هل هذا فعلا هو رأي الإمام الطبري

المقرئ

New member
إنضم
22/04/2004
المشاركات
72
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
إخوتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في قوله تعالى ( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون )

اختلف في الوقف سرد الخلاف ابن الجوزي فقال : زاد المسير ج3/ص4
قوله تعالى وهو الله في السماوات وفي الأرض فيه أربعة اقوال

أحدها هو المعبود في السماوات وفي الأرض قاله ابن الأنباري

والثاني وهو المنفرد بالتدبير في السماوات وفي الأرض قاله الزجاج

والثالث وهو الله في السماوات ويعلم سركم وجهركم في الأرض قاله ابن جرير

والرابع أنه مقدم ومؤخر والمعنى وهو الله يعلم سركم وجهركم في السماوات والأرض ذكره بعض المفسرين هــ

ما أريد هو نسبة هذا القول إلى ابن جرير وهو أن الوقف تام على قوله (وهو الله في السماوات )

وكذلك قال ابن كثير فقال : تفسير ابن كثير ج2/ص124
والقول الثالث أن قوله وهو الله في السموات وقف تام ثم استأنف الخبر فقال وفي الأرض يعلم سركم وجهركم وهذا اختيار ابن جرير

وكذا نسبه غير واحد إلى ابن جرير

أشكل علي ما قاله ابن جرير في تفسيره فلنقرأ كلامه ولننظر ما ذا قال : تفسير الطبري ج7/ص148
( وهو الله في السماوات )

يقول تعالى ذكره إن الذي له الألوهة التي لا تنبغي لغيره المستحق عليكم إخلاص الحمد له بآلائه عندكم أيها الناس الذي يعدل به كفاركم من سواه هو الله الذي هو في السماوات وفي الأرض ويعلم سركم وجهركم فلا يخفى عليه شيء يقول فربكم الذي يستحق عليكم الحمد ويجب عليكم إخلاص العبادة له هو هذا الذي صفته لا من لا يقدر لكم على ضر ولا نفع ولا يعمل شيئا ولا يدفع عن نفسه سوءا أريد بها هـــ

فذكر ( الواو) يدل على أن ابن جرير لا يقول بهذا القول فلو كان اختياره على ما ذكروا لكان سياق الكلام أن يقول ( وفي الأرض يعلم )


فما رأيكم نفع الله بعلمكم ؟
 
رجعتُ إلى النسخة التي بين يدي (تحقيق : د.عبد الله التركي) فلم أجد أثرا للواو!

( هو الله الذي في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ، فلا يخفى عليه شيء)
تفسير الطبري 9 / 155
 
أحسنت أخي عمار وقد نقلت من مكتبة التراث وقد أثبتوها فجزاك الله خيرا

ولكن يبقى السؤال قائما في نسبة القول إليه فهل عبارة ابن جرير ظاهرة في ترجيح ماذكر

لازالت العبارة في نظري غير ظاهرة في نسبة القول فابن كثير وابن الجوزي ذكروا أن فيه تقديما وتأخيرا كما هي عبارة ابن الجوزي فقال [ وهو الله في السماوات ويعلم سركم وجهركم في الأرض قاله ابن جرير ]
مع إمكانية إمضاء القول وتوجيهه بغير هذا وأقرب

فما رأيكم
 


القول في تأويل قوله : وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن الذي له الألوهةُ التي لا تنبغي لغيره، المستحقَّ عليكم إخلاصَ الحمد له بآلائه عندكم، أيها الناس، الذي يعدل به كفاركم مَن سواه هو الله الذي هو في السماوات وفي الأرض يعلم سِرَّكم وجَهْركم، فلا يخفى عليه شيء. يقول: فربكم الذي يستحقُّ عليكم الحمدَ، ويجب عليكم إخلاصُ العبادة له هو هذا الذي صفته = لا من لا يقدر لكم على ضرّ ولا نفع، ولا يعمل شيئًا، ولا يدفع عن نفسه سُوءًا أريد بها .

