هل في القرآن لفظ غريب ؟ تفضل بالدخول

إنضم
19 مايو 2006
المشاركات
28
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الرياض
01.png


عند النظر في المعنى اللغوي للفظة الغرابة نجد أن هذه المادة تدل على البعد والغموض، يدل على ذلك قول العرب: أغرب الرجل : أي صار غريباً، وقدح غريب: أي ليس من الشجر التي سائر القداح منها، ورجل غريب : ليس من القوم، والغريب : الغامض من الكلام(1 )، وفي المفردات: (( قيل لكل متباعد غريب، ولكل شيء فيما بين جنسه عديم النظير غريب )) (2 )، يؤكد ـ ذلك ـ أيضاًـ ما ورد في العمدة، وهو: أن (( وكل ما ورد في معنى غرب يفيد البعد، وإن أُضيف إلى الكلام أفاد الغموض، وعدم القرب إلى الذهن ))(3 )، ويُقال: غرَّب: بعُد، ورمى فأغرب: أي أبعد المرمى، وتكلم فأغرب: إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره، وقد غمُضتْ هذه الكلمة فهي غريبة(4 )، فالغريب في اللغة ما خالف الشائع المألوف، وتباعد عنه . (5 )
وقد أشار الخطابي إلى هذه المعاني اللغوية قائلاً : (( الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد على الفهم،كما أن الغريب من الناس إنما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل، ومنه قولك: للرجل إذا نحيته وأقصيته: اغرب عني، أي ابعد ... ثم إن الغريب من الكلام يُقال به على وجهين: أحدهما: أنه يُراد به أنه بعيد المعنى غامضه، لا يتناوله الفهم إلاَّ عن بعد ومعاناة فكر، والوجه الآخر: أنه يُراد به كلام مَن بعُدتْ به الدار، ونأى به المحل من شواذ قبائل العرب، فإذا وقعتْ إلينا الكلمة من لغاتهم استغربناها، وإنما هي كلام القوم وبيانهم )) . (6 )
فهذه هي معاني هذه اللفظة، وتلك دلالاتها اللغوية، وعندما نتتبع ورود هذه اللفظة في كتب البلاغة نجد أنها تَرِدُ عند البلاغيين في معرض حديثهم عن فصاحة الألفاظ، فقد ذكروا أن فصاحة الألفاظ تكمن في خلوصها من تنافر الحروف، والغرابةِ، ومخالفةِ القياس اللغوي(7 )، ويقصدون بالغرابة - كما ذكر الخطيب-: (( أن تكون الكلمة وحشية، لا يظهر معناها، فيُحتاج في معرفته إلى أن يُنقَّر عنها في كتب اللغة المبسوطة )) (8 )، ثم جاء شُّراح التلخيص بعد الخطيب فذكروا الأسباب التي دعت إلى غرابتها، يقول التفتازاني: (( والغرابة : كون الكلمة غير ظاهرة المعنى، ولا مأنوسة الاستعمال )). (9 )، وثمة أسباب أخرى لغرابة الكلمة ذكروها البلاغيون في كتبهم (10)، وعند إنعام النظر في كلام البلاغيين عن الغرابة نجد أن حديثهم عنها يتلاءم تماماً مع معناها اللغوي، وينبثق عنه .
ويتضح من كلام البلاغيين عن الغرابة أنها صفة في اللفظة تَخلُّ بفصاحتها؛ لكونها غير ظاهرة المعنى، لم يتضح المراد منها؛ ولكونها غير مأنوسة الاستعمال كذلك .
ومن هنا فإن ألفاظ القرآن الكريم تُجلُّ - كلها - وتُنزَّه عن هذا الوصف المنافي للفصاحة، فألفاظ هذا الكتاب العظيم هي الغاية في الفصاحة، وفي الحدِّ الرفيع منه .
وقد أشار إلى هذا الأمر وقرَّره ابن النقيب، فقد ذكر في مقدمة تفسيره الفنونَ التي تتعلق بفصاحة اللفظة، فكان أول ما ذكر ( التهذيب )، ثم بيَّن أن المراد به هو: (( تخليص الألفاظ من ثقل العجمية، وهُجْنة الحوشية، وفظاظة النَّبطية، وأن يُترك الكلام عذب المساق، حسن الاتساق، قريباً من فهم السامع، عذب المساغ في اللهوات والمسامع، يدخل الأذن بغير إذن، ويُتصور معناه في العقل بدقيق التدبر، ولطيف التفكر )) (11 )، ثم قال - بعد هذا -: (( والقرآن العظيم كله من أوله إلى آخره على هذه المثابة ... قد بسقتْ أشجاره، وعذُبت ثماره، واتسقتْ ألفاظه، واستحكمتْ معانيه، وحسُن رونقه، وعظُمتْ حلاوته وطلاوته، لا تملُّه الأسماع مع كثرة ترداده، ولا تنفر منه الطباع مع إبراقه وإرعاده، بل هو الذي أُحكمتْ آياته، وفُصِّلتْ وكمُلتْ في ألفاظه وحُصِّلتْ، وأُحكمتْ أحكامه وأُصِّلتْ، فهو كما قال الله - تعالى - :{ كتاب أُحكمتْ آياته ثم فُصِّلت...}[ هود : 1 ]، قد سلم من حوشي الألفاظ وَرَذْلها(12 )، وتخلص من فظاظة العجمية وثقلها، وكل كلمة منه حلَّتْ محلها، وقُرنتْ بمثلها )) . (13 )
ومن هنا فإني أرى عدم إطلاق هذا الوصف على ألفاظ القرآن الكريم؛ وذلك لِمَا لهذا الوصف (الغرابة) من إيحاء تُجَلُّ ألفاظ القرآن الكريم عنه وتُنزه، كما أن إيحاء هذه اللفظة ملازم لها لا ينفك عنها أبداً، مهما كان غرض من أطلق هذا الوصف على ألفاظ القرآن الكريم، ومراده منها .
فضلاً على أن غرابة الألفاظ من الأمور النسبية التي يتفاوت فيها علم الناس، فما يغرب عنا يقرب من غيرنا، وما نجهله نحن يعلمه سوانا، ويحيط به، ويستعمله في كلامه، ولو كان الجهل بالألفاظ ومدلولاتها عيباً مخلاً بفصاحتها لخرج شطر الكلام عن الفصاحة؛ وذلك لغلبة الجهل بها، وبعد الناس عن معانيها ودلالاتها (14 )، فمَن ذا يحكم إذن من الناس - والحالة هذه - على مدى وضوح هذه الألفاظ أو غموضها، وبُعْد معناها ؟!
ومن العجب أننا نطلق هذا الوصف (الغرابة) على الألفاظ بناءً على موقفنا نحن من معاني هذه الألفاظ قرباً وبعداً، جهلاً وعلماً، استعمالاً وتركاً، وحينما ندرك معنى تلك اللفظة، ونُحيط بها خُبْراً، ونُكثر من استعمالها تزول عنها الغرابة، وتصبح مأنوسة الاستعمال.
ومما يدعوني إلى رفض إطلاق هذا الوصف على ألفاظ القرآن الكريم ؛ أن في هذا الوصف منافاة لكثير من نعوت القرآن الكريم التي ذكرها الله في كتابه عن كتابه العظيم، فما أكثر الآيات التي جاءت مبينة أن هذا القرآن بيِّن لا يحتاج إلى بيان أو إيضاح، ومن ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - قوله:{ آلر تلك آيات الكتاب المبين } [ يوسف: 1 ] ، وقوله { آلر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين } [ الحجر : 1 ] ، وقوله:{ وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين } [ الشعراء : 192 - 195 ]، وقوله:{ طسم تلك آيات القرآن وكتاب مبين }[ النمل : 1 ] ، وقوله:{ ولقد أنزلنا إليكم آيات بينات } [ النور : 34 ]، وغيرها من الآيات التي تدل على أن هذا القرآن غاية في البيان والوضوح، فهو بيِّن - كما ذكر الله عنه في هذه الآيات - فكيف يحتاج هذا الكلام البيِّن إلى مَن يُبيِّنه ؟! إنه يُبين نفسَه بنفسه . (15 )
ولعل مما يؤيد هذا الرأي، ويُؤكد ما ذهبتُ إليه أن الله - سبحانه وتعالى - بيِّن أن هذا القرآن مُيسَّر في قوله { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } [ القمر : 17 - 22 - 32 - 40 ] فقد يسَّره - سبحانه وتعالى - لنا ، وسهَّله علينا رحمة منه بنا ، بل منَّ علينا بهذا التيسير، وتفضل به، فكيف بنا بعد هذا كله نتجاهل هذا الأمر ونتجاوزه ونصف بعض ألفاظه بالغرابة، وهي منافية للتيسير ومناقضة له، فهما وصفان متضادان متناقضان فيما بينهما، فكيف يكون هذان الوصفان المتناقضان المتضادان وصفين لموصوف واحد؟! فالغرابة لا تلتقي أبداً مع التيسير والبيان .
كما أن إطلاق وصف الغرابة على ألفاظ القرآن الكريم تناقض بيّنٌ مع كثير من الآيات التي جاءت بالأمر بتدبر القرآن، والنظر فيه، والإقبال عليه، ومن ذلك قوله: { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } [ محمد : 24 ] ، فأنى لنا أن نتدبر ألفاظاً قد غابت عنا معانيها، وغمُض علينا مرادها، والمقصود منها ؟! ولو كان الأمر كما يقولون لكان في هذا تحميل لنا ما لا نطيق، وتكليف لنا بما لا نستطيعه، ولا نقدر عليه .
وأحب أن أشير في هذا المقام إلى أن ما يذكره بعض العلماء من الشواهد على الغرابة كان من الأولى أن تُذكر تلك الآيات وتُدرس في مبحث ( ائتلاف اللفظ مع المعنى )؛ وذلك أن من أبرز الآيات التي تُذكر شاهداً للغرابة قوله تعالى: { قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين }[ يوسف : 85 ]، وقوله: { أفرأيتم اللاة والعزى * ومناة الثالثة الأخرى * ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى } [ النجم : 19 - 22 ] ،كان من الأولى أن تُذكر هذه الشواهد وغيرها في مبحث ( ائتلاف اللفظ مع المعنى ) لا في مبحث الغرابة، وهذا ما فعله ابن أبي الإصبع المصري في كتابه ( بديع القرآن ) (16 )، وقد فعله - أيضاً - الزركشي في كتابه ( البرهان ) (17 )، يقول ابن أبي الإصبع في بيان المراد من هذا المبحث ( ائتلاف اللفظ مع المعنى ) : (( وتلخيص هذه التسمية أن تكون ألفاظ المعنى المراد يلائم بعضها بعضاً ، ليس فيها لفظة نافرة عن أخواتها، غير لائقة بمكانها، كلها موصوف بحسن الجوار )) (18 )، ثم ذكر شاهداً على ذلك مبيناً أن من أمثلة هذا الباب قوله تعالى : { قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين } ، ثم بيَّن أن مجيء هذه الألفاظ بهذه الصورة كان اقتضاءً لحسن الوضع في النظم، فلا أعظم ولا أبلغ من أن تجاور كل لفظة اللفظةَ من جنسها؛ وذلك أن في هذا (( توخياً لحسن الجوار، ورغبة في ائتلاف المعاني بالألفاظ، ولتتعادل الألفاظ في الوضع ، وتتناسب في النظم ... )) . (19 )
وهذا ما فعله الرافعي - أيضاً - ، وأشار إليه في قوله تعالى { ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى } فقد بيَّن بلاغة لفظة { ضيزى }، ودلالة اختيارها في هذا المقام في التعبير عن هذا المعنى قائلاً: (( ومع ذلك فإن حسنها في نظم الكلام من أغرب الحسن وأعجبه، ولو أدرتَ اللغة عليها ما صلح لهذا الموضع غيرها ؛ فإن السورة التي هي منها، وهي سورة النجم، مفصلة كلها على الياء، فجاءت الكلمة فاصلة من الفواصل، ثم هي في معرض الإنكار على العرب، إذ وردت في ذكر الأصنام، وزعمهم في قسمة الأولاد، فإنهم جعلوا الملائكة والأصنام بنات الله مع أولادهم البنات، فقال تعالى { ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى } فكانت غرابة اللفظ أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة التي أنكرها، وكانت الجملة كلها كأنها تصوِّر في هيئة النطق بها الإنكارَ في الأولى، والتهكم في الأخرى، وكان هذا التصوير أبلغ ما في البلاغة، وخاصة في اللفظة الغريبة التي تمكنتْ في موضعها من الفصل، ووصفت حالة المتهكم في إنكاره من إمالة اليد والرأس بهذين المدَّين فيها إلى الأسفل والأعلى، وجمعت إلى كل ذلك غرابة الإنكار بغرابتها اللفظية )) . (20 )
والمتأمل في كلام الرافعي هذا يجد أنه يشير إلى ارتباط الألفاظ بالمعنى الذي جاءت لتحقيقه وبيانه، وهو المراد بائتلاف اللفظ مع المعنى، وأن ما يبدو في الظاهر من الألفاظ القرآنية غريباً فليس بغريب، بل هو في موضع عجيب من البلاغة، وفي مكنة مكينة من الفصاحة؛ لأن البلاغة أصلاً في سوق الألفاظ بحسب دواعي المقامات، وتطلب السياق لها .
وأخيراً : من أكبر الأسباب والدوافع التي جعلتني أذهب إلى هذا القول وآخذ به أن كثيراً من آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن القرآن في بيان نعوته وأوصافه - وكلها نعوت جلال وكمال – كشفت ما تميز به القرآن الكريم من الهدى و البيان، وما أودع الله فيه من الوضوح والبرهان، مما جعل قلوب المؤمنين تتعلق به وتقبل عليه قراءة وتدبراً ، وحسبك شاهداً على ما أقول قوله - تعالى - : { ... قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم }[ المائدة : 15 - 16]، وقوله: { يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً} [ النساء : 174 ] فأنى لكتاب وُصف بالنور والبيان، والهدى والبرهان أن يكون فيه ألفاظ تُوصف بالغرابة، وغموض المعنى، وبعد المراد منها وخفاؤه ؟! أبداً فإن هذا لا يكون ألبتة . والله أعلم . ( وأحب أن أشير في هذا المقام بأني لست بدعاً في هذا القول، كما أني لست منفردا فيه، فقد أفدت من علماء كثيرين أجلة، ولكني اطلعت على كلامهم، وكونت منه هذا الرأي، وهو خاص بي، ويمثل قناعة تامة لدي، وأتمنى من يطلع عليه ألا يبخل بذكر رأيه وموقفه من هذا المقال تأييداً أو تفنيداً)
__________________________________
(1 ) انظر : مادة : غرب لسان العرب .
(2) مفردات ألفاظ القرآن : مادة : غرب .
(3) العمدة في غريب القرآن : 13 ، لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي ، تحقيق يوسف بن عبدالرحمن الرعشلي ، مؤسسة الرسالة بيروت ، ط الأولى : 1974 .
(4) انظر : مادة : غرب أساس البلاغة :.
(5) انظر : لغة القرآن الكريم في جزء عم : 153 ، د . محمد أحمد نحلة ، دار النهضة العربية بيروت ، 1981 .
(6) غريب الحديث : 1 / 70 ، لأبي سليمان الخطابي ، تحقيق عبدالكريم إبراهيم العزياوي ، جامعة أم القرى ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي ، 1402 ه- .
(7) انظر : الإيضاح : 1/ 13 ، للخطيب القزويني ، إحياء الكتب الإسلامية بيروت .
(8) المصدر السابق : 1 / 13 .
(9) مختصر التفتازاني على تلخيص المفتاح : 1/ 83 ، للعلامة سعد الدين التفتازاني ، نشر أدب الحوزة ، توزيع مكتبة دار الباز ، ضمن شروح التلخيص .
(10) للاستزادة في النظر في الأسباب التي دعت إلى غرابة الألفاظ ، انظر : شروح التلخيص : 1 / 83 ، وحاشية الدسوقي: 1 / 83 ، نشر أدب الحوزة ، توزيع مكتبة دار الباز ، ضمن شروح التلخيص .
(11) مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن : 453 ، لأبي عبدالله جمال الدين المقدسي ، الشهير بابن النقيب ، تحقيق : د. زكريا سعيد علي ، مكتبة الخانجي القاهرة ،ط الأولى : 1415 ه- .
(12) الرذل : الرديء من كل شيء .
(13) مقدمة ابن النقيب : 453 .
(14) انظر : حاشية الدسوقي : 1 / 83 .
(15) المعجزة الكبرى : 552 .
(16 انظر : بديع القرآن : 77 ، لأبن أبي الإصبع المصري ، تحقيق : حفني محمد شرف ، نهضة مصر للطباعة والتوزيع .
(17) انظر : البرهان في علوم القرآن : 3 / 378 .
(18) بديع القرآن : 77 .
(19) المصدر السابق : 78 .
(20) إعجاز القرآن : 230 .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور الفاضل عبدالعزيز العمار

