هل هذه الآية من آيات الصفات

المحايد

New member
إنضم
23/07/2003
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
ارجو افادتي في تفسير هذه الاية : ( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا )
السؤال هو : ما معنى الإتيان في هذه الأية وهل هي من آيات الصفات ؟
هذا وجزاكم الله خيرا .
 
حياك الله أخانا الفاضل :
وأما جوابك فمعنى الآية أي أتاهم أمر الله صرح بذلك أهل التفسير:
قال ابن جرير:وقوله: {فأتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} يقول تعالى ذكره: فأتاهم أمر الله من حيث لم يحتسبوا أنه يأتيهم، وذلك الأمر الذي أتاهم من الله حيث لم يحتسبوا، قذف في قلوبهم الرعب بنزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم في أصحابه .
وقال البغوي :أي أمر الله وعذابه .
وقال ابن كثير : قال تعالى: فأتاهم اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ} أي: جاءهم من أمر الله ما لم يكن لهم في بال؛ كما قال تعالى في الآية الأخرى:
{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَـٰنَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَـٰهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ".
ولذا فهذه الآية ليست من آيات الصفات , وقد أخطأ الرازي فعدها من آيات الصفات وأولها علىعادته ,فقال :المسألة الثانية: قوله: {فَـأَتَـٰهُمُ ٱللَّهُ } لا يمكن إجراؤه على ظاهره باتفاق جمهور العقلاء، فدل على أن باب التأويل مفتوح، وأن صرف الآيات عن ظواهرها بمقتضى الدلائل العقلية جائز. المسألة الثالثة: قال صاحب الكشاف: قرىء {فَـأَتَـٰهُمُ ٱللَّهُ } أي فآتاهم الهلاك، واعلم أن هذه القراءة لا تدفع ما بيناه من وجوه التأويل، لأن هذه القراءة لا تدفع القراءة الأولى، فإنها ثابتة بالتواتر، ومتى كانت ثابتة بالتواتر لا يمكن دفعها، بل لا بد فيها من التأويل" اهـ
قلت : وصفة الأتيان لله ثابتة بنصوص أخرى على ما يليق بجلال الله وعظمته كغيرها من الصفات الفعلية .
وراجع تتمة أضواء البيان (8/ 32)
وعذرا فقد قمت بتغيير عنوان الموضوع ليتناسب مع ما تريد ونقلت مشاركاتك لهذا المنتدى من منتدى الاقتراحات إذ هذا محله وفقك الله .
 
شكر

شكر

جزاك الله خير وللعلم انا ليس لدي معرفة في المنتديات وهذه اول مرة اسجل فى منتدى فقد فرحت جدا حينما وجدته بطريق الصدفه فإني احب التفسير جدا وعندي اشكالات كثيرة فأحببت ان استفيد عن طريق السؤال ومما فيه من معلومات قيمة جدا.
 
المعنى والله تعالى أعلم بمراده :
هو الذي كتب الجلاء على الذين كفروا من اليهود من ضواحي المدينة إلى خيبر ، بسبب نقضهم العهود التي كانت بينهم وبين المسلمين ، فخرجوا وتركوا بيوتهم ، وما كنتم تظنون أنهم يخرجون منها لقوتهم وكثرة عتادهم ، وكانوا يظنون أن حصونهم تمنعهم من أمر الله ، فأتاهم عقاب الله من حيث لم يحتسبوا ، وألقى في قلوبهم الرعب ، يهدمون بيوتهم بأيديهم كي لا يستفيد منها المسلمون ، والمؤمنون يهدمون من الخارج أسوار حصونهم ليدخلوها ، فاعتبروا يا أصحاب العقول كيف حل عقاب الله بالمفسدين .
 
هناك تأويل صحيح من مثل ما ذكر من الآيات ، مثل قول الله جل وعلا: {فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ} (26) سورة النحل] ، ظاهره ، الظاهر اللفظي أن الإتيان هنا لله جل وعلا ، أتى اللهُ ، يعني أن الله يأتي ، لكن أجمع أهل السنة على أن هذه الآية ليست من آيات صفة الإسلام – كذا في الشريط ! - ، لم ؟ لأن الظاهر هنا ظاهر تركيبي {فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ} ، معلوم أنه لما قال: من القواعد ، أن الله جل وعلا لم يأت من القواعد بذاته {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ}(26) سورة النحل] ، وإنما أتى الله جل وعلا بصفاته يعني بقدرته ، بعذابه ، بنكاله.

