هل هناك ما يمنع أن يراد بقوله تعالى:((وهو الذي خلق من الماء بشراً)) الماءوالنطفة معا؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع حمد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

حمد

New member
إنضم
04/09/2008
المشاركات
747
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
نظرت في بعض كتب التفسير المتقدمة فوجدتهم يفسرون الماء في قوله سبحانه : ((وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً)) سورة الفرقان
بأنه : النطفة .

وبعض المتأخرين يشير إلى أنه الماء المعهود .

السؤال : ما المانع أن يريد الله سبحانه وتعالى المعنيين معاً في هذه الآية الكريمة ؟
فإنّ لكليهما ما يشهد من سور أخرى .
 
الراجح يا أخي أنه الماء المعهود ويؤكد ذلك مؤكدات عدة, أولها: السياق, فهو يتحدث عن مظاهر طبيعية ومنها الماء النازل من السماء والبحرين:
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (٤٥) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (٤٦) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (٤٧) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (٤٨) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٥٠) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (٥١) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (٥٢) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (٥٣) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (٥٤)
فيكون هذا مرجحا!
كما أن كلمة "الماء" لم تأت في القرآن إلا مع الماء الطبيعي!
وعندما استعملت كلمة "ماء" بمعنى المني كان السياق يوضح هذا صراحة, كما أنها وردت نكرة موصوفة بوصف ك مهين, دافق! أما أن تأتي مجردة ويراد بها المني فلم يكن في القرآن!
لذا فمن البعيد جدا أن يطلق "الماء" في هذا السياق ويراد منه النطفة, لأن المشتهر أن الماء هو الماء!!, ولكي أجعله شيئا آخر فلا بد من قرينة في النص! فهل من قرينة في النص تشير إلى احتمالية أن يكون غير الماء المعروف؟
والله أعلم!
 
الإشكال أخي هو : هل وجدت أحداً من المتقدمين فسّر الماء هنا بغير النطف ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
نظرت في بعض كتب التفسير المتقدمة فوجدتهم يفسرون الماء في قوله سبحانه : ((وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً)) سورة الفرقان
بأنه : النطفة .

وبعض المتأخرين يشير إلى أنه الماء المعهود .

السؤال : ما المانع أن يريد الله سبحانه وتعالى المعنيين معاً في هذه الآية الكريمة ؟
فإنّ لكليهما ما يشهد من سور أخرى .

لا مانع أخي من إرادة المعنيين
وكلاهما صحيح وإنما حمل المفسرون الآية على الماء الخاص لأنه أصدق على حقيقة تناسل الذرية كما قال الله تعالى:
(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ) سورة السجدة(8)
وكما قال تعالى:
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة النور (45)

أما لو كان الحديث عن أصل البشر وهو آدم فإنه في الغالب ينسبه إلى المادة الأولية وهي التراب أو إلى المادة المركبة من الماء والتراب وهي الطين ولم ينسبه إلى الماء وحده.

والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
الأخ الكريم حمد،

نعم، وجد من المفسرين من فسره بالماء وليس النطفة، وإليك أمثلة:

1. قال البيضاوي:" تعني الذي خمر به طينة آدم، أو جعله جزءاً من مادة البشر لتجتمع لتبشر وتسلس وتقبل الأشكال والهيئات بسهولة ، أو النطفة"، لاحظ أنه جعل النطفة خياراً ثانياً.

2. قال ابن عطية:"إما أن يريد أصل الخلقة في أن كل حي مخلوق من الماء ، وإما أن يريد نطف الرجال وكل ذلك قالته فرق ، والأول أفصح وأبين"، لاحظ أيضاً أنه جعل النطفة قولاً ثانياً ورجّح القول الأول.
 
عودة
أعلى