شكرا لك على ما طرحت من درر في اللفظ الغريب في القرآن

وانا أوافقك الرأي 100%

تنزه كلام ربي من أن يكون غريبا مبهما

قبل ان أقرأ مقالتك كنت أمر على ألفاظ غريبة بالنسبة لي في القرآن وأحتاج إلى تفسير لأعرف معناها

ولكني أثق بأن هذا اللفظ ما ورد إلا لحكمة بلاغية

وأن وردها في هذا السياق وبهذه اللفظ لهو من كمال الفصاحة والبلاغة

وقبل ان تشهد الأذهان تشهد الأذن والفؤاد بذلك فعند قراءة ذلك اللفظ تشعر بمعنى الكلمة ووقعها في القلب قبل ان ترى تفسيرها وتعرف معناها

وكنت أقول أوأنه لفظ مأنوس ولكن لقلة استخدامه في هذا الوقت أصبح غريبا لدينا

والآن من خلال بحثك هذا اتضحت الرؤية لدي

فحقا استفدت إفادة رائعة

فبارك ربي في علمكم

وجزاكم ربي خير الجزاء

وزادكم نورا وعلما وفقها وسدد خطاكم



مازلنا عطشى لمعرفة الأكثر عن الدرر في بلاغة القرآن
 
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد :
فشكر الله لفضيلة د. عبدالعزيز بن صالح العمار، على هذا المقال، وعلى هذه الفوائد الجمة .
فضيلة الدكتور استوقتني جملة من الملاحظات سأسوقها في عجالة :
(1) ما نقلتموه عن أهل اللغة هو محل الاتفاق ، غير هذه العبارة : " فالغريب في اللغة ما خالف الشائع المألوف، وتباعد عنه . " والأولى في نظري استعمال : " خلاف " بدل " خالف " .
(2)قول فضيلتكم : عن الغرابة " أنها صفة في اللفظة تَخلُّ بفصاحتها " وليس كذلك ، وتحكيم القرآن الكريم إلى مصطلحات نشأت بعده غير صحيح وكم من لفظة غريبة في القرآن هزت القلوب ، واقشعرت منها جلود السامعين .
(3) وجود الغريب في القرآن لا يعني النقص، ولو كان كذلك لقلنا : إنه لا وجود المتشابه ، ونحن نعرف أن الله وصف الكتاب كله بالإحكام في بعض الآيات ، ووصفه في بعضها بالمتشابه ، ووصفه في بعضها أن منه محكم وهو أم الكتاب وآخر متشابه.
(4) مانقلته عن مصطفى صادق الرافعي ينافي ما علقت به على كلامه فهو يقر أنها لفظة غريبة ويقول : " فكانت غرابة اللفظ أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة التي أنكرها " فهو بحث رحمه الله المناسبة التي لأجلها اختيرت هذه اللفظة لا أنه أنكرها .
(5) الصحابة رضي الله عنهم وهم العرب الفصحاء كانوا يقولون بوجود الغريب في القرآن ، ولكن هذه الغرابة أحيانا يؤثر عدم العلم بها في فهم المعنى ، وأحيانا أخرى لا يِؤثر، فعمر سأل عن " الأب " لغرابته فلما دل السياق على أنه متاع للأنعام أعرض عن معرفته ، ولما تلى قوله تعالى : " أو يأخذهم على تخوف . " وهو على المنبر سأل الناس عن معناه لغرابته فأجاب الشاعر الهذلي بأنه التنقص ، وأنشد له قول شاعرهم :
تخوف الرحل منها تامكا قردا **** كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر: " يأيها الناس تمسكوا بديوان شعركم فى جاهليتكم فإن فيه تفسيركتابكم.
 
