هل هذا زمان هذه الأية

ابو هاجر

New member
إنضم
30/01/2009
المشاركات
104
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
هناك استفسار من أحد الأخوة عن أية من القرآن فأحببت أن أنقل سؤاله هنا لتعم الفائدة لسائل والمسؤول وهذا نص قوله:


السلام عليك ورحمة الله وبركاته ....
قال تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تعملون" صدق الله العظيم (المائدة .اية 105)
تفسير ابن كثير ...:"
يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين أن يصلحوا أنفسهم ويفعلوا الخير بجهدهم وطاقتهم ومخبرا لهم أنه من أصلح أمره لا يضره فساد من فسد من الناس سواء كان قريبا منه أو بعيدا . قال العوفي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : يقول تعالى إذا ما العبد أطاعني فيما أمرته به من الحلال ونهيته عنه من الحرام فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به وكذا روى الوالي عنه وهكذا قال مقاتل بن حيان فقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " نصب على الإغراء " لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون" أي فيجازي كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر وليس فيها دليل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان فعل ذلك ممكنا . وقد قال الإمام أحمد رحمه الله : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا زهير يعني ابن معاوية حدثنا إسماعيل بن أبي خالد حدثنا قيس قال : قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " وإنكم تضعونها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه " قال وسمعت أبا بكر يقول : يا أيها الناس إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان . وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه وغيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة عن إسماعيل بن أبي خالد به متصلا مرفوعا ومنهم من رواه عنه به موقوفا على الصديق وقد رجح رفعه الدارقطني وغيره وذكرنا طرقه والكلام عليه مطولا في مسند الصديق رضي الله عنه وقال أبو عيسى الترمذي حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا عتبة بن أبي حكيم حدثنا عمرو بن حارثة اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف تصنع في هذه الآية ؟ قال أية آية ؟ قلت قول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصابر فيهن مثل القابض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون كعملكم " قال عبد الله بن المبارك : وزاد غير عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال " بل أجر خمسين منكم " ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح وكذا رواه أبو داود من طريق ابن المبارك ورواه ابن ماجه وابن جرير وابن أبي حاتم عن عتبة بن أبي حكيم . وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن الحسن أن ابن مسعود رضي الله عنه سأله رجل عن قول الله " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال إن هذا ليس بزمانها إنها اليوم مقبولة ولكنه قد يوشك أن يأتي زمانها تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا أو قال : فلا يقبل منكم فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل ورواه أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن ابن مسعود في قوله " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل " الآية قال : كانوا عند عبد الله بن مسعود جلوسا فكان بين رجلين بعض ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه فقال رجل من جلساء عبد الله ألا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر فقال آخر إلى جنبه عليك بنفسك فإن الله يقول " عليكم أنفسكم " الآية قال فسمعها ابن مسعود فقال مه لم يجئ تأويل هذه بعد إن القرآن أنزل حيث أنزل ومنه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن ومنه آي قد وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه آي قد وقع تأويلهن بعد النبي صلى الله عليه وسلم بيسير ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم ومنه آي تأويلهن عند الساعة ما ذكر من الساعة ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب ما ذكر من الحساب والجنة والنار فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ولم يذق بعضكم بأس بعض فأمروا وانهوا وإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستم شيعا وذاق بعضكم بأس بعض فامرؤ ونفسه وعند ذلك جاءنا تأويل هذه الآية رواه ابن جرير . وقال ابن جرير : حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا الربيع بن صبيح عن سفيان بن عقال قال : قيل لابن عمر لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه فإن الله قال " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال ابن عمر : إنها ليست لي ولا لأصحابي لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " ألا فليبلغ الشاهد الغائب" فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم . وقال أيضا : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر وأبو عاصم قالا : حدثنا عوف عن سوار بن شبيب قال : كنت عند ابن عمر إذ أتاه رجل جليد في العين شديد اللسان فقال يا أبا عبد الرحمن نفر ستة كلهم قد قرأ القرآن فأسرع فيه وكلهم مجتهد لا يألو وكلهم بغيض إليه أن يأتي دناءة إلا الخير وهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك فقال رجل من القوم وأي دناءة تريد أكثر من أن يشهد بعضهم على بعض بالشرك ؟ فقال الرجل إني لست إياك أسأل إنما أسأل الشيخ فأعاد على عبد الله الحديث فقال عبد الله لعلك ترى لا أبا لك أني سآمرك أن تذهب فتقتلهم عظهم وانههم وإن عصوك فعليك بنفسك فإن الله عز وجل يقول " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " الآية . وقال أيضا : حدثني أحمد بن المقدام حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي حدثنا قتادة عن أبي مازن قال : انطلقت على عهد عثمان إلى المدينة فإذا قوم من المسلمين جلوس فقرأ أحدهم هذه الآية" عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل " فقال أكثرهم لم يجئ تأويل هذه الآية اليوم . وقال : حدثنا القاسم حدثنا الحسن حدثنا أبو فضالة عن معاوية بن صالح عن جبير بن نفير قال : كنت في حلقة فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأصغر القوم فتذاكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقلت أنا : أليس الله يقول في كتابه " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" ؟ فأقبلوا علي بلسان واحد وقالوا : تنزع آية من القرآن لا تعرفها ولا تدري ما تأويلها فتمنيت أني لم أكن تكلمت وأقبلوا يتحدثون فلما حضر قيامهم قالوا إنك غلام حديث السن وإنك نزعت آية ولا تدري ما هي وعسى أن تدرك ذلك الزمان إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت . وقال ابن جرير : حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة قال : تلا الحسن هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال الحسن الحمد لله بها والحمد لله عليها ما كان مؤمن فيما مضى ولا مؤمن فيما بقي إلا وإلى جنبه منافق يكره عمله . وقال سعيد بن المسيب : إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فلا يضرك من ضل إذا اهتديت . رواه ابن جرير . وكذا روي من طريق سفيان الثوري عن أبي العميس عن أبي البختري عن حذيفة مثله وكذا قال غير واحد من السلف . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا هشام بن خالد الدمشقي حدثنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن كعب في قوله " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال إذا هدمت كنيسة دمشق فجعلت مسجدا وظهر لبس العصب فحينئذ تأويل هذه الآية.

