هل يجوز الوقف على عم والاستئناف بـ يتساءلون؟

جاء في الدر المصون (10 / 647 - 648):
"و{عَمَّ} فيه قولان:
أحدُهما: وهو الظاهرُ أنَّه متعلِّقٌ بـ{يتساءلون} هذا الظاهرِ. قال أبو إسحاق: (الكلامُ تامٌّ في قوله: {عَمَّ يتساءلون}، ثم كان مقتضى القول أن يُجيبَ مُجيبٌ، فيقولَ: {يتساءلون عن النبأ العظيم}، فاقتضى إيجازُ القرآنِ وبلاغتُه أَنْ يبادِرَ المحتَجُّ بالجوابِ التذي تقتضيه الحالُ والمحاورةُ اقتضاباً للحُجَّة، وإسراعاً إلى مَوْضِعِ قَطْعِهم).
والثاني: أنَّه متعلِّقٌ بفعلٍ مقدرٍ ويتعلَّقُ {عَنِ النبإ العظيم} بهذا الفعلِ الظاهرِ. قال الزمخشري: (وعن ابن كثيرٍ أنه قرأ {عَمَّهْ} بهاءِ السَّكْتِ، ولا يَخْلو: إمَّا أَنْ يجريَ الوصلُ مَجْرى الوقفِ، وإمَّا أَنْ يقفَ ويَبْتَدِىءَ {يَتَسَآءَلُونَ عَنِ النبإ العظيم} على أَنْ يُضْمَرَ {يتساءلون}؛ لأنَّ ما بعده يُفَسِّرُه كشيءٍ يُبْهَمُ ثم يُفَسَّرُ)".
 
‫حزب عَمَّ الجزء "1" برواية ورش عن نافع للشيخ يوسف نورين‬‎ - YouTube
السلام عليكم
هل يجوز الوقف على عم والاستئناف بـ يتساءلون؟ في التلاوة المزبورة

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخى كريم جبر منصور تحية طيبة وبعد، هذه من وقفات محمد بن أبى جمعة الهَبطِى، ووقفات هذا العَالِم معتمدة في مصاحف المغاربة وكثير منهم يتبعون وقفاته وله علامة وقف واحدة هكذا " ص " أى صه ولا يخفى عليكم أنها بمعنى اسكت أو توقف عن الكلام، وتكلم عنه الشيخ الدكتور أيمن رشدى سويد في برنامجه الإتقان أكثر من مرة ءاخرها كانت الأسبوع الماضى عندما قرأ عليه شخص من أول سورة ءالِ عمران واتبع وقف الهَبطِى فوقف على كلمة { مِنْهُ } من الآية السابعة فتمهل الشيخ ينظر هل يبدا قبلها أم بعدها فبدأ بعدها بكلمة { ءَايَاتٌ }وقد اجتزأت المقطع المنوط بهذا الأمر من البرنامج فتفضل أخى شاهد وفى إنتظار تعليقكم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
دارت بيني وبين الأستاذ الفاضل لحسن بنلفقيه قبل أكثر من خمس سنوات في موضوعه القيم:
محادثة في هذه المسألة، وها أنا أورد بنصها:
قلت:
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل.
هذا سؤال سابق لأوانه، لكني محتاج جوابكم الكريم عنه.
ذكر الدكتور عبد الهادي حميتو حفظه الله في موسوعته (قراءة الإمام نافع عند المغاربة) أن الشيخ أبا جمعة لم يذكر الوقف على (عم) من قوله تعالى: (عم يتساءلون)، ففي نظركم متى جعلت (عم) موضع وقف؟ وما تقدير المعنى عليه؟ وهل وقفتم في كتاب من الكتب على من قال به من العلماء؟
شكر الله جهودكم، والسلام عليكم.
فأجاب:
[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

الأخ الكريم و الأستاذ الفاضل : أيت عمران

جوابا على تساؤلكم أقول :[/align]
قدم الأستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو في موسوعته عن " قراءة الإمام نافع بالمغرب " ، و من خلالها ، كل ما هو مفيد و قدمه عن الوقف الهبطي و بشكل ممتع دقيقو موثق ... فله كل الشكر و التقدير و الإمتنان ...و لا غنى للمهتم الباحث عن هذه الموسوعة لاعتمادها كمرجع قيم يعول عليه ... بارك الله في عمره و نفع بعلمه ...

و يستفاد من دراسة الدكتور حميتو أن كل ما يمكن قوله عن الوقف المعتمد حاليا في المصاحف المغاربية ، أنه " منسوب " إلى الإمام الهبطي ، دون القطع و الجزم في الأمر ... لأن الهبطي رحمه الله لم يترك عن وقفه تقييدا مكتوبا بيده ... و تفاصيل هذه المسألة و حيثياتها مذكورة و مسطرة بتفصيل في ما كتبه الأستاذ الدكتور حميتو في دراسته ، بعد بحث دقيق .

