ناصر عبد الغفور
Member
سم الله الرحمن الرحيم
هل هناك فرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر؟
الكثير من الناس يعتقد أن هناك فرقا بين صلاة الصبح وصلاة الفجر.
بل سمعت أكثر من درس لمن ينتسب إلى العلم ومنهم من يعد من الشيوخ يقرر هذا الأمر ويفصل بين الصلاتين ويفرق بينهما.
ومن أعظم الفروق عندهم وعليه تبنى الفروق الأخرى أن صلاة الصبح المقصود بها الصلاة المفروضة التي تصلى في المسجد خلف الإمام.
وأما صلاة الفجر فهي عندهم السنة القبلية التي تصلى قبل صلاة الصبح والتي من السنة أن نقرأ فيها بسورتي الإخلاص: الكافرون في الركعة الأولى والإخلاص في الثانية.
وللأسف لم أجد ولو واحدا مما استمعت إليه يذكر ولو دليلا واحدا على هذا التفريق، أقصد التفريق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر.
وكما أقول دائما: الكلام في مسائل الدين ليس كالكلام في غيره، فالأمر يحتاج إلى دليل كما قال تعالى:" قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ".
يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:" وهكذا كل من ادعى دعوى، لا بد أن يقيم البرهان على صحة دعواه، وإلا فلو قلبت عليه دعواه، وادعى مدع عكس ما ادعى بلا برهان لكان لا فرق بينهما، فالبرهان هو الذي يصدق الدعاوى أو يكذبها."-تيسر الرحمن:62-.
لذا نقول لكل من فرق بين صلاة الصبح والفجر: هات برهانك وات بدليلك وبين حجتك على هذا التفريق.
كما نقول له: من سلفك في هذا التفريق؟ هل قال به النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو قال به صحابي من أصحابه رضوان الله عليهم، أو قال به تابعي أو إمام من الأئمة الأعلام أو عالم من العلماء الكرام؟
والصحيح الذي لا مرية فيه أنه لا فرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر، وإنما هما اسمان لمسمى واحد.
فسواء قلت صلاة الصبح أو قلت صلاة الفجر، فالكل صحيح، سواء قصدت بذلك الفريضة أو السنة القبلية.
أما أن يقول قائل أو يعتقد معتقد أن صلاة الصبح تطلق على الفريضة وصلاة الفجر تطلق على السنة القبلية فهذا كما أسلفت لا دليل عليه ولا قائل به ممن يعتد بقوله.
وسأذكر بإذن الله وجوها من الأدلة على أنه لا فرق بين الاسمين وأنهما اسم لمسمى واحد:
1- يقول الله تعالى:" { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }، والمقصود بقرآن الفجر هنا صلاة الفجر-الفريضة- [الإسراء: 78] ،
-وهذا من تسمية الشيء ببعضه- أما قوله مشهودا فلأن الملائكة تشهده.
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى بسنده عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر". ويقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }.
وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة، رضي الله عنه-كذلك-، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون.".
فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر.
وفي الرواية الأخرى:" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر...
فاستعمل اسم الصبح والفجر لمسمى واحد وهو صلاة الفريضة التي تشهدها ملائكة والنهار.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها"-مسلم-.
والمقصود بركعتي الفجر هنا سنة الفجر أو سنة الصبح، وقد روى الإمام مسلم هذا الحديث تحت: ( باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما وتخفيفهما ).
3- عدم تفريق العلماء بين الاسمين في كتب الحديث وغيرها:
وأكتفي بذكر مثال واحد:
فقد بوب الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في السنن :
-باب ما يُقْرأ في صلاة الصبح يومَ الجمعة- ثم ساق حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة(تنزيل) السجدة، و (هل أتى على الإنسان حِين من الدهر)".
4- وهكذا في كتب الفقه على كل المذاهب لا نجد أي تفريق بين الاسمين، فتارة يعبرون بصلاة الصبح وتارة بصلاة الفجر.
- وأكتفي بنموذج واحد من المذهب المالكي"
يقول أبو زيد القيرواني رحمه الله تعالى في الرسالة:" أما صلاة الصبح فهي الصلاة الوسطى عند أهل المدينة وهي صلاة الفجر" اهـــ.
قال صاحب الثمر الداني شارحا لكلام أبي زيد:" لا يخفى أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى فقد ذكر بإزاء هذه الصلاة أربعة أسماء الصبح والوسطى والفجر والغداة.".
5- من فتاوى العلماء:
س :ما هي صلاة الغداة ، ومتى وقتها ، وكيف تصلى ، وما الحكمة منها ؟
ج : صلاة الغداة هي صلاة الصبح ، وهي صلاة الفجر ، إحدى الصلوات الخمس المفروضة على المسلم في اليوم والليلة..."-اللجنة الدائمة-.
وبهذا أفتى العلامة ابن باز وغيره من الأئمة الأعلام عليهم رحمة المنان.
فلا فرق بين الصلاتين وإنما هما اسمان لمسمى واحد.