السؤال هو هل هذا هو زمان هذه الايه ؟
 
هناك استفسار من أحد الأخوة عن أية من القرآن فأحببت أن أنقل سؤاله هنا لتعم الفائدة لسائل والمسؤول وهذا نص قوله:


السلام عليك ورحمة الله وبركاته ....
قال تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تعملون" صدق الله العظيم (المائدة .اية 105)
السؤال هو هل هذا هو زمان هذه الايه ؟

هذه الآية صالحة لكل زمان ومكان منذ نزولها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
 
هذه الآية صالحة لكل زمان ومكان منذ نزولها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

هذا مما لا يختلف فيه اثنان ولا 000 القرآن كله صالح لكل زمان ومكان , ولكن سؤاله هل هذا زمن تأويل هذه الأية على ما جاء عن السلف فيها وقولهم أنه لم يأت زمانها بعدُ 0

أخي محب القرآن لعلك لم تقرأ المشاركة كاملة000
 
هذا مما لا يختلف فيه اثنان ولا 000 القرآن كله صالح لكل زمان ومكان , ولكن سؤاله هل هذا زمن تأويل هذه الأية على ما جاء عن السلف فيها وقولهم أنه لم يأت زمانها بعدُ 0

أخي محب القرآن لعلك لم تقرأ المشاركة كاملة000

هل كانت لا تعني شيئاً لمن نزلت في زمنهم إلى يومنا هذا؟
 
بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام

ولكنه قد يوشك أن يأتي زمانها تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا أو قال : فلا يقبل منكم فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل

السؤال هو هل هذا هو زمان هذه الايه ؟

بارك الله فيك يا أبا هاجر أنت ومحب القرآن الكريم .
وبعد السماح لي بالمشاركة أقول:
نعم هذا هو تحقق زمان هذه الآية بدليل وجود ما اقتبستُه من عين المذكور آنفا ، فالشح حصل والهوي متمكن ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه متيقن ، ولو أمرتَ بمعروف لصُنع بك كذا وكذا من المضرة صحيح .....

ولكن لي رجاء:
أن تكون المشاركة منتقاة قصيرة بدلا من الإرهاق الذهني للوصول لمجمل المطلوب.
ويكون الرد فيه ما فيه من الود لأنه كادت الأمور تتفاقم ، ومن هنا كان تدخلي بالمشاركة وأرجو أن تسامحوني .
 
[align=center]
هل كانت لا تعني شيئاً لمن نزلت في زمنهم إلى يومنا هذا؟

بلى أخي محب القرآن كانت تعني شيئا000 ولا يمنع ذلك أن يكون لها معنى يكون في آخر الزمان كما قال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره

انظر إلى قول الله تعالى ((يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه)) إنه لم يأت تأويلها بعد - أي ما تؤول إليه - ومع ذلك فالأية تعني شيئا قبل زمن تأويلها 0 [/align]
 
بارك الله فيك يا أبا هاجر أنت ومحب القرآن الكريم .
وبعد السماح لي بالمشاركة أقول:
نعم هذا هو تحقق زمان هذه الآية بدليل وجود ما اقتبستُه من عين المذكور آنفا ، فالشح حصل والهوي متمكن ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه متيقن ، ولو أمرتَ بمعروف لصُنع بك كذا وكذا من المضرة صحيح .....