[align=center]* * * [/align]

وأما قوله: " ويعلم ما تكسبون " ، يقول: ويعلم ما تَعمَلون وتجرَحُون فيحصي ذلك عليكم ليجازيكم به عند معادكم إليه



[align=center]
اهـ
منقولا عن نسخة موقع مجمع الملك فهد وهي نسخ الطبعة المحققة من قبل أحمد محمد شاكر وشقيقه.
ولم يذكرا وجود خلافه في نسخة أخرى فلعله فاتهما أو لعل الاختلاف قد حصل من الطباعة فيما بعد أو نسخ متأخرة.
ويبدو أن ظاهر ما هو موجود قد حمل من نقل ابن الجوزي عزوه إلى ابن جرير أن يقول ما قال ! وهو محتمل.[/align]
 
وكذا في تفسير القرطبي

وكذا في تفسير القرطبي


وجاءت العبارة أيضا في تفسير القرطبي : ( الجامع لأحكام القرآن ) ج 6 ص 390 :

( وقال محمد بن جرير : وهو الله في السموات ويعلم سركم وجهركم في الأرض )
 
أخي عبد الرحمن الصالح جزاك الله خيرا على إفادتك

وقولك : محتمل عبارة متينة وأرى أنك توافقني في الاستشكال

أخي د / أنمار : إضافة رائعة بارك الله فيك ونفع بك
 
قال ابن تيمية رحمه الله :

مجموع الفتاوى ج2/ص404
وكذلك قوله وهو الله في السماوات وفى الأرض الآية على أحد القولين على وقف من يقف عند قوله وفى الارض فان المعنى هو في السماوات الله وفى الارض الله ليس فيهما من هو الله غيره وهذا وان كان مشابها لقوله وهو الذى في السماء إله وفى الارض إله فهو أبلغ منه ونظيره قوله لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا
 
وقال أيضا :

وكذلك قوله وهو الله في السماوات وفى الأرض الآية ليس ظاهره أن نفس الله في السماوات والأرض فإنه لم يقل ( هو في السماوات والأرض ) بل قال : ( وهو الله في السماوات وفى الأرض الآية ) فالظرف مذكور بعد جملة لا بعد مفرد فهو متعلق بما في اسم الله من معنى الفعل هو الله في السماوات أي المعبود الإله في السماوات والإله المعبود في الأرض
 
بحثت تفسير هذه الآية في بحثي للدكتوراه ، وقد أوردت في بحث هذه المسألة مما له تعلق بهذا السؤال ما نصه :

( وبقيت مسألة تحتاج إلى إيضاح ، وهي نسبة القول الثالث - وهو القول الذي حكم عليه ابن القيم بالغلط - إلى ابن جرير . فابن جرير لم يذكر أقوالاً في معنى الآية ، وإنما اقتصر على قوله : ( يقول تعالى ذكره : إن الذي له الألوهة التي لا تنبغي لغيره ، المستحق عليكم إخلاص الحمد له بآلائه عندكم أيها الناس ، الذي يعدل به كفاركم من سواه ، هو الله الذي هو في السموات وفي الأرض يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وجَهْرَكُمْ ، فلا يخفى عليه شيء .)

وواضح من كلامه أنه لم يشر إلى مسألة الوقف على السماوات ، وإنما فهمها المفسرون من كلامه ، ونسبوا إليه القول بالوقف ؛ كما أن قوله هذا ليس صريحاً في الدلالة على ما نسب إليه .


ويبدو أن نسبة هذا القول إليه أخذت عن البغوي ، أو الواحدي ؛ وهذا نص عبارة البغوي في معالم التنزيل 3/127: ( وقال محمد بن جَرير : وهو الله في السموات ، ويَعلم سِرّكم وجهركم في الأرض .) ، وتبعه القرطبي على هذا النقل . وإذا كان ما نقله عن ابن جرير كذلك بالنص فنسبة هذا القول إليه صحيحة ؛ ولكن ما نقله ليس مطابقاً لما هو مثبت في النسخ الموجودة بين أيدينا الآن . فتبقى هذه النسبة محل نظر ، وتحتاج إلى تحرير . ثم وقفت على تعليق للقاضي محمد أحمد كنعان على نسبة ابن كثير هذا القول لابن جرير في تهذيبه لتفسير ابن كثير الموسوم بـ: فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير 2/339 ، ذكر فيه أن قول ابن كثير : ( وهذا اختيار ابن جرير ) فيه تساهل ، ثم ذكر قريباً مما ذكرته هنا. )
 
