هل ما زالت أمة الإسلام خير أمة؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
هل ما زالت أمة الإسلام خير أمة؟


إننا كنا خير أمة حين كانت الأمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، فهل مازالت الأمة تفعل ذلك؟

إن الله تعالى يقول:{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}

إن قول الله عز وجل: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} تعليل وسبب لما قبلها ، فإنا انقطع السبب انقطع المُسَبَّب ، فإن انقطعت الأمة عن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، انقطعت الخيرية عنها وزالت..


إن المناكير الشديدة تفقأ عيوننا ولا تتحرك لنا نَخْوَة،
والباطل الفاحش يَنْتَفِشُ ويَتَجَبَّر ولا تَتَمَعَّرُ لها الوجوه ،
والظلم القاهر يضرب أَطْنَابَه وينشر فِسْقَة وفَوَاحِشَه ، ويُمَكِّنُ للْفَسَقَةِ الفَجَرَة ولا تَثُورُ في نفوسنا غَيْرَةُ ولا حَمِيَّة ،
كأنَّ الناس صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ، إلا ما رحم الله.


فهل مع هذه الحال : مازالت الأمة خير أمة؟


أشك في ذلك ، إني لا أشكك في قول الله عز وجل { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } ، لا ، أعوذ بالله من ذلك ، ولكني آخذ قول الله ووصفه لنا بأسبابه التي على أساسها تحققت خيرية الأمة.
فإن تعطلت الأسباب انقطعت النتائج المترتبة عليه.


أشد من ذلك وأخطر ما جاء بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو: {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ، لقد جاء الإيمان بالله بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أي أن الإيمان مُتَرَتِّبٌ عليهما ، ناتج عنهما ، فإن تعطلا ، تعطل بتعطلهما الإيمان.


اسألوا الله العفو والعافية والإيمان الصادق


بقلم د. محمد الجبالي
 
قال صاحب تفسير اللباب رحمه الله :
فإن قيل: لم قدمَ الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر على الإيمان بالله، في الذكر - مع أن الإيمان بالله - لا بد وأن يكون مُقَدَّماً على كل الطاعات.
فالجواب: أن الإيمان بالله مشترك فيه بين جميع الأمم المُحِقَّةِ، ثم إنه - تعالى - ذكر أن فَضْل هذه الأمَّة أقوى حالاً - في الأمر بالمعروف، والنَّهْيِ عن المنكر - من سائر الأمم، فالمؤثر - إذَنْ - في هذه الخيرية هو الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأما الإيمان بالله فهو شرط لتأثير هذا المؤثر في هذا الحكم؛ لأنه ما لم يوجد الإيمان لم يصر شيء من الطاعات وصْفاً من صفات الخيرية.
قال الشوكاني رحمه الله :وَقَوْلُهُ: تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ إِلَخْ، كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ، يَتَضَمَّنُ بَيَانَ كَوْنِهِمْ خَيْرَ أُمَّةٍ مَعَ مَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنْ أَنَّهُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ مَا أَقَامُوا عَلَى ذَلِكَ وَاتَّصَفُوا بِهِ، فَإِذَا تَرَكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ،زَالَ عَنْهُمْ ذَلِكَ، وَلِهَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ: إِنَّهُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ عَلَى الشَّرَائِطِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْآيَةِ، وَهَذَا يَقْتَضِي، أَنْ يَكُونَ:
تَأْمُرُونَ وَمَا بَعْدَهُ، فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ، أَيْ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ حَالَ كَوْنِكُمْ آمِرِينَ، نَاهِينَ، مُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ، وَبِمَا يَجِبُ عَلَيْكُمُ الْإِيمَانُ بِهِ مِنْ كِتَابِهِ وَرَسُولِهِ وَمَا شَرَعَهُ لِعِبَادِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَتِمُّ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ إِلَّا بِالْإِيمَانِ بِهَذِهِ الْأُمُورِ.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاية تنص على تميز هذه الامة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهذه وصف للامة لا صيغة مؤقتة تكون بانتهاء الامر بالمعروف
بل هي صفة ملازمة لهذه الامة وانها دوما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر

