هل يستنبط من الآيات جواز الحث على الاستغفار العام ؟

إنضم
03/09/2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

قال تعالى :
((( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )))
بين فترة وأخرى تصل للناس الرسائل النصية على هاتفهم المتحرك تحث على الاستغفار العام ، عندما يتأخر المطر ، أو عندما يخافون من عواصف أو أعاصير معينة وهكذا، هل يمكن أن يستنبط ذلك من الآيات السابقة؟
قال ابن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله , فما يزالون في حفظ من الله وستر ." أهــ
قد يستغفر الرجل الصالح أو المرأة الصالحة كثيرا ، هل يمكن أن تنجب ذريتهم أي الأحفاد أو أهل قريتهم ، ويزداد الخير ويتبارك ما حولهم باستغفارهم .؟
بارك الله فيكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

قال تعالى :
((( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )))
بين فترة وأخرى تصل للناس الرسائل النصية على هاتفهم المتحرك تحث على الاستغفار العام ، عندما يتأخر المطر ، أو عندما يخافون من عواصف أو أعاصير معينة وهكذا، هل يمكن أن يستنبط ذلك من الآيات السابقة؟
قال ابن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله , فما يزالون في حفظ من الله وستر ." أهــ
قد يستغفر الرجل الصالح أو المرأة الصالحة كثيرا ، هل يمكن أن تنجب ذريتهم أي الأحفاد أو أهل قريتهم ، ويزداد الخير ويتبارك ما حولهم باستغفارهم .؟
بارك الله فيكم.
ما المقصود بالاستغفار العام؟ وهل يوجد استغفار خاص؟ .
ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يستغفر عقب الصلاة ثلاثاً فهل هذا استغفار خاص أم عام؟؟ وما هي خصوصيته إن كان خاصاً؟؟ وكيف يكون الاستغفار خاصاً؟؟؟ بارك الله بأم عبد الله الجزائرية.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

قال تعالى :
((( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )))
بين فترة وأخرى تصل للناس الرسائل النصية على هاتفهم المتحرك تحث على الاستغفار العام ، عندما يتأخر المطر ، أو عندما يخافون من عواصف أو أعاصير معينة وهكذا، هل يمكن أن يستنبط ذلك من الآيات السابقة؟
قال ابن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله , فما يزالون في حفظ من الله وستر ." أهــ
قد يستغفر الرجل الصالح أو المرأة الصالحة كثيرا ، هل يمكن أن تنجب ذريتهم أي الأحفاد أو أهل قريتهم ، ويزداد الخير ويتبارك ما حولهم باستغفارهم .؟
بارك الله فيكم.

نعم أختنا الفاضلة
التوبة وكثرة الاستغفار سبب لدفع البلاء ورفعه بعد وقوعه
وهي من أفضل الوسائل في جلب الخير ودفع المكروه عن البلاد والعباد إذا كثرت المحن وغلت الأسعار وانقطع القطر من السماء ودعوة الأنبياء دعوة عامة لأقوامهم أن يتوبوا وبستغفروا ربهم وإني أعجب ممن ينتقد مثل هذه الرسائل ويصفها بأنها من البدع
هذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لقومه:
( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) هود(3)
وقال نوح قبله:
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)) نوح
وقال هود:
(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) هود (52)
وقال صالح عليه السلام:
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) هود (61)
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)) النمل
وقال شعيب:
(وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) هود(90)
والآيات واضحة في أنه دعوة عامة للاستغفار والتوبة
والدعوة بالرسائل إلى التوبة العامة والاستغفار إنما هي تطبيق عملي وإمتثال لهدي القرآن واقتداء بسنة الرسل الكرام عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام
أما سؤالك الأخير:
"قد يستغفر الرجل الصالح أو المرأة الصالحة كثيرا ، هل يمكن أن تنجب ذريتهم أي الأحفاد أو أهل قريتهم ، ويزداد الخير ويتبارك ما حولهم باستغفارهم .؟"
نعم قد يتحقق هذا وغيره إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع وكم من الصالحين نفع الله بهم أنفسهم وأهليهم وجيرانهم وبلدانهم وما علينا إلا أن نأخذ بالأسباب ونعلق قلوبنا بالمسبب وفضل الله واسع وإذا تخلفت الأمور وجاءت على غير ما نحب فلنتهم أنفسنا ونعلم أن لله حكم في خلقه وأن خيرة الله لعبده خير من خيرته لنفسه.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد​
 
