هل لتفسير ابن النقيب ( التحرير والتحبير ) مقدمتان ؟

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
خرج تحقيق ( مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن ) الذي حقَّقه الدكتور زكريا سعيد علي في مجلد ، وخرج عن مكتبة الخانجي بالقاهرة .
وقد خلص الدكتور إلى إثبات هذا الكتاب لابن النقيب ( ت : 698 ) ، وهو من شيوخ أبي حيان ( ت : 745 ) ، وقد استفاد في إثباته من نقول عن السيوطي ( ت : 911 ) في كتابه ( الإتقان في علوم القرآن ) ، غير أني وجد السيوطي ( ت : 911 ) يذكر نقولاً عن ابن النقيب ( ت : 698 ) ، وينسبها إلى مقدمة تفسير ابن النقيب ( التحرير والتحبير ) ، ومن ذلك هذه النقول :
1 ـ في النوع الأول : المكي والمدني ـ نقلاً عن ابن النقيب ( ت : 698 ) ، قال : ( قال ابن النقيب في مقدمة تفسيره : المنزل من القرآن على أربعة أقسام: مكي، ومدني، وما بعضه مكي وبعضه مدني، وما ليس بمكي ولا مدني ) .
(1 : 44 / ط : مجمع الملك فهد ) .
وفي النوع السابع : أول ما نزل : (القول الرابع: بسم الله الرحمن الرحيم. حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره قولاً زائداً ) . ( 1 : 165 / ط : مجمع الملك فهد ) .
وفي النوع السادس عشر : في كيفية إنزاله ، قال : (وقال ابن حجر: ذكر القرطبي عن ابن حبان أنه بلغ الاختلاف في معنى الأحرف السبعة إلى خمسة وثلاثين قولاً، ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة، ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا بعد تتبعي مظانه. قلت: قد حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره عنه بواسطة الشرف المزني المرسي فقال: قال ابن حبان: ...) . ( 1 : 329 / ط : مجمع الملك فهد ) .
وهذا النُّقول المذكورة عند السيوطي لم أجدها في ( مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن ) الذي حقَّقه الدكتور زكريا سعيد علي .
وهذا الكتاب كما بيَّن الدكتور زكريا هو عين كتاب ( الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان ) الذي نُسب إلى ابن قيِّم الجوزية ( ت : 751 ) .
ونسبت هذا الكتاب لابن القيم ظاهر البطلان كما ذكر الدكتور زكريا ، وكما نقل عمن نقل عنه .
وهذا ظاهر لا مشكل فيه اليوم ، لكن المشكل عندي هو عدم وجود هذه النقول في الكتاب الذي حققه الدكتور زكريا .
وقد أورث هذا عندي سؤالاً : هل لتفسير ابن النقيب مقدمة أو أكثر من مقدمة ؟
وإذا كان هذا الكتاب كان مقدمة تفسير ابن النقيب ، فلا يخلو الحال من الآتي :
أن يكون هذا الكتاب منفصلاً عن التفسير ، وجعله كالمقدمة له ، وهذا الصنيع نجده عند بعض العلماء ، كما فعل البلقيني ( ت : 824 ) في كتابه ( مواقع العلوم من مواقع النجوم ) ، فقد قال في مقدمة هذا الكتاب : ( وقد اقتفيت آثار العلماء في جمع تفسير عند إلقاء الدروس ، وقصدت بذلك إحياء طرق التصنيف بعد الدروس ... وأنواع القرآن شاملة ، وعلومه كاملة ، فأردت أن أذكر في هذا المصنَّف ما وصل إلى علمي مما حواه القرآن الشريف من أنواع علمه المنيف، وأجعل ذلك مقدمة للتفسير ... ) .
ويشهد لهذا أمران :
الأول : ما ذكره أبو حيان ( ت : 745 ) : ( في مقدمة تفسيره ، قال :( الوجه الثالث كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح ، ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع .
وقد صنف الناس في ذلك تصانيف كثيرة ، وأجمعها ما جمعه شيخنا الأديب الصالح أبو عبد الله ( محمد بن سليمان النقيب )، وذلك في مجلدين قدمهما أمام كتابه في التفسير )) .
الثاني : صنيع السيوطي ( ت : 911 ) في مسرده لكتب غير المحدثين في كتابه : الإتقان ( 1 : 42 / ط : مجمع الملك فهد ) حيث جعل مقدمة تفسير ابن النقيب كتابًا مستقلاً .
وإذا كان كذلك ، فلعله قدَّم مقدمة أخرى متصلة بالتفسير ، فذكر ذلك الذي نقله السيوطي عنه .
وهذا ما سيظهر صحته الوقوف على تفسير ابن النقيب ( ت : 698 ) ، ولعل من عنده علم بهذا الكتاب أن يفيدنا في هذا المقام الذي ذكرته من حال تفسير ابن النقيب ، والله الموفق .
عصر الخميس 9 : 7 : 1430 .
 
