هل يثبت السعدي نسبة صفة الوجع لله عز و جل؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الطبيب
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

الطبيب

New member
إنضم
01/01/2006
المشاركات
105
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
جاء في موقع المسلم ما يلي:

نسبة صفة الوجع لله عزوجل

أجاب عليه فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز العبداللطيف
التصنيف الفهرسة/الركن العلمي/العقيدة/الإيمان بالله
التاريخ الاحد 21 / شوال / 1427 هـ
رقم السؤال 20023

السؤال


فضيلة الشيخ:
ورد في تفسير السعدي _رحمه الله_ في سورة يس عند الآية30 " ياحسرة على العباد" قال _رحمه الله_ :{ قال الله متوجعاً للعباد ..} هل يصح إطلاق التوجع على الله وهل هذا خطأ مطبعي أم له توجيه ؟
بارك الله فيكم



الاجابة


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
بعد مراجعة أكثر من طبعة لتفسير السعدي- رحمه الله- فقد وجدت المثبت هكذا :" قال الله مترحماً للعباد " كما جاء في طبعة المؤسسة السعيدية وكذا طبعة مركز ابن صالح، ولعل ما نقله السائل عن بعض الطبعات يعد خطأ مطبعيا فإن الوجع هو المرض، والله _عز وجل_ منزه عن ذلك وعن سائر صفات النقص و العيب قال _تعالى_: " ولله الأسماء الحسنى... " وقال _سبحانه_: " وله المثل الأعلى".
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


......
انتهى من موقع المسلم

راجعت التفسير بتحقيق اللويحق فوجدتها (متوجعاً) .. ثم راجعت طبعة ابن الجوزي بتحقيق الصميل فوجدتها (متوجعاً) كذلك، مع أن تحقيق الصميل يعد آخر التحقيقات للكتاب ووقف تقريباً على جميع طبعات الكتاب السابقة كما بين في مقدمته حسب ما أذكر.
فهل (مترحماً) هي الثابتة عن الإمام السعدي رحمه الله أم (متوجعاً)، وإن كان كذلك فما توجيه ذلك، مأجورين.

ودمتم ،،،
 
الأخ الفاضل أحمد القصيّر ..
جزاك الله خيراً وزادك علماً وعملاً. فنقلك شاف كاف في المسألة ولله الحمد، وجزى الله الإخوة في ملتقى أهل الحديث خيراً.

أخي ابن الجزيرة ..
الإشكال زال كما ترى، فالوقوف على اللفظة الثابتة أولى، وهو أليق بالسياق وبطريقة الشيخ رحمه الله تعالى.

ودمتم ،،،
 
قول العلامة السعدي رحمه الله: "متوجعاً للعباد" موجودة في الطبعة الأخيرة وفي غيرها من الطبعات، كما أن في طبعات أخرى توجد "مترحماً للعباد".
فإن قلنا: إن الطبعات الوارد فيها لفظ التوجع هي الصحيحة فمعناها رحمته للعباد كما سيأتي، وإن قلنا: غير صحيحة رجعنا إلى الطبعات التي فيها "مترحماً للعباد" فمعناها أيضاً يدور حول الرحمة، فظهر أن هذا الموضع من كلام العلامة السعدي رحمه الله في كل النسخ يدور حول رحمته تعالى. هذا أولاً.
وثانياً: الأقرب للصواب في ظني - من حيث الطبعات لا باعتبار صحة إطلاق لفظة التوجع على الله تعالى - هي الطبعة التي فيها "متوجعاً للعباد"، وذلك لأمرين:
الأمر الأول: أنها هي المثبتة في طبعة الشيخ عبد الرحمن اللويحق حفظه الله، وقد كتب على الغلاف "محققة عن نسخ خطية مع زيادات تطبع لأول مرة"، فهي أفضل الطبعات فيما أعلم.
الأمر الثاني: أنني بحثت في عدة معاجم عن التركيب الذي جاء في الطبعات الأخرى: هل يصح في اللغة أن يتعدى الفعل ترحم باللام؟
فما وجدت أحداً ذكر أنها تتعدى باللام، فهذا يورث الشك في جواز تعدي هذا الفعل باللام.
ومما وقفت عليه من معاجم: تهذيب اللغة، والصحاح، ومختار الصحاح، والقاموس المحيط، وتاج العروس، ولسان العرب.

أما أن متوجعاً للعباد هي بمعنى الرحمة فبيان ذلك أن يقال:
إن معنى متوجعا للعباد، أي يتوجع لهم، وإذا رجعنا إلى معنى هذا التركيب في لسان العرب لابن منظور نجده يقول:"وتوجَّعَ له مما نزل به: رَثى له من مكروه نازل". وكذا في القاموس المحيط وغيره.
ثم إذا رجعنا إلى معنى تركيب " رثى له" نجد ابن منظور يقول:"ورَثَيْتُ له: رَحِمْتُهُ" وكذا في القاموس المحيط.
فانتظم أن معنى توجع له "رحمه".
إلا أن الإشكال لا يزال قائماً من حيث إن هذا المقام ليس مقام رحمة.
والله أعلم وأرحم.
 
