أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 597
- مستوى التفاعل
- 25
- النقاط
- 28
الكشف عن معاني القران يتقيد بضابطين:
أن تكون تلك المعاني مستفادة إما من صحيح اللغة أومن صريح العقل، ويدخل في ضابط اللغة المكونات الثلاث المعروفة :المكون الوضعي أو المعجمي، والمكون النحوي أو التركيبي، والمكون البلاغي أوالتداولي..
وما لا ينضبط باللغة و بالعقل فمردود لأنه ليس وراء اللغة والعقل إلا الهوى والعبث ...
ومن نماذجه ما يسمى ب"التفسير الإشاري " أو العرفاني الذي ابتدعه المتصوفة ، زعموا أن للقرآن ظاهرا وباطنا وأن ذلك الباطن لا يدركه إلا (العارف) بوسيلة غامضة غير لغوية وغير عقلية يسمونها "الكشف"!
(ويجدر هنا التنبيه إلى أن التفسير الإشاري لا علاقة له ب"دلالة الإشارة" عند الأصوليين فهذه دلالة لغوية عقلية إلا أنهم سموها كذلك لأنها هامشية لا أصيلة في الموضوع السياقي أو المقصود من النص).
غير أني وقفت على نوع من الدلالة تشبه الإشارة دون أن تكون إياها وترددت كثيرا في صلاحيتها في تدبر القرآن وأترك لذوي العلم التقرير في شأنها...
وهذا نموذج منها:
آيتان نستنبط منهما عدالة كل الصحابة من خلال ذلك النهج الإشاري:
1
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران : 154]
2
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح : 29]
تصف الآيتان وضع الصحابة في ظرفين مختلفين:
آية (الفتح) ذكرت الصحابة في أحسن الأحوال،
آية (آل عمران) ذكرتهم في وضع الأزمة والابتلاء ، وما صدر عن بعضهم - حينئذ - من تهور أوتهاون فهو مغفور لهم :
وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران : 152]
وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [آل عمران : 155]
تزكية الصحابة كلهم ظاهرة في آية الفتح...لكني أريد الوصول إلى هذه الفكرة عينها عن طريق الإشارة ،وهذا البيان:
الآيتان اشتركتا في موضوع الصحابة كما سلف ، واشتركتا في أمر عجيب لا يوجد في آية أخرى من التنزيل، هذا الأمر هو احتواء الآيتين على كل الحروف الهجائية بدون استثناء! ..
(والحروف الهجائية 28 والرأي الراجح أنها 29 لأن الهمزة والألف مختلفتان ، فهل من الصدفة أن تكون آية الفتح الأخيرة هي التاسعة والعشرين!)
كأن عدم استثناء أي حرف هجائي (والكلام عن الصحابة ) إشارة إلى عدم استثناء أي صحابي من العدالة والتزكية....والله أعلم.
أن تكون تلك المعاني مستفادة إما من صحيح اللغة أومن صريح العقل، ويدخل في ضابط اللغة المكونات الثلاث المعروفة :المكون الوضعي أو المعجمي، والمكون النحوي أو التركيبي، والمكون البلاغي أوالتداولي..
وما لا ينضبط باللغة و بالعقل فمردود لأنه ليس وراء اللغة والعقل إلا الهوى والعبث ...
ومن نماذجه ما يسمى ب"التفسير الإشاري " أو العرفاني الذي ابتدعه المتصوفة ، زعموا أن للقرآن ظاهرا وباطنا وأن ذلك الباطن لا يدركه إلا (العارف) بوسيلة غامضة غير لغوية وغير عقلية يسمونها "الكشف"!
(ويجدر هنا التنبيه إلى أن التفسير الإشاري لا علاقة له ب"دلالة الإشارة" عند الأصوليين فهذه دلالة لغوية عقلية إلا أنهم سموها كذلك لأنها هامشية لا أصيلة في الموضوع السياقي أو المقصود من النص).
غير أني وقفت على نوع من الدلالة تشبه الإشارة دون أن تكون إياها وترددت كثيرا في صلاحيتها في تدبر القرآن وأترك لذوي العلم التقرير في شأنها...
وهذا نموذج منها:
آيتان نستنبط منهما عدالة كل الصحابة من خلال ذلك النهج الإشاري:
1
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران : 154]
2
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح : 29]
تصف الآيتان وضع الصحابة في ظرفين مختلفين:
آية (الفتح) ذكرت الصحابة في أحسن الأحوال،
آية (آل عمران) ذكرتهم في وضع الأزمة والابتلاء ، وما صدر عن بعضهم - حينئذ - من تهور أوتهاون فهو مغفور لهم :
وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران : 152]
وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [آل عمران : 155]
تزكية الصحابة كلهم ظاهرة في آية الفتح...لكني أريد الوصول إلى هذه الفكرة عينها عن طريق الإشارة ،وهذا البيان:
الآيتان اشتركتا في موضوع الصحابة كما سلف ، واشتركتا في أمر عجيب لا يوجد في آية أخرى من التنزيل، هذا الأمر هو احتواء الآيتين على كل الحروف الهجائية بدون استثناء! ..
(والحروف الهجائية 28 والرأي الراجح أنها 29 لأن الهمزة والألف مختلفتان ، فهل من الصدفة أن تكون آية الفتح الأخيرة هي التاسعة والعشرين!)
كأن عدم استثناء أي حرف هجائي (والكلام عن الصحابة ) إشارة إلى عدم استثناء أي صحابي من العدالة والتزكية....والله أعلم.