السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفوا أخي عمر أحمد، في كلامك نظر، وذلك من وجوه:
الأول: قولك:"ولم يقع في القران ، أن الحفظ والتسميع بمعنى آية بينة."اهـــ، فكأنك فهمت أن "آيات بينات" أطلقت على الحفظ المستفاد من كلمة "في صدور"، وليس الأمر كذلك، فالآية لا يمكن حملها هنا على الحفظ، بل هي صفة للقرآن الكريم الذي حوته صدور العلماء.
الثاني:قلت:"آية بينة في صدور العلماء ، بمعنى ..برهان وعلامة ودليل وإيمان على أن هذا القران من عند الله سبحانه وتعالى ، وبرهان معجز على صدق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ."اهــــــ.
وهذا الأمر الذي ذكرته لا يختص بأهل العلم، فكل من وهبه الله عقلا صريحا واستعمله استعمالا صحيحا وبقي على الفطرة السليمة لا بد أن يعلم أن هذا القرآن من عند الله تعالى، بل لا يصح إسلام من لم يوقن بهذا الأمر. وقد حكم الله تعالى بالكفر على من زعم غير هذا كقوله سبحانه في الوحيد -الوليد بن المغيرة- لما قال:"إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ " توعده بقوله:"سَأُصْلِيهِ سَقَرَ".
فعوام المسلمين، صغيرهم وكبيرهم، شيبهم وشبابهم...كل من سألته عن القرآن، فسيقول هو كلام الله نزل منه سبحانه.
إذن فالأمر لا يختص بالعلماء على الوجه الذي ذكرته.
الثالث: قلت:"قوله تعالى ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ )، الجملة الاسمية (مبتدا وخبر)، فيها
الثبوت والاستمرار. مما ينافي القول بالحفظ والتسميع.."اهـــــ.
الجملة الإسمية هي قوله تعالى:"هو آيات بيات" وهذا الذي يفيد الاستمرار والثبوت، أي أن القرآن آيات واضحات ذات دلالات ظاهرة...في صدور العلماء، فلا وجه لحمل ما أفادته هذه الجملة الإسمية على ما ذكرته أخي.
هذا ما ظهر لي أخي الكريم، والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.