اخواني يقع الكثير باخطاء الفهم باحاديث تعمم للامة بسبب عدم ادراكه ان الامة حاليا دول ومسلمين بكل للعالم
فيقيس ذلك على مجتمعه او بلده او بيئته
وهذا خاطيء
ولو عقل الانسان ان علماء اهل السنة يبلغون مئات الالوف بكل العالم وغالبهم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر
وايضا عامة الناس من المدركين لدينهم
والمتمسكين به قولا وعملا
لذا تجد الملايين من المسلمين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
والامة بخير وان اصابها ما نراه الان من مصائب
فان النقم لا تحل الا لنعود لله
والامة تسير حاليا بطريق قد لا يتصور عقل احد وقد لا يتفق معي الكثير به

تمعن هنا بقوله تعالى
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين

هذه الاية تعطينا ادراكا ان اهل الخير يدفعون اهل الباطل للنجاة
وان اهل الباطل يدفعون اهل الخير للفساد
صراع بين الخير والشر
وهذه الصراع هو اساس توازن الناس
ومنذو بدء الخليقة وهي هكذا
وبامة نبينا محمد صلوات ربي عليه كذلك

فقر عينا ما زالت الامة بخير والحمدلله وبها من اهل الخير والصلاح الكثيرين
وهذا من فضل الله
 
الأخ الكريم الدكتور\ لنكن أقرب للمسألة علما لا عاطفة ولن أطيل حتى لا نفقد التوازن الشرعي والعلمي والعملي -
هناك فرق بين ما هو موجود من الخيرية وبين شروط الخيرية - فوجود الخيرية دليلها الحديث في الصحيحين { لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ ». ولك أن تبحث عن أقصى تقدير لكلمة طائفة .
أما شروط الخيرية فدليلها هذه الآية .
 
جزاكم الله خيرا أخوتي الكرام
وكلامي لا يُعنَى به انتفاء الخيرية عن الأمة جمعاء لكنهم للأسف قلة وعودوا إلى قولي: إلا ما رحم الله ، وهم حقيقة قلة قليلة.
ولن تجد القرآن يمدح الكثرة إنما مدح القلة في مواضع عدة من القرآن.

أخي محمد الخالدي: أما في العلماء فللأسف ليس أغلبهم كما قلت ، فإن أكثرهم قعدوا عن واجب النهي عن المنكر ، والأمة في مصائب عظام وهم مقطعون عنها ، يتجنبون الخوض في مصائب الأمة ويجلسون يعلمون الناس السواك والطهارة.
ويحضرني مقولة لأحد العلماء الأجلاء لا يحضرني اسمه قال: إذا أصيبت الأمة بمصاب عام وقام العالم يحدث الناس في أحكام الطهارة فقد خان الله ورسوله.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاية تنص على تميز هذه الامة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهذه وصف للامة لا صيغة مؤقتة تكون بانتهاء الامر بالمعروف
بل هي صفة ملازمة لهذه الامة وانها دوما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر

اخواني يقع الكثير باخطاء الفهم باحاديث تعمم للامة بسبب عدم ادراكه ان الامة حاليا دول ومسلمين بكل للعالم
فيقيس ذلك على مجتمعه او بلده او بيئته
وهذا خاطيء
ولو عقل الانسان ان علماء اهل السنة يبلغون مئات الالوف بكل العالم وغالبهم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر
وايضا عامة الناس من المدركين لدينهم
والمتمسكين به قولا وعملا
لذا تجد الملايين من المسلمين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
والامة بخير وان اصابها ما نراه الان من مصائب
فان النقم لا تحل الا لنعود لله
والامة تسير حاليا بطريق قد لا يتصور عقل احد وقد لا يتفق معي الكثير به

