنه واجب علينا تبليغهم بهذا الحكم قبل دعوتهم للإسلام !!!!!

يروي الدكتور فاضل سليمان قصة حصلت معه ،عن بعض الشباب المتحمس في أمريكا من المسلمين حيث قالوا له:
هل أنت فعلا تعطي محاضرات في الجامعات والكنائس عن الاسلام لغير المسلمين !!!
فقال : لهم نعم ، فقالوا: وهل يمكن أن يسلم أحد من هذه المحاضرات ، فقال نعم ولله الحمد !!
فقالوا له: اتق الله يا أخي ، فقال: وماذا فعلت ؟؟؟؟
فقالوا: هل أنت تخبرهم عن حد الردة ؟؟ ولو أن أحدهم دخل الاسلام وأحب أن يرجع لدينه فسوف يقتل ؟؟
استغرب الدكتور وقال: " بصراحة لا أقول لهم "!!
فقالوا: إذا أنت تخدعهم وتغشهم
قال الدكتور: وكلام هؤلاء الشباب منطقي.... انتهى
.
ولو أننا وضعنا لا فتة قبل أن ندعو الناس للإسلام وقلنا لهم من يرتد بعد الاسلام يقتل ، فلا أظن أن أحدا سيرضى بدخول الاسلام
.
ولكن إذا تأملنا في السنة فسنرى كيف علمنا النبي الدعوة
.
روى البخاري - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ:
إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ "

نلاحظ لا يوجد في الحديث إخبار الناس في القتل إذا ارتد بعد الاسلام ، والسبب لأنه لا يوجد هذا الحكم في الاسلام !!

---------------------------------------------------------------------------
ثانياً: يوجد فتاة اسمها ربى داوود ، أردنية الأصل ولها فيديو عن اسلامها منتشر على اليوتيوب
هذه الفتاة أسلمت ولكنها تعرضت لضرب وضغوطات كثيرة من قبل أهلها مما اضطرها للخروج ثم عرض عليها شاب مسلم
أن يسافر معها للبلاد العربية ويتزوجها ولكنه لم يوفي بوعده ، وفي بلاد المسلمين تعرضت لاهانات شديدة من المسلمين واتهموها بأنها عميلة وبسبب كثرة الضغوطات كرهت الاسلام والمسلمين وخرجت على الهواء ونزعت حجابها وأعلنت ارتدادها
وحاول كثير من أصحابها استتابتها لكن أصرت على الارتداد !!
ومن ثم ذهبت لتدرس اللاهوت والتنصير وبعد زمن طويل عادت للإسلام وتابت لله بعد أن ودجت التحريفات الشديدة

ولو أننا أقمنا الحد المزعوم اليوم للردة، فسوف نواجه الله في دمها ، ولحرمت من الهداية !!

وهذا رابط فيديو عن هذه الفتاة:
https://www.youtube.com/watch?v=uXH_w31X0Jg

==================================
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2- بالنسبة لمخالفته للقرآن:

1- قال تعالى : ({ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فليكفر } الكهف 29
يقول المرتد لماذا تريدون قتلي ربكم أعطاني الحرية وقال ومن شاء فليكفر، يقولون له لا لا يا صديقي هذا قبل أن تدخل الإسلام
فيقول: ولكن أنا ولدت مسلما ولم أختر الدخول له بالأساس ( فأين حرية الاختيار التي أعطاني الله إياها في القرآن)
ومن أنتم حتى تحددوا معنى الآية قبل الاسلام أم بعده ؟؟!!
.
2- يقول الله تعالى: ({ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } البقرة 256
ويأبى الجاهلون إلا أن يكرهوا على دين الله ولو بالقتل !!
وهذا للأسف يذكرني بقول الله تعالى {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف28
هم يدّعون أن الله أمرهم بقتل المرتد، ويأتون بنصوص لم يفهموها ولكن فسروها كما فسرها الخوارج من قبل فاستباحوا فيها دماء الناس باسم الدين
.
3- قال تعالى ({ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } يونس 99

يوجد إحدى عشر آية تتحدث عن المسلمين إذا تركوا دينهم، وهذه الآيات تتحدث عن عقوبات في الآخرة
ولا يوجد أي عقوبة في الدنيا!!
وتنقسم هذه الآيات إلى واحدة مكية وعشر آيات مدنية
أي مع نزول آيات الأحكام في المدينة ونزول العقوبات والحدود فهذه العشر آيات لم تذكر أي عقوبة في الدنيا للردة
فكيف يذكر القرآن حدود أقل درجة (السرقة، الزنا، القذف..)، ولا يذكر حدا على درجة عالية من الخطورة عقوبته القتل؟

