هل لابن خزيمة كتاب مستقل في التفسير ؟

إنضم
14/09/2008
المشاركات
86
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المملكة العربية
قال الإمام ابن خزيمة - رحمه الله - في كتاب التوحيد :

حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح قال: ثنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله في هذه الآية "لقد رأى من آيات ربه الكبرى" قال: "رأى رفرفاً أخضر، قد سد أفق السماء".

قال أبوبكر: خرجت بقية هذا الباب في كتاب التفسير وكذلك بقية تأويل قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى) خرجته في كتاب التفسير. اهـ.
والسؤال لأحبتي الكرام في هذا الملتقى المبارك : هل لابن خزيمة كتاب مستقل في التفسير ؟ وهل ذكر في أي من الفهارس ؟
 
الإمام المجتهد المصنف أبو بكر بن خزيمة إمام كبير،ومما يؤثر عنه قوله:" كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت في الصلاة مستخيرا حتى يقع لي فيها ثم ابتدئ". ولما سئل: من أين أوتيت هذا العلم؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ماء زمزم لما شرب له" وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علما نافعا.
وقال الحاكم في كتاب علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء. تذكرة الحفاظ للذهبي(ج 2 / ص208ـ 212).
وذكر في هدية العارفين (ج 1 / ص 459) أن من مصنفاته:تفسير القرآن.

ونجده في صحيحه قد أشار إلى كتابه هذا في موضع واحد ،ففي كتاب الصلاة ،باب ذكر الدليل على أن القبلة إنما هي الكعبة لا جميع المسجد الحرام ذكر في إسناده عن عمرو - وهو ابن دينار - قال : قرأ ابن عباس أنلزمكموها من شطر أنفسنا : من تلقاء أنفسنا . ثم قال ابن خزيمة :" قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب التفسير ". صحيح ابن خزيمة(ج 1 / ص 224).

وذكر في صحيحه أيضاً أن له كتاب في معاني القرآن، وقد أشار لهذا في عدة مواضع ، ومن الأمثلة على ذلك : قوله في كتاب الصلاة ،باب الإقامة لصلاة الخوف ، قال:"وقد كنت بينت في كتاب معاني القرآن أن قوله تعالى : { فأقمت لهم الصلاة } تحمل معنيين أي صليت لهم والمعنى الثاني أي أمرت بإقامة الصلاة لاجتماع الناس للصلاة وأعلمت أن هذا على هذا المعنى من الجنس الذي أعلمنا في غير موضع من كتبنا : أن العرب تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيفه إلى الفاعل فإذا أمر الإمام العرب تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيفه إلى الفاعل فإذا أمر الإمام المؤذن بالإقامة جاز أن يقال : أقام الصلاة إذ هو الأمر بها فأقيم بأمره".(ج 2 / ص 304) وفي باب الرخصة في التخلف عن الجمعة في المطر و إن لم يكن المطر مؤذيا ، قال :"و هذا من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتابنا في كتاب معاني القرآن و في الكتب المصنفة...". (ج 3 / ص 179).