[align=justify]قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في سياق كلام له عند الحدود - أي التعاريف - :


( .... وَهَذِهِ الْحُدُودُ مَعْرِفَتُهَا مِنْ الدِّينِ فِي كُلِّ لَفْظٍ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَدْ يَكُونُ مَعْرِفَتُهَا فَرْضَ عَيْنٍ وَقَدْ تَكُونُ فَرْضَ كِفَايَةٍ ؛ وَلِهَذَا ذَمَّ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هَذِهِ الْحُدُودَ بِقَوْلِهِ : { الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ }
وَاَلَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ فِيهِ مَا قَدْ يَكُونُ الِاسْمُ " غَرِيبًا " بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُسْتَمِعِ كَلَفْظِ : "ضِيزَى" و "قَسْوَرَةٍ" و "عَسْعَسَ" وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .)

مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 2 / ص 300)
[/align]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لأخينا عبد العزيز وسائر الإخوة الذين أغنوا الموضوع.
وقد استوقفتني هذه المسألة وأنا أدرس كتاب المفردات للراغب الأصفهاني، وتبين لي أنه لا ينبغي التوسع في إطلاق وصف الغرابة على ألفاظ القرآن الكريم.
وإذا كانت بعض الألفاظ يمكن وصفها بالغرابة "بالنسبة إلى المستمع" كما نقل أخونا الدكتور أبو مجاهد العبيدي عن الإمام ابن تيمية، فإنه يصعب إدخال ألفاظ مثل السمع والبصر والأرض والنور وغيرها من الألفاظ التي يفهمها كل الناس، (انظر مثلا التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم). حيث ذكر هذه الألفاظ وغيرها، وتجد نحو ذلك في عدد من كتب الغريب.
وقد دفعني اهتمام الراغب بالمفردة القرآنية في حد ذاتها باعتبارها أحد مداخل فهم القرآن إلى إعادة النظر في هذه المسألة.
وقد يكون اصطلاح "الألفاظ المفردة" في القرآن الكريم - كما استعمله الراغب وبنى عليه كتابه- بديلا عن اصطلاح "غريب القرآن"، وذلك لكونه أعم وأدق وأصدق على واقع الكتب المؤلفة في هذا المجال، وكونه أيضا أبعد عن الإشكال، والله تعالى أعلم.
وهذا طرف من مقال منشور بهذا الملتقى له علاقة بالموضوع من جهة الخطأ الشائع في اعتبار مفردات القرآن للراغب الأصفهاني كتابا في غريب القرآن.

هل المفردات كتاب في الغريب؟

إن ما سبق من الكلام يحملنا على التوقف في اعتبار هذا الكتاب من كتب الغريب. وأعتقد أن هذه المسألة في حاجة إلى تحرير ومراجعة، فقد دأب كثيــر من العلماء الباحثين على عد المفردات في كتب غريب القرآن. ومــن هــؤلاء الإمام الزركشي (1)، والإمام السيوطي(2)، ومن المحدثين الدكتور محمود نحلة(3) والدكتور فتحي الدابولي(4) وغيرهم.
وأغرب مــن ذلــك أن أحــد المحققــين للمفردات قال في المقدمة: "إن كتاب المفردات يعتبر موسـوعة علمية صغـيرة، فقد حوى اللغة والنحو والصرف والتفسير والقراءات والفقه والمنطق والحكمــة والأدب والنوادر و أصول الفقه والتوحيد، فأجدر به أن يحتل الصدراة بين الكتب المؤلفة في غريب القرآن ومعانيه"(5).

مفهوم الغريب:

يلخص الدكتور محمود نحلة مفهوم الغريب فيقول: "الغريب في اللغة مــا خالف الشائع المألوف وتباعد عنه. وفي اصطلاح البلاغين هو الوحشــي أو الحوشي الذي لا يظهر معناه إلا بالتنقير عنه في كتب اللغة المبسوطة. ثم ينقل عن ابن الأثير أن الوحشي قسمان: غريب حسن، وغريب قبيح، ثم يقسم الألفــاظ إلى ثلاثة أقسام: قسمان حسنان، وقسم قبيح، "فالقسـمان الحسنان أحدهما مــا تداول استعماله الأول والآخر من الزمن القديم إلى زماننا هذا ولا يطلق عليــه وحشي، والآخر ما تداول استعماله الأول دون الآخر ويختلــف في اســتعماله بالنسبة إلى الزمن وأهله. وهذا هو الذي يعاب استعماله عند العرب، لأنــه لم يكن عندهم وحشيــا وهو عندنا وحشي، وقد تضمن القـرآن الكريــم منــه كلمات معدودة، وهي التي يطلق عليها غريب القرآن... وأمــا القبيــح مــن الألفاظ الذي يعاب استعماله فلا يسمى وحشيــا فقط، بل يسمى الوحشــي الغليظ"(6).
وينقل عن الأستاذ مصطفى صادق الرافعي – رحمه الله تعالى – قوله: "وفي القرآن ألفاظ اصطلح العلماء على تسميتها بالغرائب، وليس المراد أنها منكرة أو نافرة أو شاذة كما رأيت في باب اللغةـ فإن القرآن منزه عن هذا جميعه، وإنمــا اللفظة الغريبة ها هنا هي التي تكون حسنة مســتغربة في التــأويل بحيـث لا يتساوى في العلم بها سائر الناس"(7).
وقد لا نكون في حاجة إلى بسط القول – بأكثر مما ذكــر – في تعريـف الغريب وبيان مفهومه حتى نزن به كتاب المفردات، ومهما يكن من اختــلاف في ذلك فإن أحدا – فيما نعلم، والله أعلم – لم يقل إن ألفاظ القــرآن كلــها غريبة، علمــا بأن الراغب قد عني بها جميعــا، ولم يستثن منها شيئــا.
والحق أن كتاب "المفردات" أشمل وأوسع وأعمق من مجال الغريب بمعنـاه الشائع، وهذا بحسب واقع الكتاب الناطق، وبحسب قصد كاتبه الذي نص عليه نصــا.
- فمن ذلك أن الراغب لم يشر في مقدمة "المفردات" إلى اسم لـه محــدد وواضح، وإنما قال – بعد أن نبه على مركزية الألفــاظ المفــردة في الخطاب القرآني، ومركزيتها في بنية العلوم عمومــا -: " وقد استخرت الله تعــالى في إملاء كتاب مستوفى منه مفردات ألفاظ القرآن علــى حــروف التــهجي... والإشارة فيه إلى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب"(8).
ففي هذا النص تحديد لموضوع الكتاب ومادته، وبيان للمنهج المتبع في جمعها وتصنيفها وترتيبها وعرضها. كما أن تعبير الراغب بلفظ "الاســتيفاء" يؤكد قصده إلى استيعاب جميع ألفاظ القرآن بحيث لم يقصر اهتمامه علـى ألفاظ دون أخرى، ولم يشر إلى غريب ولا إلى غيره.
ولا يقدح في أصل المســألة أن يكون قد فات الراغب بعض الألفاظ مما نبــه عليــه الســمين الحلـبي (ت، 756هــ) في "عمدة الحفاظ"(9)، ومحقق المفردات الدكتور صفــوان داوودي، فهي ألفاظ معدودة على رؤوس الأصابع كمــا يقال!!.
- ومن ذلك أن كتاب المفردات يختلف كثيرا عن كتب الغريب كتفســير غريب القرآن لابن قتية (ت، 276هــ) ، وتفسير غريب القــرآن المســمى بترهة القلوب لابن عزيز السجستاني (ت، 330هــ) وغيرهما. بل إنـه يختلف عن كتب معاني القرآن كما هي عند الفراء (ت، 207هــ) والزجــاج (ت، 311 هــ) والمجاز لأبي عبيدة (ت، 210 هـ) وغيرهم، حيث تلحق عـادة بكتب الغريـب، أو تلحق هي بها.
وهذه الكتب تهتم بالجانب اللغوي وتعـنى بالغريب غايــة العناية أكثر من أي شيء آخر. في حين يجتمع عند الراغب اللغة عامـة ولغـة القرآن خصوصـا والمصطلح أيضـا. وهنا ينبغي التفريق بين كون المفـردات متضمنـا للغريب – وهو ما لا يمكن إنكاره – وبين كونه كتابـا في الغريـب، وهما صنفان بينهما بون شاسع.
- ومن ذلك أيضـا أننا عندما نتأمل – بعناية – في مقدمة المفردات فإنـا نجد الراغب متطلعـا إلى بناء "نظرية" في علم بيان القرآن. وقد نص علـى أن كتابه هذا جاء في سياق تأليفي مقصود... فقبله كانت "الرسالة المنبهة علــى فوائد القرآن". ثم كتاب "الذريعة إلى مكارم الشريعة". قال: "وذكـرت – أي فـي تلك الرسالة – أن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظيـة، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة، .. وليس ذلك نافعـا في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع". ثم قال: "وأتبع هذا الكتـاب إن شاء الله تعالى ونسأ في الأجل بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة علـى المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة"(10).
ويضاف إلى هذا أنه توسع في العلوم اللفظية بمباحثها المختلفة في مقدمـة تفسيره(11).
ويفهم من قول الراغب السابق: "والإشارة فيه إلى المناسبات الــتي بـين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب"، أن كتاب "المفردات" – في مداه الحقيقي الذي يتصوره المؤلف – أعمق وأوسع ممـا هو عليه الآن. وذلك لأن استخلاص دلالة اللفظ القرآني يستلزم النظـر إليـه اعتمادا على:
- ملاحظة الفرق بين اللفظ ومرادفه بحسـب دلالـة اللغـة ثم بحسـب الاستعمال القرآني.
- رصد اختلاف دلالة اللفظ الواحد تبعـا لاختلاف السياق.
-رصد اختلاف المعاني وتنوعها بسبب اختلاف الاشتقاق والتصريف.
-ولا شك في أن مراعاة كل ذلك يستلزم أعمارا متعددة وأعمالا ضخمة جدا نظرا لخصوصية النص القرآني المعجز.
لقد كان الراغب على وعي تام بذلك المدى الواسع، ولكنه ربما نظر في ما يستقبل من عمره فرآه غير كاف لإنجاز هذا المشروع الضخم فاكتفى بالتنبيـه والإشارة... وفي ذلك علامة ومنارة!!.
إن اهتمام الراغب إذن بتحقيق الألفاظ المفردة وارد ضمن نسـق معرفـي محكم. ولعل من مظاهر هذا النسق امتداد العناية به من تحقيق ألفـاظ القــرآن الكريم إلى التنبيه والاهتمام – ضربـا من الاهتمام – بتحديـد اصطلاحــات العلوم. يقول: " وليس ذلك نافعـا في علـم القرآن فقط، بل هو نافع في كــل علم من علوم الشرع، فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته، وواسـطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء في أحكامهم وحكمهم، وإليها مفزع حــذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم. وما عداها وعدا الألفاظ المتفرعات عنـها والمشتقات منها هو بالإضافة إليها كالقشور والنوى بالإضافة إلى أطايب الثمـرة، وكالحثالة والتبن بالإضافة إلى لبوب الحنطة"(12).
ففي هذا النص تتجلى محورية اللفظ القرآني في بنيـة العلـوم الإسـلامية والعربية، وقد بنى عليها الراغب تصوره لتصنيف العلوم التي يأتي على رأسـها "علم القرآن" (هكذا بالمفرد! وفيه دلالة خاصة) ثم تليه علوم الشرع التي نشأت حوله.
ويتجلى في النص أيضـا خطر اللفظ في علم القرآن وخطر المصطلـح في علوم الشرع، بل في سائر العلوم. ولعل هذا هو ما يدفع بعض العلماء والباحثين إلى القول باصطلاحية ألفاظ القرآن لما يلاحظ من تميز وخصوصية في دلالاتهـا الاستعمالية في الخطاب القرآني.
ومن هذه النافذة يمكن أن نطل على مظهر عظيم من مظاهر التداخل بـين علم القرآن وهو الوحي، وبين العلوم التي أسسها العقل المســلم اسـتنادا إلى الوحي بيانـا وتبينـا. ونطل بعد ذلك على مظهر مـن مظـاهر التداخـل والتكامل بين تلك العلوم ذاتها نظرا لوحدة

