السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادئ ذي بدء فلكم أحببت ذلك العالم حبا جما وأسأل الله أن يجمعنا به جميعا في الفردوس الأعلى
ثانيا : قد وجدت له كلاما في تفسيره وأعتقد أن فيه خطئا وبالتالي يحتاج إلى مزيد تحرير حيث يقول رحمه الله ونور الله له قبره ورفع درجته عند تفسيره لسورة النمل :
... كما زعموا عن الهدهد أنه يبصر الماء تحت الأرض الكثيفة فإن هذا القول لا يدل عليه دليل بل الدليل العقلي واللفظي دال على بطلانه أما العقلي فقد عرف بالعادة والتجارب والمشاهدات أن هذه الحيوانات كلها ليس منها شيء يبصر هذا البصر الخارق للعادة وينظر الماء تحت الأرض الكثيفة ولو كان كذلك لذكره الله لأنه من أكبر الآيات ...
انتهى كلامه رحمه الله
فالعلة التي بنى عليها حكمه تحتاج إلى نظر فقد قال ( ... ولو كان كذلك لذكره الله لأنه من أكبر الآيات ... )
وهذا غير لازم فهي وإن كانت آية ولكن قد لا يكون لها مناسبة خلال السياق فترك الله ذكرها ، وفي المقابل نجد أن بعض الطيور كالصقر والبومة قد عرفت بقوة إبصار فوق العادة
هناك شاهد لمسألة أن الحيوانات قد تملك من القدرة ما لا يملكه الإنسان كما في الحديث الذي صحح إسناده الألباني في السلسله الصحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يا أيها الناس! إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه؛ جاءه ملك في يده مطراق فأقعده، قال : ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا؛ قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول : صدقت، ثم يفتح له باب إلى النار فيقول : هذا كان منزلك لو كفرت بربك؛ فأما إذا آمنت؛ فهذا منزلك؛ فيفتح له باب إلى الجنة، فيريد أن ينهض إليه، فيقول له : اسكن! ويفسح له في قبره. وإن كان كافرا أو منافقا؛ يقول له : ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول : لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا، فيقول : لا دريت ولا تليت ولا اهتديت! ثم يفتح له باب إلى الجنة، فيقول : هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرت به؛ فإن الله عز وجل أبدلك به هذا، ويفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه قمعة بالمطراق، يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين. فقال بعض القوم : يا رسول الله! ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هبل عند ذلك؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } .
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ( وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت على عجوز من عجائز يهود المدينة فقالت إن أهل القبور يعذبون في قبورهم قالت فكذبتها ولم أنعم أن أصدقها قالت فخرجت فدخل علي رسول الله فقلت يا رسول الله عجوز من عجائز أهل المدينة دخلت علي فزعمت أن أهل القبور يعذبون في قبورهم فقال صدقت إنهم يعذبون عذابا يسمعه البهائم كلها فما رأيته بعد صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر
وفي صحيح أبي حاتم البستي عن أم مبشر رضي الله عنها قالت دخل على رسول الله وأنا في حائط وهو يقول تعوذوا بالله من عذاب القبر فقلت يا رسول الله للقبر عذاب فقال ( إنهم ليعذبون فى قبورهم عذابا تسمعه البهائم (
قال بعضهم ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم اذا مغلت الى قبور اليهود والنصارى والمنافقين كالاسماعيلية والنصيرية وسائر القرامطة من بنى عبيد وغيرهم الذين بأرض مصر والشام وغيرهما فان أهل الخيل يقصدون قبورهم لذلك كما يقصدون قبور اليهود والنصارى والجهال تظن انهم من ذرية فاطمة وأنهم من أولياء الله وإنما هو من هذا القبيل فقد قيل ان الخيل اذا سمعت عذاب القبر حصلت لها من الحرارة ما يذهب بالمغل والحديث فى هذا كثير لا يتسع له هذا السؤال ) .
فإذا كانت البهائم عندها من القدرة على سماع ما لا يسمعه الأنس و الجن من عذاب القبر فما المانع من أن يكون لبعض المخلوقات قدرات بصرية ليست عند الإنس كما أن لها قدرات سمعية ليسن عند الأنس و الجن .
ثم إن هذه القدرات ليست من باب الخوارق بل هي من تنوع الخلق فكما أن الله تعالى خلق الإنسان يمشي على رجلين و جعل الحيوانات تمشي على أربع .
و ذلك ان خوارق العادات إما أن تطلق على من كان عنده موهبة او قدرة ليست عند غيره و يندر وجودها و سماع البهائم لعذاب القبور ليس من هذا لأن عموم البهائم عندها هذه الصفة .
او تطلق خوارق العادات على ما يسنى الكرامات و هي خرق الله تعالى السنن الكونية لبعض عباده إما لحاجه كمشي بعض الصحابه على الماء أو لمصلحه كتكثير الله تعالى الطعام للنبي صلى الله عليه و سلم و غيرها من الكرامات و كذلك سماع او بصر بعض البهائم ليس من هذا النوع لأن هذا ليس قاعدة مطردة موجود على كل حال بل يوجود عىل حسب المصلحه و الحاجة أم سماع البهائم لعذاب القبر أو بصرها ما لا يبصره الإنسان فهي قاعدة مطردة إما في جنس البهائم كما في سماع عذاب القبر أو قاعدة مطردة في نوع معين من الحيوانات كبصر بعض الحيوانات ما لا يبصره الإنسان كرؤية الهدهد للماء تحت الأرض نعم لو فرض أن بعض الناس يبصر الماء تحت الأرض لكان نوعا من الخوارق لأنه ليس قاعدة مطرة في الأنس .
و الله اعلم .