هل هذا الفعل مشروع ؟

إنضم
24/03/2006
المشاركات
231
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإخوة في الملتقى

أحد الإئمة يقرأ بجماعة المسجد في المغرب والعشاء والفجر من القرآن ، يبدأ بالبقرة إلى أن ينتهي ثم يعيد ، مع مراعاة أنه لا يفوت بعض السنن كأن يقرأ السجدة والإنسان فجر الجمعة وهكذا .
أرجوا من المشايخ الفضلاء إبداء وجهة النظر حول هذه المسألة ، أو النقل عن أحد مشايخنا ، فقد سمعت أن للشيخ بكر أبو زيد كلام فيها .

ولكم جزيل الشكر ،،،،،،
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
لا أعلم مانعاً شرعياً يمنع من مثل عمل هذا الإمام ، وسيره في إمامته للناس في الصلوات الجهرية على هذا المنوال ، وهي مسألة تنظيمية للقراءة إن لم يسلكها الإمام ، فسوف يقرأ في كل صلاة بما تيسر له دون ضابط وهذا لا إشكال فيه أيضاً ، غير أنه يظهر لي في تنظيم القراءة أثناء الإمامة على هذه الطريقة فوائد جمة ، أظن من يسير عليها يتوخاها ، ومنها :

1- إسماع المأمومين القرآن كاملاً طيلة مدة قراءته ، إضافة إلى تكثيف ذلك في شهر القرآن الكريم شهر رمضان ، ومع مراعاته لبعض السنن في فجر يوم الجمعة ، أو في صلاة المغرب بين الحين والآخر .

2- مراجعة الإمام لحفظه للقرآن الكريم وضبطه له ، فإن المراجعة للحفظ أثناء إمامة المصلين من أقوى وأنفع ما يعين على تثبيت الحفظ وضبطه .

3- إذهاب ما قد يعتري المأمومين من السأم ، وإعانتهم على التدبر عندما يسمعون كل صلاة آيات جديدة من القرآن الكريم ، بخلاف ما إذا داوم الإمام على قراءة مقاطع معينة لا يتجاوزها طيلة العام ، كأواخر سورة البقرة ، وسورة الحشر ، وقصار السور ، ونحوها . وقد كنت أعتب على أحد الإئمة الفضلاء مداومته على ثلاثة مقاطع لا يتجاوزها أبداً ، حيث أصبحنا نعرف ماذا سيقرأ قبل أن يبدأ ، مما يعني أن الملل قد يدخل إلى نفوس المأمومين من هذا الفعل . وما دام المقام مقام عبادة لله وخشوع وخضوع ، فإن الحرص على ما يعين على التدبر والخشوع مطلوبٌ .

4- في هذه الطريقة عون للإمام الذي يفسر القرآن الكريم لجماعة المسجد ، حيث يفسر لهم ما تلاه في إحدى الركعتين بعد الصلاة كصلاة العشاء ، ويأتي التفسير للآيات بعد سماعها مرتلة في الصلاة ، فيكون ذلك أدعى لتدبرها وفهم معانيها بالنسبة للمأمومين ، وقد جربت هذه الطريقة فوجدت فيها نفعاً عظيماً للإمام والمأموم على حد سواء .

وقد كتبت هذا دون مراجعة ما كتبه الدكتور بكر أبو زيد وفقه الله في كتابه (بدع القراء) إن كان له في ذلك كلام حسب إشارة أخي الكريم أحمد الفالح ، أو كلام غيره ممن تناول هذا الموضوع ، ولعله ييسر الله لي أو لغيري مراجعة ما قد يكون كُتب في هذا حتى يكتمل النظر في هذه المسألة إن شاء الله ، والله الموفق .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ما ذكره السائل الكريم يفعله عدد من الأئمة بغية تحقيق عدد من المقاصد قد أشار إليها أخي د. عبد الرحمن وفقه الله
ولا أخفيكم فالنفس فيها شيء من هذا الفعل لا في أصله بل في المداومة عليه فإن البدع في الدين ـ ومن خلال الاستقراء ـ إما أن تقع في أصل الفعل المبتدع كمن يحدث عبادة جديدة في الدين، والقسم الثاني ما تعلق بصفة العبادة، فقد تكون العبادة مشروعة في أصلها، إلا أن المبتدع تتعلق بدعته بصفة العبادة، فالذكر والاستغفار مشروع في أصله لا يختلف في ذلك أحد، لكن بعض الصفات فيه قد تكون مبتدعة، كما يفعله طوائف من الصوفيه من الترنم والاهتزاز والاضطراب عند الدعاء وذكر الله تعالى، فهذه أمور مبتدعة لا في أصل العبادة، وإنما في في صفتها، وهذا قد يكون قريبا مما سأل عنه الأخ الكريم فإن قراءة القران مشروعة لا خلاف في ذلك، وإنما محل النظر إحداث طريقة في التلاوة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولم تؤثر عن صحابته، مع الملازمة لها والمداومة عليها.