الهوامش:

1-)البرهان 1/ 291.
2)الإتقان 1/ 113.
3) دراسات قرآنية في جزء عم/ د. أحمد محمود نحلة، دار العلوم العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 1409هـ/ 1989م، ص 76.
4)- غريب القرآن: دراسة وصفية/ فتحي أنور الدابولي، مجلة المنهل، العدد 491، ص 113- 119.
5) انظر تقديم د. صفوان داوودي للمفردات، وقد بذل هذا المحقق جهدا مشكورا في إخراج المفردات في صورة حسنة، وذيله بعدة فهارس نافعة جدا، لكن فاته فهرس المصطلحات مرتبة بحسب العلوم، وهو من أهم ما ينبغي العناية به في الفهارس والكشافات.
6) دراسات قرآنية/ د. نحلة ص 72.
7) السابق ص 74.
8) مقدمة المفردات.
9) عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ/ السمين الحلبي، تحقيق د. محمد التونجي، عالم الكتب، بيروت الطبعة الأولى 1414هـ- 1995م، 1/ 38- 39.
10) مقدمة المفردات.
11) نشرت تحت عنوان "مقدمة جامع التفاسير، مع تفسير الفاتحة ومطالع البقرة" تحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات، دار الدعوة، الكويت، الطبعة الأولى 1405هـ- 1984م.
12) مقدمة المفردات.
 
وينقل عن الأستاذ مصطفى صادق الرافعي – رحمه الله تعالى – قوله: "وفي القرآن ألفاظ اصطلح العلماء على تسميتها بالغرائب، وليس المراد أنها منكرة أو نافرة أو شاذة كما رأيت في باب اللغةـ فإن القرآن منزه عن هذا جميعه، وإنمــا اللفظة الغريبة ها هنا هي التي تكون حسنة مســتغربة في التــأويل بحيـث لا يتساوى في العلم بها سائر الناس".

هذه خلاصة نافعة لهذه المسألة
 
وقد قرر الإمام عبدالحميد الفراهي في مقدمة كتابه "مفردات القرآن" ما ذكره الباحث في هذا الموضوع الدكتور عبدالعزيز بن صالح العمار ؛ حيث عقد الفراهي مقدمة عنون لها بقوله : " المقدمة الثالثة : في كون القرآن خالياً عن الغريب" .

ثم ذكر قريباً مما في هذا الموضوع مع إضافات تستحق الدارسة.

ولا أدري هل رجع فضيلة الدكتور إلى هذه المقدمة أو لا؛ فلم أره ذكر كتابه هذا ضمن المراجع.


وهذا رابط له صلة بهذا الموضوع : هل في القرآن لفظة غريبة؟
 
فعلاً ... موضوع مفيد، ومشاركات رائعة، جزى الله الإخوة عليها خير الجزاء.
وأشكرك أخي محمد على رفع الموضوع والتذكير به...
وهذا السؤال كان من ضمن الأسئلة التي وجهها إلي فضيلة شيخنا: أ.د. نبيل بن محمد الجوهري خلال المقابلة الشخصية للقبول في مرحلة الدكتوراه، وقد فصل الشيخ - حفظه الله - الجواب على السؤال - على عادته -.
وكان ملخص كلامه النفيس - إن لم أنس -: " أن الغرابة هي بالنسبة إلينا، وليس في القرآن لفظ غريب مستوحش ".
ولعل هذا هو الذي ذكره الخطابي في الوجه الثاني لمعنى الغرابة : " أن يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب,فاذا وقعت إلينا الكلمة من لغاتهم استغربنا ". ثم قال:والغريب في القرآن إنما هو من النوع الثاني.
ولعله المراد أيضاً بقول الرافعي الذي نقله الأخ العمار: "وإنمــا اللفظة الغريبة ها هنا هي التي تكون حسنة مســتغربة في التــأويل بحيـث لا يتساوى في العلم بها سائر الناس".
والعلم عند الله تعالى...
 
يقول الخليل : "والحق أن الغريب الموجود في كتاب الله ليس المراد منه الوحشي المتنافر, إنما المختار منه النمط الأقصد وهو الذي جمع البلاغة والفخامة إلى العذوبة والسهولة"(كتاب العين)
ولعل المثال الذي نقله الدكتور العمار حفظه الله عن الرافعي رحمه الله في كلمة (ضيزى) تبين المراد
 
بارك الله في فضيلة الدكتور على هذا الموضوع الماتع
ولي - إن أذنتم - مداخلة بسيطة
أظن أن من أنكر وجود الغريب أو الأعجمي أتي من قبل أن في القول به انتقاصا لكلام الله
فأراد أن ينـزهه حسب فهمه
ولي بحث ربما أضعه هنا قريبا في الألفاظ اليمنية في القرآن الكريم
ولكن قبل أي شيء، لا بد من تحديد المصطلح؛ فماذا يقصد بالغريب أو الأعجمي؟
مهم جدا أن نستذكر تاريخ اللغة العربية في هذه القضية، والخلاصة: أنه بعد نزول ركاب سفينة نوح عليه السلام
كانوا يتحدثون لغة، وهذه اللغة مجهولة اصطلح عليها - ولا مشاحة في الاصطلاح - باللغة السامية الأم (Proto Semetic)
ولن نبحث الآن أين موضع جبل الجودي؟ تركيا أم اليمن أم الأردن أم.. لكن الخلاصة: أن أهل هذه اللغة - ويرجح أن يكونوا يمنيين - تفرقوا في الجزيرة العربية، فمنهم من ذهب إلى العراق وهناك نشأت اللغة الشومرية والأكدية
ومنهم من ذهب إلى سوريا وهناك نشأت اللغة الآرامية ولهجاتها (السريانية - التدمرية - النبطية)، ومنهم من ذهب إلى فلسطين وهناك نشأت اللغة الكنعانية ولهجاتها (الفينيقة - العبرية- الأوجاريتية) ومنهم من ذهب إلى إفريقيا، وهناك نشأت اللغتان الهيروغليفية والحبشية، ومنهم من بقي ولم يرحل فأسس لغة سماها المستشرقون العربية الجنوبية، ونصطلح عليها نحن اليمنيين باليمنية القديمة، ومن لهجاتها الصفوية والثمودية واللحيانية. وأما العربية الشمالية (عربية الشعر الجاهلي والقرآن الكريم) فهي أحدث اللغات السامية نشأة، وظهورا
الآن.. ماذا يقصد بالغريب؟ أهو اللفظ غير العربي الشمالي؟ فإن اعتبرت لفظ (عامود) عربيا لأنه ورد في القرآن الكريم، وتناسيت وتغافلت وتجاهلت أنه آرامي، وأن وزن فاعول لاتعرفه العربية، فهذا اصطلاحك. أما من يعرف اللغات السامية، فيقطع أنه لفظ غير عربي، شأنه شأن (فتح) بمعنى (قضى - حكم) لايعرفه العرب إلا بعد وروده في القرآن. وإلا،
فلم قال أبوعمرو بن العلاء: "ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا، ولا عربيتهم بعربيتنا"؟ ولا أظن أحدا يدعي معرفة باللغة فوق أبي عمرو أحد القراء السبعة.
ولنفرض الآن أن القرآن نزل في هذه الأيام، فورد فيه (بنزين - فلاش- فيبرجلاس) ثم جاء اللغويون العرب
فأدخلوا هذه الكلمات في معاجمهم، ونشأ خلاف بعد قرون
هل يمنع هذا أنها ألفاظ أوربية دخلت في كلام العرب، فاستعملها القرآن؟ أفيجعلها هذا عربية؟
كذلك العرب لم يعرفوا الأرائك؛ لأنهم كانوا يفترشون الأرض في الخيام
ولم يعرفوا السندس ولا الإستبرق؛ لأنهم لايعرفون إلا الشعر والوبر، لكن عرفها مثلا الوليد بن المغيرة، الذي رآها في بلاد فارس، وفكر وقدر ثم نظر ثم عبس وبسر، بعد أن تساءل: كيف يعرف راعي غنم لم يخرج من مكة هذا؟
ولم يعرفوا الجوز ولا اللوز ولا الفستق ولا البندق، وإنما عرفوا الثوم والعدس والبصل
ولذلك لم يعرف أبوبكر أو عمر ما (الأب) على حين به سميت محافظة يمنية
مثال بسيط:
أذكر أني في بغداد كنت في محاضرة وكنا ندرس نقشا مسماريا، فورد فيه لفظ (كسيبو) وهو عملة عراقية قديمة
فقال الباحث المستشرق: ولم أستدل عليه من اللغة العربية. فخطر في ذهني فورا لفظ (كسف) وقد ورد خمس مرات في القرآن الكريم وحده هذا أحدها{فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }الشعراء187
فذكرت ذلك للأستاذ فكتبه.
فهذا يعني أن لفظ كسف ليس عربيا، وهو مأخوذ من الأكدية مع الإبدال الصوتي بين الفاء والباء الثقيلة
ثم دخل كلام العرب - منذ زمن طويل، بمعنى القطع المتناثرة - فاستعمله القرآن الكريم
وصدق من قال: "من عرف حجة على من لم يعرف، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ"
والحمدلله

