هل مرَّ بكم مصطلح ( المكي الأول والمكي الثاني)؟

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
يقول أبو القاسم هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي البغدادي المقري (المتوفى: 410هـ) :
(( سُورَة النبأ: نزلت بِمَكَّة، وَهِي من آخر الْمَكِّيّ الأول؛ لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَاجر من غَد يَوْم نزلت.
والمكي الأول مَا نزل قبل الْهِجْرَة والمكي الآخر مَا نزل بعد فتح مَكَّة.
وَهِي محكمَة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ)).
الناسخ والمنسوخ ، نشرالمكتب الإسلامي (ص: 193).

هذا مصطلح غريب لأول مرة أراه، فهل عند واحد منكم تحقيق في هذا المصطلح؟
وهل هو من مصطلحات هبة الله فقط؟
 
نعم استخدمة السخاوي (ت643) في جمال القراء وكمال الإقراء
قال رحمه الله: سورة النبأ ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هاجر من غداة يوم إنزالها فهي في آخر المكي الأول؛ لأن المكي الأول ما نزل
قبل الهجرة، والمكي الثاني بعد الفتح. 1/495
 
هذا مصطلح لم يكتب له القبول يا أبا عبدالملك ، أو بعبارة أدق لم يصل لمرتبة أن يكون مصطلحاً ، حيث لم يجر على أقلام المؤلفين وينتشر في مؤلفاتهم ، حتى الذي خصوا المكي والمدني بالحديث . ولذلك بقي تداوله على نطاق ضيق كما في كلام السخاوي الذي نقله أخي خالد في التعقيب السابق .
 
استعمل هذا المصطلح أيضاً ابن عاشور (ت 1393هـ)، حيث قال في تفسير سورة النبأ:
"وليس فيه دلالة على أن لهذا اللبث نهاية حتى يُحتاج إلى دعوى نسخ ذلك بآيات الخلود، وهو وهم لأن الأخبار لا تنسخ، أو يحتاج إلى جعل الآية لعصاة المؤمنين، فإن ذلك ليس من شأن القرآن المكي الأول إذ قد كان المؤمنون أيامئذ صالحين مخلصين مجدين في أعمالهم" (التحرير والتنوير، 30/ 37).
 
لكن هل يقصد ابن عاشور نفس ما قصد من سبقه إلى هذا التعبير؟ خاصة أن الطاهر ذكر احتمال كونها نزلت في أول البعثة.
 
أظن ان من أوائل - إن لم يكن أول - من استخدمه أبو القاسم هبة الله البغدادي المقري (المتوفى: 410هـ) في كتابه الناسخ والمنسوخ .
وأغلب من ذكر هذا اللفظ ذكره في سورة النبأ فقط !! .
 
يظهر أثر هذا الخلاف فيما نزل بمكة بعد الهجرة ؛ كسورة النصر على القول بأنها نزلت بمنى في حجة الوداع، ولذلك عدها مكيةً أبو الليث السمرقندي وابن وهب الدينوري وأبو محمد البغوي وزكريا الأنصاري وغيرهم، وهم لا يخالفون في أنها نزلت بعد الهجرة.
ونزولها بعد الهجرة محل إجماع لا خلاف فيه.
وهؤلاء إنما أرادوا أنها نزلت بمكة.
ومَن ذكر المكي الأول والمكي الثاني أو الآخر أراد التمييز فحسب.
ولعل الأمر كما ذكر أبو عبد الله لم يرقَ إلى أن يكون مصطلحاً، والتزامه مصطلحاً يوقع في إشكال لزوم تعدد الأسماء بحسب أماكن النزول فيقال تبوكي وطائفي ونحو ذلك، ولعله هجر لأجل ذلك.
 
- هذا الاصطلاح عائد إلى التقسيم المتعارف عليه (المكان / الزمان) وإضافة (الأول والآخِر) لا تخرجه عن قسم المكاني، وإنما تفيد زيادة في التوضيح، ويبقى استخدامها من مختراعات هبة الله التي ما يزال سؤال الدكتور عنها قائما.
- السخاوي إنما كان ناقلا لكلام هبة الله كما يظهر.
- كلام ابن عاشور لا يقصد به ما نحن بصدده.​
 
عودة
أعلى