هل كانت العرب تنطق بأحكام التجويد في كلامها

إنضم
31/10/2011
المشاركات
51
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هل كانت العرب تنطق بأحكام التجويد في كلامها؟
 
مصدر علم التجويد هو كلام العرب في الجملة إلا بعض الأحكام التي اختص بها علم التجويد فيما يتعلق بتزيين التلاوة كتمكين المدود وتمطيط الغنن والسكت على الهمز وغيره.
 
أحكام التجويد بين العربية والقرآن

أحكام التجويد بين العربية والقرآن

أحكام التجويد بين العربية والقرآن
أحكام تجويد القرآن هي ذاتها أحكام التكلم بلغة العرب زمنَ نزول الوحي على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقد وصف الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم في غير ما موضع بأنّه عربي (يوسف2 طه 113 الزمر 28 فصلت 3 الشورى 7 الزخرف 3 ...) ولم يختلفا إلاّ من جهة تخصيص هذه الأحكام وتحديدها...
1. التخصيص 1: خصّ الله سبحانه وتعالى التعبدَ بالتغنّي بالقرآن الكريم دون سواه من فنون الكلام ...وكان التغني وهو شيء من الترنم وتزيين الكلام معروفا عند العرب يستعملونه في مجالسهم وسمرهم بالأمثال والخطب والأشعار ومختلف الكلام الحسن...
2. التخصيص 2 :القرآن نزل بالمظاهر الصوتية العربية نعم ولكن ليس كلها, فهناك مظاهر صوتية عربية كثيرة لم ينزل بها القرآن و لهذا نقول بين المظاهر الصوتية القرآنية والعربية عموم وخصوص
3. التحديد : المقصود بالتحديد أنّ القرآن الكريم وضع لهذه المظاهر الصوتية حدودا ومقادير وفرائض لا يتعداها القارئ ولا يتجاوزها كمقادير المدود والغنة والقلقلة ونحوها ...والسؤال الآن من أين جاءت هذه المقادير؟ ولم نزعم أنّ القرآن حدّدها وقيّدها ؟ ...إذا كان العربي في مدّه لا تحدّه حدود ولا تمنعه قيود من المبالغة في المدّ , كمثال نقول إنّ العربي الذي يمدّ في كلامه من أجل المبالغة في النداء والإسماع لن يتوقف عن مدّ صوته ورفعه حتى يحصل له مقصود الإسماع والشاعر سيترنم بأشعاره بترجيع المدّ وإشباع الغنن لا يهمه مقدارا ولا يهمّه أبالغ أم قصّر إلاّ بقدر تفاعله (هو) مع شعره وبقدر ما يحصل له من إمتاع (غيره) من السامعين وتنميق وتزويق شعره ...وكذلك الأعرابي البدوي في صحارى نجد كان يزيد في المدّ قبل الهمز من أجل التوصل إلى التلفظ بالهمز في سهولة وعذوبة ولم يكن يهمه من مقدار هذا المدّ وصفته إلاّ تحقيق غايته (التلفظ بالهمز)...ولا يمكن الاعتماد على تحديد العادة والعرف لاختلاف العادات والظروف والمناسبات ونوع الكلام في مقابل اتّحاد الظاهرة الصوتية (المدّ مثلا)... أما القرآن فقد جعل لهذه المظاهر الصوتية حدودا ومقادير تولّدت من جهة كون القارئ الأوّل للقرآن الكريم واحد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كانت عادات العرب وأعرافها قد اختلفت من حيث حدود ومقادير هذه المظاهر باختلاف المتكلمين (المادّين والمترنمين ...) فإنّ العادة المحكّمة في قراءة القرآن هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تولّدت هذه الحدود والمقادير من التزام الصحابة والمسلمين من بعدهم بالمقادير التي اعتمدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ومن الاختلافات بين القرآن الكريم واللغة العربية في مطلق المظاهر اللغوية الصوتية منها وغير الصوتية ما يلي:
· إذا كانت المظاهر اللغوية العربية تتصف باللهجية والقبلية بمعنى أنّ لكل لهجة وقبيلة مظاهرها وأحكامها اللغوية الخاصة بها – وكانت هذه الظاهرة عامة في كلّ شؤون العرب فأعراف القبيلة وخصوصياتها محكّمة بل معبودة من دون الله- فإنّ القرآن الكريم حطّم هذا المعبود بجميع مظاهره والتي منها المظاهر الصوتية لكلامهم إذ أصبغ عليها صفة (الأُممية) فلم تعد خاصة بقبيلة دون أخرى وإنّما أصبحت مظاهر لمطلق اللغة العربية بفضل الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم ... ولم تكن هذه الأحرف السبعة محلّ اختيار القارئ - دائماً - كما يظنّ الكثيرون بل لقد ألزِم العرب ببعض المظاهر على خلاف لهجاتهم الأصلية والمتتبع لقراءات الصحابة والأئمة يقف على نماذج كثيرة ومتعددة تثبت ذلك ...
· الارتقاء ببعض المظاهر الصوتية واللغوية من الندرة وربما الشذوذ إلى أن يجعلها قرآنا يتلى ويحفظ إلى يوم القيامة فمن أمثلة ذلك صيغ مبالغة على خلاف المشهور المتداول بين العرب كوزن فَعُل في رَؤُ ف بدل فعول رَؤوف وفُعّال في نحو كُبّارا و عُجّاب بدل فَعّال ومن أمثلة ذلك إشمام الكسرة ضمة والياء واوا ...​
 
عودة
أعلى