ما تفضله د. مساعد هو موطن إشكال، ولعل مما يساعد في الجواب عنه النظر في المخطوطات المتوفرة من تفسير ابن النقيب، لا سيما وأن د. زكريا سعيد - رحمه الله - قد أخرج مقدمة ابن النقيب من النسخة المطبوعة باسم "الفوائد المشوق" المنسوب لابن القيم، ولم يجد النسخ الخطية له أثناء عمله على المقدمة كما قال في ص(38):"وأما مقدمة هذا التفسير الكبير فلا أعلم أن لها اليوم أصلاً مخطوطاً، إلا هذه الطبعة التي نُشرت بعنوان "الفوائد المشوق" أو "كنوز العرفان"، وقد اجتهدت في البحث عن أصلها المخطوط ولكن دون فائدة. ولعل الأيام تكشف لنا عن هذا الأصل المخطوط ".أهـ
ثم علق في الحاشية رقم (5) بذكره لمعلومات بعض النسخ الخطية التي أُرسلت إليه ولكنه لم يطلع عليها رحمه الله، وهي : عدة أجزاء في مراكش وتونس وتركيا غير محددة المواضع.
كما أنني قد وجدت قطعة من تفسير ابن النقيب في المكتبة المحمودية من أول الكتاب إلى أثناء الآية 43 من سورة البقرة، وقد كُتب في القرن العاشر تقديراً، ولكنها مبتورة الأول والآخر فيصعب تحديد وجود المقدمة من عدمه .
ولقد سألت الأستاذ يحيى بن زكريا سعيد عن علمه بوجود مقدمة أخرى لتفسير ابن النقيب بحكم اهتمام أبيه بها فنفى علمه بذلك في حياة والده رحمه الله.
ومما ينبغي النظر فيه كذلك النسخة الخطية التي اعتمد عليها من أخرج الفوائد المشوق المنسوب لابن القيم، فهل هي تامة أم ناقصة ؟
 
وعندي استفسار آخر : هل ابن النقيب الذي ينقل عنه السيوطي هو محمد بن سليمان (ت 698هـ) صاحب المقدمة المشتهرة، أم أنه محمد بن أبي بكر بن إبراهيم (ت 748هـ) وكلاهما له مقدمة لتفسيره واشتهرا بابن النقيب . قال د. زكريا سعيد في مقدمة ابن النقيب ص(38)ح(4) :" هناك مقدمة أخرى في التفسير اشتهرت بمقدمة تفسير ابن النقيب ، ويقع بينها وبين مقدمة ابن النقيب التي معنا شيء من اللبس حتى عند بعض القدماء، وابن النقيب الآخر هذا هو محمد بن أبي بكر بن إبراهيم ... ".أهـ
قال كحالة في معجم المؤلفين (9/104) عن محمد بن أبي بكر بن إبراهيم :" من آثاره مقدمة التفسير ".أهـ
فهل يكون هو المقصود لدى السيوطي ؟ وبالتالي يكون ابن النقيب الأول له مقدمة واحدة مطبوعة، وأما المقدمة الأخرى فهي لابن النقيب الثاني محمد بن أبي بكر وهي مفقودة.
في كل الحالات المسألة تحتاج مزيد نظر وتحرير، والله الموفق .
 
ما ذكرتم أخي حاتم ، بحاجة إلى مزيد بحث ، وهذا يزيد الأمر تشويقًا ، ولعل من عنده اطلاع بابن النقيب أن يتحفنا بذلك ، فكم يقع من الخطأ بسبب اشتراك الألقاب ؟!
 
السلام عليكم
أدري أن الموضوع قديم لكن قد بان لي شيء سوف أذكره بين يدي الدكتورين الطيار و القرشي منتظرا رأيهما ... و هذا الأمر هو التوافق الذي وقع بين اسمي العلمين ابن قيم الجوزية و ابن النقيب (ثاني اثنين الذي ذكرهما الدكتور القرشي) و هو محمد ابن أبي بكر - و الغريب أيضا أن تاريخي وفاتيهما متقاربان الأول 751والثاني 748 - فلعل هذا الأمر قرينة إلى أن ابن النقيب الذي نقل عنه السيوطي هو محمد ابن سليمان و ليس محمد ابن أبي بكر إذ لو كان كذالك لوجدنا تلك النقول في مقدمته التي حققها الدكتور زكريا سعيد ... و الله أعلم
 
السلام عليكم
لا زلت أنتظر الرد من أحد الدكتورين يوفقهما الله
 
أخي شهاب الدين ليس لدي جواب على وجه التحرير لما ذكرته، وقد يحتمل هذا أو ذاك .. واعتذر عن تأخر الإجابة
 
وأنا كذلك ليس عندي جواب، ولم أتابع تحرير هذه المسألة.
 
وجدت أثناء قراءتي في احد الكتب هذه المعلومة عن تفسير ابن النقيب المسمى :
التحرير و التحبير لأقوال علماء التفسير في معاني كلام السميع البصير:
هذا التفسير يتكون من ٩٩ مجلد.
ارجو ممن لدية معلومات عن هذا التفسير ان يذكر مدى صحة او عدم صحة هذه المعلومة مع ذكر معلومات عن هذا التفسير.
 
جوابا عن السؤال:
فقد جاء في مقدمة تفسير ابي حيان وصف تفسير شيخه ابن النقيب بانه: اكبر كتاب راه صنف في علم التفسير وانه يبلغ مئة سفر او يكاد.
قلت:وجاء عند اللغويين الزجاج وغيره ان السفر الكتاب الكبير، وهو امر عجيب وغير بعيد.
 
بحمد الله تعالى وتوفيقه يقوم طلاب وطالبات مرحلة الدكتوراه بقسم الكتاب والسنة كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى ، بتحقيق بعض الأجزاء من تفسير ابن النقيب المسمى (التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير في معاني كلام السميع البصير)، وهو على قاله أبو حيان والذهبي يبلغ قرابة مائة مجلد ، أسأل الله أن ينفع بهذا التحقيق المكتبة القرآنية ، والمهتمين بتراثنا الإسلامي العريق .
 
عودة
أعلى