هل من هنا للتبعيض ( فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
هل من هنا للتبعيض في قوله تعالى:(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)؟
 
ذكر ابن هشام رحمه الله تعالى في المغنى أن بعض الزنادقة تمسك بقوله تعالى ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) (سورة الفتح 29) ، في الطعن على بعض الصحابة (انتهى).فقالوا أن (من) في الاية للتبعيض.


والحقيقة أن أصل (من ) إبتداء الغاية وليس التبعيض والسياق يظهر بعض المعاني المرافقة للابتداء ، فالاية السابقة من سورة الفتح ، (من) ابتدائية لحظة دخول الايمان لقلوبهم ، فاللهسبحانه وتعالى لايترهم اعمالهم ، ولايخلي بينهم وبين نفوسهم ،ويوفقهم لعمل الصالحات ، هذا المعنى الاول ، والمعنى الثاني أن (من) في سورة الفتح هو التبين اي الذين هم هؤلاء ، فهي تعين وتبين وتظهر .

وكذلك القول في الاية (سورة سبأ) التي ذكرتها أخي محمد، فلو قلنا بالتبعيض ، لكان المعنى لم يتبع ابليس الا فريق كان بعضه مؤمن والبعض الاخر غير مؤمن وكما ترى فيه تكلف واضح ، (فمن ) هنا إبتدائية لحظة مخالفة هذا الفريق المؤمن لابليس ، وايضا يوجد المعنى المرافق ل(من ) وهوالتبين، (فمن) توضح وتظهر معتقد هؤلاء الفريق المخالف لابليس وتمدحه .

والله اعلم
 
قال السمين الحلبي رحمه الله:
والظاهر أنَّ الضميرَ في " عليهم " عائدٌ على أهل سبأ، و " إلاَّ فريقاً " استثناءٌ من فاعل " اتبعوه " و " من المؤمنين " صفةُ " فريقاً ". و " مِنْ " للبيان لا للتبعيضِ لئلا يَفْسُدَ/ المعنى؛ إذ يلزمُ أَنْ يكونَ بعضُ مَنْ آمن اتَّبع إبليسَ.
 
وجاء في تفسير الجلالين رحمهما الله:
ولقد صدق) بالتخفيف والتشديد (عليهم) أي الكفار منهم سبأ (إبليس ظنه) أنهم بإغوائه يتبعونه (فاتبعوه) فصدق بالتخفيف في ظنه أي وجده صادقا (إلا) بمعنى لكن (فريقا من المؤمنين) للبيان أي هم المؤمنون لم يتبعوه.
 
فمن حمل معنى اتباع إبليس على المعاصي قال بأن من هنا للتبعيض، أي: إلا قليلا من المؤمنين صدقوا في إيمانهم.
أما من حمل معنى اتباع إبليس على أصل الدين قال بأن من هنا للتبيين، أي: إلا قليلا هم المؤمنون.
والله أعلم.
 
ولابن عطية:
أخبر الله تعالى عنهم أنهم اتبعوه، وهو اتباع في كفر لأنه في قصة قوم كفار، وقوله: "ممن هو منها في شك" يدل على ذلك.
و"من" في "من المؤمنين" لبيان الجنس لا للتبعيض، لأن التبعيض يقتضي أن فريقا من المؤمنين اتبعوا إبليس. اه
 
عودة
أعلى