==================================
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


3- بالنسبة لمخالفته أصول الفقه:


1- نطرح سؤالاً على من يزعم بقتل المرتد (هل الردة حد أم تعزير) ؟؟؟
نسمع دوما عن ( حد الردة )، هل يقبل في الحدود الشفاعة ؟؟؟

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالَ: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالُوا: وَمَنْ
يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ثُمَّ
قَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ
فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا
" رواه البخاري

إذا لا يوجد في حدود الله شفاعة أبدا ولا تقبل توبة ، وكذلك بالنسبة لحد الزنا وحد شرب الخمر والسنة مليئة بهذه الحالات .

السؤال هنا: لو افترضنا أن الردة حد ، فبالتالي لا يجوز أبدا قبول توبة المرتد !
فمن أين أتى الفقهاء أن المرتد يستتاب ثلاثا ، النبي لم يقل ذلك ؟؟؟

بل هم يستشهدون بحديث ( من بدل دينه فاقتلوه ) لم يقل استتيبوه ... وسنفصل في هذا الحديث بعد لاحقاً

----------------------------------------------------------------------------
2- أمر آخر روى النسائي في حديث صحيح

عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ
وَقَالَ: " اقْتُلُوهُمْ، وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ". عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، وَمَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ، فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ
وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا، وَكَانَ أَشَبَّ الرَّجُلَيْنِ، فَقَتَلَهُ، وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ فَقَتَلُوهُ
وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ، فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ: أَخْلِصُوا، فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لَا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا هَاهُنَا.
فَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يُنَجِّنِي مِنَ الْبَحْرِ إِلَّا الْإِخْلَاصُ لَا يُنَجِّينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ
اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدًا إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ، فَلَأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا.
فَجَاءَ فَأَسْلَمَ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ، فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ
حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ. قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ،
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ".
فَقَالُوا: وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا فِي نَفْسِكَ هَلَّا، أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ أَعْيُنٍ "

نلاحظ من الحديث أن النبي قبل توبة عكرمة ، وقبل توبة عبد الله بن أبي السرح؟؟إذا الردة ليست حد بل هي عقوبة تعزيرية
والمتأمل بقصة عبد الله بن أبي السرح فإن الحكم بقتله وقتل من ذكر النبي لم يكن لأنهم ارتدوا
بل لأنهم ذهبوا لجيش الأعداء وانضموا معهم، فليس قتلهم لتركهم للاسلام وإنما الخيانة والغدر

يعني مثالها في واقعنا
(وهذا المثال هام جدا لتوضيح معنى المرتد في كل ما سيأتي)
لو افترضنا إنسان مسلم ذهب لاسرائيل وعمل مع الموساد الاسرائيلي، ما حكمه ؟؟!!
هذا الإنسان الحكم عليه بالاعدام سواء ارتد عن الاسلام أم لم يرتد
لأنه جريمة خيانة وغدر ومحاربة للمسلمين
وقتل الخائن ليس فقط في دين الاسلام وإنما عندك كل الدول وجميع الثقافات، فكل الجيوش تقتل الخائنين فيها وتنزل أشد أنواع
العقوبات فيهم
وكذلك عبد الله بن أبي السرح هو ذهب لمكة وهي كانت تعتبر مركز محاربة النبي في ذلك الوقت وهي الموساد الاسرائيلي
في ذلك الوقت
-----------------------------------------
3- ذكر شيخ الاسلام في كتابه الصارم المسلول هذا الحديث
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " فِي الْمُرْتَدِّ يُسْتَتَابُ أَبَدًا "، قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا الَّذِي نَأْخُذُ بِهِ ...
مصنف عبد الرزاق
فكيف يرى صنف كبير من الصحابة أن المرتد يستتاب أبدا هل لهم الحق في تعطيل حدود الله؟؟

==================================
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


4- بالنسبة لمخالفته السنة:

1- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، " أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَصَابَهُ وَعْكٌ، فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي، فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ، فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي، فَأَبَى، فَخَرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طِيبُهَا " متفق عليه