أخي الفاضل تيسير بارك الله فيك لقد وضح المقصود أخي الفاضل أبا سعد فقد قال :
" ودعوة الأنبياء دعوة عامة لأقوامهم أن يتوبوا وبستغفروا ربهم " أهـ
جزاك الله خيرا ، أخي أبا سعد فقد أشرت فيما كتبت إلى معلومات مهمة استفدت منها حقا .
ويذكرني هذا الكلام بنصوص كثيرة تحث أهل الإسلام على الحرص والسعي لأن يكثر الخير ويقل الخبث ، بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، والدعاء الصادق . والله أعلم.
 
أخي الفاضل تيسير بارك الله فيك لقد وضح المقصود أخي الفاضل أبا سعد فقد قال :
" ودعوة الأنبياء دعوة عامة لأقوامهم أن يتوبوا وبستغفروا ربهم " أهـ
جزاك الله خيرا ، أخي أبا سعد فقد أشرت فيما كتبت إلى معلومات مهمة استفدت منها حقا .
ويذكرني هذا الكلام بنصوص كثيرة تحث أهل الإسلام على الحرص والسعي لأن يكثر الخير ويقل الخبث ، بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، والدعاء الصادق . والله أعلم.
أختي الفاضلة بارك الله بك
لا لم يوضح أحد ما هو المقصود في الاستغفار العام لأني لا أعتقد أن هناك مصطلحاً يحمل هذا الإسم . لقد تحدث أخي عن الدعوة العامة للاستغفار . ولكن بظني أنه لا يوجد استغفار عام واستغفار خاص . وقد سألتك فلم تجيبي عن الاستغفار بعد الصلاة ثلاثاً هل هو استغفار خاص أم عام؟هذا إذا كنت مصرة أن هناك ما يسمى بالاستغفار الخاص .

أختي في الله
حينما نذهب للاستسقاء فإن كل واحد منا يستغفر عن ذنوبه هو التي أحدثها فيكون ذلك دعوة عامة للاستغفار ولكنها أيضاً دعوة خاصة لكل واحد ليستغفر الله تعالى على ما اقترف من ذنوب هو أعلم بها من غيره.
 
أختي الفاضلة بارك الله بك
لا لم يوضح أحد ما هو المقصود في الاستغفار العام لأني لا أعتقد أن هناك مصطلحاً يحمل هذا الإسم . لقد تحدث أخي عن الدعوة العامة للاستغفار . ولكن بظني أنه لا يوجد استغفار عام واستغفار خاص . وقد سألتك فلم تجيبي عن الاستغفار بعد الصلاة ثلاثاً هل هو استغفار خاص أم عام؟هذا إذا كنت مصرة أن هناك ما يسمى بالاستغفار الخاص .

أختي في الله
حينما نذهب للاستسقاء فإن كل واحد منا يستغفر عن ذنوبه هو التي أحدثها فيكون ذلك دعوة عامة للاستغفار ولكنها أيضاً دعوة خاصة لكل واحد ليستغفر الله تعالى على ما اقترف من ذنوب هو أعلم بها من غيره.
حسنا أخي الكريم ، وعندما تدعو فتقول :
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.اللهم آمين .
وما قصدته أن يطلب أحد أوفئة من المسلمين من عموم المسلمين أن يستغفروا الله تعالى ، فمن هنا أتتت قضية "الاستغفار العام".
 
أختك أم عبدالله ، لم تجد تعبيرا أقرب من هذا للدلالة على مقصودها .
أشكرك أختي أم عبد الله وقد ظننت أن لديك ما ترغبين في تبيانه لاحقاً .ولكني أشكرك ثانية على حلمك عليّ ومثلك والله لا يُستغرب منه تقريب الدلالات ولا الذهاب الى حسن المقاصد .مما نراه منك ما شاء الله من اجتهاد في طلب العلم وخوض في تحصيل أعلاه. بارك الله بك وزادك بسطة في العلم والحلم .
 