شكر الله لكم جميعاً هذه الفوائد . وأشكر أخي أحمد القصير ، وليته نقل لنا الكلام ولم يضع رابطه الذي لم أجده ، لتوقف الموقع الذي أحال عليه ، وهذه مهمة مستقبلاً . وأطرح بين أيديكم رأيي في هذه المسألة للمدارسة والنقد .

1- الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله قد يقع في الخطأ وليس بمعصوم.

2- إن صح تعبيره بعبارة (متوجعاً) في النسخ الخطية فتحمل على معناها الذي تفضل بنقله الأخ الكريم همام وفقه الله من المعاني التي تدل عليها العبارة من صفات الله الثابتة لله كالرحمة مثلاً ويوجه معناها هنا بما يتلائم مع سياق الآيات ، فلا يقال إن المقام ليس مقام رحمة ، وإنما يقال إن هذه الرحمة في هذا المقام من باب السخرية والاستهزاء بهم جزاء استهزائهم وسخريتم من الرسل . ويكون هذا كقول أبي الحسن التهامي :
إني لأرحمُ حاسديَّ لفرطِ ما *ضمَّت صدورُهم من الأوغارِ​
فهي رحمة من باب السخرية بهم ، والإزراء عليهم .
والذي جعلنا نحمل العبارة التي قالها الشيخ - إن صحت - على هذا المعنى أو غيره مما يقاربه هو معرفتنا بمنهج الشيخ في كتبه وفي موقفه من صفات الله سبحانه وتعالى ، وهذا من حمل المتشابه على المحكم .

3- إن صحت نسبة العبارة للشيخ رحمه الله فليس معنى ذلك أنه يصح لنا إثبات هذه الصفة لله سبحانه وتعالى لمجرد إطلاق الشيخ لها إن لم يرد بإثباتها نصوص من القرآن أو السنة ، فليس كلامه - على محبتنا له وفضله في العلم - مصدراً نثبت بناء عليه الصفات لله سبحانه وتعالى إن لم ترد عن الله ورسوله ، والسائل الذي سأل عن هذه العبارة المشكلة لثقته في الشيخ السعدي سأل هذا السؤال ليزداد طمأنينة ويعرف الحق في هذه المسألة والله الموفق . وإلا فما أهون أن يقال : أخطأ الشيخ السعدي في إطلاقه هذه العبارة الموهمة ، والأولى استبعادها وتنتهي المشكلة عند هذا الحد ، وأحسب أن الشيخ السعدي لو تأمل عبارته - إن كانت هكذا فعلاً - لغيرها بما يوضح المراد رحمه الله وغفر له .
 
الاخوة الاعزاء بارك الله فيكم ما اجمل هذا الاعتذار عن الشيخ يرحمه الله وما اقوم هذا الفهم للعبارة انه نموذج يحتذى للتعامل مع العلماء الكبار
 
الأخ همام ومن بعده الذي ايده ـ اقصد الشيخ عبدالرحمن ـ الا ترون أننا لو صححنا هذه اللفظه أعني "

متوجعا " وحملناها على ما قلتم من

مراد الشيخ انكم بذلك اثبتم الصفه ـ وان شئتم ـ اثبتم الفعل لله من حيث لا تشعرون , وإن قلتم كلا !

سبحان الله العظيم ، فمن اثبت لله صفة الهروله ـ كيف اثبتها ؟ أليس من حديث " .. اتيته هرولة " رغم ان القران والسنة لم

يردا بها صراحة ـ حسب علمي ـ الا بهذا الحديث فبمجرد اثبات اللفظ لله تثبت الصفة أو الفعل وليس كل فعل لله سبحانه



صفة له ـ كما تعلمون ، ولكن حتى الفعل لابد له من الدليل اذا الأولى أن نقول أنها خطأ مطبعي أو كما تفضلتم " أخطأ

الشيخ "

" ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ، اللهم نعوذ بك أن نقف ما ليس لنا به علم ـ سبحانك ـ "
 
ينبغي لنا في هذه المسألة أن نرد المشكل إلى الواضح ، ومنهج الشيخ في باب الصفات العليا معروف كما ذكر الدكتور عبد الرحمن، وأما هذه اللفظة فتحمل على أنها خطأ من الناسخ أو سبق قلم من الشيخ - رحمه الله- وجل من لايخطي .
وأنا أرجو من الإخوة الذين استشكلوا هذه اللفظة الرجو إلى تفسير تلميذ الشيخ الشيخ محمد العثيمين رحمه الله لسورة يس ص 106 ، فقد حرر هذه المسألة تحريراً بالغا، وكان مما قاله: وقيل إن التحسر من الله عز وجل لكن ليس معناه أنه يتصف به ، بل المعنى أنه يبين حسرة العباد على أنفسهم ، يقول : ياحسرة واقعة على العباد......... فالكلام كلام الله عز وجل ، لكن لما كان التحسر ندما وألما صار الله تعالى منزها عنه .... إلخ
 
بسم الله
أود الإشارة الى أن ما جاء في بعض طباعات تفسير العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ مترحما للعباد، غير سليم لغة؛ لأن فعل الترحم لا يعدى بحرف اللام ، وربما كان هذا التعديل من اجتهاد من اعتنى بطباعة الكتاب لما رأى العبارة موهمة، والله أعلم.
 
عودة
أعلى