قول الأعرابي أقلني : ظاهِره أَنَّهُ سَأَلَ الإِقالَة مِنَ الإِسلام وبِهِ جَزَمَ عِياض.
نلاحظ أنه لم يأمر النبي بقتل الأعرابي لأنه ارتد !!وذلك لأن ارتداده لا يعني أنه سيقاتل المسلمين بل سيعود لأرضه وموطنه

ومن أرادوا الانتصار لرأيهم قالوا ان هذه البيعة كانت على الهجرة، وبصراحة سمعنا في بيعة العقبة الأولى والثانية
لكن لم نسمع أن هناك بيعة على الهجرة ؟؟ الهجرة ليست بيعة وإنما أمر من رسول الله

كما أن رواية البخاري واضحة بأن الأعرابي جاء وبايع النبي على الاسلام
.
2- لا يخفى علينا صلح الحديبية الذي كان من بنوده:
البند الرابع : وينص على أن من يهرب من عند محمد صلى الله عليه وسلم قاصداً قريش لا يرد إليه أبداً ، وأما من يهرب من قريش متجهاً إلى محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، فلزاماً أن يرده محمد إليهم .
كيف يسمح النبي لمن شاء أن يرتد ويذهب لقريش إذا قلتم أن حكم المرتد القتل حدا من عند الله ؟
والأمر الأشد هو أنه لا يقبل من جاءه مسلما من قريش ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5- بالنسبة لمخالفته أقوال وأفعال الصحابة: (ومعلوم أن في رواية السير والمغازي ضعف ولا يصح الاستشهاد وبناء حكم
ولكن مع ذلك )

قَالَ عُمَرُ: " يَا أَنَسُ، مَا فَعَلَ الرَّهْطُ السِّتَّةُ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنِ الإِسْلامِ فَلَحِقُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟
قَالَ: فَأَخَذْتُ بِهِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِيَشْغَلَهُ عَنْهُمْ، قَالَ مَا فَعَلَ الرَّهْطُ السِّتَّةُ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنِ الإِسْلامِ فَلَحِقُوا بِالْمُشْرِكِينَ
مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قُتِلُوا فِي الْمَعْرَكَةِ، قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ،
قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَهَلْ كَانَ سَبِيلُهُمْ إِلا الْقَتْلَ؟
قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا فِي الإِسْلامِ، فَإِنْ أَبَوَا اسْتَوْدَعْتُهُمُ السِّجْنَ ".
السنن الكبرى للبيهقي

وبفرض صحة هذه الرواية - فقتل هؤلاء الذين انضموا لجيش المشركين لا يعتبر خطأ أبداً لأن الحكم عليهم بالقتل لأجل الخيانة
وانضمامهم لجيش المشركين، وليس من أجل الردة
ومع ذلك فقد قال عمر أعرض عليهم أن يدخلوا في الإسلام، فإن أبوا استودعتهم السجن (وكأنه يريد معاملتهم كالأسرى)
.

عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَوْمٌ، مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، أَنَّ قَوْمًا أَسْلَمُوا، ثُمَّ لَمْ يَمْكُثُوا إِلا قَلِيلا حَتَّى ارْتَدُّوا، فَكَتَبَ فِيهِمْ مَيْمُونُ بْنُ
مِهْرَانَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ " فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ رُدَّ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ، وَدَعْهُمْ "
مصنف بن عبد الرزاق
.
وروى سعيد بن منصور في سُنَنِه أنَّ أبا مُوسى لما فتَحَ تُسْتَرَ بعث إلى عمر بن الخطاب ... فقال عمر هل كان من مغربة خبر؟
قلتُ: رجلٌ منا كَفَرَ بعد إسلامه قال: فماذا صنَعْتُم به؟ قال: قلت: قَدَّمْنَاهُ فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ قال: اللَّهُمَّ إنِّي لمْ أَرَ وَلمْ أشهدْ،
وَلمْ أَرْضَ إِذْ بَلَغَنِي، ألا طَيَّنْتُمْ عليه بيتًا، وأدْخَلْتُمْ عليه كل يَوْم رغيفًا لعلَّه يَتُوبُ" فأنكر عُمر عليهِمْ قَتْلَهُ

وكما قلت هذه الروايات فيها ضعف ولا يصح الاستشهاد بها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

6- بالنسبة لمخالفته أقوال العلماء:

يقولون أن المذاهب الأربعة أجمعوا في قتل المرتد!، وهذا أنا أراه جهل انتشر في زماننا بسبب غياب حقيقة الأمر
واختلاف مفهوم ألفاظ اللغة العربية عند العلماء سابقا وعندنا اليوم ؟؟!
فمثلا: لفظ الحجاب
الحجاب يستخدم اليوم بمعنى غطاء الرأس
أما الحجاب في زمن النبي والصحابة فهو النقاب بينما كان غطاء الرأس يسمى ( خماراً )

المشكلة عندما تكون كلمة المرتد لها معنى في زمن النبي وصحابته ولها معنى مختلف اليوم!!

