عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا و اضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا و فرقوا بينهم في المضاجع.
فهل هذا الأمر خاص بالصلاة فقط أم أنه يتعدى إلى كل الأمور؟؟؟
أفيدونا يا أهل القرآن فإن لكم نورا يصيب كل من تعرض له
اخي الفاضل فاروق
الله يرضى عليك اتمنى ان تكون هذه الكلمات التي ساكتبها تعليقا على سؤالك حول ضرب الاطفالفيها الفائدة فزمزم تكتب هذه الكلمات من واقع انها انسانة فقط.
السؤال عن ضرب الاطفال يستفز زمزم كثير و خاصة عندما يربط السؤال ب هل يجوز ام لا يجوز.
لا اتصور انه يوجد اي مبرر لضرب انسان فضلا عن ضرب طفل بريء لا يستطيع ان يدافع عن نفسه.
بالاضافة هل فكر من يضرب طفل سواء كان هذا الذي يضرب اب او ام او معلم او غير ذلك في الاثار المستقبلية لهذا الضرب على الطفل؟
هل الضرب سيجعل الطفل يترك السلوك السلبي الذي ضرب من اجله؟
اسأل اي احد يتخذ الضرب كوسيلة للتربية ( مع أني أراها وسيلة للظلم) هل على المدى البعيد سيكسب حب الطفل الذي يضربه ام لا؟
الاطفال نعمة من الكريم...الاطفال كنز لا يقدر بثمن... الاطفال رياحين القلوب... الاطفال...الاطفال....
تمنيت ان اكتب كلمات أقوى من هذه تعبر عن الثورة التي اشعر بها عندما اقرأ او اسمع سؤال عن ضرب الاطفال لكن اتمنى ان يكون ما كتبه وضح على الاقل الفكرة.
اعتذر لك اخي الفاضل فاروق ان كان فيما كتبته ما أزعجك.
ملاحظة ما كتبته لا علاقة له بالحديث النبوي عن ضرب الاطفال من اجل الصلاة فالحديث عن هذا الامر يحتاج اهل تخصص.
^_^.. ربي يرضى عليك أختي زمزم وشكرا على هذه المشاعر الطيبة.. لكنني قصدت بسؤالي الضرب التأديبي لا الضرب العقابي.. والضرب التأديبي الذي أقصده هو ما جاء في الحديث الآنف ذكره.و أنا معك في استهجان مجاوزة الحد في تأديب الأولاد
امين...بارك الله فيك اخي فاروق
ليس هناك ضرب عقابي و ضرب تأديبي.... الضرب : ضرب
الاطفال لا يضربوا
حاول اخي ان تقرا كتب في تربية الاطفال توجد وسائل كثيرة للتأديب غير الضرب و بداية الطريق يكون بالدعاء بالهداية .
اخي الفاضل فاروق
كما كتبت في تعقيبي الاول ان موضوع السؤال عن ضرب الاطفال يستفزني.
ساكتب هذه القصة عن طفل اعرفه اثر فيه كلمة من معلم القران في المسجد فكيف سيكون الامر اذا كان المعلم ضربه؟
قدرة خالد على حفظ القران ليست عالية مقارنة مع زملاءه في الحلقة لكنه في نفس الوقت يحب القران و مقبل على حفظه و الحمد لله.
في احدى المرات قال خالد: سأجعل الاستاذ في المسجد يصوم كفارة ثلاثة ايام؟
و عندما سئل عن السبب قال خالد ان الاستاذ قال له:
اتحدي يا خالد ان تحفظ كل يوم صفحة من القران مثل زميلك فارس، و حلف بالله ان خالد لا يستطيع ان يحفظ صفحة كل يوم.
و عند ذلك نوى خالد في نفسه ان يحفظ صفحة كل يوم و قال ان الاستاذ سيضطر ان يكفر عن يمينه بالصيام.
قد يقول قائل ان الاستاذ ربما قصد تشجيع خالد، لكن رواية خالد للقصة و تاثره بكلام الاستاذ و ذكره ان الاستاذ سيضطر للتكفير عن يمينه يدل على ان اسلوب الاستاذ كان غير تربوي ( لا اريد ان اصف التصرف باكثر من هذه الكلمة).
في النهاية : الرسالة التي اريد ان أوصلها هي اننا نتساهل كثيرا في التعامل مع الاطفال و لا ندرك ان أقوالنا و تصرفاتنا الإيجابية و السلبية لها اثر لا يمحى او صعب ان يمحى عليهم عندما يكبروا.
الأخت الفاضلة / زمزم بيان
مع وقوفي مع عاطفتك ، لكن الأمر شرعي ، وكنت تعرضت لهذه المسألة في رسالتي ( الأدب مع الأولاد ) وهي منشورة بالملتقى ، ولكني أذكر ما يتعلق بهذه الجزئية ، لبيان أمر الشرع ، ورفع اللبس في المسألة .