وفي كتاب الصيام ، قال :باب الرخصة في المباشر التي هي دون الجماع للصائم و الدليل على أن اسم الواحد قد يقع على فعلين أحدهما مباح و الآخر محظور إذ اسم المباشر قد أوقعه الله في نص كتابه على الجماع و دل الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور قال المصطفى صلى الله عليه و سلم : إن الجماع يفطر الصائم والنبي المصطفى صلى الله عليه و سلم قد دل بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحة في الصوم غير مكروهة، ثم ساق بإسناده عن الأسود قال :" انطلقت أنا و مسروق إلى أم المؤمنين نسألها عن المباشرة فاستحيينا قال : قلت : جئنا نسأل حاجة فاستحيينا فقالت : ما هي ؟ سلا عما بدا لكما قال قلنا : كان النبي صلى الله عليه و سلم يباشر و هو صائم ؟ قالت : قد كان يفعل و لكنه كان أملك لإربه منكم ".
ثم قال بن خزيمة : "إنما خاطب الله جل ثناؤه نبيه صلى الله عليه و سلم و أمته بلغة العرب أوسع اللغات كلها التي لا يحيط بعلم جميعها أحد غير نبي و العرب في لغاتها توقع اسم الواحد على شيئين و على أشياء ذوات عدد و قد يسمى الشيء الواحد بأسماء و قد يزجر الله عن الشيء ويبيح شيئا آخر غير الشيء المزجور عنه و وقع اسم الواحد على الشيئين جميعا على المباح و على المحظور و كذلك قد يبيح الشيء المزجور عنه ووقع اسم الواحد عليهما جميعا فيكون اسم الواحد واقعا على الشيئين المختلفين أحدهما مباح و الآخر محظور و اسمهما واحد فلم يفهم هذا من سفه لسان العرب و حمل المعنى في ذلك على شيء واحد يوهم أن الأمرين متضادان إذ أبيح فعل مسمى باسم و حظر فعل تسمى بذلك الاسم سواء فمن كان هذا مبلغه من العلم لم يحل له تعاطي الفقه و لا الفتيا و وجب عليه التعلم أو السكت إلى أن يدرك من العلم مايجور معه الفتيا وتعاطى العلم و من فهم هذه الصناعة علم أن ما أبيح غير ما حظر و إن كان اسم الواحد قد يقع على المباح و على المحظور جميعا فمن الجنس الذي ذكرت أن الله عز و جل دل في كتابه أن مباشرة النساء في نهار الصوم غير جائز بقوله تبارك و تعالى : { فالآن باشروهن و ابتغوا ما كتب الله لكم و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل } فأباح الله عز و جل مباشرة النساء و الأكل و الشرب بالليل ثم أمرنا بإتمام الصيام إلى الليل على أن المباشرة المباحة بالليل المقرونة إلى الأكل و الشرب هي الجماع المفطر للصائم و أباح الله بفعل النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم المباشرة التي هي دون الجماع في الصيام إذ كان يباشر و هو صائم و المباشر التي ذكر الله في كتابه أنها تفطر الصائم هي غير المباشرة التي كان النبي صلى الله عليه و سلم يباشرها في صيامه
و المباشرة اسم واحد واقع على فعلين إحداهما مباحة في نهار الصوم و الأخرى محظورة في نهار الصوم مفطرة للصائم .
و من هذا الجنس قوله عز و جل { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع } فأمر ربنا جل و علا بالسعي إلى الجمعة و النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم قال : إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها و أنتم تسعون إيتوها تمشون و عليكم السكينة فاسم السعي يقع على الهرولة و شدة المشي و المضي إلى الموضع فالسعي الذي أمر به أن يسعى إلى الجمعة هو المضي إليها و السعي الذي زجر النبي صلى الله عليه و سلم عنه إتيان الصلاة هو الهرولة و سرعة المشي فاسم السعي واقع على فعلين أحدهما مأمور و الآخر منهي عنه و سأبين إن شاء الله تعالى هذا الجنس في كتاب معاني القرآن إن وفق الله لذلك".(ج 3 / ص 243) ولعل كتبه هذه مما فقد والله أعلم.
 
تعليق

تعليق

الإمام المجتهد المصنف أبو بكر بن خزيمة إمام كبير، ...
وقال الحاكم في كتاب علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء. تذكرة الحفاظ للذهبي(ج 2 / ص208ـ 212).
...
وذكر في هدية العارفين (ج 1 / ص 459) أن من مصنفاته:تفسير القرآن.
...
ولعل كتبه هذه مما فقد والله أعلم.