فعند المذهب الحنفي المرتد يقتل ولكن المرتدة لا تقتل وبينوا السبب في ذلك لأنها لا تقاتل
ولو كان الردة حد لما اجترأ أبو حنيفة أن يفرق بين رجل وامرأة؟

وفي حروب الردة لم يقتل سيدنا أبا بكر النساء ( إذا يفهم أن الحرب ليس مفهومها الارتداد عن الاسلام ) وسنوضح حديث حروب الردة لاحقاً
وصح عن ابن عباس أنه قال المرتدة لا تقتل
.

السؤال هنا ما هو المفهوم الذي كان سائدا سابقا في حكم المرتد ؟؟؟؟
ولماذا قالت المذاهب الأربعة بقتل المرتد ؟؟؟

الجواب: في ذلك الوقت كانت المعسكرات السياسية دينية ، المسلمين يقيمون مع بعض ، المسيحين مع بعض ،
اليهود مع بعض وهذه ولاءات الناس تقاتل فيها
وكان حال الرجال دوما القتال، فمن لم يخرج للقتال هذا نوع من العار والتشبه بالنساء
لهذا كان معنى أن يرتد الشخص أي أنه غدر المسلمين وخانهم وانضم لمعسكر قتال المشركين وليس أنه ترك دينه
كما ذكرت في مثال الانضمام للموساد الاسرائيلي سابقاً
لهذا عندما كان الحكم بقتل المرتد فكانت العلة أن الذكور تقاتل
أما اليوم فلم يعد الحال كالسابق فالمرتد اليوم لا يعني أنه سيقاتل المسلمين

وعليه فمن قال أنه أجمع أهل العلم على قتل المرتد نقول نعم صحيح ولكن يقصد المرتد الحربي ( بالمعنى العرفي في زماننا الخائن للجيش)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــــــبهات في قتل المرتد

أ- هناك شبهة في حديث ، رواه البخاري ، قال رسول الله ( من بدل دينه فاقتلوه )
من يبيح سفك دماء المرتدين المدنيين يستشهد بهذا الحديث
1- ولو تأملنا هذا الحديث على حسب فهمه فهو عام يحتمل أي دين فمن بدل دينه من نصراني إلى يهودي أو إلى مسلم يدخل في عموم هذا الحديث أيضا
2- والملاحظ أيضا أنه لا يوجد استتابة في الحديث فالذين يريدون أن يأخذوا بعموم اللفظ لا يحق لهم أن يستتيبوا الشخص
3- للحديث سياق عند البخاري

رَأَى أَبُو بَكْرٍ قِتَالَ مَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ
حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ،
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ تَابَعَهُ بَعْدُ عُمَرُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ أَبُو بَكْرٍ إِلَى مَشُورَةٍ إِذْ كَانَ عِنْدَهُ حُكْمُ
رَسُولِ اللَّهِ فِي الَّذِينَ فَرَّقُوا بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَأَرَادُوا تَبْدِيلَ الدِّينِ وَأَحْكَامِهِ،
وَقَالَ النَّبِيُّ: مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَشُورَةِ عُمَرَ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا
وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .. انتهى
.
من هذا الحديث نفهم أن معنى قول النبي بدل دينه لا يقصد الردة عن الاسلام وإنما ( التبديل في دين الله )
لأن المرتدين الذين حاربهم أبا بكر لم يخرجوا من الاسلام وإنما غيروا في حكم الزكاة
إذا معنى بدل دينه ( تحريف الدين ) وتغيير أحكام الله وتحريف كلامه وإلغاء الحدود وتشويه الدين

وقال شيخ الاسلام في كتابه الصارم المسلول

ويفرق بين ترك الدين وتبديله ، ففي حديث ( التارك لدينه المفارق للجماعة ) يكون المراد به من ارتد وحارب كالعرنيين ومقيس بن حبابة ممن ارتد وقتل وأخذ المال فإن هذا يقتل بكل حال.

