وفقكم الله وبارك فيكم
أنا أقل من أن أشارك برأيى
ولكن سأنقل لكم شئ عساه أن يفيدكم ...والله الموفق
أجزاء متفرقة من موضوع (اسم الله اللطيف)
أولاً : المعنى اللغوى .
يقال لطف به وله بالفتح , يلطف لطفا إذا رفق به ,
واللُّطف واللَّطف :البر والتكرمة والتحفى ,
وألطفه وألطفته : أتحفته ,
ألطفه بكذا : أى برّه به ,
وهو لطيف بالأمر : أى رفيق ,
وأم لطيفة بولدها : تلطف إلطافا ,
فأما لَطُفَ بالضم يلطُفُ : أى صغر ودق ,
واللطيف من الكلام : ما غَمُض معناه وخفى ,
واللطيف : اسم الفاعل من لطف ,
اللطيف فى اللغة صفة مشبهة للموصوف باللطف فعله لطف يلطف لطفا
ولطف الشئ رقته واستحسانه وخفته على النفس , أو احتجابه وخفاؤه
وعند البخارى من حديث عائشة – رضى الله عنها – قالت حين قال لها أهل الإفك ما قالوا : ( ويريبنى فى وجعى أنى لا أرى من النبى – صلى الله عليه وسلم – اللطف الذى كنت أرى منه حين أمرض )
فاللطف ==>الرقة والحنان والرفق .
ثانيا: معنى الاسم فى حق الله تعالى :
قال ابن جرير : وهو اللطيف بعباده الخبير بهم وبأعمالهم .
قال الخطابى : ( اللطيف) هو البر بعباده , الذى يلطف بهم من حيث لا يعلمون , ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون . كقوله تعالى :
( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوى العزيز) .
وحكى أبو عمر عن أبى العباس عن ابن الأعرابى قال :
(اللطيف) الذى يوصل إليك أَرَبَك فى رفقٍ . ومن هذا قولهم : لطف الله لك أى أوصل إليك ما تحب فى رفقٍ …
ويقال : هو الذى لطُف عن أن يدرك بالكيفية .
قال الشوكانى : فى قوله (إن الله لطيف) : لا تخفى عليه خافية بل يصل علمه إلى كل خفى .
قال السعدى : (اللطيف) الذى أحاط علمه بالسرائر والخفايا , وأدرك الخبايا والبواطن والأمور الدقيقة , اللطيف بعباده المؤمنين , الموصل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها , فهو بمعنى (الخبير) وبمعنى (الرؤوف) …
قال ابن القيم فى نونيته :
وهو الطيف بعبده ولعبده**** واللطف فى أوصافه نوعان
إدراك أسرار الأموربخبرة*** واللطف عند مواقع الإحسان
فيريك عزّتَه ويبدى لطفه** والعبد فى الغفلات عن ذا الشان
وعلى هذا يكون معنى (اللطيف) :
1- إنه الذى لا تخفى عليه الأشياء وإن دقت ولطفت وتضاءلت أى : هو لطيف العلم .
(على هذا المعنى يكون من أسماء الذات)
2- هو البر بعباده , الذى يلطف بهم ويرفق بهم من حيث لا يعلمون ويرزقهم من حيث لا يحسبون . قال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا () ويرزقه من حيث لا يحتسب) .
( على هذا المعنى يكون من أسماء الذات)
3- هو الذى لَطُفَ عن أن يدرك بالكيفية .
(على هذا المعنى يكون من أسماء الأفعال )
فاللطيف سبحانه هو الذى اجتمع له العلم بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدرها له من خلقه مع الرفق فى الفعل والتنفيذ .
ثالثا : آثار إيمان العبد باسم الله (اللطيف) : منها :::
1-وهو سبحانه ييسر للعباد أمورهم ويستجيب دعائهم فهو المحسن إليهم فى خفاء وستر من حيث لا يعلمون ,,, فنعمه عليهم ظاهرة لا يحصيها العادّون ولا ينكرها إلا الجاحدون ,,, وهو الذى يرزقهم بفضله من حيث لا يحتسبون . قال تعالى : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير )
وقال تعالى : ( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوى العزيز)
2- ولما كان من المعانى اللغوية للطيف >>>هو الذى لطف عن أن يدرك كما فى قوله ( وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا ) سورة الكهف وهى أيضا من المعانى التى يشملها اسمه اسمه ( اللطيف ) فقد دلّ على لطف الحجاب لكمال الله وجلاله فإن الله لا يرى فى الدنيا لطفاً وحكمة ويرى فى الآخرة إكراماً ومحبة , وإن لم يدرك بإحاطة من قبل خلقه ...
*** كتاب النهج الأسمى
للشيخ / محمد الحمود النجدى
كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
***د/ محمود عبد الرازق الرضوانى
بتصرف