و لقد تيسر للأستاذ حميتو العثور و النظر في نسخة من مخطوط لتقييد الوقف الهبطي، عثر عليه بمدينته المغربية آسفي ، و وجد في ذلكم التقييد مخالفات كثيرة لما هو معتمد حاليا في الوقف الهبطي بالمصاحف المغاربية ... و قدم منه أمثلة كثيرة ...
و لهذا السبب و لغيره من الأسباب ، يقول الدكتور حميتو عن هذا التقييد بالذات.. ما نصه :
..." إن الناظر المستعرض لهذا التقييد في ضوء ما هو متعارف الآن لا يبقى عنده أدنى شك في أن التقييد المنسوب إلى الإمام الهبطي قد تعاورته الأيدي كثيرا، وربما لأزيد من مائة عام قبل أن يستقر على ما هو عليه الآن، وبالتالي فلا يمكنه أن يعتبر الشيخ الهبطي مسؤولا عن شيء مما وقع في هذا التقييد من مواقف موصوفة بالضعف أو فساد المعنى. ".../اهــ

و الذي ذكره الأستاذ حميتو عن الوقف على { عــم } هو ما تناقله النساخ في هذا التقييد المتداول بين المغاربة و الذي لم تثبت نسبته إلى الإمام الهبطي قطعا ... و هو نفس الوقف المعتمد إلى يومنا هذا في المصحف المغاربي ...

بل و من نتائج بحث الأستاذ حميتو ما يعبر عنه بقوله :
..." وتكون النتيجة أن "تقييد الوقف" من حيث الإطار العام هو مروي عن الشيخ الهبطي، ومن حيث الواقع هو مأخوذ عمليا، أخذه الترغي عن أصحاب الهبطي أداء عليه وتجويدا للألواح على وفقه، ثم هو من حيث التدوين والجمع من عمل المرابط البعقيلي. ثم بعد ذلك يعلم الله ماذا أدخل عليه من تعديل بالزيادة والنقصان؟ ".../اهـ
... هذا بالنسبة لتقييد الوقف الهبطي في مجمله ...
أما بالنسبة للوقف على { عــم * }خاصة ، في فاتحة سورة النبأ ، و المنسوب للإمام الهبطي، فيقول الأستاذ حميتو ما نصه : " ولعله مما وضع بعده بزمان ولا مسؤولية له فيه، بل المسؤولية على من اختاره ووضعه "../اهــ
....
و اما عن سؤالك عن تقدير المعنى على هذا الوقف؟ و من قال به من العلماء ؟ فأقول :
من أشهر المنتقدين للكثير من الأوقاف الهبطية ـ و هو عندي من الذين وصفهم الدكتور حميتو بـ"ـالطائفة من الغلاة في التشنيع " على الإمام الهبطي ـ : أبو الفضل المحدث الحافظ عبد الله بن محمد بن الصديق المغاري ، في كتابه : " منحة الرؤوف المعطي ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي " ، و هو المشار إليه في دراسة الدكتور حميتو باسم " صاحب منحة الرؤوف " .
يقول صاحب منحة الرؤوف ما نصه [ص 25] :
..." قوله تعالى { عـم يتساءلون } ، قال ابن جزي :" أصل [ عــم ] = [ عن مـا ] ، أدغمت النون في الميم ، و حذفت ألف مـا ، لأنها استفهامية، تقديرها : عن أي شيء يتساءلون؟ ، و يتعلق عن النبأ ، بفعل محذوف يفسره الظاهر ، تقديره : يتساءلون عن النبأ ، و وقعت هذه الجملة جوابا عن الإستفهام ، و بيانا للمسئول عنه. كأنه لما قال : عم يتساءلون؟ أجاب فقال : يتساءلون عن النبأ العظيم.
و قيل : يتعلق عن النبأ ، بــيتساءلون الظاهر. و المعنى على هذا : لأي شيء يتساءلون عن النبأ العظيم؟ .
و الأول أفصح و أبرع. و ينبغي على ذلك أن يوقف على قوله : { عم يتساءلون * }، و هكذا هو في مصحف قالون .
أما الهبطي ، فوقف على " عــم * " ، و هو وقف غير جائز ، و لم يقل به أحد من القراء
" ./...
إنتهى قول المغاري ، صاحب منحة الرؤوف.
أما الأستاذ الدكتور الحسن وكاك ، مؤلف كتاب ( دراسة و تحقيق ) " تقييد وقف القرآن الكريم ، للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي ـ المتوفى سنة 930 هـ ... 1411هـ / 1991 م ... " ... فيقول عن الوقف على { عــم * } ـ بهامش الصفحة 300 ما نصه :
" عــم " : وقفه الشيخ الهبطي و أهمله الشارح، و المقام يقتضي وصله بالأولى لأن ما بعده مستفهم عنه و لا داعي للوقف عليه من ضرورة النفس . ثم إن الوقف عليه يؤدي إلى مخالفة القاعدة العربية في إلحاق الهاء للوقف [كذا] تبعا لرسم المصحف ، و يؤدي كذلك إلى مخالفة نغم الفواصل، و إلى تكلف في التقدير، و لذلك لم تتعرض له المصاحف الثلاثة المعتمدة [1]و لا الأشموني بشيء. و ناصر إبن الصديق[2] وصْـلـَـه .
إنتهى قول الأستاذ الدكتور الحسن وكاك...
.....
و من المؤيدين للوقوف الهبطية و المدافعين عنها بالحجة و الدليل ، ممن تيسر لي الإطلاع على حلقات من دراستهم القيمة للوقوف الهبطية ، إلا أنها كانت تخص وقفات بسورتيْ البقرة و آل عمران ، الأستاذ الشيخ الليبـي عبد اللطيف اشويـرف ، صاحب برنامج { مع الوقف القرآني } ـ { لغة القرآن الكريم } بالقناة الفضائية الليبية ... و من حسن حظي أنني اكتشفت و تتبعت الحلقات المقدمة في شهر غشت [ آب ] من سنة 1998 ، و بعدها اختفى البرنامج ... و من يومها و أنا آمل أن أجد خبرا عن هذا الشيخ الجليل أو يتيسر لي الإطلاع على كتاباته ... أو تتبع حلقات تلفزية من دروسه القيمة عن الوقف و لغة القرآن الكريم ... فياله من عالم متمكن ... و سأعرض عليكم في مشاركاتي القادمة إن شاء الله نمادج من كتاباته ...
و أكتفي بهذا ... و معذرة عن التطويل ....
ـــ
[1] : يعني المصاحف المعتمدة كمراجع في دراسته .
[2] : هو صاحب منحة الرؤوف.
فقلت:
هو تطويل مفيد لي، وشهادة قيمة تعني أن لا قائل بهذا الوقف من العلماء، وهي شهادة من بحاثة قدير.
فجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم، وأنا بانتتظار المزيد، إن عن لكم حول المسألة جديد.
فأجاب:
[align=center] بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

