هل يصح قول:" رمضان كريم"؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1
هل يصح قول:" رمضان كريم"؟

ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز وصف شهر رمضان بالكريم وأن قول :"رمضان كريم" لا يصح، منهم العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى والعلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى.

وسبب ذلك أن الكرم من الله وليس من الشهر فالله تعالى هو الكريم وهو الذي من كرمه سبحانه جعل هذا الشهر تضاعف فيه الأجور وتقل فيه الأثام وأنواع الفجور ويقبل فيه المسلمون بقوة على ربهم الغفور لما فيه من فتح أبواب الجنان وإغلاق لأبواب النيران وتصفيد للشياطين والجان.

وهذا نص كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
"حكم ذلك أن هذه الكلمة ‏"‏رمضان كريم‏"‏ غير صحيحة، وإنما يقال‏:‏ ‏"‏رمضان مبارك‏"‏ وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً فاضلاً، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام."اهـــ.

ومنذ أن سمعت فتوى الشيخ ابن عيثيمين رحمه الله تعالى بخصوص قول:"رمضان كريم" -وقد تم تداولها على مواقع التواصل-، وجدت في نفسي منها شيء...
حيث قلت ألم يقل الله تعالى:" فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)"، فالعرش مخلوق كرمضان، فالله تعالى خالق المكان والزمان وخالق المحسوس والمعنوي.
وقال تعالى:" فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58)"-الشعراء-.
وقال تعالى:"قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)"-النمل-.
وقال تعالى:"فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)"-لقمان-.

والكرم لغة الجود والعطاء، يقال فلان كريم أي جواد معطاء.
فشهر رمضان يصح وصفه بالكريم لأمور:

- أنه ورد وصف غيره من المخلوقات بهذا الوصف كما أسلفت، وإن كان هذا الأمر قد يرد عليه أن كل ما وصف بالكرم من المخلوقات في القرآن محسوس، بخلاف رمضان فهو زمن والزمن معنوي لا محسوس.

- أن رمضان شهر الكرم والجود والعطاء فيصح وصفه بالكريم أو تسميته بذلك من باب تسمية الشيء بما يلابسه أو تسميته بسببه.
يقول ابن فارس رحمه الله تعالى في مقاييسه:"(كرم) الكاف والراء والميم أصلٌ صحيح له بابان: أحدهما شَرَفٌ في الشَّيء في نفسِه أو شرفٌ في خُلُق من الأخلاق..."، وشهر رمضان قد جعله الله تعالى شريفا في نفسه، فهو سبحانه يخلق ما يشاء ويختار ويصطفي من الناس والأمكنة والأزمنة ما يشاء سبحانه.

ولعل الأمر يحتاج إلى بحث.

والله تعالى أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
 
العامي عندما يصف رمضان بالكرم، ماذا يقصد؟
الكرم بمعنى الشرف وعلو المكانة، أم الكرم بمعنى العطاء وسعة الرزق؟
إن كانت الأولى فليكتف بوصف "مبارك".. أما إن كانت الثانية فليس رمضان ولا العرش هو من ينزل الرزق ولا يعطيه الطعام، بل رب رمضان ورب العرش.
واذكر قصة "أُمطرنا بنوء كذا".
 
بالنسبة للعامي قد لا يميز وغالبا ما يكون إمعة يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله فالعامي مقلد عادة.
أما بالنسبة لقولك: إن كان الكرم بمعنى العطاء وسعة الرزق فليس العرش هو من ينزل الرزق ولا يعطي الطعام بل رب رمضان ورب العرش، فما قولك في قوله تعالى:" رب العرش الكريم" فها هو وصف بالكرم مع أنه لا يعطي، ولما لم يوصف بالمبارك إن كان الكرم بمعنى الشرف وعلو المكان؟؟
ثم ما علاقة "أمطرنا بنوء كذا" بالموضوع؟ فنحن ولله الحمد ذوي عقيدة سليمة نوقن أن الرزق بأشكاله وأنواعه كله من الله وليس لنا مثل ذلك الاعتقاد الجاهلي الذي حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث المعروف.
 
- لأن الكريم هنا - وصف العرش - لعلو المكانة (مثل: قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ)، لا لأن الأرزاق تزداد فيه.
فيعود الفرق من جديد لمقصد العامي من وصف رمضان بالكرم: هل هو علو المكانة أم الكرم بمعنى العطاء.
فالأعمال بالنيات.
وما دام العامي في رأيك "قد لا يميز وربما يكون إمعة مقلدا" فهو يخلط بين المعنيين.. فلن يستطيع التمييز بينهما، بينما الله - القائل: رب العرش الكريم - يميز بداهةً بينهما.

- "أمطرنا بالنوء" من المناهي اللفظية. وتعلقه بالمسألة أن النوء - أي ربطهم المطر بـ نوة مرتبطة بظهور نجم معين - هو نسبة الفعل (أي المطر) لغير فاعله (أي موسم ظهور النجم)
كربط الكرم - بمعناه الثاني: العطاء - برمضان، لا برب رمضان.
 
الموضوع جميل أخ ناصر لكن أوافق أخي سلامة في رأيه لاختلاط الأمر على العامي
إن دراسة وقت نزول المطر وفق حالة النجوم لا شيء فيه
ولكن لما أصبح الكلام مطرنا بنوء كذا ( نهى النبي عن ذلك ) لأن المعتقد اختلف
أما لو قالوا إن النجم في هذه المنطقة وهذا يدل أن الله سيرزقنا بالمطر هنا اختلفت العبارة
 
اسأل أي عامي ليس له نصيب من طلب العلم عن سبب قوله: رمضان كريم أو رب العرش الكريم وانظر بما سيجيبك.
لن يجيبك بهذا التفصيل الذي ذكرت.
والآية الكريمة:" رب العرش الكريم" إنما هي مثال من عدة أمثله للمواضع التي ورد فيها وصف بعض المخلوقات بالكرم، وقد ذكرت بعضها آنفا.
وهذه مما يمكن إيراده على فتوى العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
قد أتفق معك على أن العرش وصف بذلك لعلو المكانة، ولكن أليس رمضان كذلك شهر عالي المكانة شريف القدر، بتشريف الله له؟
ومن هنا يصح تسميته بالكريم إن عرفنا الكرم بالشرف وهو أحد الأصلين في التعريف كما أسلفت.
لكن يصح كذلك وصفه بالكريم إن قصدنا بالكرم العطاء والجود، وذلك من باب الملابسة وتسمية الشيء بسببه، فرمضان شهر يكثر فيه الجود والعطاء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل "-متفق عليه-.
ومعلوم في أصول الفقه صحة نسبة الشيء إلى سببه أو ملابسه.
والله تعالى أعلم وأحكم.
 
عودة
أعلى