وان كان (مشابها) لقوله "وهو الذى في السماء إله وفى الارض إله "فهو أبلغ منه ونظيره قوله "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا "
لا شك عندي أن هذا سبق قلم من شيخنا حفظه الله ، أعني قوله :
[align=center] "مشابهاً "[/align]
فكلام الله تعالى لا يشبهه ولا " يشابهه " شيء من كلام الخلق لا الصحابة رضي الله عنهم فضلاً عمن هو دونهم .
وأيضاً أرى حسب فهمي القاصر أن في الأسلوب بعض الغموض في قولكم :" فهو أبلغ منه " من حيث عودة هذه الضمائر ؟؟
 
بارك الله في الشيخ أبي مجاهد على مشاركته

لا شك عندي أن هذا سبق قلم من شيخنا حفظه الله ، أعني قوله :
[align=center] "مشابهاً "[/align]
فكلام الله تعالى لا يشبهه ولا " يشابهه " شيء من كلام الخلق لا الصحابة رضي الله عنهم فضلاً عمن هو دونهم .
وأيضاً أرى حسب فهمي القاصر أن في الأسلوب بعض الغموض في قولكم :" فهو أبلغ منه " من حيث عودة هذه الضمائر ؟؟

أحسن الله إليكم

قوله ( مشابها ) يعني أن المعنى في قوله تعالى ( وهو الله في السماوات وفي الأرض ) مشابه للمعنى الذي في قوله تعلى ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )

هذا هو المعنى أكرمكم الله
 
لعل تفسير الطبري رحمه الله تعالى للآية الأخرى يوضح رأيه الحقيقي. قال:

قوله: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ)
يقول تعالى ذكره: والله الذي له الألوهة في السماء معبود، وفي الأرض معبود كما هو في السماء معبود، لا شيء سواه تصلح عبادته.


هذا تفسيره رحمه الله لهذه الأية. وأما في الآية التي معنا، فقال:

يقول تعالى ذكره: إن الذي له الألوهةُ التي لا تنبغي لغيره، المستحقَّ عليكم إخلاصَ الحمد له بآلائه عندكم، أيها الناس، الذي يعدل به كفاركم مَن سواه، هو الله، الذي هو في السماوات وفي الأرض يعلم سِرَّكم وجَهْركم، فلا يخفى عليه شيء. يقول: فربكم الذي يستحقُّ عليكم الحمدَ، ويجب عليكم إخلاصُ العبادة له، هو هذا الذي صفته، لا من لا يقدر لكم على ضرّ ولا نفع، ولا يعمل شيئًا، ولا يدفع عن نفسه سُوءًا أريد بها.

فكأنه رحمه الله يرى الوقف عند قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ} على معنى: (والمستحق للعبودة هو الله)، ثم يأتي بعده كلام مستأنف: {فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} بيانا لصفة الله تعالى. وهذا هو الظاهر من كلامه رحمه الله، لا ما نسب إليه في تلك الكتب التي أتت بعده - إن كان الموجود بيننا هو الصحيح من نسخ الكتاب.

ولعل الخطأ أتى من فهم عبارة الطبري رحمه الله (الذي هو في السماوات وفي الأرض يعلم سِرَّكم وجَهْركم) على أنها جملتان، أولاهما: (الذي هو في السماوات) والثانية: (وفي الأرض يعلم سِرَّكم وجَهْركم)، مع أن السياق يقتضي اتحادهما وتعلق فعل (يعلم) بقوله (في السماوات وفي الأرض) كله.
 
هذا بصرف النظر عن الصواب والدقة في تفسير معنى الآية، فإنه يبدو أن ما قاله ابن تيمية رحمه الله أرجح، أي أن قوله تعالى {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} معناه: وهو المعبود في السماوات وفي الأرض، وهو في إرادة معنى حصر العبودية لله تعالى لا شك أبلغ من قوله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ}، أي: وهو الذي في السماء معبود وفي الأرض معبود، حيث أن هذه الآية الثانية سيقت لنفي الولد أصالة، وسيقت الأولى للإنكار على الإشراك في العبادة. أو أن الأولي في سياق مخاطبة الكافرين المشركين، وأن الثانية في مخاطبة المؤمنين الموحدين. والله أعلم بالصواب.
 
عودة
أعلى