هل يبتلى المرء في طاعته وهداه؟

طموح عالي

New member
إنضم
03/03/2013
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
السعودية
السلام عليكم ورحمة الله

لدي تساؤل بارك الله فيكم

قرأت أثراً عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وفيه: يبتليكم بالشدة والرخااء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة.

فهل في الطاعة والهدى ابتلاء ؟؟

ارجو توضيح الأمر
___
 
يقول ابن القيم فى الوابل الصيب:
،، فاذا اراد الله بعبده خيرا فتح له باباً من أبتواب التوبة ، والانـكسـار والذل والافتقار والاستغاثة به ، و صِـدقِ اللًّـجا إليه ، ودوام التضرع والدعاء والتقرب اليه بما أمـكـن من الحسنات ما تكون به تلك السيئة به سبب رحمته ، حتى يقول عدو الله : ياليتنى تركته ولـم أََوقِعـهُ .
وهذا معنى قول بعض السلف : إن العبد ليعمل الذنب يَدخلُ به الجنه ، ويعمل الحسنة يدخل بها النار ، قالوا كيف ؟ قال : يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه خائفا مُشفقاً وجلاً باكياً نادماً ، متحيا من ربه تعالى ، ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له ، فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وفلاحه ، حتى يكون الذنب أنفع له من طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الامور التى بها سعاده العبد وفلاحه ، حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنه

ويفعل الحسنة فـلا يزال يَـمُـنُّ بـها على ربه ، ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها و يستطيل بها ، ويقول : فعلت ُ، وفعلت ُ، فيورثه ذلـك من العجب والكبر والفخر والاستطاله ما يكون سبب هلاكه .

فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيراً ابتلاه بأمر يَـكسِـره به ويذلُّ به عنقه ، ويغره به نفسه عنده . وإن اراد به غير ذلك ، خَـلاهُ وعجبه و كبره ، وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه ؛ فان العارفين كلهم مجمعون على ان التوفيق : أن لا يكِـلك الله تعالى الى نفسك ، والخذلان : ان يَـكِلكـَ الله تعالى الى نفسكـ .

فمن اراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ودوام اللَّـجأ الى الله تعالى ، والافتقار اليه و رؤية عيوب نفيه ، وهخهلها وظلمها وعدوانها ومشاهدة فضل ربه واحسانه و رحمته وجوده وبِره وغِـناه و حمده .
[FONT=&quot]فالعارف سائر الى الله تعالى بين هذيين الجنـاحيين لا يمكنه ان يسير الا بهما فمتى فاته واحد منهما فهو كالطير الذى فقد احد جناحيه ,,
[/FONT]
 
بارك الله فيك وجزاك كل خير
مافهمته أن الطاعة فيها ابتلاء
وماذا عن الهدى والضلالة؟؟
 
حياك الله اختي الفاضلة والابتلاء بالهداية -والله أعلم- لها وجوه منها :
اولاً: انها ربما كانت باب من ابواب الكبر والاعجاب بالنفس واستحقار من كان ظاهرهم اقل حالاً في الدين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال رجل والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له، وأحبطت عملك" رواه مسلم .
ثانياً: على قدر هداية الشخص على قدر ما كان في عنقه من الحقوق من تعليم الناس والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله فالعلماء الذين هم ورثة الانبياء عليهم من الحقوق ما لا على الجهال والعوام من الناس.
قل الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ) وقال الحافظ بن كثير في تفسيره: وفي هذا تحذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم ، ويسلك بهم مسلكهم ، فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع ، الدال على العمل الصالح ، ولا يكتموا منه شيئا ، فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار" .أ هـ

ورحم الله القائل:
يا حامل العلم والقرآن إن لنا ***يوما تضم به الماضون والأخر
فيسأل الله كلا عن وظيفته *** فليت شعري بماذا منه تعتذرو
ما الجواب إذا قال العليم إذا *** قال الرسول أو الصديق أو عمر
والكل يأتيه مفلول اليدين فمن ***ناج ومن هالك قد لوحت سقر
فجددوا نية لله خالصة *** قوموا أفرادى ومثنى واصبر وامروا
وناصحوا وانصحوا من ولي أمركم *** فالصفو لابد يأتي بعده كدر
 
عودة
أعلى