"
 
إضافة أخرى
ِسفر، التي وردت في القرآن بصيغة الجمع {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً }الجمعة5
ووصفا للملائكة {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ }عبس15
هذي الكلمة ومشتقاتها قطعا ليست عربية؛ وإنما هي آرامية (سيفِر) ومن الآرامية انتقلت إلى العبرية
وقد أشار المفسرون إلى شيء من ذلك
ومعروف أن العرب أميون لا يكتبون، ولما جاء الإسلام لم يكن يعرف الكتابة في قريش إلا نفر قليل
منهم كتبة الوحي، وآل أبي سفيان، وآل المغيرة.. هذا طبعا في عرب الشمال
أما عرب الجنوب (اليمن) فقد عرفوا الكتابة منذ ما قبل الميلاد بقرون
 
إضافات جميلة دكتور رصين، بارك الله فيك.

وأود أن أضيف نقطتين:
الأولى: أن الغريب لا يختص بالمعرب، فالمعرب يمكن أن يكون أحد أنواع الغريب في القرآن الكريم.

الثاني: حديثكم هنا تركز على ما يخص المعرب، وهو مبحث جليل مهم، وقد اتخذه كثير من المغرضين سببا لبث شبهاته، ونحن بحاجة لبعض مهمات علم اللغة المقارن كالتي تفضلتم بها، حتى نكون على بُصر ببعض ما يدور حوله النقاش من المباحث المتعلقة بالقرآن الكريم.

وقد اطلعت قريبا على كتاب عنوانه: (أبجدية القرآن من مملكة سبأ) لمؤلفه: محمد عقل، جاء في تعريف الدار الناشرة له مانصه:
" هو المحاولة العربية الأولى التي تثبت بالدليل العلمي أن الحرف العربي الشمالي (القرآني) يعود بأصوله إلى الخط المسندي -الحميري في جنوب اليمن.
ويكشف أن هذه الأبجدية الجنوبية اليمنية، العمودية الحروف (1200ق.م) تحولت إلى الأفقية عبر بناتها الشماليات: الثمودية واللحيانية والصفوية (800ق.م-100ق.م) فضلاً عن تضمنها حرف الضاد (ض) الذي تسمت العربية باسمه. وهو غير موجود في "الساميات" كلها!! وهذا ما يدحض مسلمات نظرية الأصل الفينيقي أو الآرامي للخط العربي، ويحقق البحث في النظام الأبجدي العربي وصوره ومعانيه، ويدقق في العلاقة الحركية بين الخط العربي واللغة العربية وجذورها الثلاثية اليمنية (1500 ق.م) ويؤكد بالأدلة والمقاربات أن أبجدية القرآن هي من مملكة سبأ. وأن عمر الحرف العربي يتعدى الـ4000 سنة. ويزين الباحث صفحات الكتاب بمئات المخططات والجداول والرموز ونماذج الخطوط الدالة والشروحات الوافية، والمصادر والمراجع والفهارس العلمية، ما يجعل الكتاب موسوعة صغيرة تحقق وتبحث وتجتهد بأشكال الكتابة الخطوطية العربية وتطورها عبر العصور" ا.هـ.

وقد قمت بمراسلة الدكتور غانم قدوري الحمد -مستشار الملتقى- طلبا لرأيه حول الكتاب، فأخبرني أنه لم يطلع عليه إلا أنه أخبرني بأن الكتاب يؤيد إحدى نظريات نشأة الخط العربي عند علماء العربية ، فهم يقولون إن الخط العربي كان يسمى قديماً بالجزم ، لأنه اقتطع من خط المسند ، وهو خط أهل اليمن القديم ، لكن جميع الدراسات الحديثة حول أصل الخط العربي تستبعد هذه النظرية ، لعدم وجود ملامح تطور مباشرة للخط العربي من خط اليمن ، أو من الخطوط المتفرعة عنه في شمالي الجزيرة العربية ، وهي مجموعة الخطوط الثمودية واللحيانية والصفوية ، وتربط الخط العربي الشمالي الذي كتب به القرآن الكريم بالخط الآرامي عن طريق الخط النبطي .

وأنا في الحقيقة لا أستوعب كثيرا مما يرد في هذه الدراسات مع تعلقها بالقرآن الكريم لضعف الخلفية العلمية حولها، وأعتقد أن هذا يشاركني فيه عدد من الزملاء، فلعلكم تسهمون بسد هذه الثغرة، وتخصيص موضوعات خاصة بها.

وأود الإشارة إلى بعض الموضوعات التي طرحت في الملتقى بخصوص موضوع المعرب، والتي كان للدكتور مساعد الطيار -مستشار الملتقى- كتبات ثرّة فيها، من هذه الموضوعات:

اللغة الأم لغة الاشتقاق
معرَّب القرآن عربي أصيل
فرضيّةُ (الشعوب الساميّة، واللغات الساميّة) فرضيّةٌ خرافيةٌ لا أصل لها
نعم .. مصطلح السامية فرضية خرافية
 
السلام عليكم
د رصين
قلت : أظن أن من أنكر وجود الغريب أو الأعجمي أتي من قبل أن في القول به انتقاصا لكلام الله
وأقول ليس لهذا فقط
ولكن لأنه يخالف النص نفسه " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ " الشعراء 195 ؛ "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ...." فصلت 44
فالقرآن عربى
ليس أعجمى
وليس أعجمى وعربى

ولذلك ليس فى القرآن مفردة غير عربية
فمثلا ما ذكرت عن كلمة - سفر - وأنها الآرامية سيفر
أرى أن فيه اساءة للقرآن من وجهين
الأول أنه عجز عن الاتيان بمفردة عربية لها نفس المعنى
والثانى لتحريفه الكلمة الآرامية سيفر إلى سفر وجمعها ككلمة عربية

ولماذا تقطع بعدم عربيتها ؟
أليس لها قياس عربى
سفر .. سفرة
مثل أكل ...أكلة
الفعل أكل وما يؤكل أكل
الفعل سفر " وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ " المدثر 34 ؛وما يسفر به " سفر... أسفار "
فيجب عدم الاكتفاء بالقول بآراميتها أو عبريتها !
 
وفيك بارك الله أخي الكريم
وأود أن أضيف نقطتين:
الأولى: أن الغريب لا يختص بالمعرب، فالمعرب يمكن أن يكون أحد أنواع الغريب في القرآن الكريم.
هذا معروف طبعا، ومفهوم. لكن.. لعلي لم أمثل لها، وسيأتيك البيان إن شاء الله
وقد اطلعت قريبا على كتاب عنوانه: (أبجدية القرآن من مملكة سبأ) لمؤلفه: محمد عقل، جاء في تعريف الدار الناشرة له مانصه:
" هو المحاولة العربية الأولى التي تثبت بالدليل العلمي أن الحرف العربي الشمالي (القرآني) يعود بأصوله إلى الخط المسندي -الحميري في جنوب اليمن.
حبذا لو تمكنت من تصويره pdf حتى يستفيد منه الجميع
أما أنا، فلم أسمع به إلا منك، وإذا قرأته ناقشت ما فيه إن شاء الله

وقد قمت بمراسلة الدكتور غانم قدوري الحمد -مستشار الملتقى- طلبا لرأيه حول الكتاب، فأخبرني ..
جميع الدراسات الحديثة حول أصل الخط العربي تستبعد هذه النظرية ، لعدم وجود ملامح تطور مباشرة للخط العربي من خط اليمن ، أو من الخطوط المتفرعة عنه في شمالي الجزيرة العربية ، وهي مجموعة الخطوط الثمودية واللحيانية والصفوية ، وتربط الخط العربي الشمالي الذي كتب به القرآن الكريم بالخط الآرامي عن طريق الخط النبطي .
هو ما قاله شيخنا
غير أن المنهج العلمي لا يسمح بالحكم على نظريات الكتاب قبل الاطلاع عليه
ولا أنسى شكرك على الروابط التي أتحفتنا بها
وترقب موضوعا قريبا إن شاء الله
لعله اليوم
 
