الأخ الفاضل عبد المجيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فإنَّ مصطلح التفسير التحليلي مصطلح معاصر ، وهو تقسيم فنِّيٌ لكتب التفسير ، وليس له ثمرة كبيرة ، وأول من رأيته قسَّم التفسير إلى أنواع من هذا القبيل الدكتور أحمد جمال العمري ، فقد قال في كتابه ( دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني ) ، ولا أعرف هل سبق أم لا ؟
وقد ذكر ثلاثة ألوان :
اللون الأول : التفسير التحليلي .
اللون الثاني : التفسير الإجمالي .
اللون الثالث : التفسير الموضوعي .
وقد زاد الأستاذ الدكتور فهد الرومي في كتابه ( بحوث في أصول التفسير ومناهجه ) لونًا رابعًا ، وهو التفسير المقارن .
وأرى أنَّ هذه التقسيمات لا جدوى منها ، فهي تقسيمات فنيَّة ، ولا يكاد يخلو منها تفسير من التفاسير المطوَّلة ـ عدا التفيسير الموضوعي الذي هو وليد هذا العصر ـ وحينما يوصف كتاب بأنه سلك الأسلوب التحليلي أو الأسلوب الإجمالي أو الأسلوب المقارن ، فما الفائدة من ذلك ؟
ولو قُسِّمت التفاسير على هذا لكانت نسبة التفسير التحليلي 99% .
والمراد بالتفسير التحليلي : ان يعمد المفسر إلى تفسير الآيات حسب ترتيبها في السورة ، ويذكر ما فيها من معانٍ وأقوال وإعراب وبلاغة وأحكامٍ وغيرها مما يعتني به المفسرُّ ، وهذا هو الأسلوب الذي سارت عليه التفاسير إلى وقتنا الحاضر ، ولا زالت العلماء تصدر تفسيراتها على هذا الأسلوب ، والله الموفق .