تأديب الأولاد
التأديب تفعيل من الأدب ، وهو تعليم فضيلة من الفضائل ، ومعاقبة من يخالف ذلك على إساءته ، وسميت المعاقبة هاهنا تأديبًا ، لأنها تدعو إلى حقيقة الأدب ([1]) . وجاء في وصايا النبي e للآباء ضرب الولد للتأديب والتعليم ، فمن ذلك ما تقدم : " مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ " ، وكذا ما رواه أحمد وغيره عَنْ مُعَاذٍ t قَالَ : أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ e بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ [ وفيها ]: " وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ ، وَلا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ " ( [2] ) . وعند الطبراني وابن حبان عن جابر t قال : قال رجل : يا رسول الله مما اضرب منه يتيمي ؟ قال : " مما كنت ضاربا منه ولدك " ( [3] ) . وهذا الضرب المذكور إنما هو ضرب تأديب لا ضرب تعذيب ، ولا يجوز بحال أن تتجاوز العقوبة عن العشر ضربات غير المبرحات ؛ وليعلم المؤدب أن هذا الضرب إشارة إلى أن الخطأ عليه عقاب ، ولا يلجأ إليه إلا إذا استنفدت الوسائل التي يمكن أن يستجيب لها الطفل للتأديب ، كالنصيحة والحوار ، ثم التهديد إذا تكرر منه الخطأ ، ثم يكون بعد ذلك الضرب للتأديب . وفي تأديب الولد بالضرب رحمة - وإن كانت تخفى على كثيرين – فإن ضربه يجعله يتذكر العقاب على ما أخطأ فيه فلا يقع فيه بعد ، وفي ذلك رحمة ظاهرة . ولذا قال الشاعر :
وقسا ليزدجروا ومن يك حازمًا ... فليقسو أحيانًا على من يرحم
فإنـما أنـتَ بتقـويمـهِ ... أولى من الشرطي والسَجنِ
فهكذا يكون التعامل مع الصغير رحمة في شفقة وتعليم ، ومعاقبة للتأديب فيها رحمة وشفقة وتعليم . إن من الفطرة التي فُطر الناس عليها فطرة الأبوة والأمومة .. التي تعني الشفقة والرحمة والحب والحنان والإحاطة والرعاية والتربية والتأديب ؛ إنه مزيج يؤدي إلى أن يتحمل الأب مسؤولية التربية دون خلل في الفهم ، أو تجاوز في التطبيق ، والله الموفق . وفي قوله e : " وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ " ، وقوله : " مما كنت ضاربًا منه ولدك " ، وقوله : " وَلا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا " بيان لأمور : الأول : مشروعية ضرب الصغير للتأديب ، وخاصة إذا قصر في أمر من أمور الشريعة . الثاني : مشروعية الضرب إذا تهاون في أداء الصلاة عند بلوغه عشر سنين ، وهذه السن قد تكون سن بلوغ بالنسبة للبنات ، وهي سن قرب من البلوغ بالنسبة للبنين ؛ فتكون هذه العقوبة فيها تحذير وإنذار ، ويستحسن أن يُذَّكر الولد عند ضربه بحديث النبي e ، ويُخَوَّف بالله تعالى وعقوبته الشديدة لمن يتهاون في أداء الصلاة وغيرها من الفرائض . الثالث : إنما ذُكرت الصلاة كمثال ، ويعاقب الولد على التهاون في أي أمر شرعي ؛ وليس الضرب إلا وسيلة من وسائل التربية التي ثبتت جدواها في محلها. وأما القول بأن الضرب ضرب ، ليس هناك ضرب تأديب ولا ضرب تعذيب ، فكلام غير مسلَّم ، إنما صدر عن عاطفة ، والشرع مقدم على العاطفة .. وفقنا الله تعالى لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه .
[1] - انظر نضرة النعيم : 1 / 143. [2] - أحمد : 5 / 238 ، قال المنذري في الترغيب : رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ ا.هـ . قلت : له شواهد فقد رواه عبد بن حميد ( 1594 ) عن مكحول عن أم أيمن به ، وهذا مرسل . ورواه الطبراني في الكبير : 24 / 190 ( 479 ) عن أميمية مولاة النبي e ، ورواه ابن نصر في ( تعظيم قدر الصلاة ) ( 911 ) عن أبي الدرداء .
[3] - الطبراني في الصغير ( 244 ) ، وابن حبان ( 4244 ) .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: فيما يتصل بالموضوع
ورد في كتاب: الآداب الشرعية والمنح المرعية (1 / 451)ما يأتي:
قال إسماعيل بن سعيد سألت أحمد-الإمام أحمد- عما يجوز فيه ضرب الولد قال: الولد يضرب على الأدب قال وسألت أحمد هل يضرب الصبي على الصلاة قال إذا بلغ عشرا، وقال حنبل إن أبا عبد الله قال: اليتيم يؤدب ويضرب ضربا خفيفا.
وقال الأثرم سئل أبو عبد الله-الإمام أحمد- عن ضرب المعلم الصبيان فقال: على قدر ذنوبهم ويتوقى بجهده الضرب وإن كان صغيرا لا يعقل فلا يضربه"
لابد من الترغيب والترهيب ، أما التربية بالترغيب فقط فمفاسدها أكثر من محاسنها ، إن كان فيها محاسن .
وهذا أمر مجرب بالنسبة لي كثيرا ، حلقة من الحلقات منعت فيها الضرب مطلقا فانقلب حالها ، ولم يتخرج منها أحد ، ناهيك عن كثرة الغياب والتأخر وعدم الحفظ و و و والخ ، فالطفل أمن ألا يعاقب فلم يعد يبالي بشيء ، والوسائل البديلة كلاها وسائل غير صالحة لتقويم الطلاب ولا تفي بشيء ( إذا أحسنت أعطيناك ، وإذا لم تحسن منعناك !!!! )
قال اللخمى : الأدب غير محصور، و ليس كل الصبيان سواء من القوة، و الضعف، فمنهم من يخاف فيرده أقل الضرب، و منهم من جرمه أشد من غيره، فيكون أشد، فحال الصبيان مختلفة، فيوقع به من العقوبة ما يستحقه.