بسم1
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد؛ فقد انتشرت في القرن الثاني والثالث الهجريين كتب بمسمى "وقف التمام"، وكان أولها كتاب "وقف التمام" للإمام نافع بن عبد الرحمن المدني (ت 169هـ).
وبعد ذلك (أو بعيده) ظهر تقسيم الوقوف إلى مراتب، كالتام والكافي والحسن، وغيرها مما هو موجود في كتب الفن.
وعند استعراض ما وصل إلينا مما سماه الأقدمون "وقف التمام" نجد أن بعضا منه لا يتطابق مع ما اصطلح عليه بالوقف التام عند أصحاب المراتب، الأمر الذي جعل بعض الباحثين يستشكل، بل يُلزم المتقدمين باصطلاح المتأخرين!
فهل "وقف التمام" هو نفس "الوقف التام"، أم أن بينهما فرقا؟
وجدت إشارات عند بعض الباحثين مفادها أن وقف التمام عند المتقدمين أوسع من الوقف التام، ومنهم الدكتور محمد خليل الزروق في دراسته لكتاب العلامة ابن سعدان.
لكن الذي لفت نظري هو ما ذكره الدكتور الحسن وكاك في دراسته لتقييد وقف القرآن الكريم للشيخ الهبطي من التفريق بينهما بقوله:
"الوقف التام هو الوقف الذي لا تعلق له بما بعده لا لفظا ولا معنى، وهو قسم من أقسام الوقف ومرتبة عليا من مراتبه...
مذهب التمام في الوقف هو المذهب المبني على جودة المعنى، ويقابله الوقف على رؤوس الآي المشهور بالسني، وبين مذهب التمام في الوقف والوقف التام تقارب في المعنى، ومع ذلك فلكل منهما اصطلاح خاص".
وقال في موضع آخر:
"فالوقف التام يقابله الكافي والحسن والقبيح، ومذهب التمام في الوقف يقابله مذهب البيان على رؤوس الآي..."
(ينظر: تقييد قف القرآن الكريم ص 63، 71)
قلت: يؤيد هذا ما ذهب إليه العلامة ابن سعدان (ت 231هـ) في كتابه من تقسيمه الوقف إلى تمام، ويشمل التام والكافي والحسن، وإلى حسن، وهو عنده الوقف على رؤوس الآي.
فما رأي فضيلتكم؟ وهل من بسط لهذا المبحث؟