هل للاحكام التجويدية دور في إثارة العامل النفسي للمتلقي في تلاوة القران الكريم ؟

إنضم
28/07/2012
المشاركات
116
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
37
الإقامة
العراق
الاخوة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله
هل للاحكام التجويدية دور في إثارة العامل النفسي للمتلقي في تلاوة القران الكريم ؟
 
يقول الإمام ابن الجزري:
"ولقد أدركنا من شيوخنا من لم يكن له حسن صوت ولا معرفة بالألحان إلا أنه كان جيد الأداء قيما باللفظ، فكان إذا قرأ أطرب المسامع، وأخذ من القلوب بالمجامع، وكان الخلق يزدحمون عليه، ويجتمعون على الاستماع إليه، أمم من الخواص والعوام، يشترك في ذلك من يعرف العربي ومن لا يعرفه من سائر الأنام مع تركهم جماعات من ذوي الأصوات الحسان، عارفين بالمقامات والألحان لخروجهم عن التجويد والإتقان".
النشر في القراءات العشر (1/ 212)
 
إنّ السامع لنحو سورة (ق) ولما فيها من قلقلةِ حروفها على رؤوس أكثر آياتها يشعر بذلك الوعيد المتكرر وكأنّه قنابل تتفجّر في سمعه ...ما يملأ قلبه - ولا بدّ- خوفا ورهبا.
وإنّ التالي أو السامع لسورة النّاس بما فيها من صفير السين الذي يطرق سمعه بل يسكنه ويلفّه لكثرة تردّده ولأنّه يأتي في آخر الكلم فيبقى يتردد في السمع حتى بعد نهاية التلفظ به...كلّ ذلك يجعله يتفاعل مع معاني هذه السورة وخاصة معنى الهمس والخفاء الموجود في فعل الوسوسة والخنس وفي محل هذه الوسوسة {صدور النّاس}...
والقارئ والسامع على حدّ سواء للمدود المصاحبة لأكثر النداءات الربانية كنحو {يا أيها النّاس} و{يا أيها الذين ءامنوا} ... يشعر إزاء هذا المطّ بأهمية ما سيلي النداء وخطورته... فلا بدّ والأمر كذلك من طرق السمع ولا بدّ من تدبّر وفهم الأحكام التي تلي هذا النداء....
والأمر أعظم ممّا ذكرتُ وأوسع وأجلّ والله أعلم....
 
عودة
أعلى