قلت : أظن أن من أنكر وجود الغريب أو الأعجمي أتي من قبل أن في القول به انتقاصا لكلام الله
وأقول ليس لهذا فقط
ولكن لأنه يخالف النص نفسه " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ " الشعراء 195 ؛ "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ...." فصلت 44
الجواب عن هذا سهل جدا أخي
فألفاظ القرآن عربية بنسبة كبيرة غالبة هبها 99% حتى، وهذا الكلام لا يتنافى مع عربية القرآن
ولذلك ليس فى القرآن مفردة غير عربية
هذا أساس مورد الخلاف؛ فهل فسر علماء اللغة - فضلا عمن دونهم - جميع ألفاظه وحددوا معناها تحديدا دقيقا؟
اللهم لا
فمثلا ما ذكرت عن كلمة - سفر - وأنها الآرامية سيفر
أرى أن فيه اساءة للقرآن من وجهين
اتق الله فمن فعل ذلك ، كفر، وخرج من الملة
الأول أنه عجز عن الاتيان بمفردة عربية لها نفس المعنى
هذا فهمك أنت، وهو لا يلزم
وإذا لم يكن للمفردة العربية وجود، فكيف؟ وهل تظن أن في العربية تعبيرا عن كل شيء؟
والثانى لتحريفه الكلمة الآرامية سيفر إلى سفر وجمعها ككلمة عربية
لا فرق بين الفتحة والألف، والضمة والواو، والكسرة والياء
وهذا ألف باء علم الأصوات، قال ابن جني "اعلم: أن الحركات أبعاض حروف المد واللين"
ولماذا تقطع بعدم عربيتها ؟
لأن اللغة العربية أحدث اللغات السامية ظهورا، وقبلها الآرامية بآلاف السنين
أما العبرية فقد أخذتها من الآرامية كما مر
أليس لها قياس عربى
سفر .. سفرة
مثل أكل ...أكلة
الفعل أكل وما يؤكل أكل
الفعل سفر " وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ " المدثر 34 ؛وما يسفر به " سفر... أسفار
القياس ليس دليلا على الأصل
ولم يقل أحد إن (درهم أو دينار) عربيتان؛ لمجرد أنهما على الأوزان العربية
 
السلام عليكم

فألفاظ القرآن عربية بنسبة كبيرة غالبة هبها 99% حتى، وهذا الكلام لا يتنافى مع عربية القرآن
القرآن كلام ربنا الموحى به إلى الرسول بلسان عربى مبين بنسبة 100 % ؛ فهل يقبل أن تكون هذه حقيقة بنسبة 99% ؟!
أعتقد أن الجواب لا
وعدم فهم العلماء لبعض الكلمات لقصور علمهم وليس لأنها أعجمية
ويكفينى أن تقول لى وتقنعنى
كيف أن أسفر .. وسفرة وأسفار ليسوا من جذر واحد لكى نستدل أن أسفر عربية وأسفار غير عربية ؛
 
أرى الموضوع خرج عن صلبه وهو مناقشة استعمال لفظ ( غريب ) مضافا إلى القرآن إلى موضوع المعرب ، وإن كان نقاش الغريب هنا هو الذي أدى إليه ، ولكني أقترح على الفضلاء إثراء ما كتب في المعرب سابقا على الملتقى أو فتح موضوع جديد للنقاش حوله إن كان ذلك أجدى ، وها هي بعض الموضوعات التي تناولت المعرب بالإضافة لما أشار إليه أخي محمد العبادي:
(نظرات في المعرب) موسى عليه السلام في مدين
(نظرات في المُعرَّب) آدم في السماء.
(نظرات في المعرب) العبرانيون وإبراهيم العبراني
(6 نظرات في المعرب ) اللغة الأم لغة الاشتقاق / مهداة لابن الشجري
وقضية تحرير المصطلحات ومنها مصطلح الغريب من أهم القضايا لكن لا بد لطارق أبوابها من تتبع تاريخ اللفظة ونشأتها واستعمالاتها في كلام العلماء وبيان المعاني التي استخدموها فيها قبل التسور على هدم مصطلح قائم منذ قرون ولأئمة أكثر علما وغيرة على القرآن منا وعدم محاكمة المصطلح القديم للمصطلح المتأخر الخ مما يلزم دارس المصطلحات
 
السلام عليكم
وعليكم السلام
القرآن كلام ربنا الموحى به إلى الرسول بلسان عربى مبين بنسبة 100 % ؛ فهل يقبل أن تكون هذه حقيقة بنسبة 99% ؟!
أعتقد أن الجواب لا
لا أدري ما الإشكال عندك، وما هو المانع؟
وعدم فهم العلماء لبعض الكلمات لقصور علمهم وليس لأنها أعجمية
هذا غير مسلم، ولا زمه أن الله خاطب القوم بما لا يفهمون
وكذا هو مناقض لقوله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7
فهذا نص صريح في أن كل ماجاء فيه مفهوم من بعض أهل العلم
ويكفينى أن تقول لى وتقنعنى
كيف أن أسفر .. وسفرة وأسفار ليسوا من جذر واحد لكى نستدل أن أسفر عربية وأسفار غير عربية
ركز معي حفظك الله
لدينا ثلاثة ألفاظ
1- سفر: خروج من بلد إلى بلد..واضح.
2- إسفار: طلوع ضوء النهار، ومنه قوله تعالى {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ }المدثر34 وقوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ }عبس38
3- سِفر: كتاب، وهو قطعا لفظ غير عربي، وقد بينت لك السبب.
ثم لست أنا القائل بهذا فدونك كتب التفسير، فارجعها
فهذي ثلاثة ألفاظ لكل منها معنى مستقل مختلف
فلا تفترض الأصل الواحد، فليس يستقيم هنا ولا بالتكلف والتعسف
 
أرى الموضوع خرج عن صلبه وهو مناقشة استعمال لفظ ( غريب ) مضافا إلى القرآن إلى موضوع المعرب ، وإن كان نقاش الغريب هنا هو الذي أدى إليه
الغريب يا شيخ - وأنت سيد العارفين - يشمل كل لفظ غير مفهوم المعنى، أو على الأقل غير محدد الدلالة
فيدخل فيه المعرب كذلك، والدخيل، والأعجمي
فكلمة دينار مثلا اسم آلة وزن مفعال
لكنها في الأصل كلمة غير عربية، فهي أعجمية أو دخيلة
تماما كدولار اليوم
 
هذا واضح لي يا فضيلة الدكتور ولكن بما أن موضوع المعرب له استقلاليته وكتب فيه كتابات مستقلة أردت أن يتركز الكلام حوله فيما أثير من النقاش هنا ، وقد قلت في مشاركتي
وإن كان نقاش الغريب هنا هو الذي أدى إليه ،
 
فلا تفترض الأصل الواحد، فليس يستقيم هنا ولا بالتكلف والتعسف
وقد يستقيم بلا تعسف
فوجوه مسفرة هى التى تخرج ما بالداخل إلى الخارج كما أن السفر خروج من مكان إلى مكان
كما أن كلمة أسفار وردت آيتين ؛ ولايمكن أن نعتبرها فى كل مرة بمعنى
"فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا...."
" مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً...."
بل إن لها معنى واحد وهو ما يحمل فى السفر


فبغض النظر عمن قال - سيادتك أم كتب التفسير أم المعاجم - فإن فكرة وجود لفظ أعجمى فى القرآن ليس لها دليل
وإن قيل أن الغريب هو مفردة غير مفهومه أو لايعلم دلالتها العالم فهذا ليس دليلا على أنها أعجمية
لم يقل عمر أن الأب أعجمية
لقد قال : ما أدرى ما الأب
وعليه كل ماقيل عن أن فى القرآن كلمات أعجمية يجب مراجعته
 
هذا واضح لي يا فضيلة الدكتور ولكن بما أن موضوع المعرب له استقلاليته وكتب فيه كتابات مستقلة أردت أن يتركز الكلام حوله فيما أثير من النقاش هنا ، وقد قلت في مشاركتي
بارك الله فيك
وقد أعجبني الشيخ عثمان الخميس، لما عرف المذيع به، فقال: الدكتور عثمان الخميس
فلما تكلم الشيخ قال: أولا أنا لست دكتورا
وأسوة بالشيخ، أقول: لما أناقش الدكتوراة، وإن كنت قد تجاوزت السنة الثانية، فأرجو أن يكون ذلك قريبا
 
اسمح لي أولا أن أشكر لطفك، ودماثة أخلاقك
وقد يستقيم بلا تعسف
فوجوه مسفرة هى التى تخرج ما بالداخل إلى الخارج كما أن السفر خروج من مكان إلى مكان
لا أدري لماذا تصر على الربط بين المعنيين، مع أن كلا منهما مستقل بذاته؟
التعسف الذي قصدته، هو: نظرية الخليل العبقرية، التي بنى عليها معجمه (العين) وكانت أساسا لفرع من الرياضيات، هو
(التباديل ) ورددها ابن جني - كما تفعل أنت - فهو يربط بين (رجب - بجر - ربج - برج..) ثم يقول بشيء من التعسف
كما أن كلمة أسفار وردت آيتين ؛ ولايمكن أن نعتبرها فى كل مرة بمعنى
"فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا...."
" مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً...."
بل إن لها معنى واحد وهو ما يحمل فى السفر
الأولى أسفار: جمع سفر (رحيل من مكان إلى مكان)
الثانية آرامية جمع كتاب، لم يكن العرب يعرفونها حتى اسـتخدمها القرآن
فكرة وجود لفظ أعجمى فى القرآن ليس لها دليل
وإن قيل أن الغريب هو مفردة غير مفهومه أو لايعلم دلالتها العالم فهذا ليس دليلا على أنها أعجمية
لم يقل عمر أن الأب أعجمية
لقد قال : ما أدرى ما الأب
وعليه كل ماقيل عن أن فى القرآن كلمات أعجمية يجب مراجعته
هذي الكلمة بالذات لايعرفها عمر رضي الله عنهلأنها كلمة يمنية بحتة، لا مضرية
وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: يعرفها أطفال اليمن
ونعم يجب مراجعته؛ ليعرف أصله، لا لنلوي عنقه بالقوة ليكون عربيا
ثم أنت أخي الكريم جئت إلى أمثلة يسيرة
فما قولك في :
فصرهن إليك، وهيت لك، سامدون، رئيا، زقوم
بين لي اشتقاقها في العربية
 
