هل يصح هذا دليلا قاطعا على كون البسملة ليست من القرآن ؟

محمد رشيد

New member
إنضم
04/04/2003
المشاركات
308
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،،
فلعل جميع من على الملتقى و غيرهم يعلمون الخلاف المشهور في ( البسملة ) ... هل هي آية من القرآن أم لا .. و إن كانت آية فهل هي من أول كل سورة أم لا ...
و في الحقيقة أنا مقتنع تماما بالجمع الذي جمعه الحنفية بين الأدلة في هذه المسألة ، حيث جعلوا أدلة الشافعية مثبتة لكون البسملة آية في أول السورة ، و جعلوا أدلة المالكية مثبتة لكون البسملة ليست من السورة ، و لكنهم نفوا عن أدلة الشافعية إثباتها لأن البسملة آية من السورة ، و نفوا عن أدلة المالكية إثباتها لعدم كون البسملة قرآنا ...... و الأمر واضح ولله الحمد
و لكن هناك دليل أورده ابن العربي المالكي ـ رحمه الله تعالى ـ في كونها ليست من القرآن ... هذا الدليل أدار رأسي بالفعل ....
مؤداه / أنها لو كانت من القرآن لما اختلف فيها ، لأن القرآن مجمع عليه ، و مجمع على أن منكر حرفا واحدا من كافر ، و نحن اختلفنا في البسملة فلم يكفر أحد منا صاحبه فدل ذلك على نفي قرآنيتها ....
أخذت أفكر في هذا الدليل ... فوجدت أنه يرجع إلى هذه القاعدة .. :
( القرآن مجمع عليه و متواتر و معلوم من الدين بالضرورة ، و من أنكر منه حرفا واحد كفر )
فتأملت هذه القاعدة ، و تساءلت / هل المقصود بالإجماع هنا الإجماع على وجه الإجمال أم الإجماع تفصيلا ؟ و هل ينطبق على ذلك تماما الخلاف في شذوذ بعض القراءات و تواترها ؟
لو كان الأول لم يسلم لابن العربي استدلاله
و لو كان الثاني لما ساغ لنا هذا الخلاف فنقول بأنها مسألة اجتهادية ـ كما أذكر أن القرطبي قالها في تفسيره حين الكلام على هذه المسألة ....
ولو كان المراد من الإجماع هو الإجماع على وجه الإجمال بالفعل ، فهل إذا أردنا التفصيل نقول بتقسيم القرآن إلى متفق على قرآنيته و مختلف في قرآنيته و شذوذه ، فنكفّر منكر الأول دون الثاني ؟
لو كان عند أحد من مشايخنا الكرام علم في هذه المسألة ـ أو هاتين المسألتين ـ فليفدنا مشكورا ....
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
 
قول المالكية هذا مبني على قولهم:

من أنكر حرفا من القرآن كفر، فهل الشافعية يكفرون غيرهم لإنكارهم البسملة، طبعا لا.

فرد الشافعية على ذلك بقولهم.

ونحن نثبت أنها آية، وحكم من زاد حرفا في القرآن يكفر، فهل غيرنا يكفرنا، طبعا لا


فسقط هذا الاستدلال

والصواب في المسألة هو أن الخلاف فيها هو من الخلاف الجائز، ووقع عند القراء مثله، فمنهم من يثبتها بين السور وهم الجمهور ومنهم من لم يثبتها

وهكذا حصل في المصاحف العثمانية فمنهم من عدها ومنهم من لم يعدها
ففي مصحف الكوفة عدت الآية 1 من سورة الفاتحة بخلاف مصحف المدينة

وراجع الجزء الأول من النشر في القراءات العشر ينشرح صدرك بإذن الله تعالى.

فظهر للمتأمل أن الاحتمال الأقوى أنها نزلت كآية في بعض الأحرف السبعة ولم تنزل كآية في غيرها. ولا مانع من هذا لا شرعا ولا عقلا.

وبهذا الأخير يجمع بين الأقوال التي ظاهرها التعارض بقول لا يعكر على أهل الفهوم فهومهم ولا تكفير لأحد فيه، ولله الحمد والمنة.
 
المسألة فيها خلاف قديم والراجح أن البسملة آية من القرآن لكنها ليست جزءاً من السورة. وبذلك قال بعض العلماء، وبه تجتمع الأدلة
 
نعم .. جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي الراجي
و ما ذكرته أورده البيجوري في حاشيته على شرح ابن قاسم الغزي على متن أبي شجاع
و لكن هل خفي على ابن العربي ذلك !
بمعنى أن دليله ذلك إما أن يكون قاطعا و إما أن يكون ساقطا لا وجه له
ــــــــــــــــ
جزاك الله تعالى خير الجزاء شيخنا الأمين
و بالفعل فإن أجمل الأقوال في هذه المسألة هو قول الحنفية الذي اعتمد الجمع بين الأدلة
و لم يثبت فيها اضطرابا ـ أي في روايات حديث مالك ـ بل نفى التعارض بينها بصورة حسنة
و أظن هذا الرأي هو مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رضي الله عنه ـ
 
يبدو أنها غابت عن ابن العربي، ولا يضره ذلك رحمه الله تعالى، والرد مشهور في كتب الشافعية، وما زال العلماء يرد بعضهم على بعض منذ خلق الله الدنيا وإلى أن يرثها، رحم الله الجميع،
 
عودة
أعلى