أيمن أبومصطفى
New member
هل كانت غيرة سارة سببا في إبعاد هاجر؟
يجيب الأستاذ الدكتور محمد بكر إسماعيل أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر فيقول:
يذكر ابن كثير في البداية والنهاية وغيره أن هاجر لما وضعت ولدها إسماعيل اشتدت غيرة سارة منها وطلبت من الخليل أن يغيب وجهها عنها ، فذهب بها وبولدها فسار يهما حتى وضعهما حيث مكة الآن.
والحق أن سارة لم تأمر زوجها بذلك مهما اشتدت غيرتها ؛ لأنها كانت امرأة صالحة قانتة تقبة ، فد ملأ الإيمان قلبها فلا يصدر عنها مثل ذلك.
قالت عائشة رضي الله عنها : لله در التقوى ما تركت لذي غيظ شفاء .
وقد أتنى الله عز وجل عليها ، وبشرها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ، فكيف يتأتى منه هذا وحالها ما قد وصفه الله عز وجل في قوله : (رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) سورة هود 73.
إن هذا العمل لو نسب إلى امرأة عادية لكانت موضع ذم عند العقلاء من خيرة الناس ، فكيف بامرأة نبي آمنت به وهاجرت معه \، وتخلقت بأخلاقه؟
ومن أقوى الأدلة على أن الغيرة لم تحملها على ذلك ، ماورد في صحيح البخاري من أن هاجر سألته حين تركها :" آلله أمرك بهذا ؟. قال : نعم"
إذن هو أمر الله لم يكن إبراهيم عليه السلام ليفعل ذلك عن أمره أو أمرها ، وهل يليق به أن يسمع لها ويطيع في أمر كهذا؟!
لو قيل :إن فلانا من الناس أطاع امرأته في إلقاء ولده في مكان قفر لا نبات فيه ولا ماء ، بعيدا عنه ، وهو رضيع ، وأمه لم ترتكب جرما ، ماذا يقول عنه الناس ؟
فعلى المسلم أن لا يتلقى كل خبر بالقبول حتى يعرضه على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويحكم عقله في فهم النصوص ، وما تحتويه من المعاني اللائقة بالمقام ، والمناسبة لمقتضى الحال.
راجع كتاب قصص القرآن د. محمد بكر إسماعيل ، دار المنار، صـ74.
كتبه د.أيمن أبومصطفى
يجيب الأستاذ الدكتور محمد بكر إسماعيل أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر فيقول:
يذكر ابن كثير في البداية والنهاية وغيره أن هاجر لما وضعت ولدها إسماعيل اشتدت غيرة سارة منها وطلبت من الخليل أن يغيب وجهها عنها ، فذهب بها وبولدها فسار يهما حتى وضعهما حيث مكة الآن.
والحق أن سارة لم تأمر زوجها بذلك مهما اشتدت غيرتها ؛ لأنها كانت امرأة صالحة قانتة تقبة ، فد ملأ الإيمان قلبها فلا يصدر عنها مثل ذلك.
قالت عائشة رضي الله عنها : لله در التقوى ما تركت لذي غيظ شفاء .
وقد أتنى الله عز وجل عليها ، وبشرها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ، فكيف يتأتى منه هذا وحالها ما قد وصفه الله عز وجل في قوله : (رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) سورة هود 73.
إن هذا العمل لو نسب إلى امرأة عادية لكانت موضع ذم عند العقلاء من خيرة الناس ، فكيف بامرأة نبي آمنت به وهاجرت معه \، وتخلقت بأخلاقه؟
ومن أقوى الأدلة على أن الغيرة لم تحملها على ذلك ، ماورد في صحيح البخاري من أن هاجر سألته حين تركها :" آلله أمرك بهذا ؟. قال : نعم"
إذن هو أمر الله لم يكن إبراهيم عليه السلام ليفعل ذلك عن أمره أو أمرها ، وهل يليق به أن يسمع لها ويطيع في أمر كهذا؟!
لو قيل :إن فلانا من الناس أطاع امرأته في إلقاء ولده في مكان قفر لا نبات فيه ولا ماء ، بعيدا عنه ، وهو رضيع ، وأمه لم ترتكب جرما ، ماذا يقول عنه الناس ؟
فعلى المسلم أن لا يتلقى كل خبر بالقبول حتى يعرضه على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويحكم عقله في فهم النصوص ، وما تحتويه من المعاني اللائقة بالمقام ، والمناسبة لمقتضى الحال.
راجع كتاب قصص القرآن د. محمد بكر إسماعيل ، دار المنار، صـ74.
كتبه د.أيمن أبومصطفى