هل كل الحفظة من أهل العلم ؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
هل تدل الآية على أن كل الحفظة من أهل العلم على الوجه الذي أرجع الضمير إلى القرآن؟
في قوله تعالى:
(بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ).
 
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا أخي

قال جل في علاه:"بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ"، غالبا ما كنت أرى في هذه الآية الكريمة ما ذكرت أخي الفاضل، وكنت أستعمل هذا الفهم -عادة- كوسيلة لتحفيز أبنائي وترغيبهم في حفظ كتاب الله تعالى.
لكن، سبحان الله، بمجرد أن قرأت سؤالك قلت في نفسي: هل الآية تفيد أن كل حافظ لكتاب الله سبحانه يعد -حقا- من أهل العلم والواقع خلاف ذلك؟ فكثير ممن يحفظون القرآن الكريم يستحيل أن نعدهم من العلماء، فبعضهم يجعل من القرآن مجرد وسيلة لكسب حطام من الدنيا قليل وبعضهم يجعله وسيلة للشهرة والظهور وبعضهم للتعالي على الأقران، وبعضهم لا يفقه منه شيئا وإذا سألته عن معنى آية أو لفظ لا تجد عنده جوابا...

مما جعلني أتأمل في الآية فإذا بي أقف على كلمة لعل فيها الجواب الشافي والكافي، وهي قوله تعالى:"بَيِّنَاتٌ"، فالله تعالى يقول:""بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ..." ولم يقل:""بَلْ هُوَ آيَاتٌ"، لأن الكثير من الحفظة إنما حوت صدورهم آياته، اكتفوا بحفظ ألفاظه ولم يهتموا بتدبر معانيه وحكمه وأسراره، فهؤلاء قطعا لا يمكن جعلهم في مصاف الذين أوتوا العلم.

بل الحفظة الذين وصفهم القرآن الكريم بأنهم من أهل العلم هم الذين حفظوا أياته البينات فصدورهم ليست موضعا لألفاظه فحسب بل لمعانيه، فوصف"بينات" أي ظاهرات واضحات، فهم حفظوا ألفاظه وفهموا معانيه، وعلموا أمره ونهيه، وتدبروا حكمه وأسراراه وفقهوا أسباب نزوله وعلموا محكمه ومتشابهه، فردوا متشابهه إلى محكمه، كما علموا ناسخه من منسخوه...
فهؤلاء هم أهل العلم حقا لأن صدورهم لم تحفظ فقط "الأيات"، بل حفظت :"الأيات البينات".

كانت تلك وقفة تأمل مني، ثم بحثت في بعض كتب التفسير فألفيت ما قد يعضد نظرتي هاته، من ذلك:
قول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:"القرآن آيات بينة واضحة في الدلالة على الحق، أمرًا ونهيًا وخبرًا، يحفظه العلماء، يَسَّره الله عليهم حفظًا وتلاوةً وتفسيرًا."اهـــ.
ويقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:"أي: { بَلْ } هذا القرآن { آيَات بَيِّنَات } لا خفيات، { فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } وهم سادة الخلق، وعقلاؤهم، وأولو الألباب منهم، والكمل منهم." اهـــــ.

والله أعلم وأحكم.
 
اخي محمد ..
قوله تعالى ( آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ) .
لاتفيد الاية حفظ القران عن ظهر قلب ، فهذا الامر له شأن آخر ، ولم يقع في القران ، أن الحفظ والتسميع بمعنى آية بينة.

ثانيا : آية بينة في صدور العلماء ، بمعنى ..برهان وعلامة ودليل وإيمان على أن هذا القران من عند الله سبحانه وتعالى ، وبرهان معجز على صدق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .

ثالثا : قوله تعالى ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ )، الجملة الاسمية (مبتدا وخبر)، فيها الثبوت والاستمرار. مما ينافي القول بالحفظ والتسميع ، والتجدد نراه في الشطر الثاني من الاية والجملة الفعلية (أوتوا العلم ) .

والله اعلم
 
إضافة إلى ماتفضلت به أخي ناصر يظهر لي أن الحفظ الحق للقرآن هو الذي يكون في صدور أهل العلم لأنهم المكلفون بتلقينه للناس دون غيرهم من الحفظة، فإن علمهم بمعاني ألفاظه وأحكامه ووجوه قراءته وإدراكهم لبلاغته وقوة بيانه يحول دون تحريفه، وبهم يحفظ القرآن جيلا بعد جيل.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عفوا أخي عمر أحمد، في كلامك نظر، وذلك من وجوه:

الأول: قولك:"ولم يقع في القران ، أن الحفظ والتسميع بمعنى آية بينة."اهـــ، فكأنك فهمت أن "آيات بينات" أطلقت على الحفظ المستفاد من كلمة "في صدور"، وليس الأمر كذلك، فالآية لا يمكن حملها هنا على الحفظ، بل هي صفة للقرآن الكريم الذي حوته صدور العلماء.

الثاني:قلت:"آية بينة في صدور العلماء ، بمعنى ..برهان وعلامة ودليل وإيمان على أن هذا القران من عند الله سبحانه وتعالى ، وبرهان معجز على صدق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ."اهــــــ.
وهذا الأمر الذي ذكرته لا يختص بأهل العلم، فكل من وهبه الله عقلا صريحا واستعمله استعمالا صحيحا وبقي على الفطرة السليمة لا بد أن يعلم أن هذا القرآن من عند الله تعالى، بل لا يصح إسلام من لم يوقن بهذا الأمر. وقد حكم الله تعالى بالكفر على من زعم غير هذا كقوله سبحانه في الوحيد -الوليد بن المغيرة- لما قال:"إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ " توعده بقوله:"سَأُصْلِيهِ سَقَرَ".
فعوام المسلمين، صغيرهم وكبيرهم، شيبهم وشبابهم...كل من سألته عن القرآن، فسيقول هو كلام الله نزل منه سبحانه.
إذن فالأمر لا يختص بالعلماء على الوجه الذي ذكرته.

الثالث: قلت:"قوله تعالى ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ )، الجملة الاسمية (مبتدا وخبر)، فيها الثبوت والاستمرار. مما ينافي القول بالحفظ والتسميع.."اهـــــ.
الجملة الإسمية هي قوله تعالى:"هو آيات بيات" وهذا الذي يفيد الاستمرار والثبوت، أي أن القرآن آيات واضحات ذات دلالات ظاهرة...في صدور العلماء، فلا وجه لحمل ما أفادته هذه الجملة الإسمية على ما ذكرته أخي.

هذا ما ظهر لي أخي الكريم، والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، حياكم الله بالسلام شيخنا ناصر ، لازيادة على ماتفضلت به ، وجزاكم الله خيرا .

سؤال لجميع الاخوة ..
هل لاحظتم أسلوب القصر في قوله تعالى ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ ) (سورة العنْكبوت )
أشد التاكيد على أن هذا القران هو (المقصور) آيات بينات (المقصور عليه) .
 
عودة
أعلى