للتوضيح أكثر ننتقل للشبهة الأخرى
---------------------------------------------------------------------------------
ب- شبهة: يقولون أن أبا بكر حارب المرتدين في حروب الردة وقتلهم
الجواب:
سبق وبينا تفصيل ذلك في حديث ( من بدل دينه فاقتلوه) هو تغير في دين الله وليس ترك الاسلام.
كما أن فعل أبي بكر ليس بسبب ارتداد فردي وإنما هو إنشقاق جماعي وخروج على الدولة
فلو ارتد أفراد لوحدهم لم يكن ليقتلهم، أما أن ترتد قبائل كاملة وتبدل في دين الله وتفرض ذلك على كل سكان القبيلة
فهذا وجب قتالهم لأنه انشقاق وخروج على الدولة.

للتوضيح أكثر: كانت هذه القبائل عليها حاكم وهذا الحاكم عليه أن يؤدي أموال الزكاة للخليفة أبو بكر( والزكاة فرض من الله)
الآن خرج قائد هذه القبيلة وقال نحن مسلمين ونصلي ونصوم ولكن لن ندفع لك الزكاة لأننا لا نرى صوابا في ذلك
هو يعطي رأيه في أحكام الله وبما انه حاكم لهذه القبيلة، فسوف ينشر هذا الحكم في كل القبيلة، وتصور معي ماذا سيحصل
لو غير عدة أحكام أخرى ؟؟!!، ولو أنه لم يقم أبو بكر بمحاربتهم، بهذا سينتشر الفساد والانحراف في كل الاسلام
لأنه تصور معي أن كل دولة وقبيلة تستطيع أن تغير في أحكام الله على هواها، وهذا ما تراه اليوم في بلاد المسلمين
أصبح التغير في أحكام الله مثل شرب الماء، ويحكمون بما لم ينزل ويفرضون ذلك على كل الناس
( فيفرضون البنوك الربوية ) ( ويلغون حدود قطع اليد بالسرقة وأن هذه قوانين لا تصلح لزماننا )
(ويسمحون ببيع الخمور ويعطلون حدود الخمر) (ويغيرون في أحكام المواريث كما فعل الباجي قايد السبسي)
https://www.youtube.com/watch?v=MxQAKZ4Lia4
ويفرضون هذا على كل الناس في الدولة ثم يقولون نحن مسلمون ؟!!

تخيل معي لو أن أبا بكر خليفة لكل دول الاسلام اليوم ؟! فهل يجب أن يسكت على هذا ويقول هؤلاء يصلون
ويقولون لا إله إلا الله!!، كما قال عمر لأبي بكر ( كيف تقاتل قوما قالوا لا إله إلا الله )
فكان نظر أبي بكر ثاقباً فقال:والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال،
والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه

فلو سكت أبا بكر لرأيت في زمانه ما تراه اليوم في بلاد المسلمين
ولكن هو يحارب حتى لا يصير تبديل في دين الله في كل الدولة، أما لو أن الأمر اقتصر على أفراد ضمن الدولة وارتدوا
فهذا شأنهم وحسابهم عند ربهم يوم القيامة
وهذا معنى حديث حروب الردة

---------------------------------------------------------------------------------
.الشبهة ج

عن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ:
النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ
رواه البخاري

هذا الحديث ذكره ابن تيمية وقال أنه لا يحتج به في مسألة الردة
قال: فمعنى قوله: "التارك لدينه المفارق للجماعة" وإنما يكون هذا بالمحاربة. ولهذا وصفه بفراق الجماعة
ويفرق بين ترك الدين وتبديله أو يكون المراد به من ارتد وحارب كالعرنيين ومقيس بن حبابة ممن ارتد وقتل
وأخذ المال فإن هذا يقتل بكل حال

