بودفلة فتحي
New member
- إنضم
- 10/08/2010
- المشاركات
- 295
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
هل فعلا كان الأستاذ إبراهيم المارغني مفتيا مالكيا في الديار المصرية ؟
أعتقد والله أعلم أنّ هذا الوصف خطأ وقع فيه القائمون على طبعة دار الفكر بلبنان (1424هـ 2004م) وهي طبعة في غاية السوء لكثرة ما فيها من التصحيف فلا تكاد تمرُّ بك صفحة واحدة إلاّ وهي معبّأة بالأخطاء...ويبدو أنّ الذي نقل النص من الطبعة التونسية العتيقة لا علاقة له البتّة بما كان ينقل ويكتب وهذا هو سرّ كثرة ما وقع فيه من التصحيف ...
وصفت الطبعة المذكورة الأستاذ المارغني على غلاف الكتاب بـ : (العلامة الشيخ ...المفتي المالكي بالديار المصرية)
والمشكلة تفاقمت لما تابع مركزُ التراث الثقافي المغربي بالدار البيضاء دارَ الفكر على هذا الخطأ في طبعته بالإشتراك مع دار الحديث بالقاهرة 1429هـ 2008م بتحقيق الدكتور عبد السلام محمد البكاري فأعادوا نسخ نفس الوصف على غلاف الكتاب (العلامة الشيخ...المفتي المالكي بالديار المصرية)
والمطّلع على ترجمة الأستاذ إبراهيم المارغني لا يجد فيها ذكرا لمصر أصلا لا في مرحلة الطلب ولا في مرحلة التدريس والعطاء
ووظيفة وصفة الإفتاء ليست بالشيء الهيّن البسيط الذي يتجاهله المترجمون للشيخ رحمه الله
انظر ترجمته في :
بل المتتبّع والمدقّق للمراحل التي مرّ بها الأستاذ في حياته العلمية لا يجد مجالا ولا متّسعا لهذه الوظيفة
1865م إلى 1882م ....17 سنة من الدراسة والطلب في جامعة الزيتونة العامرة
1882 إلى 1895....13 سنة مرحلة اشتغل فيها بالتدريس (كما يذكر الدكتور البكاري) أو بمواصلة الطالب ولا يمكن أن يعيّن مفتيا خلال هذه المرحلة مع حداثة سنّه من جهة وقلّة شهرته العلمية
1895م عيّن مدرسا من الطبقة الثانية في القراءات والتجويد
وفي ذات السنة عيّن مدرسا بالمدرسة العصفورية
1897م عيّن مدرسا من الطبقة الأولى
1908 م عيّن عضوا نائبا في المجلس المختلط العقاري
1919م عيّن عضوا رسميا في ذات المجلس
1920م لم يكتف بتدريس القراءات والتجويد بل أصبح مدرسا لسائرالعلوم اللغوية والشرعية
1931م توفي رحمه الله بتونس الخضراء حفظها الله من كلّ شرّ وسوء
فمتى كان مفتيا مالكيا للديار المصرية ؟ ؟ ؟
ولعل سبب هذا التصحيف والخطأ أحد أمرين اثنين :
الأوّل : أنّ ابنه الأستاذ عبد الواحد إبراهيم المارغني الذي عنى وتكلّف بطبع الكتاب أوّل مرة ألحق به فتوى أجاب فيها الشيخ رحمه الله عن تساؤل ورد من علماء مصر
يقول الأستاذ عبد الواحد المارغني في مقدمتها (وقد ألهمنا الله تعالى في الختام لتذييل تلك الرسائل الشريفة برسالة فريدة جميلة في حكم جمع القراءات السبعية والعشرية للمؤلف شيخنا الوالد رحمه الله وأسكنه من الفردوس , أحظاه [هكذا في الأصل] سبب إبرازها وتأليفها سؤال وجّه إليه من بعض علماء مصر القاهرة في حكم ذلك يريدون الجواب عنه جوابا محررا مبينا لما به الفتوى في ذلك , فأجابهم بهذه الرسالة الحافلة الجليلة وأرسلها إليهم , فاحتفلوا بها واهتزوا لها طربا وطبعوها في عام تاريخها 1345 مع رسائل وفتاوى أخرى مهمة في كتاب لطيف وجيز وهاك نصّ الرسالة...)
فلعلّ هذه الفتوى أوهمت الطابع أو الكاتب أنّ الأستاذ رحمه الله مفتيا مالكيا في الديار المصرية...
الثاني : أنّ الأستاذ رحمه الله كان يوصف بكونه مفتي المالكية في الديار التونسية , فهو يقول في مقدمة الفتوى المذكورة أعلاه : (أما بعد فيقول الفقيرُ إلى ربّه الغنيِّ المغني عبدُه إبراهيم بن أحمد المارغني المفتي المالكي بالقطر التونسي ....) فلعلّ الطابع أو الناقل وهم والتبس عليه الأمر فذكر مصر بدل تونس ... خاصة وأنني فيما أذكر أنّ الطبعة التونسية العتيقة (وقد ضاعت مني) كتب على غلافها مفتي القطر التونسي أو شيئا مثل ذلك ...والله أعلم بالحق والصواب
فتحي بودفلة
أعتقد والله أعلم أنّ هذا الوصف خطأ وقع فيه القائمون على طبعة دار الفكر بلبنان (1424هـ 2004م) وهي طبعة في غاية السوء لكثرة ما فيها من التصحيف فلا تكاد تمرُّ بك صفحة واحدة إلاّ وهي معبّأة بالأخطاء...ويبدو أنّ الذي نقل النص من الطبعة التونسية العتيقة لا علاقة له البتّة بما كان ينقل ويكتب وهذا هو سرّ كثرة ما وقع فيه من التصحيف ...
