هل يفسر القرآن من لايحفظ القرآن ؟ ( نادرة )

إنضم
04/04/2003
المشاركات
172
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
هل يفسر القرآن من لايحفظ القرآن ؟ ( نادرة )

قال زكريا بن أبي زائدة : كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بإذنه فيهزها ، ويقول : ويلك تفسر القرآن وأنت لا تحفظ القرآن !.
أخرجها العقيلي في ( الضعفاء ) 1/165 ، وأوردها الذهبي في ( الميزان ) 2/3 ، وابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) 1/ 364 .

·وكان مسروق بن الأجدع يقول: "اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله عز وجل" أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" ص377 .
 
فضيلة الشيخ المفيد أبا عبدالعزيز :
إنها نادرة من النوادر حقاً ، لكن المصادر التي ذكرتها جعلتها في النفس حسيكة من ثبوتها ، فهل صح سندها ؟
أم أن فضيلتكم لا يرى أهمية لثبوت هذه القصة سنداً ؟
 
أخي الكريم الشيخ / عمر المقبل حفظه الله
لعله من تواضعكم أن تطرحوا هذا السؤال ، وماالمسؤول عنه بأعلم من السائل .

مثل هذه الحكايات لايشدد في أسانيدها كما لايخفى ،لأنه لايبنى عليها عقيدة أو حكم ، وإنما يعتبر بما فيها .
وقد صح سندها ، وإليك البيان :
قال العقيلي : حدثنا أحمد بن على قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا ابن إدريس عن زكريا بن أبي زائدة قال : كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بأذنه فيهزها ويقول :..فذكره .وله عنده طرق أخرى .
أحمد بن على هو الأبار ، ثقة حافظ وثقه الدارقطني والخطيب ، وأبو سعيد الأشج هو :عبدالله بن سعيد الكوفي ،ثقة أخرج حديثه الجماعة ، وابن إدريس هو: عبدالله بن إدريس الكوفي ، ثقة فقيه أخرج حديثه الجماعة ، وزكريا ثقة أخرج حديثه الجماعة أيضا .
فهذا خبر رجاله ثقات صرح كل منهم بالتحديث عن شيخه سوى ابن إدريس ، ولم يذكر في ترجمته في ( تهذيب الكمال ) أنه يروي عن زكريا ، كما لم يذكر في ترجمة زكريا أنه يروي عنه ابن إدريس ، وبالنظر في التواريخ وجدت زكريا بن أبي زائدة توفي سنة 148 هـ ، وولد ابن إدريس سنة 120هـ وهو ثقة لم يذكر بالتدليس .
ثم وجدت الحكاية مخرجة عند ابن عدي في ( الكامل ) 2/70 قال :" ثنا عبد الملك عن عباس عن يحيى عن ابن إدريس سمعت زكريا بن أبي زائدة يقول : كنت أرى الشعبي يمر بأبي صالح صاحب التفسير.." فذكر الحكاية بنحوها .
فقد صرح ابن إدريس بالسماع هنا .

وماذكرته من الحسيكة يندفع إذا علمت أنها مذكورة في ترجمة أبي صالح باذام الذي وقعت عليه القصة .
والله أعلم
 
( مثل هذه الحكايات لايشدد في أسانيدها كما لايخفى ،لأنه لايبنى عليها عقيدة أو حكم ، وإنما يعتبر بما فيها )
صدقتم ، ولكن إيرادكم لهذا الخبر بصيغة السؤال ، هو الذي جعلني أسأل ، ففهمت ـ وقد أكون أخطأت ـ أنكم ذكرتم ذلك على سبيل الاحتجاج بالقصة .
عموماً ... لكم سبق الفضل بالإفادة أبا عبدالعزيز .
 