منزلة الاستغفار

منزلة الاستغفار

هذا موضوع سبق وأن كتبته عن الاستغفار ولا أدري هل وضعته في المنتدى قبل أو لا ، وعلى أي حال أضعه هنا لعل الله أن ينفع به.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
الاستغفار من أجل العبادات والقرب التي يتقرب بها العبد إلى ربه وهي دعوة الأنبياء والمرسلين من لدن نوح عليه الصلاة والسلام إلى خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات ربي وسلامه أجمعين.
يقول الله تعالى مخبراً عن نوح قوله لقومه:(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا) نوح (10)
ويقول تعالى مخبراً عن قول هود عليه السلام لقومه : (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) هود(52)
وقال عن صالح عليه السلام: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ) هود(61)
وقال عن شعيب عليه السلام قوله لقومه: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) هود (90)
وقال عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لقومه: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) هود (3)
وقال أيضاً : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ) سورة فصلت (6)

وطلب المغفرة من الله تعالى كان دعاء صفوة الله من خلقه أنبيائه ورسوله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين :
فهذا نوح عليه السلام يقول : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا) سورة نوح (28)
وهذا إبراهيم الخليل عليه السلام يقول: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ) سورة إبراهيم(41)
وهذا موسى عليه السلام يقول: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) سورة الأعراف (151)
وهذا سليمان عليه السلام يقول: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) سورة ص(35)
أما الحبيب صلى الله عليه وسلم فقد قال له ربه تبارك وتعالى :
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ )سورة محمد(19)
(وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) سورة المؤمنون (118)
وقد فعل صلى الله وسلم وبارك عليه، قال تعالى:
(آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) سورة البقرة (285)
وروى مسلم من حديث الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ."
وروى البخاري رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً."
وروى أبو داود من حديث بن عمر رضي الله عنهما قال : "إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ."

والاستغفار من صفات المتقين الذين أمتدحهم الله تعالى في كتابه حيث قال تبارك وتعالى :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)) سورة الذاريات
(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) سورة آل عمران (17)
والاستغفار عبادة الصالحين في المواقف الصعبة وفي وقت الشدة ، قال تعالى :
( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)) سورة آل عمران
والاستغفار من أعمال الملائكة حملة العرش ومن دونهم ، قال تبارك وتعالى :
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) سورة غافر(7)

أثر الاستغفار وفضله:
الاستغفار هو إعلان للتوبة ويكفي في فضل ذلك قول الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) سورة البقرة من الآية (222)
الاستغفار حصانة من عذاب الله، قال تعالى:
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) سورة الأنفال(33)
والاستغفار من الأسباب المزحزة عن النار:
روى مسلم رحمه الله تعالى من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلَاثِ مِائَةِ مَفْصِلٍ فَمَنْ كَبَّرَ اللَّهَ وَحَمِدَ اللَّهَ وَهَلَّلَ اللَّهَ وَسَبَّحَ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ شَوْكَةً أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِ مِائَةِ السُّلَامَى فَإِنَّهُ يَمْشِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنْ النَّارِ."
وروى البخاري من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ."
ومن فضائل الاستغفار ما جاء في الأحاديث الشريفة التالية:
روى أبو داود عن علي رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ كُنْتُ رَجُلًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ قَالَ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) سورة آل عمران(135)
وروى الترمذي رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ."
وروى أبو داود رحمه الله تعالى عن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ."
وروى أبو داود أيضا من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ." وقد ضعف أهل العلم هذا الحديث وصححه أحمد شاكر رحمه الله في تحقيقه لمسند أحمد رحمه الله تعالى.
وروى أبو داود أيضا من حديث مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ قال:"دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ فَقَالَ قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلَاثًا"
وتعالوا نختم بهذا الحديث الشريف الذي يبين لنا حال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم مع الاستغفار وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كيف كان في صلاته صلى الله عليه وسلم يفتتحها بالاستغفار ويختمها به:
روى مسلم رحمه الله تعالى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا قام إلى الصلاة قال :
" وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ وَإِذَا رَكَعَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي وَإِذَا رَفَعَ قَالَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ وَإِذَا سَجَدَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ."
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتبه : محب القرآن "أبو سعد الغامدي"
ليلة الجمعة 10/7/ 1430 هـ
*****
ليلة السبت 4/9/1431
 
الاستغفار هو إعلان للتوبة ويكفي في فضل ذلك قول الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
اللهم إنا نعلنها توبة نصوحاً بهذا الشهر العظيم . فتلطف علينا برحمتك وغفرانك .
جزاك الله خيراً أبا سعد وبارك الله بعمرك.
 
عودة
أعلى