السلام عليكم
بارك الله فيك

أنا أسأل عن المعيار الذى على أساسه قلت أن المفردة " أسفار " هنا بمعنى وهناك بمعنى آخر ؛
وما يمنعنى أن أقول العكس ؟ أى أنها فى آية سبأ تعنى الكتب بمعنى أنهم لايريدون كتبا وتشريعات تحكم حركتهم وذلك من اعراضهم عن الشرع ؛ وفى الأخرى المقصود بها السفر حيث هناك دابة وحمل وذلك لايكون إلا من أجل الانتقال والسفر

البحث فى أصلها مضرية أم آرامية .... حسمه القرآن
طالما أنها وردت فى القرآن فهى عربية
ربما يكون وزنها من الأوزان التى لاتستعمل كثيرا أو هجرها القوم فى مضر واستعملها اليمنيون
وهذا لاينفى أنها عربية
فالبحث فى هذا مطلوب ولكن فى اطار أنها عربية
ثم أنت أخي الكريم جئت إلى أمثلة يسيرة
فما قولك في :
فصرهن إليك، وهيت لك، سامدون، رئيا، زقوم
بين لي اشتقاقها في العربية
لاأدعى العلم بهذا كله
وأتكلم فى أصل المسألة
وشواهد النفى أكثر من شواهد الاثبات وأقوى منها " بلسان عربي مبين "
نؤجل البحث فى المفردات التى وردت مرة واحدة
حيث أن ماورد أكثر من مرة أسهل أن ننفى عنه أنه أعجمى
وقد بدأت بكلمة -سفر - لأنك مثلت بها
وإليك مثل مما قيل أنه أعجمى
غساق " هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ "
وقيل: الغساق: المنتن بلغة الترك
رغم أن تصاريف الكلمة وردت فى القرآن ..... غسق "أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيلِ " ؛ غاسق " وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ "
ألا يكفى هذا دليلا على نفى أعجميتها المزعومة ؟!!
 
أخويَّ الحبيبان رصين ومصطفى
يبدو أن السجال هنا قد اتضح، وكل منكما أخذ طرفا من المسألة تكلم فيها من جهة معرفته، فالأخ مصطفى ينكر أن ينسب للقرآن ما هو غير عربي، والأخ رصين يثبت أن من ألفاظ القرآن ما هو غير عربي في الأصل.
والحقيقة -حفظكما الله- أن لا تناقض بينكما، بل قول كل منكما يكمل قول الآخر ويتممه.
فقد وضح العلامة الفراهي في مقدمة كتابه الفريد (مفردات القرآن) أن كون بعض ألفاظ القرآن الكريم من غير لغة قريش -إن صحت الرواية به- فإنما يحمل على بيان أصل الكلمة، فلا شك أن غير واحد من الألفاظ العربية مجلوبة من لسانٍ آخر، مثل (سجيل) و (قسطاس) و (قنطار) وهذا لا يجعل الكلمة غريبة ولا مجهولة، كما لا يخرج القرآن الكريم عن كونه عربيا مبينا.
فهو رحمه الله يذهب إلى أن هذه الألفاظ ليست من الغريب أصلا، فضلا عن أن تخلَّ بعربية القرآن وبيانه، ويثبت أن من ألفاظ القرآن ما هو في أصله غير عربي، إلا أنه دخل في الكلام العربي، وأصبح مما يعرفه العرب ولا يجهلونه، فلم يعُد بعد هذا أثر لأصله، فيبقى الكلام مع هذا الألفاظ عربيا مبينا لا غرابة فيه.

وكلامه في هذه المسألة عموما نفيس مختصر يرجع إليه في المقدمة الثالثة: (في كون القرآن خاليا من الغريب).
 
السلام عليكم بارك الله فيك
أنا أسأل عن المعيار الذى على أساسه قلت أن المفردة " أسفار " هنا بمعنى وهناك بمعنى آخر ؛
وما يمنعنى أن أقول العكس ؟
وعليكم السلام
وفيكم بارك الله
المعيار هو الواقع: لم يعرف العرب هذه الكلمة البتة، وإنما عرفوا (كتاب) والفرق بينهما: أن السفر لا بد أن يكون كبيرا وضخما؛
فكل سفر كتاب ولا عكس
أما مسفرة وسفَر، فقد بينت لك معانيها، وذكرت لك وهنا أعيد أن كلا منها مادة مستقلة، ولا علاقة اشتقاقية بينها
أى أنها فى آية سبأ تعنى الكتب بمعنى أنهم لايريدون كتبا وتشريعات تحكم حركتهم وذلك من اعراضهم عن الشرع
تفسير (أسفار) في سبأ بمعنى (كتب) لا وجه له في كلام العرب
ولا يستقيم البتة

البحث فى أصلها مضرية أم آرامية .... حسمه القرآن
طالما أنها وردت فى القرآن فهى عربية
هذا أساس الخلاف، إلا إذا اعتبرت الآرامية وغيرها من الساميات عربية
ربما يكون وزنها من الأوزان التى لاتستعمل كثيرا أو هجرها القوم فى مضر واستعملها اليمنيون
وهذا لاينفى أنها عربية
نحن نبحث الواقع، أما مثل هذا الافتراض فشبيه بمن قال
إنني وأنت وملكة بريطانيا إخوة لأن أبانا آدم، وأمنا حواء، فنحن أشقاء إذن
وقيل: الغساق: المنتن بلغة الترك
لست متخصصا في التركية، لكن أقول ما المانع كما إن إستبرق وسندس وأرائك فارسية قطعا
رغم أن تصاريف الكلمة وردت فى القرآن ..... غسق "أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيلِ " ؛ غاسق " وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ..ألا يكفى هذا دليلا على نفى أعجميتها المزعومة ؟!!
طبعا لا يكفي دليلا، بل لا يستحق النظر فيه، فليس كثرة ورود الكلمة دليلا على أصلها
أما الاشتقاق فوارد وحاصل، ونحن اليوم نقول التلفزة، والأنترة فهل التلفزيون أو إنترنت عربيتان؟
 
والحقيقة -حفظكما الله- أن لا تناقض بينكما، بل قول كل منكما يكمل قول الآخر ويتممه.
لا أخي الكريم، ليس الأمر كذلك؛ فأنا من القائلين بوجود ألفاظ غير عربية، لا تعرفها قريش، ولا تميم، ولا قيس، ولا تميم، ولا طيء،
وهذا لا يجعل الكلمة غريبة ولا مجهولة.
هذا غير مسلم؛ وقد ضربت لك مثلا ب(إنترنت) لو أن القرآن ينزل هذه الأيام، ووردت فيه هذه الكلمة
ثم دخلت العربية كما هو واقع، وجاء فراهي آخر بعد ألف سنة، فقال هذا الكلام ، فهو غير مسلم، وغير صحيح
ومهما طال الزمن، فهذا لا يقطع اللفظ بأصله غير العربي، ولا يجعله عربيا البتة؛ حتى لو أخذ وزن وشكل الكلم العربي
كما لا يخرج القرآن الكريم عن كونه عربيا مبينا
هذا لا شك فيه، وهو صريح القرآن، لكن على الغالب الأعم وليس على الإجمال المطلق
إلا أنه دخل في الكلام العربي، وأصبح مما يعرفه العرب ولا يجهلونه، فلم يعُد بعد هذا أثر لأصله، فيبقى الكلام مع هذا الألفاظ عربيا مبينا لا غرابة فيه.
هذا غير مسلم وغير مقبول في علم اللغة، ولايقبل به لغوي
وبارك الله فيك على هذه الفائدة
 
المعيار هو الواقع: لم يعرف العرب هذه الكلمة البتة، وإنما عرفوا (كتاب) والفرق بينهما: أن السفر لا بد أن يكون كبيرا وضخما؛
فكل سفر كتاب ولا عكس
ماقصدت أن أفرق بين سفر وكتاب
قصدت أن أقول لافرق بين أسفار سبأ وأسفار الجمعة
أقول قارئ يقرأ القرآن أول مرة
وجد كلمة أسفار فى آيتين بنفس المبنى
ماهو معياره ليقول هذه عربية وهذه أعجمية

الواقع ... أى واقع ؟!
هل لدينا كتاب كتبه المعاصرون لنزول القرآن جمعوا فيه كلام العرب
أم هى آراء جمعها المفسرون من هنا وهناك ولم يجمعوا عليها

القرآن ذكر أن كتاب موسى كان عبارة عن ألواح وليس أسفار
فمن أقحم كلمة -سفر - فى لغتنا ؟
طبعا لا يكفي دليلا، بل لا يستحق النظر فيه، فليس كثرة ورود الكلمة دليلا على أصلها
أما الاشتقاق فوارد وحاصل، ونحن اليوم نقول التلفزة، والأنترة فهل التلفزيون أو إنترنت عربيتان؟
لاأتكلم على كثرة الورود يا أخى
أتكلم عن أنها عربية تتبع قواعد الصرف العربى
لو أن القرآن ينزل اليوم مااستعمل أنترة وتلفزة لأنه لن يعجز أن يسميهما بأسماء عربية ؛لأن العربية لا تعجز أن تأتى بمثل هذا الاسم ولكننا عجزنا لضعفنا
ولو كان لايستحق النظر فيه
فما هو معيار الحكم على الكلمة أنها عربية
ستقول قالها العرب ؛
ما الدليل على أن العرب قالتها ؟
هو الاستقراء
فأقول إن الاستقراء أدى إلى قواعد ومعايير يمكن بها معرفة كون الكلمة عربية أم لا

لكن أقول ما المانع كما إن إستبرق وسندس وأرائك فارسية قطعا
من ردك يبدو أنك متخصصا فى الفارسية إذن
فهل أرائك فى الفارسية حقا ؟
وماهى ؟
ومالفرق بينها وبين السرر والفرش ؟ ولماذا عدل القرآن عن الكلمة العربية واختار الفارسية ؟
 
المسألةُ علميَّةٌ تناولها العلماء في كتب اللغة وفقه اللغة وغريب القرآن والتفسير وغيرها بتفصيل مطوَّل، وقد أُفرِدَت لها مؤلفاتٌ خاصة، وأرى الحديث هنا ينحو نحو الأحاديث والافتراضات المرتَجلة، وهذا ليس ميدانها. فليقتصر على المفيد النافع المحقق من العلم حتى نستفيد ونخرج بثمرة علمية مفيدة في تعقيبات هذا البحث القيم لأخي الدكتور عبدالعزيز العمار وفقه الله.
 