كما أنه يوجد حديث آخر
روى أبو داوود – قال رَسُولُ اللَّهِ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ:
رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ فَإِنَّهُ يُرْجَمُ، وَرَجُلٌ خَرَجَ مُحَارِبًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ أَوْ يُصْلَبُ أَوْ يُنْفَى مِنَ الْأَرْضِ
أَوْ يَقْتُلُ نَفْسًا فَيُقْتَلُ بِهَا "
ولهذا الحديث شاهد في البخاري
وبمقارنة الخصال الموجودة في الحديثين نجد:
النفس بالنفس .......... يقابلها .......... يقتل نفسا فيقتل بها
الثيب الزاني ........... يقابلها ........... رجل زنى بعد أحصان فإنه برجم
التارك لدينه المفارق للجماعة ..... يقابلها ......... رجل خرج محاربا لله ورسوله

قال تعالى {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم
مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33

فهذا الحديث إذا يقصد به المرتد الحربي كما بين ذلك شيخ الاسلام
وحديث من بدل دينه فاقتلوه يقصد به تحريف الدين وليس الارتداد
-------------------------------------------------------------------------------------
د- شبهة قتل النبي للعرينين

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " قَدِمَ أُنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ بِلِقَاحٍ، وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَانْطَلَقُوا
فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ، فَجَاءَ الْخَبَرُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جِيءَ بِهِمْ
فَأَمَرَ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسُمِرَتْ أَعْيُنُهُمْ وَأُلْقُوا فِي الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَلَا يُسْقَوْنَ،
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَهَؤُلَاءِ سَرَقُوا وَقَتَلُوا وَكَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ "
وفي رواية أنهم سملوا أعين الرعاة
من هذا الحديث تفهم أن النبي لم يقتلهم لأنه ارتدوا بل لما فعلوه من قتل وتمثيل في الرعاة فكان عليهم القصاص

قال تعالى ( {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الآن هناك سؤال مهم!! المرتد الحربي هل دائما يقتل ؟؟!! الجواب لا

فنحن نذكر حديث النبي في المرتدين الحربيين حين قال (
اقْتُلُوهُمْ، وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ "))
ولكن نجد في النهاية أنه عفى عن ( عكرمة وعن عبد الله بن السرح ) ولكن على مضض

إذا الأمر في ذلك يرجع للحاكم فإما أن يقتلهم وهذا رأيي في كل خائن أو يعفو عنهم إذا رأى صدقهم

روى سعيد بن منصور في سُنَنِه أنَّ أبا مُوسى لما فتَحَ تُسْتَرَ بعث إلى عمر بن الخطاب ... قال عمر هل كان من مغربة خبر؟
قلتُ: رجلٌ منا كَفَرَ بعد إسلامه قال: فماذا صنَعْتُم به؟ قال: قلت: قَدَّمْنَاهُ فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ قال: اللَّهُمَّ إنِّي لمْ أَرَ وَلمْ أشهدْ، وَلمْ
أَرْضَ إِذْ بَلَغَنِي، ألا طَيَّنْتُمْ عليه بيتًا، وأدْخَلْتُمْ عليه كل يَوْم رغيفًا لعلَّه يَتُوبُ" فأنكر عُمر عليهِمْ قَتْلَهُ
فهذا رغم أنه مرتد حربي ويذهب لجيش الأعداء لقتال المسلمين إلا أن سيدنا عمر لم يرضى تبرء من قتله لأنه في زمن عمر
كان الاسلام قوياً، فلعل عمر أراد معاملته معاملة الأسير

حكم الأسير
قال الله تعالى { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} الأَنْفال 67
وهذا كان في بداية الاسلام

أما بعد أن قويت شوكة المسلمين وأصبح الاسلام عزيزا
فأصبح حكم الأسير، أنه يبقى أسيرا لنهاية الحرب أو لوقت قيام هدنة وصلح أو حتى ظهور شدة المسلمين وظهور الغلبة لهم
( حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق )
أي بعد أن يكون للاسلام قوة وجلوة الآن يسمح لكم بشد الوثاق أي أخذ الأسرى
ثم ( إما الفداء بهم أو العفو عنهم )
والدليل: قال تعالى:
(فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا }محمد 4
ومن الملاحظ لا يوجد في الآية ( أو تتخذه عبدا وتأخذ زوجته لتضاجعها لأنها أمة )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساوئ من يعتقد بقتل المرتد اليوم

1- إثم كبير وعقاب عظيم من الله تعالى:
فليحذر الذين يجترؤون على دماء الناس ، فإنه قد عُلِمَ من الدين ( ثلاثة لهم نفس الإثم الذي يفعل والذي يرضى والذي يساعد )
ووالله إذا كنت من الذين يؤيدون بقتل من يرتد عن الاسلام أياً كان، فأنت ستسأل يوم القيامة عن دم كل من قتل
فهيء نفسك لتجاوب الله، وأقول كما قال عمر ( اللَّهُمَّ إنِّي لمْ أَرَ وَلمْ أشهدْ، وَلمْ أَرْضَى )