مضمون التطويل في مراسلتي لا يخص سـوى قول الباحث الدكتور حميتو المذكور في سؤالك ، و هو قول باحث مجتهد لا شك في ذلك.
و القائلون المعتمدون لهذا الوقف في المصاحف المغاربية هم عشرات بل مآت العلماء العارفين المتمكنين المؤتمنين على كتاب الله .
و لا حول و لا قوة إلا بالله .
[/align]
فقلت:
جزاكم الله خيرا، وشكر لكم سعة صدركم.
وأأكد لكم أستاذي الكريم أن سؤالي سؤال طالب يريد التعلم على يديكم،
فلو تفضلتم بتسمية بعض أولئك العلماء وذكر نصوصهم، كنت لكم من الشاكرين.
وأظنكم لاحظتم عدم وجود علامة للوقف في مصحف ورش المطبوع في مجمع الملك فهد، رغم اعتماد وقف الإمام الهبطي في الطبعة الأخيرة.
فأجاب:
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

و الله يا أخي إن بالصدر ما به مما يحدث لإخواننا بغزة ...

و ما دمت طرقت الباب فجوابي أنني مثلك طالب علم ... أعرض بضاعتي قصد الإستفادة و الإفادة ، و لست بأستاذ و لا أدعي الأستاذية ... و إنما أنا مرشـد في تخصصي .. و ها أنا أرشدك و أذكر لك أسماء علماء سهروا على عملية تصحيح و مراجعة المصحف الحسني المسبع ، و الوقف المعتمد فيه هو الوقف الهبطي ، كما هو معتمد في كل المصاحف المغاربية ... من هؤلاء الأجلاء من قضى نحبه ، و منهم من ينتظر ، و ما بدلوا تبديلا ...
فاجتهد لـتقف على أقوالهم و تستفيد من علمهم ، و هم السادة :
الفقيه عمر بن عباد ، الفقيه محمد بربيش ، الدكتور التهامي الراجي ، الفقيه محمد السوسي ، الفقيه عبد الرحمان الإدريسي ، الفقيه بوزيد الزاكي ، الفقيه محمد بن عبد الله الدور ، الفقيه محمد صفا ، الفقيه العربي الرجواني ، الفقيه الحاج محمد بن كيران ...
و آخرون كثيرون و الحمد لله ...
إبحث تجد ...
فهذا كل ما عندي لك ...
و أتمنى لك التوفيق في طلبك للعلم .
 
فتفضل أخى شاهد وفى إنتظار تعليقكم
جزيل الشكر لك عزيزي الاخ محمد فاروق على تفضلك بالمقطع الفيديوي
واقول ينبغي للقاريء ان لا يكون بليداً كآلة المسجل لا يعي ما يتلو ، فيقف حيث رأى العلامة بلا اعمال فكر.
فالحق ما قاله الدكتور ايمن ولا أعدوه بشيء من مقالته.
قد أعذر القاريء اذا وقف على عمّ وأحسبه قد اضطر للوقف لسبب ما، واقول انه سوف يعيد عمّ وبعدها يتساءلون، ولكني لا أعذره قط على ابتداءه بما بعدها(بيتساءلون) اي انه عامد عالم قاصد لما يفعل وهذا ما كفاني د.ايمن مؤونة التعليق عليه.
 
عودة
أعلى