11. مزودة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم رائحة عرق الإنسان من مسافة تصل الى (60) كم .
12. واغرب ما في هذا كله أن العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهر البعوضة
تعيش حشرة صغيرة جداً لا تُرى الا بالعين المجهرية وهذا مصداق لقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا.. )
يا مَنْ يرى مدَّ البعوضِ جناحها ***** في ظلمةِ الليلِ البهيمِ الأليلِ
ويرى مَناطَ عُروقِها في نحرِها ***** والمُخَّ في تلكَ العِظامِ النُّحَّلِ
أُمنُنْ عَلَيَّ بتوبةٍ تمحو بها ***** ما كان مني في الزمانِ الأوَّلِ
قوله تعالى : { فما فوقها } في معناها احتمالان :
الاحتمال الأول : أن معنى { فما فوقها } فما دونها في الصغر والحقارة ، ويؤيد هذا القول حديث : « لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء » أخرجه الترمذي .
الاحتمال الثاني : أن معنى { فما فوقها } ما هو أكبر منها ، ويكون المراد ما هو أعظم منها في الجثة ، ويؤيد هذا القول ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة ».
والخلاصة أن الآية تحتمل معنيين :
1- فما فوقها في الصغر .
2- فما فوقها في الكبر .
وكلا الاحتمالين صحيح كما قال المفسرون .
وليس في الآية ما يفيد أن البعوضة أصغر المخلوقات ، وأن ليس هناك ما هو أصغر منها ، غاية ما في الآية أن الله تعالى بين أنه لا يستحيي ولا يخشى أن يضرب مثلاً ما ، أي مثل كان ، بأي شيء كان ، صغيراً كان أو كبيراً ، ومن هذه الأشياء البعوضة ، والله تعالى أعلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد اطلعت على السؤال ، ولم أفهم المقصود منه حتى كلَّمني أحد الفضلاء يسأل عن اكتشاف حشرة تكون فوق جسم البعوضة ، هي أصغر منها ، وأن تكون هذه الحشرة هي المقصودة بأنها فوق البعوضة ؛ أي فوقية مكانية .
فلما سألني تذكرت هذا السؤال الوارد في الملتقى ، وقد كفاني الأخ أحمد القصير التفصيل في المراد بالفوقية ، وما قاله هو التحقيق في المعنى المراد بالفوقية ، والاختلاف إنما هو من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى ، فلا يقال إنَّ بين المعنيين تضادًّا ، فهذا يذهب إلى الصِّغر ، وذاك يذهب إلى الكِبر ، لانفكاك الجهة في المراد بالكبير والصغير ، إذ ليس واحدًا بعينه فيقع التضاد .
لكن لو رجَّح مرجح أحد المعنيين بدلائله المذكور فإن في الأمر سَعَةً أيضًا ، إذ اختلاف التنوع يدخله ترجيح الأولى ، وليس فيه ردٌّ مطلق للقول الآخر .
ويبقى القول : هل يراد بالآية هذه الحشرة التي تكون فوق البعوضة ، ويكون هذا مما يسمى بـ(الإعجاز العلمي) ؟
والجواب عن هذا أن يقال :
إن كان المراد قصر المعنى على هذه الحشرة دةن غيرها ففيه نظر من جهتين :
الأول : أنَّ هذا لا يتوافق مع نظم الآية العربي ؛ لأنه لو كان المراد الفوقية المكانية لقيل : (( وما فوقها )) ، ولو كان النظم هكذا لاحتمل الفوقية المكانية وغيرها . أما نص الآية على نظمها فلا يحتمل الفوقية المكانية ، والله أعلم .
الثاني : أن قصر المراد بالفوقية على هذه الحشرة التي لم يظهر أمرها إلا في هذا العصر ـ لو صحَّ التفسير بها ـ فيه تجهيل للأمة بدأً بالصحابة وختمًا بعلماء هذا العصر ، وهو يستلزم أن يكون في القرآن ما لم يُعلم معنها ، ولا أُدرك المراد منه إلا في هذا العصر ، وذلك أمر باطل بلا ريب .
وقصر الآية على ما ظهر من الاكتشافات الحديثة مزلق وقع فيه بعض من كتب فيما يسمى بــ(الإعجاز العلمي ) .
لكن لو قيل : إن هذه الحشرة تدخل في عموم قوله (( فما فوقها )) أي في الصِّغَرِ ، لجاز ، ومن ثَمَّ فليس لهذه الحشرة مزية على غيرها البتة ، والله أعلم .
أنقل لك قول الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -في تفسيره سورة البقرة الجزء الأول حيث قال رحمه الله "قوله تعالى "فما فوقها ":هل المراد بما فوق أي فما فوقها في الحقارة ، فيكون المعنى أدنى من البعوضة أو فما فوقها في الأرتفاع فيكون المراد ما هو أعلى من البعوضة ؟ فأيهما أعلى خلقه : الذباب أو البعوضة ؟ الجواب : الذباب أكبر وأقوى لاشك لكن مع ذلك قد يكون معنى الأية فما فوقها أي فما دونها لأن الفوقية تكون للأدنى وللأعلى كما أن الوراء تكون للأمام وللخلف كما في قوله تعالى "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً " أي كان أمامهم " ا.ه
بل معنى الآية - والله أعلم بمراده -
هو : إن الله لم يجعل ضرب المثل بالبعوضة أو أصغر منها مما يستحيى منه ، فأما الذين آمنوا فيعلمون أن ضرب المثل بذلك حق ، وأنه لا يسوغ إنكاره ، وأما الذين كفروا فلا يسيغون ضرب المثل بذلك وينكرونه ويسخرون منه .
بل معنى الآية - والله أعلم بمراده -
هو : إن الله لم يجعل ضرب المثل بالبعوضة أو أصغر منها مما يستحيى منه ، فأما الذين آمنوا فيعلمون أن ضرب المثل بذلك حق ، وأنه لا يسوغ إنكاره ، وأما الذين كفروا فلا يسيغون ضرب المثل بذلك وينكرونه ويسخرون منه .
لعلك أخي محمد تقصد بأسلوب الإضراب -الذي جاء في بداية مشاركتك (بل ...)- رد المعنى الذي في أول الموضوع، دون ما ذكر بعده (مشاركة أحمد القصير ومساعد الطيار) ..