مبحث : كسوة الحيطان والنهي عنها لم أرها إلا في حديث عائشة أخرجه ابن حبان في صحيحه : باب ذكر ما يستحب للمرء ترك كسوة الحيطان بالأشياء التي يريد بها التجمل دون الارتفاق - انظر الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان 12 / 282 ، والحديث فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة : ( إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الطين والحجارة ) ، وآمل من أهل علم الحديث المساعدة في معرفة درجة الحديث فإني قليل البضاعة فيه .
وقد تعرض لهذه المسألة ابن أبي حاتم في تفسيره ( طبعة العصرية 2 / 381 ،
ولابن تيمية قول موسع في الفتاوى 4 / 650
هذا ، وبالله التوفيق .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 498 :
أخرجه البيهقي ( 7 / 272 ) عن حكيم بن جبير عن علي بن حسين مرسلا .
قلت : و حكيم بن جبير ضعيف ، كما في " التقريب " ، فهو مرسل ضعيف الإسناد .
قلت : لكن قد ثبت من غير وجه إنكار الرسول الله صلى الله عليه وسلم ستر الجدر
لغير حاجة ، من ذلك حديث عائشة في قصة النمط ، و قوله صلى الله عليه وسلم لها :
" أتسترين الجدار ؟ ! إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة و الطين "
. أخرجه مسلم و غيره ، يزيد بعضهم على بعض ، كما تراه مخرجا مبينا في " آداب
الزفاف " ( ص 111 - 112 ) . و أخرجه البيهقي ( 7 / 272 ) عن أبي جعفر الخطمي عن
محمد بن كعب قال : " دعي عبد الله بن زيد إلى طعام ، فلما جاء رأى البيت منجدا
، فقعد خارجا و بكى ، قال : فقيل : ما يبكيك ؟ قال : كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا شيع جيشا فبلغ عقبة الوداع قال : أستودع الله دينكم و أماناتكم
و خواتيم أعمالكم ، قال : فرأى رجلا ذات يوم قد رفع بردة له بقطعة ، قال :
فاستقبل مطلع الشمس ، و قال هكذا - و مد عفان يديه - و قال تطالعت عليكم الدنيا
( ثلاث مرات ) أي : أقبلت ، حتى ظننا أن يقع علينا ، ثم قال : أنتم اليوم خير ،
أم إذا غدت عليكم قصعة و راحت أخرى ، و يغدو أحدكم في حلة ، و يروح في أخرى ، و
تسترون بيوتكم كما تستر الكعبة ؟ ! فقال عبد الله بن يزيد : أفلا أبكي و قد
بقيت حتى تسترون بيوتكم كما تستر الكعبة ؟ ! " . قلت : و إسناده صحيح . و أخرجه
الترمذي ( 2 / 77 - 87 ) من طريق محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن
كعب القرظي حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول : " إنا لجلوس مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في المسجد إذ طلع مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة مرفوعة بفرو
... " الحديث نحوه ، و زاد في آخره : " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لأنتم اليوم خير منكم يومئذ " . و قال : " حديث حسن " . و روى البيهقي من
طريقين ضعيفين عن محمد بن كعب القرظي : حدثني عبد الله بن عباس مرفوعا بلفظ : "
لا تستروا الجدر " . و أخرجه أبو داود أيضا ، إلا أنه لم يسم الراوي عن محمد بن
كعب ، و قد تكلمت عليه في " ضعيف أبي داود " ( 262 ) ، و سماه بعضهم كما بينته
في تعليقي على " المشكاة " ( 2243 ) . أقول : من أجل ما تقدم أميل إلى تقوية
الحديث . و الله سبحانه و تعالى أعلم .
شكرا تاما لأخويّ : المتدبر ، وعبدالله بن بلقاسم . فقد أفدت من الدلالة على موقعٍ نوقش فيه الموضوع من قبل ، ومن مباحث قيمة في فن من فنون الحديث فاتني درسها زمن الطلب ، مع التحية والتقدير .