قال رسول الله (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا "( رواه البخاري
وإن المرتد المدني هو بحكم المعاهد لا يريد قتل أحد ولا إيذاء أحد
---------------------
2- الإساءة لدين الإسلام، والصدّ عن سبيل الله، وإظهار المسلمين ( إرهاب ومجرمين )
---------------------
3- إن الحكم بالقتل على كل مرتد مدني وحربي هذا من سنة اليهود والنصارى في إكراه شعوبها
وصدق رسول الله حين قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر
--------------------
4- برأيك لو طبق الكفار نفس الحكم وقالوا من يرتد عن المسيحية أو اليهودية حكمه القتل، فكم يا ترى عدد الداخلين للإسلام
ما حارب رسول الله النصارى إلا لأجل هذا الأمر، لأنهم منعوا الدعوة للاسلام في بلادهم
فلماذا ترضون قتل المرتد في دينكم وتمنعونه في دين غيركم

يقول المسلمون يجب ان تعطوا النصارى حرية الدخول في الاسلام
وهم يقولون يجب أن تعطوا المسلمين حرية الدخول في النصارى إذا أرادوا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلاصة :


  1. لم تذكر عقوبة القتل كحد للردة في القرآن. فرغم أن القرآن تحدث عن الردة في أكثر من آية، إلا أن أيا منها
    لم تشر إلى عقوبة القتل. فكيف يذكر القرآن حدوداً أقل درجة من (السرقة، الزنا، القذف..)، ولا يذكر حداً عل
    درجة عالية من الخطورة عقوبته القتل؟

  2. آيات القرآن تناقض حد الردة. ورد في القرآن العديد من الآيات التي تنص صراحة على حكم مخالف لحد الردة.
    فلمَ لا يؤخذ بها ويؤخذ بأحاديث نبوية رغم الملاحظات الواردة حولها؟
    من هذه الآيات: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" (البقرة، 256)، "
    وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" (الكهف، 29)، "
    أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" (يونس، 99) ...إلخ.

  3. مخالفة النبي نفسه للأحاديث التي يستند عليها مؤيدو حد الردة في حالات عديدة.
    ففي صحيح مسلم أن أعرابيا بايع على الإسلام ثم جاء إلى النبي يطلب التراجع قائلا "أقِلْني بيعتي"
    (أي اعفني من البيعة للإسلام التي في عنقي)، ولم يأمر النبي بقتله وتركه يذهب لحاله.
    ومعلوم أن الحدود لا يمكن إسقاطها في الإسلام،
    فلو كان للردة حد شرعي لما أمكن للنبي أن يترك الأعرابي دون أن يقتله.
    يعني هذا أن الأحاديث التي تشير إلى قتل المرتد مرتبطة بسياقات خاصة (المرتد المحارب) ما دام النبي نفسه لم يلتزم بها في المطلق.

  4. قبول الشفاعة في المرتدين. لا تجوز الشفاعة في الحدود في الإسلام، لذا رفض النبي العفو عن امرأة
    من قبيلة مخزوم سرقت رغم استعطاف الصحابة له. لكنه في المقابل، قبل الشفاعة في صحابي بعدما ارتد
    هو عبد الله بن سعد بن أبي السرح. فلو كان حداً لما قبل الشفاعة فيه.

  5. تعامله مع المنافقين: لم يقتل النبي المنافقين بتهمة الردة رغم معرفته بحقيقة أمرهم.
    بل على العكس عاملهم معاملة المسلمين، حتى إنه صلى على زعيمهم عبد الله بن أبيّ بن سلول،
    وكفّنه بقميصه واستغفر له.

  6. موقف النبي في صلح الحديبية: كان أحد شروط قريش أن من يرجع من المسلمين إلى مكة
    (وهي تحت سيطرة قريش آنذاك) لا يملك النبي أن يطالب به. فلو كان هناك حد شرعي للردة
    لرفض النبي هذا الشرط لأنه يضمن حق الردة الطوعية وأصر على تطبيق عقوبة القتل في حق المرتدين.
    وهذا دليل آخر لأن لا تفاوض بخصوص حد من الحدود، حسب مؤيدي الحدود أنفسهم.

