الضمير فيه يعود إلى المبالغة في التجوز في النظم المذكور قبله
الضمير فيه يعود إلى المبالغة في التجوز في النظم المذكور قبله
لما ذكر أمثلة لـ "المجاز المرشح" ، وأثنى على رصفها وبلاغة أساليبها ، قال : "ومن أقر أنه عربي بليغ في أرفع درجات الصنعة البديعية عند أهل هذا الشأن ، لزمه ألا يقول فيما هو دونه بدرجات كثيرة من القرآن والحديث أنه يستحيل تأويله على قانون اللغة العربية في التجوز".
الروض الباسم : جـ 2 ، ص 439.
الشاهد : "فيما هو دونه بدرجات كثيرة من القرآن" ، فما رأيكم ؟
الأخ الكريم
الضمير هنا لا يعود بحالٍ على القرآن الكريم أو الحديث الشريف
و الأمر كما ذكره الأخ العزيز ( حجازي ) ، و بيانه أن :
الضمير في قوله : ( فيما هو من
دونه ) يعود إلى
المبالغة في التجوز في ذلك النظم المذكور قبله ، و هو ما صرّح به عقبه بقوله : ( فمن زعم أنّ هذا نظمٌ خارج عن طريقة العرب, غير بليغ ولا مستقيم, فهو بهيميّ الطبع جامد القريحة )
و يوضحه قوله عقب هذا : ( ... فإن قلت: إنّ هذه المبالغة لا يجوز دخولها في القرآن والحديث لأنّها كذب محض, ولا يجوز ذلك في كتاب الله تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
قلت [ أي ابن الوزير ] : هذا جهل باللغة والبلاغة, بل جهل بما في الكتاب والسّنة من ذلك. وقد تقدّم شيء من ذلك في هذا النّوع الذي نحن فيه, وفي القرآن العظيم ما هو أعظم ممّا ذكرناه, ولو لم يرد في جواز هذا, والشّهادة بالبراءة له من الكذب إلا قول الله تعالى: ((إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً)) [الإنسان/19] فإنّا نعلم أنّ من رأى الولدان الحسان لا يحسبهم لؤلؤاً منثوراً في صفاء ألوانهم, وحسن منظرهم كالدّرّ. ووصفه للدّرّ بأنّه منثور من جملة ما ذكرنا من ترشيح الاستعارة. ) . أهـ