هل يصح دعاء (اللهم بلغنا ليلة قدرك، وارزقنا على قدر قدرك)؟

[د محمد الجبالي]

التنطع في الدعاء والتكلف

نشر أحدهم هذا الدعاء، وحث على الدعاء به، قال:
(اللهم بلغنا ليلة قَدْرك وارزقنا على قَدْر قَدْرك)

فعلقتُ : قلبي لا يطمئن لهذه الإضافة:
(ليلة قَدْرك)

ثم أخذت أتأمل اللفظ فوفقني الله لما يلي:

(إنا أنزلناه في ليلة القدر)
ليلة القدر: سميت بهذا الاسم لعظيم شرفها،
وقيل لأن الله عز وجل يظهر فيها للملائكة تقديره لأمور خلقه خلال السنة القادمة.

ولا مانع من أن يجتمع السببان معا: شرف الليلة وعظمة قدرها، وتقدير أمور الخلق لسنة قادمة.

فلفظ (القدر) في الآية مختص ب (الليلة)

أما تركيب (ليلة قدرك) فالقدر فيها مختص بالله عز وجل.

وهذا خطأ لسببين:
الأول : أن القدر في الآية مختص بالليلة.

والثاني: أن هذا الإسناد (ليلة قدرك) لا يليق بجلال الله وقدره، فهو خطأ في حق الله عز وجل،
أنَّى لليلة أن تحيط بقدر الله؟!!!

وقد يقول البعض: إن القدر في (ليلة القدر) هو من تقدير الله فيجوز نسبته إليه.

وأرد على ذلك: نعم يجوز نسبته إلى الله لكن الإسناد (قدرك) فيه لَبْس، وصار يحتمل معنيين:
الأول: تقدير الله لقدر الليلة.
الثاني: قَدْر الله.

ولا حاجة لنا بالتنطع في الدعاء فهناك سعة في الأدعية تغني عن ذلك التمتطع والتكلف.

والله أعلم
هذا رأيي واجتهادي
أرجو أن أصيب به وجه الحق.
د. محمد الجبالي.

 

[البهيجي]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم الاستاذ الفاضل ان من أفضل الطرق لتقييم الدعاء هو أن نقارنه بأدعية القرآن والسنة الصحيحة ومن مميزاتها انها تبدأ أو تنتهي بثناء على الله تعالى او بالاثنين مثل ( رب مسني الضر وانت أرحم الراحمين) ( رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين ) ( فنادى في الظلمات لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) وفي هذه الأخيرة اعتراف بالذنب ...والله تعالى وإياكم .