هل هذا صحيح؟

إنضم
08/02/2009
المشاركات
614
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
كنت منذ زمن استمع الإذاعة لعلها إذاعة القرآن الكريم السعودية ، واستمعت إلى أحد المشايخ الفضلاء وهو يتكلم عن الدعوة إلى الله ودعوة أهل الكتاب، وذكر قوله تعالى: ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء) وفسر كلمة تعالوا بأنها من العلو والارتفاع، وقال: نحن نناديهم بأن يرتفعوا ليصلوا إلى الحق، وأن يتعالوا عن السفاسف والترهات، ويكون مرادنا الحق بدليله الأبلج، وقال: ليس معناها ـ كما هو الظاهر المتبادر ـ من الدعوة وطلب الإقبال...
فما رأي المختصين في مثل هذا التفسير، وهل ذكر في أحد التفاسير سواء المتقدمة أو المتأخرة أو المعاصرة.
 
ذكر الإمام الطبري في تفسيره رحمه الله تعالى:

"القول في تأويل قوله: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه:"قل"، يا محمد، لأهل الكتاب، وهم أهل التوراة والإنجيل "تعالوا"، هلموا" إلى كلمة سواء"، يعني: إلى كلمة عدل بيننا وبينكم، والكلمة العدل، هي أن نوحِّد الله فلا نعبد غيره، ونبرأ من كل معبود سواه، فلا نشرك به شيئًا.
وقوله:"ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا"، يقول: ولا يدين بعضُنا لبعض بالطاعة فيما أمر به من معاصي الله، ويعظِّمه بالسجود له كما يسجدُ لربه "فإن تولوا"، يقول: فإن أعرضوا عما دعوتَهم إليه من الكلمة السواء التي أمرُتك بدعائهم إليها، فلم يجيبوك إليها "فقولوا"، أيها المؤمنون، للمتولِّين عن ذلك ="اشهدوا بأنا مسلمون".


أمّ المعنى الذي ذكرته أخي الكريم، أشار إليه الشيخ أبو بكر الجزائري...

حيث ذكر في تفسيره أيسر التفاسير في معنى هذه الآيات قوله:

"إذ قال تعالى لرسوله قل لهم يا أهل الكتاب من يهود ونصارى تعالوا ارتفعوا من وهدة الباطل التي أنتم واقعون فيها الى كلمة سواء كلمة عدل نصف بيننا وهي أن نعبد الله وحده لا نشرك به سواه وأن لا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فيفرض طاعته على غيره ويلزمه بالسجود تعظيماً وتقديساً فإن أبوا عليك ذلك وتولوا عنه فقولوا أيها المؤمنون: اشهدوا أيها المتولون عن الحق بأنا مسلمون."
 

وردت لفظة تعالوا في القرآن الكريم سبع مرات، ومرة للمخاطبات أي تعالين. ولا يصح المعنى الذي أشير إليه إلا أن نقول إن الفرق بين هلم وتعال هو أن تعال فيها زيادة معنى يتعلق بالاستعلاء. ولكن يشغب على هذا ما ورد في سورة الأحزاب:" وإن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلا". فلا يعقل أن يكون طلب الدنيا في مقابلة رضى الله فيه استعلاء!
 
أخي الكريم بلال الجزائري ، ما سمعته صحيح
وممن نص على ذلك الامام الالوسي - رحمه الله - قال في تفسير آية { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن الحياة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا } :
{ فتعالين } : أي أقبلن ، و أصل تعال أمر بالصعود لمكان عال ثم غلب في الامر بالمجيئ مطلقا، وقال الراغب : قال بعضهم : أصله من العلو و هو ارتفاع المنزلة فكأنه دعاء إلى ما فيه رفعة كقولك افعل كذا وكذا غير صاغر تشريفا للمقول له. وهذا المعن غير مراد هنا كما لا يخفى .اه
 
شكرا

شكرا

شكرا للإخوة الكرام على المرور والإفادة، ونقول لمن لديه مزيد، هل من مزيد؟
 
عودة
أعلى