وصفت الطبعة المذكورة الأستاذ المارغني على غلاف الكتاب بـ : (العلامة الشيخ ...المفتي المالكي بالديار المصرية)
والمشكلة تفاقمت لما تابع مركزُ التراث الثقافي المغربي بالدار البيضاء دارَ الفكر على هذا الخطأ في طبعته بالإشتراك مع دار الحديث بالقاهرة 1429هـ 2008م بتحقيق الدكتور عبد السلام محمد البكاري فأعادوا نسخ نفس الوصف على غلاف الكتاب (العلامة الشيخ...المفتي المالكي بالديار المصرية)
والمطّلع على ترجمة الأستاذ إبراهيم المارغني لا يجد فيها ذكرا لمصر أصلا لا في مرحلة الطلب ولا في مرحلة التدريس والعطاء
ووظيفة وصفة الإفتاء ليست بالشيء الهيّن البسيط الذي يتجاهله المترجمون للشيخ رحمه الله
انظر ترجمته في :
- إيضاح المكنون 246 , 448 , 978
- معجم المؤلفين 1\54
- محمد الشاذلي النيفر , بغية المريد ط2 ص133-138
- محمد محفوظ , تراجم المؤلفين التونسيين ط دار الغرب الإسلامي
بل المتتبّع والمدقّق للمراحل التي مرّ بها الأستاذ في حياته العلمية لا يجد مجالا ولا متّسعا لهذه الوظيفة
1865م إلى 1882م ....17 سنة من الدراسة والطلب في جامعة الزيتونة العامرة
1882 إلى 1895....13 سنة مرحلة اشتغل فيها بالتدريس (كما يذكر الدكتور البكاري) أو بمواصلة الطالب ولا يمكن أن يعيّن مفتيا خلال هذه المرحلة مع حداثة سنّه من جهة وقلّة شهرته العلمية
1895م عيّن مدرسا من الطبقة الثانية في القراءات والتجويد
وفي ذات السنة عيّن مدرسا بالمدرسة العصفورية
1897م عيّن مدرسا من الطبقة الأولى
1908 م عيّن عضوا نائبا في المجلس المختلط العقاري
1919م عيّن عضوا رسميا في ذات المجلس
1920م لم يكتف بتدريس القراءات والتجويد بل أصبح مدرسا لسائرالعلوم اللغوية والشرعية
1931م توفي رحمه الله بتونس الخضراء حفظها الله من كلّ شرّ وسوء
فمتى كان مفتيا مالكيا للديار المصرية ؟ ؟ ؟
ولعل سبب هذا التصحيف والخطأ أحد أمرين اثنين :
الأوّل : أنّ ابنه الأستاذ عبد الواحد إبراهيم المارغني الذي عنى وتكلّف بطبع الكتاب أوّل مرة ألحق به فتوى أجاب فيها الشيخ رحمه الله عن تساؤل ورد من علماء مصر
يقول الأستاذ عبد الواحد المارغني في مقدمتها (وقد ألهمنا الله تعالى في الختام لتذييل تلك الرسائل الشريفة برسالة فريدة جميلة في حكم جمع القراءات السبعية والعشرية للمؤلف شيخنا الوالد رحمه الله وأسكنه من الفردوس , أحظاه [هكذا في الأصل] سبب إبرازها وتأليفها سؤال وجّه إليه من بعض علماء مصر القاهرة في حكم ذلك يريدون الجواب عنه جوابا محررا مبينا لما به الفتوى في ذلك , فأجابهم بهذه الرسالة الحافلة الجليلة وأرسلها إليهم , فاحتفلوا بها واهتزوا لها طربا وطبعوها في عام تاريخها 1345 مع رسائل وفتاوى أخرى مهمة في كتاب لطيف وجيز وهاك نصّ الرسالة...)
فلعلّ هذه الفتوى أوهمت الطابع أو الكاتب أنّ الأستاذ رحمه الله مفتيا مالكيا في الديار المصرية...
الثاني : أنّ الأستاذ رحمه الله كان يوصف بكونه مفتي المالكية في الديار التونسية , فهو يقول في مقدمة الفتوى المذكورة أعلاه : (أما بعد فيقول الفقيرُ إلى ربّه الغنيِّ المغني عبدُه إبراهيم بن أحمد المارغني المفتي المالكي بالقطر التونسي ....) فلعلّ الطابع أو الناقل وهم والتبس عليه الأمر فذكر مصر بدل تونس ... خاصة وأنني فيما أذكر أنّ الطبعة التونسية العتيقة (وقد ضاعت مني) كتب على غلافها مفتي القطر التونسي أو شيئا مثل ذلك ...والله أعلم بالحق والصواب
فتحي بودفلة