ولكن لي رجاء:
أن تكون المشاركة منتقاة قصيرة بدلا من الإرهاق الذهني للوصول لمجمل المطلوب.
ويكون الرد فيه ما فيه من الود لأنه كادت الأمور تتفاقم ، ومن هنا كان تدخلي بالمشاركة وأرجو أن تسامحوني .

دكتورنا الحبيب خضر الأخوة الفضلاء
لعل مشاركتي لم تكن بالقدر الكافي من الوضوح ، ولكن تعمدت أن تكون بهذا الشكل.
أما كان يكفينا تفسير حبر الأمة بن عباس رضي الله عنهما؟
أما كان يكفينا قول الصديق رضي الله عنه في الآية؟
لماذا نخصها بزمن معين؟
لماذا لا نوفق بين ما ورد في الآية من أقوال وبين ثوابت الشريعة ؟

أما تفاقم الأمور فلن يحدث بفضل الباري وليس في قلبي إلا الود لكل مسلم ، وإن كانت العبارة أحيانا قد تشعر بخلاف ذلك.
وسلامي للجميع.
 
[align=center]
بارك الله فيك يا أبا هاجر أنت ومحب القرآن الكريم .
وبعد السماح لي بالمشاركة أقول:
نعم هذا هو تحقق زمان هذه الآية بدليل وجود ما اقتبستُه من عين المذكور آنفا ، فالشح حصل والهوي متمكن ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه متيقن ، ولو أمرتَ بمعروف لصُنع بك كذا وكذا من المضرة صحيح .....

ولكن لي رجاء:
أن تكون المشاركة منتقاة قصيرة بدلا من الإرهاق الذهني للوصول لمجمل المطلوب.
ويكون الرد فيه ما فيه من الود لأنه كادت الأمور تتفاقم ، ومن هنا كان تدخلي بالمشاركة وأرجو أن تسامحوني .

أحسن الله إليك000

أنت (د0خضر) والدنا وشيخنا فمتى كان الولد يسامح والده ؟؟!! [/align]
 
وليس الغرض من بيان حدود التبعة في الآية كما فهم بعضهم قديما - وكما يمكن أن يفهم بعضهم حديثا - أن المؤمن الفرد غير مكلف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - إذا اهتدى هو بذاته - ولا أن الأمة المسلمة غير مكلفة إقامة شريعة الله في الأرض - إذا هي اهتدت بذاتها - وضل الناس من حولها .

إن هذه الآية لا تسقط عن الفرد ولا عن الأمة التبعة في كفاح الشر , ومقاومة الضلال ومحاربة الطغيان - وأطغى الطغيان الاعتداء على ألوهية الله واغتصاب سلطانه وتعبيد الناس لشريعة غير شريعته , وهو المنكر الذي لا ينفع الفرد ولا ينفع الأمة أن تهتدي وهذا المنكر قائم .

ولقد روى أصحاب السنن أن أبا بكر - رضي الله عنه - قام فحمد الله وأثنى عليه , ثم قال:أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم . . وإنكم تضعونها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يقول:" إن الناس إذا رأوا المنكر , ولا يغيرونه , يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه " .

وهكذا صحح الخليفة الأول - رضوان الله عليه - ما ترامى إلى وهم بعض الناس في زمانه من هذه الآية الكريمة . ونحن اليوم أحوج إلى هذا التصحيح , لأن القيام بتكاليف التغيير للمنكر قد صارت أشق . فما أيسر ما يلجأ الضعاف إلى تأويل هذه الآية على النحو الذي يعفيهم من تعب الجهاد ومشاقه , ويريحهم من عنت الجهاد وبلائه !

وكلا والله !
إن هذا الدين لا يقوم إلا بجهد وجهاد . ولا يصلح إلا بعمل وكفاح
.
ولا بد لهذا الدين من أهل يبذلون جهدهم لرد الناس إليه , ولإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده , ولتقرير ألوهيةالله في الأرض , ولرد المغتصبين لسلطان الله عما اغتصبوه من هذا السلطان , ولإقامة شريعة الله في حياة الناس , وإقامة الناس عليها . . لا بد من جهد . بالحسنى حين يكون الضالون أفرادا ضالين , يحتاجون إلى الإرشاد والإنارة . وبالقوة حين تكون القوة الباغية في طريق الناس هي التي تصدهم عن الهدى ; وتعطل دين الله أن يوجد , وتعوق شريعة الله أن تقوم .

وبعد ذلك - لا قبله - تسقط التبعة عن الذين آمنوا , وينال الضالون جزاءهم من الله حين يرجع هؤلاء وهؤلاء إليه:

(إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون
).

(في ظلال القرآن)
 


(في ظلال القرآن)


دائما يضع النقاط على الحروف.
تقبل الله كاتبه في الصالحين وجعله في سجل الخالدين ورفع درجته في المهديين:
"مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ "
 
عودة
أعلى