هذا جانب، ومن جانب آخر؛ فإن من نظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهديه في قراءته؛ وجدها على خلاف ذلك، فقد كان النبي صلى الله يقرأ في صلاته بالسورة فيختمها جميعا، وربما قرأ من آخر السورة ـ وبحسب ما أعلم ـ فلم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه قرأ من وسط السورة، فالتزام سنته صلى الله عليه وسلم أولى وأحرى بنا.

ومما يمكن أن يحقق هذه المقاصد الحسنة التي أشار إليها أخي د. عبد الرحمن، أن يجعل الإمام لنفسه حزبا يقرأه في يومه وليلته شاملا للصلاة وخارجها يختم به القرآن، فحيث وقف استأنف قارئا بالمصلين، دون أن يخص ذلك بالصلاة خروجا من الإشكال. والله الموفق
 
جزاكم الله أخيراً يا أبا فارس على هذه الإضافة النافعة للموضوع ، والمحذور الذي تفضلتم به هو في(الملازمة لها والمداومة عليها) ، ويمكن الخروج منه كما تفضلتم بعدم المداومة على هذا الفعل طيلة العام ، بل يفعله ثم يدعه حيناً وهكذا ، وبأن يواصل الإمام حيث وقف به ورده . وفي التنويع بينهما تحقيق لكثير من الفوائد التي ذكرتها .
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لمرضاته ، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ففيها الخير كله .
 
أشكر لكما مروركما على هذا الموضوع
والحقيقة أنني أوافق الشيخ عبدالرحمن رأيه ونفسي تميل إلى ماقال ، وأقول للشيخ ناصر ألا يكون فعل الإمام هذا داخل في قوله تعالى " فاقرؤا ماتيسر منه " ، وحافظ القرآن متيسر له هذا ، مع مراعاة أنه يتقيد بفعل السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا سيما وأنه لم يرد مايمنع من فعله هذا ، وقد جربت هذا بنفسي ، وكان له وقعاً خاصاً على جماعة الجامع ، وقد أخبروني بذلك ،،،،
أرجوا إثراء الموضوع أكثر حتى نستفيد أكثر ، ونصحح المسار إن كنا على خطأ ،،،

أكرر الشكر والتقدير
 
تعقيب للنظر

تعقيب للنظر

لعل وصف ما يفعله الإمام بالبدعة تحجير لواسع والاستدلال على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم فيه نظر، وذلك لأن القرآن ما زال ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم واكتمل نزوله قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بفترة قصيرة، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن القراءة في الصلاة ليست وصفاً زائداً على العبادة بل هي عبادة وعند بعض الفقهاء واجب كما عند الحنفية مثلاً ، أما طريقة القراءة في الصلاة فهذا أمر مسكوت عنه شرعاً فيدخل في المباحات ولكل إمام طريقته واجتهاده في القراءة وما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في قراءته في الصلاة هو من باب التشريع والجواز لا من باب الإلزام ولا من باب منع غيره فقد ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يختمون القرآن في التراويح في رمضان ولم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه أحد فهل نسمي فعلهم هذا بدعة!؟، وعلى فرض وجود الإنكار فإنه يكون من باب الاجتهاد من المنكر، والاختلاف في الاجتهاد باب واسع وفيه رحمة للأمة ولا يجوز حمل الناس على اجتهاد دون غيره ولذلك لا أرى أن فعل الإمام الذي يختم القرآن في القراءة في الصلاة له هذه الخطورة أو الأمر المبتدع كما ذكر بل هو أمر يجتهد فيه الإمام وله من الفوائد التي تعود على المصلين خاصة إن كان بينهم من يتعلم قراءة القرآن ويتابع الإمام في قراءته عداك عما ذكره الأخ د عبد الرحمن والله أعلم.
ولو كانت المداومة على القراءة بهذا الشكل من البدع إذن فالأئمة الذين يداومون على قراءة أربع آيات في كل ركعة من الصلوات الجهرية ـ وهذا أمر شهدته وحضرته في بعض المساجد ـ أيضاً مبتدعين في الصلاة وينجر الحكم بذلك على شريحة واسعة من الأئمة ..
ولذلك أرجو التمعن في الأمر والتروي في الحكم إذ لو اعتبرنا كل وصف غير وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أمراً مبتدعاً لفتح باب من الصعب سده ولنعتبر كل من يواظب مثلاً على لباس معين للصلاة ـ كما في بعض البلدان ـ أيضاً مبتدع مع أن اللباس أمر مشروع وهو متروك لأعراف الناس واجتهاداتهم وهكذا نوقع الناس في الحرج والاضطراب.
نعم إن ظن الناس أن المداومة على هذا العمل أو القراءة أن ذلك واجب أو فرض أو سنة فيترك أحياناً أو يبين الإمام الأمر لا على أنه بدعة وإنما رفعاً للبس يصيب الناس والله أعلم
 
عودة
أعلى