والله المستعان وعليه التكلان.
هل هناك فرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر؟
الكثير من الناس يعتقد أن هناك فرقا بين صلاة الصبح وصلاة الفجر.
بل سمعت أكثر من درس لمن ينتسب إلى العلم ومنهم من يعد من الشيوخ يقرر هذا الأمر ويفصل بين الصلاتين ويفرق بينهما.
ومن أعظم الفروق عندهم وعليه تبنى الفروق الأخرى أن صلاة الصبح المقصود بها الصلاة المفروضة التي تصلى في المسجد خلف الإمام.
وأما صلاة الفجر فهي عندهم السنة القبلية التي تصلى قبل صلاة الصبح والتي من السنة أن نقرأ فيها بسورتي الإخلاص: الكافرون في الركعة الأولى والإخلاص في الثانية.
وللأسف لم أجد ولو واحدا مما استمعت إليه يذكر ولو دليلا واحدا على هذا التفريق، أقصد التفريق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر.
وكما أقول دائما: الكلام في مسائل الدين ليس كالكلام في غيره، فالأمر يحتاج إلى دليل كما قال تعالى:" قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ".
يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:" وهكذا كل من ادعى دعوى، لا بد أن يقيم البرهان على صحة دعواه، وإلا فلو قلبت عليه دعواه، وادعى مدع عكس ما ادعى بلا برهان لكان لا فرق بينهما، فالبرهان هو الذي يصدق الدعاوى أو يكذبها."-تيسر الرحمن:62-.
لذا نقول لكل من فرق بين صلاة الصبح والفجر: هات برهانك وات بدليلك وبين حجتك على هذا التفريق.
كما نقول له: من سلفك في هذا التفريق؟ هل قال به النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو قال به صحابي من أصحابه رضوان الله عليهم، أو قال به تابعي أو إمام من الأئمة الأعلام أو عالم من العلماء الكرام؟
والصحيح الذي لا مرية فيه أنه لا فرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر، وإنما هما اسمان لمسمى واحد.
فسواء قلت صلاة الصبح أو قلت صلاة الفجر، فالكل صحيح، سواء قصدت بذلك الفريضة أو السنة القبلية.
أما أن يقول قائل أو يعتقد معتقد أن صلاة الصبح تطلق على الفريضة وصلاة الفجر تطلق على السنة القبلية فهذا كما أسلفت لا دليل عليه ولا قائل به ممن يعتد بقوله.
وسأذكر بإذن الله وجوها من الأدلة على أنه لا فرق بين الاسمين وأنهما اسم لمسمى واحد:
1- يقول الله تعالى:" { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }، والمقصود بقرآن الفجر هنا صلاة الفجر-الفريضة- [الإسراء: 78] ،
-وهذا من تسمية الشيء ببعضه- أما قوله مشهودا فلأن الملائكة تشهده.
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى بسنده عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر". ويقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }.
وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة، رضي الله عنه-كذلك-، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون.".
فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر.
وفي الرواية الأخرى:" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر...
فاستعمل اسم الصبح والفجر لمسمى واحد وهو صلاة الفريضة التي تشهدها ملائكة والنهار.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها"-مسلم-.
والمقصود بركعتي الفجر هنا سنة الفجر أو سنة الصبح، وقد روى الإمام مسلم هذا الحديث تحت: ( باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما وتخفيفهما ).
3- عدم تفريق العلماء بين الاسمين في كتب الحديث وغيرها:
وأكتفي بذكر مثال واحد:
فقد بوب الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في السنن :
-باب ما يُقْرأ في صلاة الصبح يومَ الجمعة- ثم ساق حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة(تنزيل) السجدة، و (هل أتى على الإنسان حِين من الدهر)".
4- وهكذا في كتب الفقه على كل المذاهب لا نجد أي تفريق بين الاسمين، فتارة يعبرون بصلاة الصبح وتارة بصلاة الفجر.
- وأكتفي بنموذج واحد من المذهب المالكي"
يقول أبو زيد القيرواني رحمه الله تعالى في الرسالة:" أما صلاة الصبح فهي الصلاة الوسطى عند أهل المدينة وهي صلاة الفجر" اهـــ.
قال صاحب الثمر الداني شارحا لكلام أبي زيد:" لا يخفى أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى فقد ذكر بإزاء هذه الصلاة أربعة أسماء الصبح والوسطى والفجر والغداة.".
5- من فتاوى العلماء:
س :ما هي صلاة الغداة ، ومتى وقتها ، وكيف تصلى ، وما الحكمة منها ؟
ج : صلاة الغداة هي صلاة الصبح ، وهي صلاة الفجر ، إحدى الصلوات الخمس المفروضة على المسلم في اليوم والليلة..."-اللجنة الدائمة-.
وبهذا أفتى العلامة ابن باز وغيره من الأئمة الأعلام عليهم رحمة المنان.
فلا فرق بين الصلاتين وإنما هما اسمان لمسمى واحد.
والله المستعان وعليه التكلان.