الأخَوَيْن الكريميْن
جزاكما الله خيرا على هذه الإضاءات

- لو ثبتَ هذا الذي ذكره صاحب كتاب " هدية العارفين " - أنَّ لابن خزيمة مصنفاً باسم " تفسير القرآن " ؛ لكان إفادةً في المسألة

و لكن الغريب أنّه عَزاه إلى صاحب " تذكرة الحفاظ " - الذهبي - ؛ قال في [ هدية العارفين - (1 / 459) ] : ( ابن خزيمة : الحافظ أبو بكر محمد بن إسحاق ابن يعرف ابن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن أبي بكر السلمي المنيسابوري يعرف بابن خزيمة ولد سنة 223 وتوفي في ذي القعدة من سنة 311 إحدى عشرة وثلاثمائة. قال في تذكرة الحفاظ رواية عن الحاكم : مصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا ، فمنها : تفسير القرآن. صحيح في الحديث. عوالي كذا. فقه حديث بربرة في ثلاثة أجزاء. كتاب التوحيد وإثبات الصفات. المسائل المصنفة في الحديث. المسند في الحديث ) . اهـ

و وجه الغرابة فيه ، أنّ كلام الذهبي في " تذكرة الحفاظ " لمْ يرِدّ فيه ذِكر كتاب " تفسير القرآن " ، عند كلامه في مصنّفات ابن خزيمة ؛ قال : ( قال الحاكم في كتاب علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا ، سوى المسائل، والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء ) . اهـ

و كذا في أصل كلام الحاكم في كتابه " علوم الحديث " ؛ ففي ( النوع العشرين : معرفة فقه الحديث )
قال أبو عبد الله [ الحاكم ] : ( فضائل هذا الإمام مجموعة عندي في أوراق كثيرة وهي أشهر وأكثر من أن يحتملها هذا الموضع ، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل ، والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء ، فإن فقه حديث بريرة ثلاثة أجزاء ، ومسألة الحج خمسة أجزاء ) . اهـ

* و هذا لا يمنع من احتمال وجود كتابٍ مستقلٍ للإمام ابن خزيمة باسم " تفسير القرآن " - كما فيما نقَل الأَخَوَان الكريمان - لكثرة كتبه ، التي ( تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل ) ؛ كما قال الحاكم ، و جُلُّها مفقودٌ الآن

* و يُحْتَمل أن يكون " كتاب التفسير " هذا - الذي أشار إليه ابن خزيمة في " صحيحه " ، و في " التوحيد " - جزءاً أو كتاباً من كُتُب " صحيحه " (( مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم )) ؛ فالمطبوع منه لا يتعدى ربع الكتاب الأصل ، و بقيته مفقودة

و يرجِّح هذا الاحتمال جريانه على عادة أصحاب " الصحيحيْن " قبله ، في تقسيمهما و ترتيبهما على الكتب و الأبواب الفقهية ، و كتاب التفسير ، و غيرهما من الكتب

و للمزيد :

- ( الصحيح في اسم كتاب ابن خزيمة )
في : المجلس العلمي – أخبار الكتب - الألوكة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2221

- ( صحيح ابن خزيمة وجد كاملا..!! )
في : منتدى شؤون الكتب و المطبوعات – ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=392921
 
* و يُحْتَمل أن يكون " كتاب التفسير " هذا - الذي أشار إليه ابن خزيمة في " صحيحه " ، و في " التوحيد " - جزءاً أو كتاباً من كُتُب " صحيحه " (( مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم )) ؛ فالمطبوع منه لا يتعدى ربع الكتاب الأصل ، و بقيته مفقودة

و يرجِّح هذا الاحتمال جريانه على عادة أصحاب " الصحيحيْن " قبله ، في تقسيمهما و ترتيبهما على الكتب و الأبواب الفقهية ، و كتاب التفسير ، و غيرهما من الكتب


: p=392921[/url]


صدقت وقد فكرت في ذلك أيضاً ، وأشكرك على هذه الإضافة.
 
توجد رسالة مسجلة في قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية موسومة بأقوال الإمام ابن خزيمة في التفسير .. جمعا ودراسة ..
 
توجد رسالة مسجلة في قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية موسومة بأقوال الإمام ابن خزيمة في التفسير .. جمعا ودراسة ..
هل من سبيل إليها ؟؟ ،، وجزاكم الله خيرا
 
عودة
أعلى