  7. ربط حد الردة بحالة الحرب. الحديث النبوي الذي يُحتج به لتبرير عقوبة قتل المرتد هو نفسه يوضح أن المرتد المستحق للقتل هو "التارك لدينه المفارق للجماعة".
    فلو كانت الردة هي السبب الأصلي في القتل لاكتفى النبي بعبارة "التارك لدينه"، ولما كان لعبارة "
    المفارق للجماعة" أي معنى. أضف إلى هذا أن هذا الحديث ورد في سنن النسائي بصيغة أكثر تدقيقا "
    ... ورجل يخرج من الإسلام حارب الله ورسوله فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض".

  8. حديث "من بدّل دينه فاقتلوه "من بدّل دينه" لا تعني بالضرورة تحول عنه إلى دين آخر، بل قد تعني حرّف دينه
    وغيّر ما جاء فيه من الأصول، كما أن التحول يمكن أن يكون مطلقا هنا، بمعنى، هل يشمل هذا الحكم أي شخص
    يبدل دينه مهما كان؟ وعلى هذا الأساس: سيقتل اليهودي (أو المنتمي لأي دين آخر) إن غيّر دينه إلى الإسلام مثلاً!

  9. حروب الردة. الخليفة أبا بكر لم يقاتل أفرادا مرتدين بل جماعات أرادت الاستقلال بمناطقها عن الخلافة،
    بل إن بعض هذه الجماعات كانت تعلن الإسلام وترفض أداء الزكاة فقط، ومنها من لم يؤمن أصلا،
    وغيرها من التفاصيل.

  10. اجتهادات قديمة. يرى بعض قدماء الفقهاء مثل أبي حنيفة وسفيان الثوري، أن المرأة المرتدة لا تُقتل
    فيما يرى آخرون أنها تقتل، ما يؤكد عدم وجود نص شرعي قاطع في الموضوع، فالحدود تطبق بحق النساء
    والرجال على حد سواء.


والحمد لله رب العالمين

ما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي
 
حكم قتل المرتد لا يخالف القران فالله سبحانه حرم الاكراه في الدين اي ان يسلم الكافر رغما عنه وليس طواعية وعن اقتناع لكن جاء الحديث ووضح ان من اسلم بشكل حر وبدون اي ضغوط ثم ارتد بعدها فحكمه القتل حتى لا يصبح الدين لعبة بايد البعض فيدخل في الاسلام وجه النهار ثم يكفر اخره
 
صديقي الكلام الذي تذكره، يدل أنك لم تقرأ الموضوع، لأني سبق وبينته بالتفصيل

لا يصح أن تجيب دون أن تقرأ الموضوع كاملاً

صحيح أن الموضوع طويل لكن صدقني أن كتابته وصياغته واختصاره الكبير
استغرق مني 6 ساعات
أما جمعه فقد كان في أسابيع
وقدمته لك جاهزا في 11 صفحة فقط
--------------------------------
ومع ذلك سأجيبك على تساؤلك
لنفرض أن الكافر له حرية الاختيار كما تقول قبل دخول الإسلام
وأن بعد دخوله لا يملك الحرية
ولكن ماذا عن المسلم الذي ولد مسلماً، هو لم يأخذ هذا الخيار في الحرية
إضافة لذلك لا يجوز أن تحدد أن هذه الآية قبل دخول الاسلام وليس بعده
فكلام الله عام وشامل - إضافة لذلك يوجد 11 آية أخرى غيرها
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد الاستاذ الفاضل محمد عصام ان الاسلام آية وحديث ( الا اني أوتيت القرآن ومثله معه ) وقد صح الحديث ان القتل هو حكم ( التارك لدينه المفارق للجماعة) لكن هناك شروط وفتاوى لدى اهل العلم يجب أن تطبق قبل التنفيذ اولها دعوته للتوبة ...والله تعالى وإياكم .
 
صديقي البهيجي
ايضا جوابك يدل انك لم تقرأ الموضوع كاملا
انا ذكرت كل الاحاديث ووضحت معناها بقول العلماء

ياجماعة ارجوكم الاجابة بعد قراءة الموضوع

هذا الموضوع هو خلاصة عشرات الصفحات
http://quran-tfseer.yoo7.com/
 
عودة
أعلى