كلام جميل ، الله يقول:
(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ )
ويقول:
(قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) يونس (34)
(أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) النمل
(اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) الروم(11)
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الروم (27)
(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) الأعراف من الآية (29)
ولو تتبعنا هذه الآيات وسياقاتها لتبين لنا أنها تتحدث عن خلق الإنسان وإعادته بعد الموت والفناء.
والحديث عن الفناء في القرآن المؤكد هو عن هذه المخلوقات الحية ، كما قال تعالى:
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) الرحمن
نعم هناك آية محتملة ، وهي قوله تعالى:
(وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)القصص (88)
وأقوال أهل العلم في هذه الآية معروف وليس منها فناء السموات والأرض.
والذي يدل عليها القرآن أن السموات والأرض تبدل وليس ما يدل على أنها تفنى.
والآية في سورة الأنبياء ليس فيها أن السماوات تفنى وتعاد ، وإنما السماء تطوى كطي السجل للكتب ، فأكثر ما فيها أن السماء كانت مطوية ثم يعيد الله طيها ، هذا أكثر ما في الآية إذا جعلنا معنى قوله تعالى " كما بدأنا أول خلق نعيده" فيه إشارة إلى طي السماء ، ولست أراه كذلك.
ثم الأمر الآخر:
هو إن الله تعالى أفهمنا الحكمة من نقض الخلق الظاهر وهو انتهاء الغرض الذي وجد من أجله وهو ابتلاء الخلق.
وقد أخبرنا عن الجنة والنار ، فقال عن الجنة:
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران (133)
وقال عن النار:
(وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) آل عمران(131)
والسؤال:
لماذا يفنيهما تبارك وتعالى بعد أن أعدها؟