تمعن هنا بقوله تعالى
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين

هذه الاية تعطينا ادراكا ان اهل الخير يدفعون اهل الباطل للنجاة
وان اهل الباطل يدفعون اهل الخير للفساد
صراع بين الخير والشر
وهذه الصراع هو اساس توازن الناس
ومنذو بدء الخليقة وهي هكذا
وبامة نبينا محمد صلوات ربي عليه كذلك

فقر عينا ما زالت الامة بخير والحمدلله وبها من اهل الخير والصلاح الكثيرين
وهذا من فضل الله


جزاكم الله خيرا أخوتي الكرام
وكلامي لا يُعنَى به انتفاء الخيرية عن الأمة جمعاء لكنهم للأسف قلة وعودوا إلى قولي: إلا ما رحم الله ، وهم حقيقة قلة قليلة.
ولن تجد القرآن يمدح الكثرة إنما مدح القلة في مواضع عدة من القرآن.

أخي محمد الخالدي: أما في العلماء فللأسف ليس أغلبهم كما قلت ، فإن أكثرهم قعدوا عن واجب النهي عن المنكر ، والأمة في مصائب عظام وهم مقطعون عنها ، يتجنبون الخوض في مصائب الأمة ويجلسون يعلمون الناس السواك والطهارة وغير ذلك من الأحكام.

ويحضرني مقولة لأحد العلماء الأجلاء لا يحضرني اسمه قال: إذا أصيبت الأمة بمصاب عام وقام العالم يحدث الناس في أحكام الطهارة فقد خان الله ورسوله.
 
بارك الله بكم وبما طرحتم

قد نختلف بذلك ولا بأس

وما ذكرته لك سابقا لا يتعارض مع الحديث
وكلمة طائفة من امتي لا يشترط القلة بها
ولا الكثرة
تصور ان هذه الطائفة عددهم مليون ؟
والمسلمين اليوم تجاوزوا ٢ مليار
اي ان المليون هم فقط نصف بالمائة

ولا اخذ الامور بعاطفتي اطلاقا
ولا بتحيز ولا لاي امر

انما ارى ما اراه بهذه الامة من امر بالمعروف
ونهي عن المنكر
ولو دققنا بكل ماهو امر بالمعروف ونهي
عن المنكر لوجدت ان غض بصرك عن امرأة
هو امر بمعروف ونهي عن منكر
الطبيب الذي تذهب اليه ويقول لك
هذا الدواء باذن الله يشفيك وابتعد عن الماء البارد
ولا تدخن ونحو هذا ايضا من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
هذه ابسط التقديرات لمعنى الامر بالمعروف والنهي
عن المنكر والشرح يطول فلماذا تجعلون فهم هذه العبارة الرائعة فقط بمكان واحد
والاختلاف بالرؤى بسبب المفهموم للمعنى
الصحيح لطائفة
والمعنى الصحيح للامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وسمة المؤمن التفائل
والحمدلله اهل الخير والصلاح يملئون الارض
والخيرية موجودة وكثيرة والطائفة الامرة بالمعروف
تجدها بكل مكان وكل دولة
وعلماء الامة نراهم يدعون لله وان ذمهم خطيب
بانهم تقاعسوا فكثير منهم يوميا يسلم على يدهم
مئات من الناس
اطلت ولكن الشرح يحتاج ذلك
ولكم الشكر والتقدير
 
آخر ما يحضرني في هذه المسألة هو :
قال تعالى في سورة الأحزاب لنساء النبي :{ يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32)}
تأمل معي : {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ } و { إِنِ اتَّقَيْتُنَّ }
وقوله في سورة التحريم :{ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}
وفي سورة الزمر فيما يتعلق بالأنبياء :{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)}
قال تعالى في سورة الأنبياء - عن الملائكة :{ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)}
 
عودة
أعلى