كذلك قول الله جل وعلا: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} (45) سورة الفرقان] ، {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ} ، ليس معناه رؤية الله جل وعلا ، حيث يُمَد الظل ، وإنما تُرى قدرته جل وعلا حيث يمد الظل ، فهذا الظاهر تركيبي.

هذا لا يسمى تأويلاً أصلاً ، لأنه قول بظاهر الكلام ، ما نقلنا الكلام ، ولا صرفنا الكلام عن ظاهره.

فإذا القاعدة المقررة عند أهل السنة ، أنه في نصوص الغيبيات ، في الصفات ، أو في ما يكون يوم القيامة ، أو في الملائكة ، أو إلى غير ذلك ، لا تأويل فيها ، نأخذ بالظاهر ، هذا الظاهر تارة يكون ظاهراً من جهة اللفظ ، وتارة يكون ظاهراً من جهة التركيب.

في قول الله جل وعلا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) سورة الملك] ، قد تجد من يفسرها بقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ، يعني في قبضته ، وتحت تصرفه ، وهذا التفسير إذا كان مع إثبات صفة اليد لله جل وعلا ، فهو تفسير سائغ ، لأن الملك بيده ، بمعنى أنه تحت تصرفه ، لكن في الآية إثبات صفة اليد.

في قول الله جل وعلا: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (10) سورة الفتح] ، قال ابن كثير وغيره: هذا تشديد في أمر البيعة ، هذا فيه إثبات صفة اليد لله جل وعلا ، ومعنى الكلام في ظاهره التركيبي ، مع إثبات صفة اليد ، أن فيه تشديد أمر البيعة ، فإذا كان أحدٌ من المفسرين فسّر بالظاهر التركيبي ، أو فسّر بالمتضمن للكلام ، أو فسّر باللازم ، فتنظر فيه ، هل يؤول الصفات أو لا يؤولها؟.

فمثلاً: لو نظرت إلى هذه الآية {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (10) سورة الفتح] ، ووجدت أنه في هذه الآية لم يثبت صفة اليد ، وإنما قال: هذا تشديد في أمر البيعة ، لأجل أن لا ينكث بها أحد ، تنظر في موضع آخر في قوله جل وعلا: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (75) سورة ص] ، وفي قوله: {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} (64) سورة المائدة] ، هل في ذلك إثبات صفة اليد عند هذا المفسِّر أم لا؟
فإن أوَّل في ذلك الموضع ، علمنا أنه في هذا الموضع أوََّل ، وإن أثبت في ذلك الموضع ، علمنا أنه في هذا الموضع فسّر باللازم ، والمتضمّن.
وهذا من دقيق المسائل ، إذا لم تفهمه ، فجاوزه ، ولا تخض فيه بعدم فهم له ، لأن هذه من دقيق المسائل ، ولهذا بعضهم يقول: البغوي أوَّل ، أو مثل واحد ألّف: ابن كثير بين التفويض أو قال: بين التأويل والتفويض ، ويظن أن - بعض الناس - أن ابن كثير فوّض بعض الآيات ، أو بعض الصفات ، أو أوَّل ، هذا غير صحيح ، كذلك البغوي فوّض وأوّل ، هذا غير صحيح ، لم؟ لأنه قد يفسر باللازم ، قد يفسر بالمتضمن ، قد يفسر بالظاهر التركيبي ، فكيف تعلم الفرق بين المؤول وبين غيره؟ كما سأل السائل هنا بدقة حيث قال: ما هو الضابط بين ما يجوز تأويله ، وما لا يجوز تأويله؟ ، يلتبس في حق بعض المفسرين ، فلا تأخذ بالموضع المشكل الذي يحتمل أن يُفسّر باللازم ، ولكن انظر إلى الموضع الذي فيه التنصيص على الصفة ، فإذا أثبت في الموضع الذي فيه التنصيص على الصفة ، فإنه هنا ما أوَّل الصفة ، ولكن فسّر بالمتضمن ، أو اللازم ، أو فسّر بالظاهر التركيبي.

وهذا بحث يحتاج إلى مزيد بسط ، لكن هذه أصوله.
الأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية
الشيخ صالح آل الشيخ
 
عودة
أعلى