أود أن أنبه هنا إلى نقطة مهمة
الإخوة مختلفون في وجود ألفاظ غريبة عن اللغة العربية ، لا يعرفها العرب ، و استعملها القرآن ، و هذا عين ما ذكره الأخ رصين بقوله :
فأنا من القائلين بوجود ألفاظ غير عربية، لا تعرفها قريش، ولا تميم، ولا قيس، ولا تميم، ولا طيء،
و قد ضرب على ذلك مثالا بالسفر على أنه مأخوذ من اللغة الآرامية ، و أن العرب لا يعرفون القراءة و الكتابة.
قبل أيام كنت أقرأ للأستاذ عبد الحق فاضل العراقي - رحمه الله - ، وهو ممن رزق باعا في علم التأثيل ، يقول ما معناه أنه كان يظن أن العربية أخذت كثيرا من الأفاظ من غيرها من اللغات ، لكن بعد الرجوع إلى أصول الكلمات تبين أن أصلها اللغة العربية ثم تداولتها اللغات الأخرى بعدها .
و قد عدت لهذا العدد من المجلة في الموقع الرسمي فوجدت الرابط لا يعمل .
و أنقل لك كلام بعض الأساتذة المختصين في هذا المجال :
خذ مثلا الأستاذ الباحث عبد المنعم الغروري يقول في لقاء صحفي معه و قد سئل :
نفيت عن القرآن احتوائه ألفاظا أعجمية .. لم ؟
فأجاب :
بعدما ثبت لي أن العربية أصل اللغات، أثار حفيظتي اتهام القرآن الكريم بأن به ألفاظا أعجمية وأن العربية افتقرت إلى غيرها من اللغات ، وتساءلت هل عجزت لغة القرآن عن أن توفي أهلها وتسعفهم بما يحتاجون من تعبيرات وألفاظ تعبر عن أغراضهم؟ كيف والمنزل عليه القرآن هو رسول عربي، والمنزل إليهم القرآن هم أمة عربية؟!
إن قضية مدعي وقوع المُعَرَّب في القرآن الكريم تجلت في عصر الدولة العباسية انتقاما من سلوك الدولة الأموية التي فرقت بين المسلم العربي والمسلم الأعجمي، الأمر الذي من شأنه دفع كثير من جمهرة العلماء إلى معالجة هذه القضية بدون تقعيد علمي أو منهجي، تحببا لحكام الدولة العباسية.
إن كتاب الله حجة على جميع المعاجم، لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز في سورة النحل الآية 103 "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين".
الآلاف من خريجي الأزهر جميعا ينادون أن هناك 165 لفظا أعجميا في القرآن الكريم، وكثير من العلماء يقول بذلك لأنهم حين حاولوا اشتقاقها من العربية لم يستطيعوا فقالوا أصلها أعجمي وهو ما أنادي بضده، وقمت بوضع كتاب بعنوان "خلو القرآن الكريم من الألفاظ العجمية" أثبت من خلاله عربية 57 مفردة ويتناول الجزء الثاني من الكتاب باقي المفردات.
فمثلا لفظ "سندس" تعني ضرب من رقيق الديباج كما جاء في المعجم الوسيط ، ولكن منهج التنسيل العربي أثبت أنه منحوت من الأصلين العربيين سند + سن ، أما (السند) معناها ضرب من الثياب أو البرود اليمانية ، ويصبح (السن) هو المصور مثل الحمأ المسنون أي الحمأ المصور ويصبح السند الخضر، كما جاء بكتاب الله عز وجل "من سندس خضر وإستبرق" وبعد دمج حرفي النون للاختصار يصبح اللفظ سندس عربيا أصيلا.ا.ه
و في بحث للأستاذ نائل عبد العزيز ، وفيه جواب عن سؤالكم :
إلا إذا اعتبرت الآرامية وغيرها من الساميات عربية
قال :
فاللغة العربية هي الأم لجميع اللهجات الأخرى ميتة وحية كالأكدية والبابلية والآشورية والآرامية والفينيقية والنبطية وغيرها . ا.ه
وهذه نتيجة وصل عدد من الباحثين و منهم الدكتورة تحية عبد العزيز ولها مؤلف في هذا باللغة الإنجليزية ، بل كل من درس علم التأثيل يجزم بهذا.
و على هذا يكون القول الصواب أنه لا يوجد في القرآن لفظ غريب لا تعرفه العرب ، أخذته من غيرها من اللغات.
ملاحظة : لاأدري إن كان كتاب الأستاذ الغروري قد طبع و أنتظر رد الإخوة الفضلاء بهذا الشأن
 
ماقصدت أن أفرق بين سفر وكتاب قصدت أن أقول لافرق بين أسفار سبأ وأسفار الجمعة
فكر رجاء، هل لو فسرتها بـ "ربنا باعد بين كتبنا" يستقيم المعنى؟

أقول قارئ يقرأ القرآن أول مرة
وجد كلمة أسفار فى آيتين بنفس المبنى ماهو معياره ليقول هذه عربية وهذه أعجمية
المعيار هو السياق وانظر كلمة (ضرب)
ضرب ابنه - ضرب في الأرض - ضرب مثلا.. اللفظ واحد، والمعاني متعددة فافهم بارك الله فيك
من ردك يبدو أنك متخصصا فى الفارسية إذن فهل أرائك فى الفارسية حقا ؟
وماهى ؟ ومالفرق بينها وبين السرر والفرش ؟ ولماذا عدل القرآن عن الكلمة العربية واختار الفارسية ؟
لا لست متخصصا في الفارسية
وجوابا عما سألت:
أريكة = كنبة، وهكذ يتضح الفرق فليست الكنبة سريرا، ولا فراشا
وقد وصف القرآن أهل الجنة بالاتكاء - وليس النوم - على الأرائك
وعدل عنها؛ لأن العرب لا يعرفونها..
على أنك إن أردت أن تنام على الكنبة فلا مانع، لكن تفسير أريكة بسرير خطأ
......
وأستسمح الشيخ عبدالرحمن أن يتركني مع الأخ، فهو طويل النفس، لكنني أتعلم منه دماثة الخلق
 
إضافة أخرى
ِسفر، التي وردت في القرآن بصيغة الجمع {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً }الجمعة5
ووصفا للملائكة {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ }عبس15
هذي الكلمة ومشتقاتها قطعا ليست عربية؛ وإنما هي آرامية (سيفِر) ومن الآرامية انتقلت إلى العبرية
وقد أشار المفسرون إلى شيء من ذلك
ومعروف أن العرب أميون لا يكتبون، ولما جاء الإسلام لم يكن يعرف الكتابة في قريش إلا نفر قليل
منهم كتبة الوحي، وآل أبي سفيان، وآل المغيرة.. هذا طبعا في عرب الشمال
أما عرب الجنوب (اليمن) فقد عرفوا الكتابة منذ ما قبل الميلاد بقرون

أستاذي الفاضل
هناك كلمات عديدة مشتركة بين عدد من اللغات
فلم لا تكن هذه الكلمات وأمثالها من الكلمات المشتركة بين العربية والآرامية
فيمتنع قولك أنها ليست عربية ؟!
 
أخى الكريم
لم تقدم مبررا واحدا لجعل دلالة أسفر فى آية الجمعة غيرها فى آية سبأ غير أنه قيل ذلك بلا دليل
غير قولك
المعيار هو السياق وانظر كلمة (ضرب)
ضرب ابنه - ضرب في الأرض - ضرب مثلا.. اللفظ واحد، والمعاني متعددة فافهم بارك الله فيك
فى آية الجمعة هناك دابة وحمل ... فماذا تكون دلالة السياق غير الانتقال والسفر ؟
والتوراة قد تسمى ألواحا أو صحفا أو كتبا ... أما سفرا فليس هناك دليل لذلك ؛
وقيل فى المثل أن الحمار يحمل كتبا لا يقرأها ولايفهم مافيها
فهل الذين حُملوا التوراة لم يقرؤوها ولم يعرفوا مافيها

من الدقة ألا نقارن ضرب ابنه بضرب فى الأرض ... فى الأولى تعدى الفعل بنفسه وفى الثانية بحرف الجر
أما إذا قلت : ضرب ابنه وضرب الأرض ... فدلالة ضرب فيهما واحدة
لا لست متخصصا في الفارسية
وجوابا عما سألت:
أريكة = كنبة،
إذن نحتكم إلى الفارسية
إن كانت أريكة وجمعها أرائك فى الفارسية وليس منقولة إليها من العربية
فرأيك صحيح
وإن لم تكن
فعندئذ نستطيع القول أن ماقيل عن وجود كلمات أعجمية فى القرآن قول غير صحيح
فهل يفتينا أحد الأساتذة ممن لهم علم بالفارسية ؟
 
أظن أن من أنكر وجود الغريب أو الأعجمي أتي من قبل أن في القول به انتقاصا لكلام الله
فأراد أن ينـزهه حسب فهمه
"
الذي لاحظته هو أن منكر وجود الغريب فى القرءآن يحمل الغريب على أنه من ليس له أصل فى العربية
والذي يثبت وجود الغريب فى القرءآن يحمله على أنه له أصل في العربية لكن قل استعماله وندر بين العرب
فالغريب عنده أمر نسبي فتستعمل بعض الكلمات بكثرة في عصر ويقل استعمالها في عصر آخر .
أي أن الكلمات المعدودة غريبة في القرءآن كانت مستعملة بين العرب بكثرة وبسبب اختلاف العصور
وتأخر الزمان قل استعمالها.

وعليه فالقولان لا يصطدمان ببعضهما
والله أعلم .
 
عودة
أعلى