الأخوان الفاضلان ، السلام عليكم
هذه النادرة قد رواها الطبري في مقدمة تفسيره ( ط : دار هجر / 1 : 86 ) ، قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال حدثنا زكريا ، قال : كان الشعبي يمر بأبي صالح ... الأثر .
وقد ذكر المحققون بأن الفسوي ( المعرفة والتاريخ ) قد أخرجه من طريقين عن الشعبي أحدهما من طريق ابن إدريس ( 2 : 218 ) ، والطريق الآخر في ( 2 : 685 ) .
وقد أشار ابن عرفة ( ت : 803 ) في رواية الأبي عنه في التفسير ، قال : (( والمفسر من شروطه حفظ القرآن كله ؛ لأن المفسر إذا استحضر آية لا يحل له أن يفسرها لاحتمال أن يكون هنالك آية أخرى ناسخة لها أو مقيدة أو مخصصة أو مبينة ، فلابد للمفسر من حفظ القرآن كله .
هذا .. ولا حاجة له بطلبه ؛ لأن التفسير من قام به موجود في الكتب .
وأقل التفسير يحتاج المشاركة في العلوم المشترَطة في المفسر ليفهم ما ينقل ، ونحن الآن ناقلون لا يلزمنا حفظ القرآن كله .
ولقد كان الفقيه أبو القاسم بن القصير مدرسًا بمدرسة ابن اللوز ؛ يفسر القرآنفيها ، وكان لا يحفظه ، فأنكر عليه أبو الحسن علي العبيدلي ، وقال له : لا يحل لك التفسير حتى تحفظ القرآن كله .فأخذ ذلك منه بالقبول ، وأقبل على درس القرآن حتى حفظه .
فقيل لابن عرفة : كيف يشترط حفظ القرآن في هذا ، وهو ناقل للتفسير فقط ، وإنما يشترط ذلك في المنقول عنه ؟
فقال : ألا ترى أنا لا نجيز الفتوى والتدريس لمن ينظر في مسألة واحدة في الكتب حتى يشخص جميع مسائل الكتب كلها ، إذ قد يكون بعضها مقيدًا لبعض ، فكذلك هذا . فلعل مفسرًا آخر يستحضر آية تقيدها ، أو نحو ذلك ، فتحصل من هذا أن فرض الكفاية باعتبار أصل التفسير قد ارتفع قبل أن يقع بقيام البعض به ، وفرض الكفاية باعتبار نقل التفسير لم يزل باقيًا ...))تفسير الإمام ابن عرفة برواية الأبي ( 1 : 61 ـ 62 )
 
شكر الله لكم د.مساعد هذه المداخلة الكريمة ، والتي أثمرت هذه الفائدة النفيسة ، وما هذا بغريب عنكم ، فأنتم ممن عرف بالتحقيق والتدقيق ، وممن رفع الله به قيمة هذا الملتقى العلمي المبارك .
 
الشيخ د. مساعد ، الشيخ / عمر
أثابكما الله على مشاركتكما وجزاكما خير الجزاء ، ورزقنا جميعا حفظ القرآن حروفه وحدوده ..آمين

ولو قيل في خلاصة هذه المسألة :
1. الأولى لمن يشتغل بتفسير القرآن أن يحفظه كله عن ظهر قلب .
2. يجب أن يحفظ مايحتاج إليه في مجلس تفسيره ، سواء كان حفظ صدر أو حفظ كتاب .
فما رأيكم ؟
 
قال أبو علي القالي في أماليه 2/303 (حدثنا أبو بكر بن الأنباري ، قال : حدثنا العنزي ، قال : حدثنا أبو خيرة ، قال : كنا عند أبي داود الطيالسي وهو يملي التفسير ولم يكن يحفظ القرآن ... ثم ذكر آية قال أنه أخطأ فيها ، وليس في المطبوعة خطأ ، فلعل المحقق أصلحها.
 
الأخ : خالد الباتلي : وما المراد بحفظ الصدر وحفظ الكتاب في هذا المقام ؟
ألا ترى أن المقام ينصب على الحديث حول التندر بمن يفسر القرآن وهو لا يحفظه عن ظهر قلب وأنها وردت في مقام التنقص من مقامه وازرداء فعله ؟
لا أنكر عليك ما ذكرته ولكنني أريد أن اقول بأنه لا يسوغ عرفاً أن يفسر الآية من لم يحفظها وإن جاز ذلك عقلاً وصح شرعاً ، لكنه صنيع يرفضه الطبع السليم والحس المستقيم0
وفقك الله0
 
عودة
أعلى